أبو غرام
24/02/09, (02:43 AM)
الهدايا
تثير فينا مشاعر متباينة، تتنوع ما بين الإعجاب البسيط، والفرحة الغامرة، منا من ينتظرها ويحب الحصول عليها بمناسبة أو بدون، ومنا من يبدي بعض التحفظ نحوها ويفضلها بمواعيد، وأيا كان رأينا فيها، تبقى الهدية ولحظة تلقيها حالة تؤكد لنا وجود من يهتم بإدخال الفرحة على قلوبنا.
وما لا يختلف عليه اثنان أنها مفتاح المحبة بين البشر، لأنها لا تدخل السعادة فقط على من يحصل عليها، ولكن مردودها سواء كان ابتسامة رقيقة أو كلمة شكر بسيطة، أو قبلة محبة، تمنح مهديها حالة هي مزيج من الرضا والارتياح لأنه نجح في إسعاد من قدم له الهدية.
ولهذا فمخطئ من يظن أن مردود الهدية يعود على متلقيها فقط، بل انه وكما يؤكد الدكتور هاني السبكي استشاري الطب النفسي، أن هناك أشخاصاً يدمنون العطاء ومن بين مظاهر هذا العطاء شراء الهدايا لمن يقعون في دائرة اهتمامهم سواء وجدت المناسبة أم لا، وجزء من إدمانهم هذا هو الرغبة في الحصول على تلك السعادة التي تلي منحهم الهدية لمن يحبون.
وهي حالة إن زادت عن حدها قد تكون تعبيراً عن نقص الإحساس بالأمان والرغبة في الحصول على دعم وتأييد المحيطين بنا من خلال شراء مشاعرهم بالهدية، ولكن إن ظلت في إطارها الطبيعي تظل معبرة عن حالة العطاء اللامتناهي التي يتمتع بها البعض منا وبخاصة الأمهات.
وهناك العكس فيمن يتلقى الهدية، فإذا كان هناك من يدمن العطاء فهناك من يدمن الأخذ، ويعشقه من دون مقابل، ونجدهم حريصين على تلقي الهدايا من دون مراعاة ردها أو التعبير بالامتنان لمهديها، وهؤلاء بحاجة إلى المساعدة النفسية.
في عالم الهدايا نجد أن هناك من يجيد اختيار الهدية ويجهد نفسه بالبحث عنها قبل شرائها ليقدم في النهاية هدية تعبر عنه بدقة وتناسب من يقدمها له، وهناك من يشتري الهدية دون التفكير في الشخص الذي سيحصل عليها، فيشتري الهدية من وجهة نظره هو وبما يحب أن يهدى له.
أما النوع الثالث في عالم الهدايا فهو من يشتري أي هدية دون الاهتمام بمدى ملاءمتها للشخص الذي ستقدم له، كأن يشتري مثلاً كتابا لشخص لا يقرأ. إلا أن خبراء العلاقات الإنسانية في العالم يؤكدون على أن الهدية فن وتقديمها هو الآخر فن، من شأنهما إدخال الكثير من السعادة على القلوب فقط، خصوصا إذا نحن أجدنا التحدث بلغتيهما.
ومن هؤلاء الخبراء، بيجي بوست خبيرة الإتيكيت الأمريكية، التي ترى أنه يجب علينا أن ندرك من البداي
ة طبيعة الشخص الذي نقدم له الهدية وعمره ومركزه الاجتماعي والمناسبة التي نهديه فيه هديتنا، فإذا كان الشخص المهدى له من المقربين فيمكننا التعرف على احتياجاته والأشياء التي تدخل السرور على قلبه، أما إذا لم نكن نعرف ذلك فمن الممكن تكوين فكرة عامة عن شخصيته من خلال مقتنياته لنعرف طبيعة الأشياء التي يفضلها. المناسبة أيضاً كما تقول بيجي تحدد نوع الهدية، فإذا كانت المناسبة على سبيل المثال هي حفل زفاف، فمن الواجب تقديم هدية للعروسين طالما وجهت لنا الدعوة لحضور الحفل، سواء حضرناه أم لا.
أما نوعية الهدية فتتحدد حسب درجة القرب من العروسين. فإما أن نقوم بشراء هدية بسيطة لهما تعبر عن سعادتنا بفرحهما، أو نكون على علم بالأشياء التي تنقص منزلهما فنقوم بشرائها لهما. وأيا كان الاختيار فعلينا أن نعلم أن أسلوب تقديم الهدية هو الأهم في مثل هذه المناسبات، من حيث طريقة تغليفها وحرصنا على إظهار سعادتنا بالمساهمة معهما في بدء حياة جديدة.
ومن المناسبات المهمة في عالم الهدايا، أعياد الميلاد، وهي مناسبة يجب علينا فيها مراعاة عدم التكرار والابتكار في ذات الوقت ومراعاة اهتمام وميول الشخص المهدى له. والسبب أن احتفال الإنسان بيوم مولده يمثل في حياته مناسبة خاصة جداً، يودع فيها سنة، ويفتتح به سنة جديدة في مسيرة حياته، ولهذا يجب أن تكون الهدية معبرة عنه، ومكملة لشيء يحتاجه أو يحبه. وتختلف هدايا أعياد الميلاد باختلاف السن والنوع والميول.
أما أصعب الهدايا كما تقول بيجي خبيرة الإتيكيت الأمريكية، فهي الهدايا التي نتبادلها في العمل، فلو كانت بين الزملاء فلا مشكلة، ولكن لو كانت مهداة لرئيس العمل فيجب مراعاة عدم المبالغة فيها، حتى لا تفسر على أنها نوع من النفاق، وتفقد قيمتها، إلا إذا كان هذا هو الهدف منها. وتضع بيجي بعض القواعد التي علينا مراعاتها عند شراء الهدية من بينها:
- أن لا نهدي شخصا ما هدية تفوق إمكانياته في حال أراد ردها
- أن لا نفكر في العطور كهدايا إلا في حال تأكدنا من نوع العطر الذي يفضله الشخص المهدى إليه العطر
- إرسال الهدية في مناسبتها يظل الأفضل لأنها تترك ذكرى جميلة في النفس يضاف ...
مـ نـ :)
تثير فينا مشاعر متباينة، تتنوع ما بين الإعجاب البسيط، والفرحة الغامرة، منا من ينتظرها ويحب الحصول عليها بمناسبة أو بدون، ومنا من يبدي بعض التحفظ نحوها ويفضلها بمواعيد، وأيا كان رأينا فيها، تبقى الهدية ولحظة تلقيها حالة تؤكد لنا وجود من يهتم بإدخال الفرحة على قلوبنا.
وما لا يختلف عليه اثنان أنها مفتاح المحبة بين البشر، لأنها لا تدخل السعادة فقط على من يحصل عليها، ولكن مردودها سواء كان ابتسامة رقيقة أو كلمة شكر بسيطة، أو قبلة محبة، تمنح مهديها حالة هي مزيج من الرضا والارتياح لأنه نجح في إسعاد من قدم له الهدية.
ولهذا فمخطئ من يظن أن مردود الهدية يعود على متلقيها فقط، بل انه وكما يؤكد الدكتور هاني السبكي استشاري الطب النفسي، أن هناك أشخاصاً يدمنون العطاء ومن بين مظاهر هذا العطاء شراء الهدايا لمن يقعون في دائرة اهتمامهم سواء وجدت المناسبة أم لا، وجزء من إدمانهم هذا هو الرغبة في الحصول على تلك السعادة التي تلي منحهم الهدية لمن يحبون.
وهي حالة إن زادت عن حدها قد تكون تعبيراً عن نقص الإحساس بالأمان والرغبة في الحصول على دعم وتأييد المحيطين بنا من خلال شراء مشاعرهم بالهدية، ولكن إن ظلت في إطارها الطبيعي تظل معبرة عن حالة العطاء اللامتناهي التي يتمتع بها البعض منا وبخاصة الأمهات.
وهناك العكس فيمن يتلقى الهدية، فإذا كان هناك من يدمن العطاء فهناك من يدمن الأخذ، ويعشقه من دون مقابل، ونجدهم حريصين على تلقي الهدايا من دون مراعاة ردها أو التعبير بالامتنان لمهديها، وهؤلاء بحاجة إلى المساعدة النفسية.
في عالم الهدايا نجد أن هناك من يجيد اختيار الهدية ويجهد نفسه بالبحث عنها قبل شرائها ليقدم في النهاية هدية تعبر عنه بدقة وتناسب من يقدمها له، وهناك من يشتري الهدية دون التفكير في الشخص الذي سيحصل عليها، فيشتري الهدية من وجهة نظره هو وبما يحب أن يهدى له.
أما النوع الثالث في عالم الهدايا فهو من يشتري أي هدية دون الاهتمام بمدى ملاءمتها للشخص الذي ستقدم له، كأن يشتري مثلاً كتابا لشخص لا يقرأ. إلا أن خبراء العلاقات الإنسانية في العالم يؤكدون على أن الهدية فن وتقديمها هو الآخر فن، من شأنهما إدخال الكثير من السعادة على القلوب فقط، خصوصا إذا نحن أجدنا التحدث بلغتيهما.
ومن هؤلاء الخبراء، بيجي بوست خبيرة الإتيكيت الأمريكية، التي ترى أنه يجب علينا أن ندرك من البداي
ة طبيعة الشخص الذي نقدم له الهدية وعمره ومركزه الاجتماعي والمناسبة التي نهديه فيه هديتنا، فإذا كان الشخص المهدى له من المقربين فيمكننا التعرف على احتياجاته والأشياء التي تدخل السرور على قلبه، أما إذا لم نكن نعرف ذلك فمن الممكن تكوين فكرة عامة عن شخصيته من خلال مقتنياته لنعرف طبيعة الأشياء التي يفضلها. المناسبة أيضاً كما تقول بيجي تحدد نوع الهدية، فإذا كانت المناسبة على سبيل المثال هي حفل زفاف، فمن الواجب تقديم هدية للعروسين طالما وجهت لنا الدعوة لحضور الحفل، سواء حضرناه أم لا.
أما نوعية الهدية فتتحدد حسب درجة القرب من العروسين. فإما أن نقوم بشراء هدية بسيطة لهما تعبر عن سعادتنا بفرحهما، أو نكون على علم بالأشياء التي تنقص منزلهما فنقوم بشرائها لهما. وأيا كان الاختيار فعلينا أن نعلم أن أسلوب تقديم الهدية هو الأهم في مثل هذه المناسبات، من حيث طريقة تغليفها وحرصنا على إظهار سعادتنا بالمساهمة معهما في بدء حياة جديدة.
ومن المناسبات المهمة في عالم الهدايا، أعياد الميلاد، وهي مناسبة يجب علينا فيها مراعاة عدم التكرار والابتكار في ذات الوقت ومراعاة اهتمام وميول الشخص المهدى له. والسبب أن احتفال الإنسان بيوم مولده يمثل في حياته مناسبة خاصة جداً، يودع فيها سنة، ويفتتح به سنة جديدة في مسيرة حياته، ولهذا يجب أن تكون الهدية معبرة عنه، ومكملة لشيء يحتاجه أو يحبه. وتختلف هدايا أعياد الميلاد باختلاف السن والنوع والميول.
أما أصعب الهدايا كما تقول بيجي خبيرة الإتيكيت الأمريكية، فهي الهدايا التي نتبادلها في العمل، فلو كانت بين الزملاء فلا مشكلة، ولكن لو كانت مهداة لرئيس العمل فيجب مراعاة عدم المبالغة فيها، حتى لا تفسر على أنها نوع من النفاق، وتفقد قيمتها، إلا إذا كان هذا هو الهدف منها. وتضع بيجي بعض القواعد التي علينا مراعاتها عند شراء الهدية من بينها:
- أن لا نهدي شخصا ما هدية تفوق إمكانياته في حال أراد ردها
- أن لا نفكر في العطور كهدايا إلا في حال تأكدنا من نوع العطر الذي يفضله الشخص المهدى إليه العطر
- إرسال الهدية في مناسبتها يظل الأفضل لأنها تترك ذكرى جميلة في النفس يضاف ...
مـ نـ :)