ابو عبد العزيز
22/05/09, (11:31 PM)
الفوائد ج1/ص27
فائدة أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وأشرفها وأعلاها ذاتا وقدرا
وأوسعها عرش الرحمن جل جلاله, ولذلك صلح لاستوائه عليه وكل ما كان أقرب الى العرش كان أنور, وأنزه, وأشرف مما بعد عنه, ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها, وأنورها وأجلها لقربها من العرش, اذ هو سقفها وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق, ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير, وخلق الله القلوب وجعلها محلا لمعرفته ومحبته وارادته فهي عرش المثل الأعلى الذي هو معرفته ومحبته وارادته, قال للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم, وقال: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم, وقال: ليس كمثله شيء, فهذا من المثل الأعلى وهو مستو علي قلب المؤمن, فهو عرشه, وان لم يكن أطهر الأشياء وأنزهها وأطيبها وأبعدها من كل دنس وخبث لم يصلح لاستواء المثل الأعلى, عليه معرفة ومحبة وارادة فاستوى عليه مثل الدنيا الأسفل ومحبتها وارادتها, والتعلق بها, فضاق وأظلم وبعد من كماله وفلاحه حتي تعود القلوب علي قلبين قلب هو عرش الرحمن, ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة, وذخائر الخير وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق والظلمة والموت والحزن والغم, والهم, فهو حزين علي ما مضى مهموم بما يستقبل, مغموم في الحال, وقد روى الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اذا دخل النور القلب انفسخ وانشرح, قالوا فما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال: الانابة الى دار الخلود, والتجاني عن دار الغرور, والاستعداد للموت قبل نزوله, والنور الذي يدخل القلب انما هو آثار المثل الأعلى, فلذلك ينفسخ وينشرح واذا لم يكن فيه معرفة الله ومحبته فحظه الظلمة والضيق.
فائدة أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وأشرفها وأعلاها ذاتا وقدرا
وأوسعها عرش الرحمن جل جلاله, ولذلك صلح لاستوائه عليه وكل ما كان أقرب الى العرش كان أنور, وأنزه, وأشرف مما بعد عنه, ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها, وأنورها وأجلها لقربها من العرش, اذ هو سقفها وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق, ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير, وخلق الله القلوب وجعلها محلا لمعرفته ومحبته وارادته فهي عرش المثل الأعلى الذي هو معرفته ومحبته وارادته, قال للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم, وقال: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم, وقال: ليس كمثله شيء, فهذا من المثل الأعلى وهو مستو علي قلب المؤمن, فهو عرشه, وان لم يكن أطهر الأشياء وأنزهها وأطيبها وأبعدها من كل دنس وخبث لم يصلح لاستواء المثل الأعلى, عليه معرفة ومحبة وارادة فاستوى عليه مثل الدنيا الأسفل ومحبتها وارادتها, والتعلق بها, فضاق وأظلم وبعد من كماله وفلاحه حتي تعود القلوب علي قلبين قلب هو عرش الرحمن, ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة, وذخائر الخير وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق والظلمة والموت والحزن والغم, والهم, فهو حزين علي ما مضى مهموم بما يستقبل, مغموم في الحال, وقد روى الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اذا دخل النور القلب انفسخ وانشرح, قالوا فما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال: الانابة الى دار الخلود, والتجاني عن دار الغرور, والاستعداد للموت قبل نزوله, والنور الذي يدخل القلب انما هو آثار المثل الأعلى, فلذلك ينفسخ وينشرح واذا لم يكن فيه معرفة الله ومحبته فحظه الظلمة والضيق.