المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابطال من الصحراء 7 ( ساجر الرفدي )


عساف دخنان
28/01/08, (11:53 PM)
بسم الله الرحمن الرحيم


وفي سنة من السنين ، وفي عنفوان زعامة ساجر الرفدي ، وبروز شخصيته بين زعماء قبائل نجد ، حصل بين آل شعلان خلاف على الزعامة وهم عائلة آل نايف وعائلة آل مشهور ، وكان شيخ آل شعلان وقبائل الرولة آنذاك هو فيصل بن نايف الشعلان ، ويسانده أخوه هزاع بن نايف ، وأبنا أخيه وهما فواز وسطام أبناء حمد النايف ، وقد حصلت بين العائلتين معركة ، تغلب فيها آل مشهور على آل نايف ، وقتلوا فيصل بن نايف شيخ القبيلة ، وأبن أخيه فواز ، وجرح هزاع جرحاً بليغاً .. على أثر ذلك عابت رجله ، أما سطام بن حمد فكان صبياً صغيراً ، لم يبلغ سن الرشد ، وكان عمره يقارب ثلاث عشر سنة ، ففر به عبيد آل نايف ، والتجأوا به الى الشيخ ساجر الرفدي ، أما آل مشهور فقد أخذوا راية الشعلان المشهورة وهي عبارة عن هودج مجلل بريش النعام ، ومن أخذ هذه الراية من عائلة الشعلان يصبح هو رئيس القبيلة ، وكانوا يحملونها في ساعات الحروب ، يتكاتفون من حولها ، وفعلاً ترأس آل مشهور بقبائل الرولة . أما سطام بن شعلان فعندما التجأ الى ساجر الرفدي هو وعبيده ، سألهم ساجر عن القصد من لجوئهم ، فأخبروه بما وقع بينهم وبين أبناء عمهم ابناء مشهور ، وأن شيخ الرولة فيصلا قد قتل ، وكذلك ابن أخيه فواز ، وان أبن مشهور غدر بهم ، وطلبوا من ساجر أن يعينهم بنفسه وبقومه ، لأخذ الثأر من آل مشهور ، وأستعادة الراية ، وقد لبى طلبهم ، وقال : اطمئنوا فأنا معكم ، وأعطيكم عهد الله على ذلك ، ولكن لابد من أن اتوجه أنا وياكم للشيخ أبن هذال ، شيخ العمارات ، لنعرض عليه الأمر ، ونخبره بكل ماحصل ، ونطلب منه ان يكون بجانبنا لتنفيذ ما طلبتموه ، وانا اؤكد لكم انني سأكون معكم حتى ولو أعتذر ابن هذال ، ثم توجه ساجر ومعه الصبي الصغير الى أبن هذال وأخبروه بالأمر، وطلب منه ساجر أن يقود قبائل العمارات ، لأخذ ثأر آل نايف من آل مشهور ، وارجاع رايتهم اليهم ، وقد أستعد أبن هذال لذلك ، وطمأن الشيخ الصغير سطام بن شعلان ،بأنه سيسير معهم ، وعمم الأمر على جميع قبائل العمارات ، ثم ألتفوا من حوله ، ومعه ساجر الرفدي وقبائله ، وسطام معهم ، ومن معه من العبيد ، وقيل أن معهم قسماً من قبائل الرولة ، وزحفوا على آل مشهور ، وقبائل الرولة ، وكان آل مشهور ومن معهم نازلين في وادي
( أبا القور) المعروف ، وقد أرسل أبن هذال جواسيس ليسبروا قوة الرولة ، وبعد أن عاد اليه الجواسيس وأخبروه أن الرولة مجتمعون عن بكرة أبيهم مع آل مشهور ، وبعد أن تأكد أبن هذال من ذلك أستصعب الأمر ، والتفت الى ساجر الرفدي وسطام بن شعلان وقال لهما : لابد من الرجوع والتأني ، الى أن يتفرق عربان الرولة عن آل مشهور ، ثم نغزوهم مرة ثانية ، وهم وحدهم ، وننفذ ما طلبه سطام بن شعلان ، وعندما لاحظ عبيد سطام تردد ابن هذال ، وجهوا سطاماً بأن يستثير ساجر الرفدي بالنخوة العربية ، ولما فعل سطام قام ساجر الرفدي غاضباَ ، وركب قلوصه ، وصاح بفرسان قبائل العمارات ، وقال من يريد أن يتبعني فأنا ذاهب لمهاجمة آل مشهور ومن معهم ، لأخذ ثأر من أستجار بي ، ومن يرد منكم أن يرجع فهو حر ، ثم دفع مطيته مسرعاَ ، ومستجنباَ جواده ،وذهبت فرسان العمارات خلفه ، ولم يتأخر أحد عنه ، وعندما لاحظ الشيخ ابن هذال ذلك صمم على الأستمرار معهم ، لتنفيذ الخطه ، فهاجموا آل مشهور ومن معهم من الرولة ، الا أنهم لم يظفروا بعائلة آل مشهور ، لأنهم دافعوا عن ظعينتهم الخاصة ، وعن راية الزعامة ، وحموها من القوم المغيرين ، وتوجهوا الى أراضي دومة الجندل ، وبعد ذلك قرر ابن هذال الأكتفاء بهذه المعركة ، وأمر القوم بالرجوع ،ولكن ساجر لم يكتف بذلك بل أصر على مناصرة سطام بن شعلان ، وعارض ابن هذال بالراي ، واستمر بمطاردة آل مشهور، وتبعه العمارات ، ولم يتأخر منهم أحد ، ثم كر على آل مشهور مرة ثانية ، وهم في دومة الجندل ، وقتل من فرسانهم عدداَ كبيراَ وأسر الكثير ،واسترجع الراية ، وسلمها لسطام بن حمد الشعلان، وعادوا الى منصبهم الذي سلب منهم . أما ساجر فهو لم يكتف بهذا النصر ، بل كان حافزاَ له على مواصلة غاراته على جهات اخرى ، فأغار على الشيخ ابن زويمل أحد مشايخ شمر وهو المسئوول عن أبل طلال ابن رشيد حاكم حائل ، وكان في الدهناء وقد قتل ابن زويمل ، واخذ كل ماعنده لأبن رشيد من المواشي ، وكذلك أخذ جميع حلال قبيلة بن زويمل ، وبهذه الحادثه أثبت ساجر الرفدي جرأته الفائقه ، حيث تجرأ على مهاجمة المسؤول لحاكم حائل ، متحدياَ بذلك الحاكم نفسه ، وقد رجع بهذه الغنائم العديده الى أهله ،
وقال هذه القصيدة واصفاَ قومه مفاخراَ بهم :
:



مزنٍ تزبر عم عرعر وابا القور = سيله على كل المشاريف ضافي
أول خياله صار فوق أبن مشهور = جاهم على وضح النقا مع كشافي
ياما أقبلن باخوات ربدا تقل سور= وياما أنتحن باخوات ربدا مقافي
كسيرة فيها أحمر الدم منثور = وقفواعليهم لابسين الغدافي
وخيل ضبابه وانتحى السيل بحدور = وبن زويمل شاله السيل طافي
فاجاه من فوق الرمك كل مصطور = خيال ذروه يوم هي بالعوافي
ذروات أخذناهن ويبرى لهن خور = ويفداك مالك ياربيع الضعافي
غرنا على ذروات مع فجة النور = وتخززوهن ناقلين الشلافي
والفاطر اللي عندكم فات له دور = حنت ولا تالي حنينه عوافي
هذي عوايد مدبة كل صابور = قول على فعل وكاد يشافي
وسطام خليناه يركب على الكور = وعقب العنا والكود شاف العوافي
والمركب اللي فوقه الدل منشور = جانا بضرب مصقلات الرهافي





وفد شبه ساجر قومه بالمزن وأن سيله غطى كل كل مرتفع ، وأنه أمطر أول ما أمطر على نزل أبن مشهور ، وأنه أتى اليهم جهاراً ولم يأتهم غدراً ، وقد أثنى على فرسان آل مشهور، حيث قال أن فرسانهم بكرون مرة ويفرون مرة أخرى ، بعد أن يسيل الدم منهم ، وقال أن هذا المزن بعد أن أمطر على آل مشهور أتجه الى أبن زويمل ، المسؤول لأبن رشيد و( ذروات ) أخذناها قسراً ويعني أبل طلال بن رشيد التي يغزو عليها ، وأن من ضمنها خوراً أي أنه أخذ القلائص ومعها أبل غيرها من أبل بن رشيد ، وقال في آخر قصيدته : أن هذه عوائدنا نؤدب الرجال بالرجال ، ولا نقول شيئاً الا ونفعله ، وكل الناس تشهد بفعلنا ، ثم قال : أننا نصرنا الشيخ سطام بعد أن لحقه العناء والكود ، وقال في آخر بيت : أننا أسترجعنا ( المركب ) وهي راية آل نايف بضرب مرهفات السيوف 0 وبهذه المناسبة قال شاعره سليمان اليمني هذه القصيدة :



حر شلع من مرقب مرقبينه = طلعه بعيد وصيدته حص الأوبار
غنام صياد الشواة السمينة = بمصافق الغارات للضد دمار
صك أبن مشهور وفرق ظعينه = وخلى حريمه قاعدات على الدار
ردد ردوده ثم صدر يمينه = وأدلى على نزل الزميلي بالأصحار
ساجر ضربهم ضربة في يمينه = وحلنا على ذروات بالموقف الحار
كون الضياغم من بخت حاضرينه = طرش كثير وباغي الهجن يحتار
ذروات جن أبهن من الوضح عينه = وضح تخافق وسطهن تقل نوار
راعي البويضا خبروا جاهلينه = كم حلةٍ خلي عمدها على الدار
ساجر حلف حلفٍ وتمم لدينه = وخوات بتلا للعدو كسر تغبار
طلال قل للعبد بينك وبينه = وش لون يا من والعمارات عمار
وش لون تقبل لذة النوم عينه = ووراه ربعٍ مايهابون الأخطار
من باب بغداد لباب المدينه = يلقى بني وايل على الكود صبار
من فوق الأنضا ما بغو واصلينه = مستجنبين قرح الخيل وأمهار
كم خفرةٍ تنعى وتبكي جنينه = خلي لسمحان الضواري بالأقفار
وكم خايعٍ وقت الخطر نازلينه = عاداتهم نزل الخطر سر وأجهار
وكم حلةٍ فوق الرمك ساهجينه = باقفار نجد وكل دار لهم دار
وكم عايل بارماحهم جاد عينه = من ضيمهم يشرب قراطيع الأمرار




وفي هذه القصيدة يقول لطلال بن رشيد : أسأل عمك عبيد كيف ينام وقبيلة العمارات على الوجود ، ولازالت قوية ، وأن ساجر معهم ، لايهاب الأخطار ، ثم قال : من مدينة بغداد الى المدينة المنورة وبنو وائل موجودون على خيولهم ، وأنهم يصلون الى أي شئ يريدونه ، وكم أشبعوا الذئاب الجائعة ، من جثث القتلى ، وكم أرض قفرة رتعوا بها ، دون مبالاة بأحد ، وأنهم يتنقلون في كل بلاد نجد ، وينزلون حيث ما أرادوا ، سراً وجهاراً ، وكل عائل مستكبر يؤدبونه ، ثم أشاد بقائدهم ساجر الرفدي ورمز اليه بالصقر ، وأن نظرته بعيدة ، وأنه بالمعارك يدمر الأضداد ، ثم قال أنه فرق شمل آل مشهور وترك نساءهم على الأرض ، وقال أنهم ردوا ماغنموه من آل مشهور من الأبل لأهلهم ،ثم أستمر بغزوته وأغار على أبن زويمل المسؤول لأبن رشيد ، وأنه قتل أبن زويمل وأخذ حلال بن رشيد وأخذوا ذروات ، وهذا هو أسم قلائص ابن رشيد التي يغزو عليها ، وقال أن من بينها أبلا وضح أي بيض الألوان ، وشبهها بالنوار ، يقصد زهر الأقحوان ، وقال أن ساجر أخذهم بيوم حار ، أي بمعركة حامية ، وأنه أعطى قومه الخيار من أبل بن رشيد لأنها كلها من أصائل القلائص ، وقال أن هذه هي أفعال صاحب البويضا ، ويقصد ساجر الرفدي فالذي لا يعرفه يجب أن يعرفه ، وقال أنه أقسم يميناً أن يخلص راية سطام من أبناء عمه آل مشهوروقد أوفى بقسمه ، وبعد ذلك أثنى على أخوات بتلى ، ويقصد مشائخ العمارات آل هذال 0
بعد هذه الوقائع التي فاز بها ساجر زادت شهرته علواً ، وصيته أنتشاراً ، وأخذت تنظر اليه القبائل نظرة أعجاب ، وكان يساعده الحظ في كل غزوة يغزوها ،ولذلك أخذ زعماء القبائل ينظرون اليه نظرة الكراهية ، أصبح مصدر خطر على زعامتهم بين قبائلهم ، خاصة مشائخ
( ضنى بشر ) من عنزه 0
:

فهد الشافي
29/01/08, (12:13 AM)
دلائل ووقائع تاريخية مصحوبة بأبيات شعرية

تؤكدها وتبينها للعموم

عساف بارك الله بك وعافاك الله

تحياتي









مزنٍ تزبر عم عرعر وابا القـورسيله على كل المشاريف ضافـي
أول خياله صار فوق أبن مشهورجاهم على وضح النقا مع كشافـي
ياما أقبلن باخوات ربدا تقل سوروياما أنتحن باخوات ربدا مقافـي
كسيرة فيها أحمـر الـدم منثـوروقفواعليهـم لابسيـن الغدافـي
وخيل ضبابه وانتحى السيل بحدوروبن زويمل شاله السيـل طافـي
فاجاه من فوق الرمك كل مصطورخيال ذروه يـوم هـي بالعوافـي
ذروات أخذناهن ويبرى لهن خورويفداك مالـك ياربيـع الضعافـي
غرنا على ذروات مع فجة النـوروتخززوهـن ناقليـن الشـلافـي
والفاطر اللي عندكم فات لـه دورحنت ولا تالـي حنينـه عوافـي
هذي عوايد مدبـة كـل صابـورقول علـى فعـل وكـاد يشافـي
وسطام خليناه يركب على الكـوروعقب العنا والكود شاف العوافي
والمركب اللي فوقه الدل منشـورجانا بضرب مصقـلات الرهافـي

هندي المقبل
01/02/08, (02:03 AM)
الله يعطيك العافيه اخوي عساف

مجهود كبير تقوم به

اتمنى لك التوفيق والله يعطيك الصحه والعافيه حتى تحقق حلم كمال هذا الكتاب

دمت بود

المراسل
01/02/08, (01:52 PM)
مشكور ياعساف

الله يعطيك العافيه

وفقك الله

سعوط المجانين
02/02/08, (03:58 PM)
لاهنت يالذيب وابيض وجه

سعود المسعودي
08/02/08, (08:42 PM)
مشكور ياعساف

الله يعطيك العافيه

وفقك الله

سامي السيف
08/02/08, (09:57 PM)
مشكور ياعساف

الله يعطيك العافيه

وفقك الله