المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقه السابعه من النزوح الكبير


عساف دخنان
12/06/08, (08:49 PM)
الجزء السابع

وبعد هذه الهزيمة لبني صخر وهروبهم ، استقر الطيار فترة بالجوف وحاصر قبيلة السرحان وطوقها من جميع الأطراف وكان بين السرحان رجل من بني صخر تمكن من الهرب إلى قبيلته في البلقا ، وأعلمها ما حل بالسرحان من القهر والانكسار ، استثمر بنو صخر هذه الفرصة مرة أخرى للانتقام من أعدائهم الألداء عنزة فجمعوا جموعهم وسيروها تحت لواء زعيمهم محمد الخريشا لنجدة السرحان وبعد مسير ثلاثين يوما وصلوا إلى الجوف ، ونزلوا على عنزة على حين غرة ، وصار هزيمة على قبيلة عنزة ولكن لم تلبث أن أغارت قبيلة عنزة على بني صخر وهزمتهم هزيمة منكرة ، وعطفت على السرحان وأخرجتهم من الجوف جميعا عدا من بقي منهم ممن شق عليهم هجر مزارعهم وتخلفوا في الجوف وما زال لهم أعقاب ..
وبعد هذا الانكسار خرج بنو صخر والسرحان إلى البلقاء .. ثم إن الشيخ كنعان بعد فترة من الزمن قرر الرحيل بعربان ولد علي للمقيض في سهول الشام وكان هو أول من نجع خارج الجزيرة العربية من أسرة الطيار ، وبعد أن وصل إلى البلقاء جائه النذير بأن زعيم قبيلة بني الصخر وهو الخريشا قد جيّش له عربان منطقة البلقاء وذلك لمنع قبيلة ولد علي من التوغل في أراضيهم وحيث أن هناك عداوة قديمة بينهم وذلك نتيجة لهزيمة الشيخ كنعان لهم في الجوف مسبقا ..
فما كان من الشيخ كنعان الطيار إلا أن أمر فرسان ولد علي بالاستعداد لمناجزتهم والمسير لمكان تجمعهم لمباغتتهم فيه. وكانت تلك القبائل قد اختارت منطقة سوح ذياب بالقرب من الزرقاء في الأردن كمكان تجمع لها. وفي الصباح الباكر فوجئت جموع بني صخر وأهل البلقاء بخيل عنزة وقد أطبقت متراصة وفي مقدمتها الشيخ كنعان الطيار ، فاعتلى فرسان البلقاء وقبيلة بني صخر صهوات جيادهم استعدادا للنزال فبرز أحد فرسان عنزة بين الجمعين وأخذ يقول هذه البيتين :

يا من يبشر لي (الخريشا) (بكنعان)ــــــ الشيخ جاه يزرفل الخيل غايــــــــر
من فوق ضامر من سلايل كحيلان ـــــــ اليوم بالبلقاء تدور الدوايــــــــــــر
عند ذلك صاح زعيم بني صخر الخريشا من بين فرسانه وأخذ ينادي معيراً ذلك الفارس قائلا : بأن هذا وقت اللقاء وليس وقت الشعر ، والسيف هو الللي يتكلم.. فخرج كنعان الطيار بين الجمعين ونادى شيخ بني صخر الخريشا للبروز له لمبارزته ليشهد كل سيف على صاحبه ، فبرز له دون ابطاء وماهي جولتان حتى تمكن كنعان الطيار من اسقاطه قتيلا بين الصفوف والتحم الجمعان قبائل ولد علي بقيادة الشيخ كنعان الطيار على قبيلة بني صخر ومن معها من قبائل البلقاء وكرت عليهم عنزة فهزمهتم وشتتتهم وكان من نتيجة ذلك اندحرت تلك القبائل المهزومة الى منطقة الغور..
وهكذا كان انتصار الطيار وولد علي في منطقة سوح ذياب على مشايخ بني صخر وقبائل البلقاء وتديرت بعد ذلك قبائل عنزة سلطة المنطقة ردحا من الزمن ثم بعد ذلك حدث خلاف بين قبائل عنزة لاداعي لذكره ، مما دعى قبيلة الحسنة أن تستأنف تقدمها نحو الشمال أيضا وكانت هذه المرة ديرة الشنبل وفي براري حمص وحماة حيث الهواء النقي والتربة الأكثر خصوبة والمراعي الواسعة وكان أيضا من أسباب هجرة الحسنة توافد موجات أخرى من قبائل عنزة وبالذات من قدم من بقية ولد علي بزعامة الطيار حيث هناك قسم سبقهم بزعامة ابن سمير ، وعادت المصاليخ إلى بلادها في نجد بعد وفاة الشيخ جعدان أبو شاربين مخلفة ورائها مجموعة من بطونها وهم بطني الراضي والسودي بقيا حتى اليوم في حوران وبطن السريحين بقى في الرمثا بالأردن ، و تقدم الحسنة للشمال لم يكن بسهولة لان هناك قبيلة أخرى تحتم عليهم أن يواجهوها ، وهي قبيلة الموالي والتي كان لها النفوذ الأوسع على عموم البادية السورية في بلاد الشام وكان هناك منطقة باسم (عامود الحمى) يحرم على أي وافد تجاوزه إلا بأمرهم وبعد أن يخضع لطاعتهم ويدفع لهم (الخوة) المفروضة ، وطبعا قبيلة عنزة ذات كبرياء وسلطة وجاه وقوة ولا تقبل ذلك الأمر أبدا ، فما كان للحسنة أن يتجاوبوا مع نظام الموالي وكانت الحرب الطاحنة بينهم ويذكر أحمد وصفي زكريا في كتاب عشائر الشام : لقد تم انتصار الحسنة بقيادة الملحم وتم فرض الأمر الواقع وتديروا ديرة الشنبل وتقلص نفوذ الموالي إلى حد كبير وأصبح سكان تلك الديار يتوافدون مباركين ومؤيدين وقد استمرت هذه الأحداث ثمانين عاماً إلى عهد محمود بن مزيد الملحم.. وهجرات عنزة لم تتوقف وكان بين قبائل عنزة اتصال دائم سواء بين الذين بنجد أو شمال الحجاز وخيبر إلى وادي السرحان والجوف وحتى الشام والعراق ..
فعندما علم بعض قبائل عنزة الأخرى بخصوبة الأراضي وتوفر الموارد والكلاء في تلك الديار ، بدأت هجرة ثانية من قبائل ضنا عبيد وهم الفدعان والسبعة وولد سليمان تتوافد على تلك البلاد وكانت الفدعان بمشيخة إبن غبين وابن قعيشيش حيث اندفعت بقوة واستوطنت في منطقة الفرات وما يسمى بالبادية الشامية .. ثم قبيلة السبعة بقيادة ابن مرشد وابن هديب حيث استقرت ببادية تدمر.. ثم تلتها الهجرة الثالثة من ضنا مسلم بقيادة الدريعي بن شعلان ونايف بن شعلان ، فهاجروا من الجوف ومن معهم من قبيلة الرولة وبعض قبائل الجلاس من: السوالمة بقيادة ابن جندل
والأشاجعة بقيادة ابن معجل
والعبد الله بقيادة ابن مجيد
حيث استقروا في الحدود الشرقية لغوطة دمشق وفي مناطق ضمير والناصرية وجيرود..
والهجرة الثانية في حدود عام 1230هـ ارتحل القسم الأعظم من قبائل ضنا عبيد (وهم الفدعان وولد سليمان والسبعة ) بقيادة الشيخ نايف بن غبين فنزلوا في مناطق الجوف وكان قد حفر الفدعان عدود صوير المعروفة في منطقة الجوف ثم وصلوا إلى مناطق في أواسط سوريا وكان وصول قبائل ضنا عبيد في أوائل القرن الثالث عشرالهجري ذكر ذلك الغزي في يوميات حلب عام 1230هـ ولهم أخبار كثيرة في بداية وصولهم من الحروب والنزاعات مع سكان البلاد سجّل بعض من أخبارهم الكتاب العرب والمستشرقون وقال الشاعرالفارس الشيخ ملعب بن محمد بن شعيل العواجي قصيده يذكر رحيل ضنا عبيد ويتوجد عليهم وذلك أن قبيلة ولد سليمان والسبعة والفدعان من ضنا عبيد قد أرتحلوا جميعاً في بداية الأمر ثم عاد البعض منهم إلى ديارهم خيبر لوجود املاك قديمة فيها وهذه قصيدة ملعب بن محمد بن شعيل العواجي :

قال العواجي والعواجي ملعــب ....... لو تدري العراف ما يستشيرهــا
يجول في بالي كثير القوافــــي.......ولا قولها إلا حين يلمح نضيرهــا
ما هي علي غروة عجيبة ملامحة....ولا هو علي عذر اتنقض جميرهــا
فكرت باللي فرق أولاد وايــــــل.....أبكي ودمع العين حرق نضيرهــا
نزول مقيمة شامخات بيوتهـــــــا....وضعون يقودهم شيخ الجهامه كبيرهــــــا
بتنا ندير الرأي وجلا قلوبنــــــــا.....وندير من صعبات الأريا عسيرهــــــــــا
بتنا ندير الرأي من شور شيخنـــــا.....كبير قومه والمحايل يديرهـــــــــــــا
قال ارحلو ما عاد في نجد مقعـــــد.....امشوا علي الصعبة ودوسوا خطيرها
وتحلحلت من ضلع المسمى ظعاين.....ياما تفرق عن وريك نثيرهـــــــــــا
جينا الدعيجان وريعان شمـــــــــــر......وكم خفرة يصد عنها عشيرهــــــــــا
طلعـنـا مع ريعـان حايـل وموقــق.......وخشوم سلمى فض عنها مجيرها
وردنا علي العظيمات عد ماهــو روى.....شرب قليل القوم وظمي كثيرهــا
وصلة علينا ولد الكثيري غــــــــارة......الغارة القشر علي من يغيرهـــــــــــا
توحي نغيط الطيح بطراف قومــــــه......لج القطا لا نش عنها غديرهــــــــــــا
ضربنا علي الدهنا عروق تثنــــــــــا.....وكم بنت شيخ خففت عن بعيرهـــا
حلنا وتسرسحنا من السير والسرى.....وزمولنا ماعاد تسمع هديرهـــــــا
قطع بنا ابن غبين عشرين سمـــــرا......وفي دومة الجندل حفرنا صويرهــــا
وبصوير قيضنا وصرنا نزايلــــــه......وقفت ظعون الربع وابعد مسيرهـــا
وعدنا من الجوبة لنجد العذيــــــــة......دار ولفنا وردها مع صديرهـــــــــــــا
واقفت علي الشنبل جهامة ربوعنــــا......يقودها ولد الغبيني أميرهـــــــــــا
راموا لهم ديرة بها الريف والرخــــــــا......ديد العسل يعطي السبايا شعيرها
وجدي على الفدعان بواجة الدّيـــــر......وخيالة العرفا عزيز قصيرهــــــــــــا
اللابة اللي تاخذ الخصم عنــــــــــوة.....ياويـــل والله بالملاقا نحيرهــــــــــــا
ياليت لو يلحق ظعنا ظعونهـــــــــم.....عسى غليل الكبد يبرد هجيرهـــــــا
ياعل من يدعي للاجواد رحمـــــــــــة.....في جنة الفردوس ينال خيرهــــــــايتبع

عساف دخنان
12/06/08, (08:51 PM)
يبين لنا الشيخ ملعب العواجي مسيرة ضنا عبيد بقيادة الشيخ نايف بن غبين وكيف تفرق أولاد وائل أي قبائل عنزة وذلك نتيجة للهجرات فقد هاجر من قبل ابن يعيش ولحقه ابن ملحم وابن سمير والطيار والان ضناعبيد ، وذكر أن نجد ليس بها مكان لهم بسبب الجدب والقحط الذي حل بها ويتكلم عن مسيرتهم من ديارهم وذكر بعض الأماكن التي تعبتر من ديار عنزة وأوديتها وجبالها مثل ضلع المسمى ، و وريك، ثم أنهم مشوا من ريعان شمر وموقق ويذكر أنهم نزلوا الجوف وحفروا مورد صوير الموجود في الجوف ، ويقصد بأن ولد سليمان هم من أصبحوا نزايله وأن بقية ضنا عبيد الفدعان والسبعة أكملوا سيرهم وأبعدوا وأن العواجي وقومه يذكر أنه عاد إلى نجد من الجوبة ( الجوف) ، لأنه ولف منطقته ولا يستطيع هجرها ، ثم ذكر بأن قومه وجدوا ديار بها الريف والرخاء ، وأخذ يتوجد على قبيلة الفدعان ، وخيالة العرفا وهم قبيلة السبعة ويمدحهم ويتمنى لو أنه يلحق ظعن قبيلة ولد سليمان إليهم ربما يبرد غل الفرقا بالهجرة إليهم ، ثم يقول عسى من يدعي لهم بالرحمة أن يضعه الله في جنة الفردوس.. أما قبيلة العمارات من بشر من عنزة فقد كانت تملك الحناكية وكان تتنقل في المناطق المجاورة لها والعطن الذي في المدينة هو مكان إبل آل هذال والوعيرة ، وقد ذكر في بعض المصادر وجود لآل هذال مشايخ العمارات في منطقة الفريش ، يقول المؤلف حمد الجاسر في كتابه المعجم الجغرافي صفحة 1088 المجلد 2 : الفريش من قرى منطقة بدر في إمارة المدينة ، ويسيل الوادي من الطرف الشرقي لجبل ورقان وله روافد من الأطراف الشمالية وهو على بعد 48 كيلا من المدينة المنورة .. وقد ذكر جون لويس بركهارت في كتابه رحلات في شبه جزيرة العرب صفحة 290 ما نصه: ودخلنا وادياً عريضاً يسمى الفريش وسهل الفريش وفقاً لما يقوله العصامي المؤرخ كان مسرحاً لمعركة شرسة بين شريف مكة وقبيلتي الظفير وعنزة البدويتين في سنة 1063هـ ..انتهى وفي سنة 1111هـ سجن الشريف سعد بن زيد شريف مكة مائة شيخ من عنزة وتم تتويج الشيخ هذال بن عدينان الحبلاني شيخ مشائخ على عنزة .. وما هذه الأخبار إلا دلالة على تواجد عنزة في منطقة الحناكية وما جاورها من قرى المدينة المنورة ونستدل من الموروث الشعبي القصصي أنه عندما كان العمارات بقيادة شيخهم ابن هذال يقطنون ما حول الحناكية ويتنقلون في المناطق التي من غرب المدينة في منطقة بدر مكان تواجد قبيلة صبح من حرب ذكر منديل الفهيد في صفحة 124 الجزء الثاني أبياتاً لابنة أمير قبيلة صبح من بني سالم من قبيلة حرب حيث كان الشيخ ابن هذال قبل نزوحهم إلى نجد قاطنين عندهم وحان وقت الفلاحة والماء مشروب من كثرة الادباش وأمير صبح استحى من الشيخ ( ابن هذال ) حتى لايبين له حاجتهم بالفلاحة لأن معيشتهم على الله ثم الفلايح فقالت البنت ( ابنة أمير صبح ) هذه الأبيات تبين لهم ما حدث وعندما سمعها الشيخ( ابن هذال ) شدوا إلى ماء غيره فقالت :
يا شيخ قل للبدو عنا يشـــــدون ـــــــــــــ نبي نقطب جونا بالزروعـــــــي
نبي انسقم غوشنا لايضيعـــــون ـــــــــــــ الغوش لجتهم علينا تروعـــــــي
أنتم لكم جيش وخيل تعنـــــــون ـــــــــــــ وأرزاقكم لا حظبن الجموعـــــي
وأنتم ليا طاح الحياء له تنوعون ـــــــــــــ فوق الجمال محنيات الضلوعـــي
كم سهلتن في عصير تبنـــــــون ــــــــــــــ يتلي ضعفكم كل بيض فروعـــي
وهذا الحدث على وجه التقريب في القرن الثاني عشر الهجري ، ويدل على أن العمارات ومشائخهم الهذال يستطيعون التنقل وذلك لأنهم فرسان وأن تواجدهم في هذا المكان بسبب الجدب والقحط الذي في تلك المنطقة..وكانوا وقت الشيخ منديل الهذال وأحد أبنائه ، وقد انتقل العمارات من الحناكية بعد أن أٌقحطت إلى نجد للبحث عن موراد أفضل وأخصب وسكنت قبيلة العمارات في القصيم وكانت بريدة عد لآل هذال اشتراه منهم راشد الدريبي ، وفي عهد الشيخ جديع بن منديل الهذال الملقب راعي السمرا وابن عمه ماجد بن عبد الله الهذال ومجلاد بن فوزان شيخ الدهامشة كانت قبيلة العمارات ممتدة من خيبر إلى القصيم وكان للدهامشة منطقة الحائط والحويط وللصقور من العمارات منطقة عقلة الصقور التي عرفت باسمهم وهناك مكان يسمى أشقر بن هذال وهو تل مرتفع بالقرب من المذنب في القصيم وللسلقا المناطق المتاخمة حول حائل ، والقاريء لأحداث التاريخ يجد أخبار متعددة عن العمارات في أمكان مختلفة في قلب نجد ، قاد العمارات الشيخ مهلهل بن منديل الهذال في فترة العقدين الأولى من القرن الثالث عشر الهجري 1214هـ تقريباً ونزلوا في منطقة الأسياح قاطنين طوال فترة الصيف بجوار محمد الفهيد الأسعدي من عتيبة وساعدوه على إعادة إجراء عين بالأسياح وإبعاد التراب الدفين على هذه العين وذكر العبودي في معجمه أن محمد الفهيد أخذ يتلمس مكان العين حتى وجد أثارها ولانه لم تكن لديه القدرة المادية على إعادة بعث العين واستنباطها طلب من صديقه مهلهل بن هذال من عنزة وقبيلة العمارات أن يساعدوه ببعض الجمال في وقت القيظ لكي تعاونه على العمل ، ومن ثم بعد مدة انتقلوا إلى ملج ونطاع في شرق الجزيرة العربية بقيادة الشيخ مهلهل بن منديل الهذال ، وفي سنة 1220هـ مع ظهور القحط الشديد المعروف في تلك السنة والذي استمر سبع سنين في نجد والحجاز وطال الجزيرة العربية حتى يبست الأشجار وأكلت الجيف وغلا كل شيء وقد قال الشيخ عبد الله بن ماجد بن عبد الله الهذال قصيدة يتوجد على نجد وما أصابها من قحط بعد أن هاجر بقسم من العمارات إلى الشمال .. ثم يأتي في سنة 1228هـ أن قرر الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد غزو الحناكية ومهاجمة العساكر المصرية ومن عاونهم من بوادي قبيلة حرب وقد حشد الإمام لجيشه من جميع النواحي من آفاق نجد الحاضرة والبادية ، وكان من ضمن هذا الجيش بوادي عنزة وهم العمارات بقيادة الشيخ الحميدي بن عبد الله الهذال ومعه ابن عمه الشيخ مشعان بن مغيلث الهذال ، وقد ذكر ابن بشر وجود الحميدي بن عبد الله الهذال عندما إختم هو وفيصل بن وطبان الدويش في صيوان الإمام سعود عند مغزاه على الحناكية ، وأشار الفاخري بأنه غزا سعود رحمه الله مغزا الحناكية وحصر عثمان الكاشف ومعه مئتي عسكري في قصر آل هذال ، ثم أخرجهم .. ونستدل على وجود الشيخ مشعان بن هذال في هذه الحقبة الزمنية ، أنه في أواخر العقد الثالث من القرن الثالث الهجري عندما هاجرت قبائل ضنا عبيد بقيادة نايف بن غبين إلى الشمال وكانت العمارات بقيادة آل هذال تغدو أماكن الكلأ في الجزيرة العربية فقد كانوا في الحناكية وتنقلوا بالقصيم وشرق الجزيرة وشمالها ومن ثم يراوحون أمكانهم التي بها أملاك مثل الحناكية ومورد العطن بالمدينة وكان مشعان ينزل بالوعيرة ومعه قسم من العمارات وزوجته مغاضبة له وذهبت عند قومها الذين شرعوا في الهجرة وكان يتوجد عليها ويقول من ضمن أبياته :
أنا وخلي فرقتنا المقاديــر ــــــــــــــ وكم واحد بيديه يطرف إعيونــــه
من دونها حالوا عيال مساطيـــــــر ـــــــــــــــ علي ومشعان يعرضون دونــــــه
من دونها اللي يكسرون الطوابيــر ــــــــــــــــ وعزي لمن مثلي يصالي غبونــه
فوق اشقح يتلي السلف والمظاهير ـــــــــــــــ يتبع قطيع مغتر مثل لونــــــــــــه
منجاعهم وادي الشملي وأبا القيـــر ــــــــــــــ أقفا مع الفدعان تطرخ اضعونــه
أنا نجعتهم تصل إلى وادي الشملي وهي من مناطق عنزة ووادي أبا القور الذي يقع بالقرب من عرعر ، وهذا يدل على أن هذه المناطق كان ترتادها قبائل عنزة قبل أن تتجه إلى الشمال، وهنا دلالة على وجود قبائل لعنزة في نجد وهجرة البعض الاخر كما نرى من الموروث الشعبي .. ثم تتجه العمارات الى القصيم مرة أخرى بقيادة الشيخ مشعان بن هذال ويبقون في الرس ، ومع توالي ظواهر الجدب والقحط والغلا الذي بنجد و مع دخول القوات العسكرية المصرية وسقوط الدولة السعودية الاولى وهجرة العديد من قبائل عنزة الى الشمال مثل بعض قبائل المنابهة وولد علي والشراعبة والرولة والمحلف من ضنا مسلم وبعض قبائل ضنا عبيد من الفدعان والسبعة وولد سليمان ، وكذلك قسم من العمارات قررالشيخ مشعان أن يتجه بالعمارات إلى الشمال للبحث عن موارد أخصب وكان يرتاد الصمان ومنطقة الوديان ( عرعر وما حولها ) وحتى الشمال وذلك بعد سنة 1233هـ وتنقل قبائل العمارات في الديار الشمالية ثم رجعت إلى نجد لتشارك قبيلة بني خالد بقيادة ماجد بن عريعر في مناخ الرضيمة سنة 1238هـ وقد توفي الشيخ مغيلث بن منديل الهذال والد مشعان في هذا المناخ وتوجهت العمارات إلى الشمال مرة أخرى بقيادة مشعان لنفس الاسباب السابقة الجدب والقحط وأن لهم أملاك هناك في الشمال وقد أتوا مشاركة لقبيلة بني خالد ..
طبعا بعد هذا الانسياح والهجرات لموجات قبائل عنزة إلى الشمال كان لهذا أثر غير مباشر على جغرافية المنطقة فقد أدى هذا الانسياح إلى نزول قبائل أخرى منطقة القصيم مثل قبيلة حرب التي تمددت وسدت هذا الفراغ الذي تركته قبائل عنزة بالإضافة إلى قبيلة مطير وغيرهم ، وهذا مما أدى إلى مضايقة من كان هناك من الحاضرة من قبيلة عنزة.. بقلم الباحث راعي البويضا.. الجزء الأول
نكتفي بهذا القدر من سيرة عنزه نآمل أن تحوز على رضاكم
كل المنى للجميع

نايف الشبيعان
13/06/08, (12:43 AM)
بيض الله وجهك وجه راع البويضا

تقبّل تحيّاتي وفائق إحترامي

هيـاا العـازمـي
21/06/08, (01:09 PM)
الفاضل .. مشرفي عساف دخنان

سرد مميز لـِ أحداث تاريخية قيمة ومفيدة

لكَ الشكر والامتنان

وأتمنى أن تكثر من هذا النوع من السرد

سلمتَ

ودام تواجدك الجميل

تقديري

هيـــااااا