البحتري
31/05/09, (06:16 PM)
علمت بخبر الطفل الذي راح ضحية لنزوة شريرة ..!
فتذكرت الجامعة الإنسانية التي هي اقرب الجامعات الى قلب الانسان و اعلقها بفؤاده
لانه يبكي لمصاب من لا يعرف .. والإنسانية ثمرة من ثمرات الرسالات السماوية حيث لا تقف
الاجناس ولا الألوان ولا الأوطان حائلا دون إشراقها ..
لم ارى ذلك الطفل المغدور ولكن خطر على ذهني المكدود صورة قديمة ابدعها الشاعر القديم لبيد في
معلقته عندما تكلم عن مشاعر الام حين تفقد طفلها ..
لقد بكيت و بكيت حتى ارتاحت نفسي ..
وانا ادعوك الى البكاء لعلنا نحس بقلوب الامهات المفجوعات
فهل تشارك الام المسكينه ولو ببعض الدموع ..
كان الشاعر يتكلم في معلقته عن حبه لناقته وحاول ان يصور لنا مدى هذا الحب الكبير
فقال ان حبه اكبر من حب الام لطفلها المفقود !
الام حنون سواء كانت من البشر ام من غير البشر ..
ان في قلب الام حنان لا يوجد في غيرها .
ان قلب الام ينبوع الحنان و العطف و الرحمة .
تكلم الشاعر عن مهاة كانت ترعى مع القطيع وطفلها الصغير يققز ويلعب بين القطيع ..
وفجأة انتبهت فلم تجده !
فأسرعت تبحث عنه في كل مكان فلم تجده !
انها لا تدري ان الذئاب افترسته وتركته مسفوك الدماء و ممزق الاشلاء
فتركت القطيع وبحثت في كل مكان ..
تناديه ببغامها لعله يجيب .. ولكن الصغير لا يجيب.
كأنها تقول اين انت يا حبيبي ؟
ذهبت الى اخر مكان نظرت فيه اليه.. انه اخر لقاء .. لعل الصغير يعود اليها ؟
ومضى اليوم كله و الصغير لم يعود ...
ثم جاء الليل و اظلم المكان وبدأ المطر يسقط ويشتد
ولم تشعر الأم المفجوعة بقسوة الامطار و بظلام الليل بل لم تحس بالبرد الشديد الذي يمزق جلدها
الضعيف ..
وهكذا المفجوع لا يشعر بالاشياء من حوله ..
ثم لجأت الى شجرة متهالكة قد نخرت وتكسرت
ووضعت رأسها بين قسمي الشجرة وتركت جسدها يتلقى الطبيعة .
الى ان ظهر نور الصباح و اشرقت الارض .. ولكن هل هناك فرق بين الليل و النهار في
قلوب المنكوبين .
ثم نهضت متعثرة تمشي و تتخبط بالوحل تزلق تارة وتثبت اخرى .. و الحيرة تأكل قلبها
والمطر و البرد قد انهك قواها وليس لها من التفكير سوى اين انت يا حبيبي الصغير .
اليأس يخنقها و الدموع الحارة تحرق عينيها الجميلتين ..وفجأة
يظهر لها الصيادون ومعهم كلاب الصيد .. يا للقسوة في قلوب البشر !
لم يرحموا هذه الام المسكينه ..
أرسلوا عليها الكلاب لكي تمزق لحمها .. فلما تيقنت بالموت
وقفت بثبات وعلمت ان المواجهة هي الحل في هذه الحياة .. وان الاستسلام لا ينفع
فبقرت بقرنها بطن الكلب الاول فبعجته واندلعت احشاء الكلب وسقط صريعا .
لم يرحم الصيادون هذه الام المنكوبه..وأخذوا يرسلون الكلب تلو الاخر
الى ان انهارت قواها وسقطت قتيلة في سبيل ذلك الطفل الصغير ..
قال في المعلقة :
افتلك أم وحشية مسبوعة = خذلت وهادية الصوار قوامها
خنساء ضيعت الفرير فلم يرم = عرض الشقائق طوفها وبغامها
باتت واسبل واكف من ديمة = يروي الخمائل دائما تسجامها
يعلو طريقة متنها متواتر = في ليلة كفر النجوم ظلامها .... الخ ما قال
فتذكرت الجامعة الإنسانية التي هي اقرب الجامعات الى قلب الانسان و اعلقها بفؤاده
لانه يبكي لمصاب من لا يعرف .. والإنسانية ثمرة من ثمرات الرسالات السماوية حيث لا تقف
الاجناس ولا الألوان ولا الأوطان حائلا دون إشراقها ..
لم ارى ذلك الطفل المغدور ولكن خطر على ذهني المكدود صورة قديمة ابدعها الشاعر القديم لبيد في
معلقته عندما تكلم عن مشاعر الام حين تفقد طفلها ..
لقد بكيت و بكيت حتى ارتاحت نفسي ..
وانا ادعوك الى البكاء لعلنا نحس بقلوب الامهات المفجوعات
فهل تشارك الام المسكينه ولو ببعض الدموع ..
كان الشاعر يتكلم في معلقته عن حبه لناقته وحاول ان يصور لنا مدى هذا الحب الكبير
فقال ان حبه اكبر من حب الام لطفلها المفقود !
الام حنون سواء كانت من البشر ام من غير البشر ..
ان في قلب الام حنان لا يوجد في غيرها .
ان قلب الام ينبوع الحنان و العطف و الرحمة .
تكلم الشاعر عن مهاة كانت ترعى مع القطيع وطفلها الصغير يققز ويلعب بين القطيع ..
وفجأة انتبهت فلم تجده !
فأسرعت تبحث عنه في كل مكان فلم تجده !
انها لا تدري ان الذئاب افترسته وتركته مسفوك الدماء و ممزق الاشلاء
فتركت القطيع وبحثت في كل مكان ..
تناديه ببغامها لعله يجيب .. ولكن الصغير لا يجيب.
كأنها تقول اين انت يا حبيبي ؟
ذهبت الى اخر مكان نظرت فيه اليه.. انه اخر لقاء .. لعل الصغير يعود اليها ؟
ومضى اليوم كله و الصغير لم يعود ...
ثم جاء الليل و اظلم المكان وبدأ المطر يسقط ويشتد
ولم تشعر الأم المفجوعة بقسوة الامطار و بظلام الليل بل لم تحس بالبرد الشديد الذي يمزق جلدها
الضعيف ..
وهكذا المفجوع لا يشعر بالاشياء من حوله ..
ثم لجأت الى شجرة متهالكة قد نخرت وتكسرت
ووضعت رأسها بين قسمي الشجرة وتركت جسدها يتلقى الطبيعة .
الى ان ظهر نور الصباح و اشرقت الارض .. ولكن هل هناك فرق بين الليل و النهار في
قلوب المنكوبين .
ثم نهضت متعثرة تمشي و تتخبط بالوحل تزلق تارة وتثبت اخرى .. و الحيرة تأكل قلبها
والمطر و البرد قد انهك قواها وليس لها من التفكير سوى اين انت يا حبيبي الصغير .
اليأس يخنقها و الدموع الحارة تحرق عينيها الجميلتين ..وفجأة
يظهر لها الصيادون ومعهم كلاب الصيد .. يا للقسوة في قلوب البشر !
لم يرحموا هذه الام المسكينه ..
أرسلوا عليها الكلاب لكي تمزق لحمها .. فلما تيقنت بالموت
وقفت بثبات وعلمت ان المواجهة هي الحل في هذه الحياة .. وان الاستسلام لا ينفع
فبقرت بقرنها بطن الكلب الاول فبعجته واندلعت احشاء الكلب وسقط صريعا .
لم يرحم الصيادون هذه الام المنكوبه..وأخذوا يرسلون الكلب تلو الاخر
الى ان انهارت قواها وسقطت قتيلة في سبيل ذلك الطفل الصغير ..
قال في المعلقة :
افتلك أم وحشية مسبوعة = خذلت وهادية الصوار قوامها
خنساء ضيعت الفرير فلم يرم = عرض الشقائق طوفها وبغامها
باتت واسبل واكف من ديمة = يروي الخمائل دائما تسجامها
يعلو طريقة متنها متواتر = في ليلة كفر النجوم ظلامها .... الخ ما قال