المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تكملةهجرة بعض قبائل عنزة من نجد والحجاز وأسبابها


عساف دخنان
06/06/08, (08:31 PM)
هجرة بعض قبائل عنزة من نجد والحجاز وأسبابها
الجزء الثالث

• أحداث الجدب في القرن الثالث عشر هجري :
1211هـ وفيها أنزل الله سيلاً عظيماً أشفق منه كثير من أهل البدان وغرقت منه حلة الدلم ومحاها ، ولم يبق من بيوتها إلا القليل ، وذهب لهم أموال كثيرة من الطعام والأمتعة وغيرها ، ونزل على بلد حريملاء برد لم يعرف له نظير خسف السطوح وقتل البهائم وكسر عسبان النخل وخوصها ، وكسر الأشجار وهدم الجدران حتى أشرفوا على الهلاك ، ثم رحمهم الله تعالى وفرج عنهم ثم جاء في الصيف سيل عظيم أشفق منه أهل البلدان وهدم بعض حوطة الجنوب وذهب بزروع كثيرة محصودة ، وجاء في وادي بني حنيفة سيل عظيم، هدم في الدرعية بيوتاً كثيرة ، وارتفع على الدكاكين والبيوت ، ولم يكن يعلم أنه قبل ذلك بلغها ، وهدم في العيينة بيوتاً كثيرة وسمي أهل الدرعية هذا السيل موصة... المصدر – صفحة 201 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1220هـ وفي هذه السنة اشتد البلاء والقحط على الناس في نجد وما يليها ، وسقط كثير من أهل اليمن ومات أكثر إبلهم وأغنامهم .
وفي آخرها في ذي القعدة بلغ البر ثلاثة آصع بالريال ، وبلغ التمر سبع وزنات بالريال ، وبيع في ناحية الوشم والقصيم خمس وزنات بالريال ، وأما مكة فالأمر فيها أعظم مما ذكرنا بسبب الحرب والحصار وقطع الميرة والسابلة وذلك حيث انتقض الصلح بين غالب وبين سعود ، فسدت الطرق كلها عن مكة من جهة اليمن وتهامة والحجاز ونجد ، لأن كلهم رعية سعود وتحت أمره ، فثبت عندنا وتواتر أن كيلة الأرز والحب بلغت في مكة ست أريل، وكيلتهم أنقص من صاع ، وبيع فيها لحوم الحمير والجيف بأغلى ثمن وأكلت الكلاب ، وبلغ رطل الدهن ريالين ومات خلق كثير عندهم جوعاً .. وأما نجد فاشتد الجوع على الناس ، ولكن الله جعل الأمن العظيم في نواحيهم ، يسافر الرجل إلى أقصى البلاد من اليمن وعمان والشام والعراق وغير ذلك ، لا يخشى أحداً إلا الله ، وصارت الدرعية لهم ردءاً كأنها البصرة والأحساء ، فمن أتاها بنفسه وعياله وسع الله عليه دنياه ، وطاول هذا البلاء والجوع في نجد نحو ست سنين .. المصدر – صفحة 238 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
* تعليق : هذه السنة التي هاجرت بها بعض قبائل عنزة وقصد بها الشيخ عبد الله الهذال في قصيدته عن نجد والتي ذكر عنا بها هذا القحط المذكر من هذه السنة بهذا البيت : سبعة سنيـن ما لمع فـيـك بـارق.... مات الـحلال ويـبست الأشـجــار وقد ذكر ابن بشر في نصه السابق من سنة 1220هـ أن هذا القحط استمر ست سنين ولكن هذا لا يختلف مع ما ذكره الشيخ عبد الله بن هذال ، إذ يشير ابن بشر في القحط الذي ذكر خبره في سنة 1251هـ أن القحط الذي حدث في سنة 1220هـ استمر 7 سنين .. ويقول ابن عيسى : وفيها أشتد القحط والغلا وهلك كثير من بادية الحجاز واليمن ونجد وعدمت الأقوات في مكة المشرفة...
المصدر – صفحة 99 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى 1222هـ وفي هذه السنة اشتد الغلاء والقحط في نجد وبلغ البر أربعة أصواع بالريال والتمر إحدى عشرة وزنة بالريال ، وأمحلت الأرض ، وأهلك غالب مواشي البوادي ولم يبق لأكثرهم ألا قليل ، وهلك أيضا غالب مواشي الحضر..
المصدر – صفحة 245 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1223هـ وفي هذه السنة الغلاء والقحط في نجد على حاله في الشدة وانتهى سعر البر أربعة آصع بالريال ، ولاثة آصع التمر عشر وزنات بالريال ، وعم الغلاء في جميع نجد واليمن والتهائم والحرمين والحجاز والاحساء ، ووقع مع ذلك مرض ووباء مات فيه خلق كثير من نواحي نجد ، ودخلت السنة الرابعة والأمر على حاله من الغلاء والمرض ، ومات فيها والتي قبلها من سواد الناس مئون ..
المصدر – صفحة 249 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1224هـ وفيها اشتد الوباء والمرض ، خصوصاً في بلد الدرعية فمكث على ذلك الحال إلى شهر جمادى ، ومات في الدرعية خلق كثير من الغرباء والسكان ، حتى أتى عليهم أيام يموت في اليوم الواحد ثلاثون وأربعون نفساً وكتب سعود نصيحة بليغة إلى أهل الدرعية وأرسلها إلى جميع النواحي وحضهم على التخلي عن الذنوب والتوبة النصوح ، وذكر فيها كثيراً من المحظورات وأورد الترهيب بالأدلة عنها ودعا الله في آخرها دعاء عظيماً أكثر فيه من الثناء على الله والتوسل بأسمائه الحسنى برفع الضر والوباء بعدها عن الدرعية..
المصدر – صفحة 249 ،250 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1229هـ وفيها ظهر في نجد جراد كثير ودبى أكل غالب زروعهم وقطع كثيراً من ثمر النخل في بلدان كثيرة ... المصدر – صفحة 279 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر وفي هذه السنة وقع في بلدان سدير ومنيخ وباء عظيم وحمى مات فيه خلق كثير وأكثر من مات في بلد جلاجل ، مات منهم أكثر من ستمائة نفس بين الكبير والصغير ، ولم يزل الوباء مبتدأ السنة إلى آخرها ..
المصدر – صفحة 296 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1235هـ وفي هذه السنة كثر الدبى في البلدان وأكل الزروع وسعر البر ثلاثة آصع وأربعة بالريال ، والتمر أربع وزنات بالريال..
المصدر – صفحة 355 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1236هـ وفي هذه السنة حدث الوباء العظيم الذي عم الدنيا وأفنى الخلائق في جميع الآفاق، وهو الوجع الذي يحدث في البطن فيسهله وتقيء الكبد ويموت الإنسان من يومه ذلك، أو بعد يومين أو ثلاثة ، ولم أعلم أنه حدث قبل هذا في الدنيا ، وكان أول حدوثه ناحية الهند، فسار منه في هذه السنة إلى البحرين والقطيف ، وفني بسببه خلائق عظيمة ثم وقع في الأحساء والبصرة والعراق والعجم غير ذلك...
المصدر – صفحة 362 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1242هـ وفيها غلت الأسعار وقلت الأمطار ومات في سدير والقصيم خلق كثير جوعا ً ... المصدر – صفحة 38 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1246هـ وفي آخر ذي القعدة منها هب ريح عاصف وقت العشاء الآخرة ورمت نخيلاً في سدير وغيره ، وأحصى الذي طاح من قريتنا من النخل ، فكان أربع مئة نخلة ومن قدرة الله تعالى أن أكثر الانكسار من النخل القصار ، وأما النخل الطوال فلم يختلف منه إلا القليل ، وهذه من الآيات وخوارق العادات التي طمت وعمت ، حتى قيل : إنها فعلت كذلك في الأقطار ... وفيها وقع وباء وموت عظيم في مكة المشرفة وهو أبو زويعة عند العامة ، وهو العقاص الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأول ما وقع فيها قبل قدوم الحاج في ذي القعدة ، ومات منه فئام من الناس ، ثم ارتفع منها على دخول ذي الحجة ، فلما كان يوم النحر حل الوباء والموت ثانياً في الحجاج وغيرهم ، ومات في أيام التشريق خلق كثير .. وذكر لنا أنه ما بقي من الحاج الشامي إلا نحو الثلث ، ومن حاج أهل نجد نحو النصف ، وذكر لنا : أنه أحصي من مات من أهل مكة فكانوا ستة عشر ألفا ..
المصدر – صفحة 55 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1247هـ وفي هذه السنة وقع الطاعون الذي عم العراق والسواد والمجرة وسوق الشيوخ والبصرة والزبير والكويت وما حولها ، وليس هذا مثل الوباء الذي قبله المسمى العقاص ، بل هذا هو الطاعون المعتاد نعوذ بالله من غضبه وعقابه ، وحل بهم الفناء العظيم الذي انقطع منه قبائل وحمائل ، وخلت من أهلها منازل ، وإذا دخل في بيت لم يخرج منه وفيه عين تطرف ، وجثا الناس في بيوتهم لايجدون من يدفنهم وأموالهم عندهم ليس لها وال ، وأنتنت البلدان من جيف الإنسان وبقيت الدواب والأنعام سائبة في البلدان ليس عندها من يعلفها ويسقيها حتى مات أكثرها ، ومات بعض الأطفال عطشا وجوعا وخر أكثر المساجد صريعا ، لان أهاليهم إذا أحسوا بالألم رموهم في المساجد رجاء أن يأتيهم من ينقذهم فيموتون فيها ، لأنه لا يقام فيها جماعة ، وبقيت البلدان خالية لا يأتي إليها أحد وفيها من الأموال ما لا يحصى عده الا الله ..
المصدر – صفحة 59 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1248هـ وفيها حدث برد أَر بالنخيل وقطرت عسبان النخل مثل الدبس من شدة البرد ، فلما جاء فصل الصيف بان الخلل في النخيل ويبس أكثر عسبانها.. ثم حصل في السنة التي تليها برد أعظم من الأول ، بحيث أن الماء يقطر من الغروب الدارج وقت السقي وهو ما تحته يعترض على حافة البئر جامدا ً كأنه العمود..
المصدر – صفحة 64 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1251هـ وفيها قل المطر وغلت الأسعار وصار سعر البر ستة أصواع وخمسة أصواع بالريال، والتمر خمسة عشر وزنة بالريال ، وأصاب الناس مجاعة ، وجلا كثير من أهل سدير للزبير والبصرة وكان هذا الغلاء والقحط أوقعه الله بعد قتل الإمام تركي وعلى وجه إقبال عساكر الترك كما يأتي بيانه وكان هذا الغلاء يشبه ما أوقعه الله من الغلاء بعد قتل الأمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ، فإنه وقع الغلاء والقحط بعده في نجد سبع سنين كما تقدم ... المصدر – صفحة 102 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
* تعليق : وهنا هذا القحط والغلاء مشابه لما حدث في سنة 1220هـ 1252هـ وفيها الغلاء والقحط على حاله وجلا كثير من أهل سدير للبصرة والزبير.. المصدر – صفحة 115 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1254هـ وفيها الغلاء والقجط على حاله .. المصدر – صفحة 116 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1255هـ وفيها القحط والغلاء على حاله لكنه أهون من السنين التي قبل هذه...
المصدر – صفحة 129 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1264هـ وفيها وما قبل أولها منع الله الغيث بحكمته فلا هو يقع في الارض حيا في بلدان نجد ولا غيم ولا مطر كثير ولا قليل من أولها إلى آخر الشتاء وقت حلول الشمس برج الحوت ..
المصدر – صفحة 174 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1274هـ وفي هذه السنة وقع الوباء العظيم في نجد والبحرين والاحساء ومات خلائق كثيرة ...
المصدر – صفحة 27 – عقد الدرر لابن عيسى 1287هـ وفي هذه السنة وقع الغلاء الشديد والقحط في نجد ، واستمر القحط والغلاء إلى تمام سنة 1289هـ ...
المصدر – صفحة 80 – عقد الدرر لابن عيسى 1288هـ وفي هذه السنة اشتد الغلا والقحط وأكلت الميتات وجيف الحمير ومات كثير من الناس جوعا ، وحل بأهل نجد من القحط والجوع ، والقتل والنهب ، والفتن والمحن والموت أمر عظيم وخطب جسيم ، فنعوذ بالله من غضبه وعقابه،، المصدر – صفحة 131 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى 1289هـ وفيها اشتد الغلاء والقحط في نجد ، وأكل الناس الميتة وجيف الحمير ، وعظم الأمر ، ومات خلائق كثيرة جوعاً ، وصار كثير من الناس يأكلون الجلود البالية بعد حرقها بالنار ، ويدقون العظام ويأكلونها ، ويأكلون الرطبة وهو القت* بلسان العامة ، ويأكلون ورق الزرع ، فأثر ذلك في وجوه الناس وأرجلهم نفخا ً وأوراما ً ، ثم يموتون بعد ذلك واستمر الغلاء والقحط إلى آخر السنة التي بعدها..
المصدر – صفحة 85 – عقد الدرر لابن عيسى 1294هـ وفي هذه السنة كثر الجراد في نجد وأعقبه دباء أكل كثيرا ً نم الزرع والثمار وأكل الأشجار.. المصدر – صفحة 104 – عقد الدرر لابن عيسى 1298هـ وقع في مكة المشرفة وباء عظيم مات فيه خلائق كثيرة منهم أمير حاج الوشم حمد بن عبدالعزيز بن حمد بن عيسى ..
المصدر – صفحة 137 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى
• تعليق: نجد في هذا القرن أيضاً ذكرت أحداث الجدب والقحط في 23 خبرا ً ذكرتها المصادر النجدية المختلفة بالإضافة إلى أن الجدب والقحط قد يتكرر في نفس السنة أكثر من مرة وهي لم تختلف عن القرن الذي قبله وهنا أغلب قبائل عنزة القسم الأعظم قد هاجر إلى الشمال في بدايات هذا القرن تقريباً سنة 1220هـ وهم من قبائل ضناعبيد من ضنا بشر وهم( الفدعان – السبعة – ولد سليمان ) ليلتحق ببعض قبائل ضنا مسلم التي هاجرت مسبقاً في منتصف وأواخر القرن الحادي عشر الهجري كما هاجرت أيضاً بعض قبائل العمارات متأخرا ً في أواخر هذا القرن إلى الشمال لتلحق بأبناء عمومتها الذين سبقوهم ووجدوا الخير الكثير في الشمال من موارد مياه وأراضٍ خصبة لترعى فيها إبلهم وكذلك قبائل الرولة التي كانت تهيمن على وادي السرحان فبعض قبائلها اتجه شمالاً واستقر البعض الآخر في صحراء الحماد والجوف .. يتبع

عساف دخنان
06/06/08, (08:34 PM)
هجرة بعض قبائل عنزة من نجد والحجاز وأسبابها
الجزء الرابع

• أحداث الجدب في القرن الرابع عشر هجري : 1310
هـ وفي هذه السنة وقع في مكة المشرفة وباء أيام الحج ، مات فيه خلائق كثيرة.. المصدر – صفحة 115 – عقد الدرر لابن عيسى 1319هـ وفي هذه السنة وقع في مكة المشرفة وباء أيام الحج ، مات فيه خلائق كثيرة.. عقد الدرر ابن عيسى صفحة 117 المصدر – صفحة 117 – عقد الدرر لابن عيسى وفي سنة 1320هـ وقع في بلدان نجد وباء مات فيه خلائق كثيرة... المصدر – صفحة 117 – عقد الدرر لابن عيسى
• تعليق مجمل على أحداث هذا القرن وما سبقه: بالنسبة لأحداث هذا القرن نلاحظ أن ما ذكر تقريبا 3 أخبار ، وشهد هذا القرن اختلافا ً جذريا للحياة المعيشية في الجزيرة العربية ، حيث قيض الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود موحد الجزيرة العربية الذي سعى إلى تهجير البادية وتوطينها في الهجر ونقلها من حياة البداوة والتنقل إلى حياة الاستقرار فاقتطع هجراً لكل قبيلة وعشيرة وفخذاً من تلك القبائل ليستقر فيه ويترك حياة البداوة والانتقال إلى نقلة كبرى بعد ظهور النفط ورجوع أغلب القبائل إلى ديارها واستقرارها فيه وهذا ما نعيشه اليوم ونراه .. أما بالنسبة لقبائل عنزة لو قرأنا أحداث القرن الحادي عشر هجري إجمالاً وجدنا أنها هي المسيطرة فيه كذلك ما قبل ذلك من منتصف القرن التاسع الهجري ، وعند دخولنا للقرن الثاني عشر الهجري نجد بالإضافة إلى تلك الأخبار التي ذكرت عن القحط والجدب وأسباب شظف العيش ما دعا قبائل عنزة للهجرة هو سبب ثانٍ وهو ظهور الدولة السعودية الأولى التي بدأت في العقد السادس من القرن الثاني عشر الهجري إثر مبايعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأمير الدرعية الإمام محمد بن سعود على نصرة الحق والدعوة إلى دين الله ، وقمع القبائل عن غزوها لبعضها وأخذ الزكاة منهم ، وتطبيق مذهب السلف الصالح ، وكانت قبائل عنزة من مؤيدي هذه الدعوة ولم تخالفها ولكنها في نفس الوقت لم تكن لترضخ لهذه الضغوط ما جعلها تهاجر إلى الشمال إضافة إلى القحط هذا السبب ولم تكن تعاون المحتلين والدخلاء على الجزيرة العربية من قوة سياسية أخرى كالعثمانين ، وما ذكر في المصادر لبعض فخوذ عنزة ممن عاونت والي مصر العثماني لم تكن إلا مجبرة بسبب الضغوط والأحداث تؤكد ذلك ، وسيأتي إيضاح ذلك في موضوع مستقل ولا نريد الخروج عن موضوعنا الأساسي وهو الهجرة.. هذا بالنسبة لما ذكر من بعض سنين الجدب والقحط والأمراض والاؤبئة التي أرخت بالمصادر لبعض المؤرخين وذلك للدلالة على وجود القحط الذي ينكره الكثيرون .. وسنوضح هنا ما هو تعريف النجعة وراء الماء والكلاء والذي يجهله الكثيرون ممن لا يعرفون أسباب الهجرة جيداً .. يقول المؤرخ الدكتور جبرائيل سليمان جبور في كتابه البدو والبادية صفحة 242 : النجعة وراء الماء والكلاء : إن من شروط البداوة التنقل . وليس هذا التنقل هواية أو عادة ، ولكنه أمر فرضته حياة البادية .
ذلك أن الماء أولا يكون في بعض الغدران والخبرات ، فلا تكاد تنزل عنده قبيلة ويردونه حتى ينقطع ويجف الغدير أو تجف الخبرة ، ويضطر أهل القبيلة إلى النجعة إلى مكان آخر فيه مياه . كذلك قد يكون في البقعة التي تحيط بمضاربهم لمسافة بعض كيلو مترات مراع تكفي إبلهم بضعة أيام ، فإذا انقضت هذه الأيام أتت الإبل على النبت الذي فيها ، وأضطر البدوي إلى أن يطلب المراعي لإبله في مواضع أخرى .
وهذا وحده يفسر ارتحال البدو من موضع إلى موضع في البادية . والواقع أن النبت قليل متفرق فلا يكاد ينزل فريق من البدو في بقعة حتى ترعى الإبل هذا النبت فينتقلون إلى مراع أخرى . وقد تمر سنوات متتابعة يكاد ينعدم المطر فلا نرى أثراً للخضرة في أكثر بقاع البادية .
وتعيش إبل البدو في هذه الحال على بقايا القليل من النبات اليابس المتخلف من السنين السالفة ، وتهزل فيموت كثيرٌ منها . وقد تضطر القبيلة إذا انقطع الكلاء في مراعيها إلى أن ترتحل إلى أراضٍ بعيدةٍ عن الأراضي التي تخصها ، أو تألف النزول بها ، وفي مثل هذه الحالة كانت في الأزمان السابقة للحرب الكبرى الأولى تغزو الأراضي التي تجد فيها مراعٍ فتشارك أهلها أو تجليهم عنها وتحلها.. ولا يبقى البدوي عموماً في بقعة واحدة زمناً طويلاً حتى في مواسم المطر والخصب وفي الأراضي المرعة ، فإن الإبل قد تفسد المرعى إذا كان مجالها محدوداً فينتقل البدوي إلى أرض أخرى تكون بكرا ً من حيث المرعى ، ويستمر في التنقل من بقعة إلى أخرى.
أما النجعة الكبرى إن جاز التعبير فهي في مواسم الشتاء والصيف ، فترى البدو بوجه عام يتركون البادية في الصيف عند اشتداد الحر وانقطاع المياه وينتظرون حتى تسقط الأمطار في موسم الخريف وتمتلىء بعض الغدران والخبرات في البادية فيأخذون بالعودة إليها .
ولكل قبيلة ديرة أو مناطق معروفة يتنقلون بين أرجائها طيلة موسم الشتاء والربيع . ومهما يكن من أمر فإن القبيلة عند تقريرها على انتجاع أرض جديدة لا تنتقل إليها قبل التأكد أن الماء والكلأ فيها خير مما هما في الأرض التي يحلونها ، ولهذا فترى الشيوخ ترسل رواداً قبل الانتجاع يرتادون لها الأرض . وكثيرا ً ما تستعين القبائل الكبرى بالصلبة حين تكون النجعة إلى أرض بعيدة فيأتونها بالأخبار عنها وعن كلئها ومائها... أما عن الحياة في نجد وظروف المعيشة والمناخ : والحياة في نجد بسيطة في متطلباتها بعيدة عن الترف ومستوى المعيشة بين الكفاف ، وأدنى منه ،وسد الرمق ، والكثيرون يعانو شظف العيش ، والمطر عنصر أساسي في الحياة ، فإذا قلت الأمطار أو أنحبست أجدبت الأرض وأصاب الناس القحط والجوع، نتيجة شح المواد الغذائية الضرورية وارتفاع أثمانها ، فيموتون من الجوع ومن الأمراض التي تنتج عن نقص التغذية ، وإذا نزلت الأمطار أخصبت الأرض وانتعشت الحياة الاقتصادية. فنزول الأمطار وانحباسها ، له أثر مباشر في حياة الناس ، فإذا شحت الأمطار أو انعدمت هلكت الأموال وانقطعت سبل وأصاب البلاد الجدب وانتشرت المجاعات مما كان سبباً في موت بعض الناس ، وجلاء أهل نجد عن بلادهم.. المصدر – صفحة 44 – تاريخ ابن عباد ويقول ابن ربيعة في مقدمة تاريخه : وكثيراً ما كانت أزمات القحط والجدب سبباً في جلاء أهل نجد عن بلادهم وهجرتهم إلى العراق أو الشام ..
المصدر – صفحة 41 – تاريخ ابن ربيعة
• تقول الليدي آن بلنت في كتابها (رحلة إلى بلاد نجد ) ما نصه صفحة 285 : قلة الكلأ في نجد.. وقد اختفت (عنزة) من نجد ، لقد شرعت في الهجرة شمالاً منذ حوالي مائتي عام وقد استمرت منذ ذلك الحين ، تنتقل في هجرات متوالية ، حتى هجروا جميعا منازلهم الأصلية .. انتهى كلام الليدي..
• ويقول أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام صفحة 66،67: وهجرة العرب البدو من جنوبي الجزيرة العربية وأواسطها إلى بوادي العراق والشام ومصر، وإنسياحهم فيها كان يحصل على هيئة موجات تتابع ورودها منذ آلاف السنين ، ولا يزال حتى يومنا هذا ، وتعزى هذه الهجرات إلى أنه في كل قرن أو قرنين يزداد عدد سكان تلك الديار العربية ، وتضيق بوفرة مواليدها فتصير مواردها ومعاطنها غير كافية لسد الحاجة ، أو تتبدل الظواهر الجوية فيها وتتحول الشروط الإقليمية ، فلا تعد المعيشة سائغة ، كما جرى في مشارق اليمن وأدى إلى انحطاطه وزوال دول المعينيين والسبأيين والحميريين منه ، أو تأتي أعوام قحط جائحة ، فتضطر موجة من القبائل إلى أن تنزح نحو الشمال، وتزحف وتفتش عن بقاع أمرع وبراري أوسع ، فلا تجد ذلك إلا في أطراف العراق والشام ومصر المسماة بالهلال الخصيب ، فالموجة القادمة منها إذا وجدت أمامها عشيرة سبقتها في الهجرة تسعى لدفعها واحتلال مكانها بالقوة والغلبة أو بالاتفاق والانضمام ، فإذا ظفرت تضطر السابقة المغلوبة إلى مزاحمة الأسبق والأضعف منها .
وهكذا يزحم المتأخر المتقدم ، ويدفع القوي الضعيف كل في دوره ، وينازعه منزله ومرتعه ، وكلما فرغت البادية من موجة من سكانها البدو واحتوتهم المعمورة ، تأتي موجة جديدة من صميم الجزيرة العربية فتملأ الفراغ وتحل مكان من هجروا البداوة وتحضروا ، وهكذا دواليك والأمثلة على ذلك كثيرة ، تراها في عشائر شمر وعنزة التي جاءت على هيئة موجات وزاحمت (عربان الديرة) في بادية الشام بعد أن كان عربان الديرة هي السائدة المنفردة في هذه البادية، وقد استولت عليها من عشائر أقدم منها تحولت عن البداوة وذابت في بوتقة الحضارة ..
• ويقول أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ص 108 ما نصه: وكانت طلائع عنزة (الأحسنة والولد علي) قد خرجت بعد شمر في حدود سنة 1112هـ من شمالي الحجاز وبلغت وادي السرحان ، ثم أطراف البلقاء واشتبكت مع عشائر هذه الأنحاء (السرحان والسردية والفحيلية وبني صخر) وكان هذا التحالف يسمى حلف الشمال فهزمته عنزة .. أما الأحسنة فاستمرت في سيرها نحو الشمال وبلغت أنحاء حمص وحماة في حدود 1171هـ ودحرت الموالي نحو منازلها الحالية في العلا (شرقي قضاء المعرة )، ثم صارت تزاحم شمر على المراعي والمناهل الشرقية في أنحاء جبل البشري وجبل العمور ، فاضطرت شمر إلى أن تعبر الفرات في عهد رئيسها فارس الجرباء ، وتستقر في الجزيرة ..ثم توالى قدوم بقية عشائر عنزة ... فهجرة بني خالد وشمّر وعنزة والعقيدات في القرن 11 و 12 و 13 كانت آخر الهجرات البدوية الكبرى على أن هجرات صغيرة ما برحت تقوم بها بعض ذيول قبيلتي شمر و عنزة العظيمتين وتتوالى بين ذهاب وإياب ، كما عملته أخيراً فرقة الولد سليمان من عنزة فقد كان هؤلاء آخر من نزح ووافي بادية الشام ، ثم على إثر حادث سوف نذكره في بحثهم رجعوا إلى نجد ، وكذلك عملت بعض فرق العبدة وسنجارة وأسلم من قبيلة شمر ، فقد كان هذه الفرق متخلفة في نجد فجاءت تلتحق بفرقها الأصلية الضاربة في الجزيرة الفراتية.. ويقول أحمد وصفي زكريا أيضاً في كتابه عشائر الشام صفحة 358 : إن مواطن عنزة في الأصل بين أواسط نجد وشمالي الحجاز ، وكانت عنزة قد احتفظت بالسيادة بعد أن طردت قضاعة من ديار العرب في عهد سابق ، وفروع عنزة الآن كثيرة وقد انتشرت في سائر البلاد العربية واستقرت منها أقسام منها في الشام والعراق ونجد وشمالي الحجاز ، ومنها فروع تحضرت واستقرت في بلاد معينة من نجد وساحل خليج البصرة ، وأكثر عنزة ما زال على بداوته الصرحاء مثل الرولة والمحلف والولد علي والعمارات والسبعة والفدعان وولد سليمان والاحسنة ، وبعضها أنتقل إلى حياة الحضارة ، ففي نجد وساحل الخليج ثلاث عائلات حاكمة من أصل عنزي ، آل سعود في نجد وآل صباح في الكويت وآل خليفة في البحرين..
• وذكر في نفس الكتاب عشائر الشام لوصفي زكريا صفحة 361: كانت عنزة بين الحجاز ونجد في شمالي وادي الرمة من جنوبي غرب تيماء وحتى خيبر ، وكان يحاددها من الشمال عشيرة بني صخر ، فأدى هذا الجوار إلى عداء شديد بين الفريقين ظهر أثره في الحوادث التي أعقبت خروج عنزة من مواطنها إلى الشام .. وكانت هجرة وفود عنزة إلى بلاد الشام طبيعية وبسبب الجدب والضيق وبالتتابع على مثال الهجرات البدوية العديدة والتي سيلها لم ينقطع..واختلفت الأقوال أيضاً فيمن كان أول عنزة في القدوم إلى بلاد الشام والغالب أنها الأحسنة وولد علي ، ثم بعد مدة لحقتها عشائر الفدعان والأسبعة والعمارات وآخر من جاء الرولة.. ويقول في تاريخ شرق الأردن وقبائلها: إن عنزة حينما جاءت مرت شمالاً في طريقها بالجوف ،فاصطدمت بالسرحان إحدى عشائر الشام القديمة ، وقد كانت السرحان نزحت من حوران على إثر حربها مع السردية وانكسارها ، وجاءت قبيل ذلك وتديرت الجوف .
فدحرت عنزة السرحان وبني صخر الذين هرعوا إلى نجدتها بحكم عداوتها القديمة لعنزة ، ومازالت حتى أخرجت السرحان من الجوف ، وأكرهتها على الرجوع إلى حوران عدا نفر قليل منها لا يزال لهم هناك أعقاب.. وبعد أن مكثت طلائع عنزة في الجوف زمناً يصعب تحديده ، رأت أن الجوف يضيق بها ولا يكفيها ، فاستأنفت زحفها نحو الشمال، وبلغت براري البلقاء وحوران ، وهناك اصطدمت بعشيرة السردية إحدى عشائر الشام القديمة أيضا ، وكان للسردية شيخ يدعى المحفوظ السردي ، له سطوة ورفعة كبيرتان ، وجرت معركة حاسمة في جوار المزيريب أسفرت عن اندحار المحفوظ وحلفائه (أهل الشمال) وتفرقهم في فلسطين وغور بيسان وبذلك انتقلت إلى عنزة سيادة البلاد الممتدة في شرقي دمشق وحوران إلى البلقاء ووادي السرحان والجوف وقد وقع انتصار عنزة هذا على المحفوظ السردي في حدود سنة 1164هـ ...
وكان السردية في تلك الحقبة زعيم حلف بدوي مؤلف من عشائر تدعى (أهل الشمال( هي السردية والعيسى والفيحلية وقد ظل هذا الحلف الرباعي ضعيفاً متفكاكاً بعد أن صدمته عنزة حتى أواخر القرن المذكور ، حينما تولى قيادته مشايخ بني صخر الذين صاروا أقوى عضو فيه ، فبعد أن استعادت هذه العشائر مكانتها الأولى بهذا التحالف ، أخذت تتحدى عنزة وتغير على مواشيها وتكرهها على مغادرة براري شرقي الأردن ، وكانت الحرب سجالا فيما يظهر ، ودامت إلى أواخر القرن الثاني عشر ، والجموع التي تقاتل عنزة وتكرهها كانت تستعين بشيعة جبل عامل أيضاً ، وعشيرة عنزة التي كانوا يقاتلونها هي الأحسنة و الولد علي القادمتان في قيادة آل مزيد أي آل ملحم شيوخ الأحسنة ، فقد جاء مقال عنوانه ( جبل عامل في قرن من سنة 1167هـ إلى سنة 1247هـ) منشور في مجلة العرفان الصيداوية ( المجلد 28 ) عبارة خلاصتها أنه في ربيع الأول سنة 1193هـ ركبت خيل المتاولة أجمع من الصقر والسردية وبني صخر على رعية ( فاضل المزيد ) فالتقى الجمعان ، فقتل شيخ المتاولة ، وسلبت عنزة جميع خيولهم ، وما ألقت عليهم شيئاً يستر أبدانهم ، فمات معظمهم من البرد ، ويبدو أن النصر حالف عنزة في آخر الأمر فزحفت ولد علي نحو حوران والجولان ، واتخذت لنفسها منازل ومقايظ ، وزحفت الأحسنة شمالاً وبلغت ديرة الشنبل حيث المجال أوسع والمرعى أخصب ، ولما بلغت الأحسنة ديرة الشنبل في حدود سنة 1171هـ على ما يظن اخترقت حد قبيلة الموالي ونازعتها على مناطقها وأكرهتها على الجلاء عن مواطنها القديمة في أنحاء سلمية ، وعلى التراجع نحو ناحية العلا حيث استقرت فيها حتى يومنا ، كما نازعت بقية عشائر ديار حمص وحماة وأخضعتها وفرضت عليها الخوة ، ثم توالت أمواج عنزة المتدفقة ونعني بها عشيرتي الفدعان والسبعة ، وقد احتلتا براري حماة وحلب وقد عجز ولاة الترك في تلك الحقبة عن صد هذه الحركات الخطرة ، فأصبحت عنزة سيدة بادية الشام دون منازع ، حتى وادي الفرات وأطراف العراق ، وأخلت بالأمن وشلت كل عمل في التجارة والنقل ، ومنعت كل عمران في القرى الشرقية..
يتبع في حلقه قادمه .

نايف الشبيعان
06/06/08, (09:01 PM)
عساف دخنان

جهود جبّارة تدلّ على فكر عظيم وثقافه واسعه


بيّض الله وجهك موضوع عظيم ومرجع وافي ومقنع


تقبّل إعجابي بثقافتك
أ

عساف دخنان
08/06/08, (07:27 PM)
أخوي نايف

حياك الله

لاهنت يابن الاجواد

تحياتي وشكري وامتناني

لجنابك الموقر

أسعدني مرورك

هيـاا العـازمـي
21/06/08, (01:22 PM)
تسلم يمناك يا عساف دخنان

هنا يكمن الإبداع وتظهر جهود المخلصين

الحقيقه سمعت بعض هالاحداث من ابوي " رحمة الله عليه "

لكن ما تمكنت من القصة التاريخية بكاملها الا هنا :)

شدني العنوان .. لـِ أحضر . وأُصافح

والحمد لله كسبت معلومات جديدة بجهود مشرفي .. عساف دخنان

إذا كلمة شكر لا تكفي :)

إعجابي بهكذا تاريخ ومتابعتي

تقديري

هيــــااااا