مزون الدوسري
21/02/08, (05:45 AM)
كان الشتاء في الخارج قارص ..الرياح شديدة عاصفة ..والأمطار بغزارة هاطلة ..كنا قد تراكمنا حول المدفئة .. وإذ بذالك الطارق .. أصابتنا جميعا رهبة .. لا خوف من الطارق .. بل كل منا خائف أن يقع عليه الاختيار لفتح الباب ..
وكالعادة وقع الاختيار علي ..وخرجت بعد أن تدثرت بكومة من المعاطف ..
سألت من الطارق ؟ قالت أم خالد فتحت لأجد امرأة قد تكورت على نفسها وبلل المطر قد عبث بها أيما عبث ..دخلت الدار وأعطتني خالتي مظروفا وسلمته لأم خالد .. ومكثت أتأملها امرأة نحيلة جدا في زمن تشكو السيدات من السمنة .. تأملتها وهي تمضي من أمامي وقد مزقت عباءتها ونعلها و انكمشت على نفسها لشدة البرد ..وظللت أراقبها وقد تملكتني الدهشة حتى غابت في الظلام ..
عدت إلى خالتي وعلامة استفهام كبيرة قدر رسمت أمامي .... ورجوت خالتي أن تحكي لي قصتها ....
فقالت باختصار على لسان أم خالد ..قبل سنين مضت تزوجت من رجل ولم أذق طعم السعادة معه منذ أول يوم في ارتباطنا ..ومع مرور الأسابيع الأولى اكتشفت أنه مريض نفسي ..وددت الانفصال عنه ولكن هيهات .. لأني بت أحمل جنين في أحشائي وتعذر أمر انفصالي منه..لعقت الصبر مرا واستكنت ..ومع مرور الأيام والشهور زادت حالته سؤ .. بعدها فكرت بالانفصال في حزم ولكن هاهو طفلي الثاني على وشك الخروج إلى الحياة ..بقيت صابرة محتسبة أطعم أطفالي الفتات وألبسهم الممزق وأصبح الشقاء منا ونحن منه ..لدي الآن خمسة أطفال وزوج مريض وأقف عاجزة عن إعالتهم .. أكثر ما يؤلمني أن عائلة أبو خالد تعيش في ثراء فاحش ولكنهم يكرهونني لأنهم لم يرضوا بي زوجة لأبنهم .. ودام كرههم لي حتى هذا اليوم لهذا فهم لا يقدمون لي أي إعانة ولو قرش واحد ...
تكمل حديثها وتقول .. عملت براتب زهيد جدا وبدأت الحياة تدب في أجسادنا ولكن سرعان ما عادت حالتنا إلى ما كانت بعد أطردت من العمل لعدم التزامي بالمواعيد والتي كانت له ظروفه .. مرت على ذلك سنين طويلة ..ولكن هاهي أم خالد تفسر عن ابتسامه عذبه لتقول أن حالاتنا تحسنت كثير ولله الحمد بعد أن ألتحق ابني خالد بالجامعة وأصبح ينفق علينا من مكافئته !!!
انتهت القصة .. ولكن لعل ما أردته من ذكر هذه القصة هو أن أبعث رسالة لمن يتذمر من قلة راتبه والذي يربوا عن الأربعة آلآف ريال أو أكثر من ذلك بكثير ..تأمل كيف تعيش أسرة على مبلغ ثمان مائة ريال وأنت لا تكفيك الآلاف وتتذمر .. أنت بخير فاحمد الله ..
رسالة أخرى إلى إخوتي وأخواتي طلاب الجامعة سل نفسك أين تذهب مكافئتك وأين تذهب مكافئة خالد ؟؟!
رسالة ثالثة .. لمن يجاورون الفقراء ويساكنونهم في الحي نفسه ... أفكرت يوما ماذا يأكل جارك ؟؟ وكم مرة بات من غير طعام وقد جف ريقه من شدة العطش .. وهل قارنت ذلك بمأكلك ومشربك ومائدتك العامرة بالخيرات ؟؟
وهل فكرت يوما كيف أوى إلى فراشه ونام على خرقة باليه وألتحف سقف بيته المهدم .. وكيف أويت إلى فراشك الوثير الدافئ ..
وهل فكرت في أطفاله الذين حاموا حوله يطلبون منه لعبا وحلوى فغض بصره عنهم والعبرة تكاد تخنقه .. وفي أطفالك الذين امتلكوا لعبة ثمينة وكسروها وطلبوا أخرى ولحقت أختها .. وكم أكلوا من الحلوى حتى تخمت بطونهم ؟؟
رسالة أخيرة ولا تعليق عليها لمن سخر من زيادة الـ 5%
إخوتي وأخواتي هذه رسائلي بعثتها إليكم كي نتأملها ونفكر في حالنا وأحوال من حولنا من فقراء بني جلدتنا ..
\
ودمتم بنعمة وغنى ورخاء ..
تحيتة متخمة بالمسك ..أختكم مزون
وكالعادة وقع الاختيار علي ..وخرجت بعد أن تدثرت بكومة من المعاطف ..
سألت من الطارق ؟ قالت أم خالد فتحت لأجد امرأة قد تكورت على نفسها وبلل المطر قد عبث بها أيما عبث ..دخلت الدار وأعطتني خالتي مظروفا وسلمته لأم خالد .. ومكثت أتأملها امرأة نحيلة جدا في زمن تشكو السيدات من السمنة .. تأملتها وهي تمضي من أمامي وقد مزقت عباءتها ونعلها و انكمشت على نفسها لشدة البرد ..وظللت أراقبها وقد تملكتني الدهشة حتى غابت في الظلام ..
عدت إلى خالتي وعلامة استفهام كبيرة قدر رسمت أمامي .... ورجوت خالتي أن تحكي لي قصتها ....
فقالت باختصار على لسان أم خالد ..قبل سنين مضت تزوجت من رجل ولم أذق طعم السعادة معه منذ أول يوم في ارتباطنا ..ومع مرور الأسابيع الأولى اكتشفت أنه مريض نفسي ..وددت الانفصال عنه ولكن هيهات .. لأني بت أحمل جنين في أحشائي وتعذر أمر انفصالي منه..لعقت الصبر مرا واستكنت ..ومع مرور الأيام والشهور زادت حالته سؤ .. بعدها فكرت بالانفصال في حزم ولكن هاهو طفلي الثاني على وشك الخروج إلى الحياة ..بقيت صابرة محتسبة أطعم أطفالي الفتات وألبسهم الممزق وأصبح الشقاء منا ونحن منه ..لدي الآن خمسة أطفال وزوج مريض وأقف عاجزة عن إعالتهم .. أكثر ما يؤلمني أن عائلة أبو خالد تعيش في ثراء فاحش ولكنهم يكرهونني لأنهم لم يرضوا بي زوجة لأبنهم .. ودام كرههم لي حتى هذا اليوم لهذا فهم لا يقدمون لي أي إعانة ولو قرش واحد ...
تكمل حديثها وتقول .. عملت براتب زهيد جدا وبدأت الحياة تدب في أجسادنا ولكن سرعان ما عادت حالتنا إلى ما كانت بعد أطردت من العمل لعدم التزامي بالمواعيد والتي كانت له ظروفه .. مرت على ذلك سنين طويلة ..ولكن هاهي أم خالد تفسر عن ابتسامه عذبه لتقول أن حالاتنا تحسنت كثير ولله الحمد بعد أن ألتحق ابني خالد بالجامعة وأصبح ينفق علينا من مكافئته !!!
انتهت القصة .. ولكن لعل ما أردته من ذكر هذه القصة هو أن أبعث رسالة لمن يتذمر من قلة راتبه والذي يربوا عن الأربعة آلآف ريال أو أكثر من ذلك بكثير ..تأمل كيف تعيش أسرة على مبلغ ثمان مائة ريال وأنت لا تكفيك الآلاف وتتذمر .. أنت بخير فاحمد الله ..
رسالة أخرى إلى إخوتي وأخواتي طلاب الجامعة سل نفسك أين تذهب مكافئتك وأين تذهب مكافئة خالد ؟؟!
رسالة ثالثة .. لمن يجاورون الفقراء ويساكنونهم في الحي نفسه ... أفكرت يوما ماذا يأكل جارك ؟؟ وكم مرة بات من غير طعام وقد جف ريقه من شدة العطش .. وهل قارنت ذلك بمأكلك ومشربك ومائدتك العامرة بالخيرات ؟؟
وهل فكرت يوما كيف أوى إلى فراشه ونام على خرقة باليه وألتحف سقف بيته المهدم .. وكيف أويت إلى فراشك الوثير الدافئ ..
وهل فكرت في أطفاله الذين حاموا حوله يطلبون منه لعبا وحلوى فغض بصره عنهم والعبرة تكاد تخنقه .. وفي أطفالك الذين امتلكوا لعبة ثمينة وكسروها وطلبوا أخرى ولحقت أختها .. وكم أكلوا من الحلوى حتى تخمت بطونهم ؟؟
رسالة أخيرة ولا تعليق عليها لمن سخر من زيادة الـ 5%
إخوتي وأخواتي هذه رسائلي بعثتها إليكم كي نتأملها ونفكر في حالنا وأحوال من حولنا من فقراء بني جلدتنا ..
\
ودمتم بنعمة وغنى ورخاء ..
تحيتة متخمة بالمسك ..أختكم مزون