ابو عبد العزيز
23/08/09, (08:25 PM)
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج15/ص131
فلا بد من التقوى بفعل المأمور والصبر على المقدور كما فعل يوسف عليه السلام إتقى الله بالعفة عن الفاحشة وصبر على أذاهم له بالمراودة والحبس واستعان الله ودعاه حتى يثبته على العفة فتوكل عليه أن يصرف عنه كيدهن وصبر على الحبس وهذا كما قال ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي فى الله فتنة الناس كعذاب الله وكما قال ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمأن وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير فإنه لابد من أذى لكل من كان فى الدنيا فإن لم يصبر على الأذى فى طاعة الله بل إختار المعصية كان ما يحصل له من الشر أعظم مما فر منه بكثير ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ومن احتمل الهوان والأذى فى طاعة الله على الكرامة والعز في معصية الله كما فعل يوسف عليه السلام وغيره من الأنبياء والصالحين كانت العاقبة له فى الدنيا والآخرة وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيما وسرورا كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب من التنعم بالذنوب ينقلب حزنا وثبورا
فيوسف خاف الله من الذنوب ولم يخف من أذى الخلق وحبسهم إذ أطاع الله بل آثر الحبس والأذى مع الطاعة على الكرامة والعز وقضاء الشهوات ونيل الرياسة والمال مع المعصية فإنه لو وافق إمراة العزيز نال الشهوة وأكرمته المرأة بالمال والرياسة وزوجها فى طاعتها فإختيار يوسف الذل والحبس وترك الشهوة والخروج عن المال والرياسة مع الطاعة على العز والرياسة والمال وقضاء الشهوة مع المعصية
بل قدم الخوف من الخالق على الخوف من المخلوق وإن آذاه بالحبس والكذب فإنها كذبت عليه فزعمت أنه راودها ثم حبسته بعد ذلك وقد قيل إنها قالت لزوجها إنه هتك عرضي لم يمكنها أن تقول له راودنى فإن زوجها قد عرف القصة بل كذبت عليه كذبة تروج على زوجها وهو أنه قد هتك عرضها باشاعة فعلها وكانت كاذبة على يوسف لم يذكر عنها شيئا بل كذبت أولا وآخرا كذبت عليه بأنه طلب الفاحشة وكذبت عليه بأنه أشاعها وهي التى طالبت وأشاعت فإنها قالت للنسوة فذلكن الذي لمتننى فيه ولقد روادته عن نفسه فاستعصم فهذا غاية الاشاعة لفاحشتها لم تستر نفسها
والنساء أعظم الناس إخبارا بمثل ذلك وهن قبل أن يسمعن قولها قد قلن فى المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه فكيف إذا إعترفت بذلك وطلبت رفع الملام عنهاوقد قيل انهن أعنها فى المراودة وعذلنه على الإمتناع ويدل على ذلك قوله وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وقوله إرجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة الاتى قطعن أيدههن إن ربى بكيدهن عليم فدل على أن هناك كيدا منهن وقد قال لهن الملك ما خطبكن إذ روادتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت إمرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا روادته عن نفسه وإنه لمن الصادقين فهن لم يروادنه لأنفسهن إذ كان ذلك غير ممكن وهو عند المرأة فى بيتها وتحت حجرها لكن قد يكن أعلن المرأة على مطلوبها
وإذا كان هذا فى فعل الفاحشة فغيرها من الذنوب أعظم مثل الظلم العظيم للخلق كقتل النفس المعصومة ومثل الاشراك بالله ومثل القول على الله بلا علم قال قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون فهذه أجناس المحرمات التى لا تباح بحال ولا في شريعة وما سواها وإن حرم فى حال فقد يباح في حال
فلا بد من التقوى بفعل المأمور والصبر على المقدور كما فعل يوسف عليه السلام إتقى الله بالعفة عن الفاحشة وصبر على أذاهم له بالمراودة والحبس واستعان الله ودعاه حتى يثبته على العفة فتوكل عليه أن يصرف عنه كيدهن وصبر على الحبس وهذا كما قال ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي فى الله فتنة الناس كعذاب الله وكما قال ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمأن وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير فإنه لابد من أذى لكل من كان فى الدنيا فإن لم يصبر على الأذى فى طاعة الله بل إختار المعصية كان ما يحصل له من الشر أعظم مما فر منه بكثير ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ومن احتمل الهوان والأذى فى طاعة الله على الكرامة والعز في معصية الله كما فعل يوسف عليه السلام وغيره من الأنبياء والصالحين كانت العاقبة له فى الدنيا والآخرة وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيما وسرورا كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب من التنعم بالذنوب ينقلب حزنا وثبورا
فيوسف خاف الله من الذنوب ولم يخف من أذى الخلق وحبسهم إذ أطاع الله بل آثر الحبس والأذى مع الطاعة على الكرامة والعز وقضاء الشهوات ونيل الرياسة والمال مع المعصية فإنه لو وافق إمراة العزيز نال الشهوة وأكرمته المرأة بالمال والرياسة وزوجها فى طاعتها فإختيار يوسف الذل والحبس وترك الشهوة والخروج عن المال والرياسة مع الطاعة على العز والرياسة والمال وقضاء الشهوة مع المعصية
بل قدم الخوف من الخالق على الخوف من المخلوق وإن آذاه بالحبس والكذب فإنها كذبت عليه فزعمت أنه راودها ثم حبسته بعد ذلك وقد قيل إنها قالت لزوجها إنه هتك عرضي لم يمكنها أن تقول له راودنى فإن زوجها قد عرف القصة بل كذبت عليه كذبة تروج على زوجها وهو أنه قد هتك عرضها باشاعة فعلها وكانت كاذبة على يوسف لم يذكر عنها شيئا بل كذبت أولا وآخرا كذبت عليه بأنه طلب الفاحشة وكذبت عليه بأنه أشاعها وهي التى طالبت وأشاعت فإنها قالت للنسوة فذلكن الذي لمتننى فيه ولقد روادته عن نفسه فاستعصم فهذا غاية الاشاعة لفاحشتها لم تستر نفسها
والنساء أعظم الناس إخبارا بمثل ذلك وهن قبل أن يسمعن قولها قد قلن فى المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه فكيف إذا إعترفت بذلك وطلبت رفع الملام عنهاوقد قيل انهن أعنها فى المراودة وعذلنه على الإمتناع ويدل على ذلك قوله وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وقوله إرجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة الاتى قطعن أيدههن إن ربى بكيدهن عليم فدل على أن هناك كيدا منهن وقد قال لهن الملك ما خطبكن إذ روادتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت إمرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا روادته عن نفسه وإنه لمن الصادقين فهن لم يروادنه لأنفسهن إذ كان ذلك غير ممكن وهو عند المرأة فى بيتها وتحت حجرها لكن قد يكن أعلن المرأة على مطلوبها
وإذا كان هذا فى فعل الفاحشة فغيرها من الذنوب أعظم مثل الظلم العظيم للخلق كقتل النفس المعصومة ومثل الاشراك بالله ومثل القول على الله بلا علم قال قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون فهذه أجناس المحرمات التى لا تباح بحال ولا في شريعة وما سواها وإن حرم فى حال فقد يباح في حال