المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جيل لن يتكرر (قصة )....


ذيب
06/08/05, (08:40 AM)
جيل لن يتكرر (قصة ) .


أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه





‏قال عمر: ما هذا





‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا





‏قال: أقتلت أباهم ؟





‏قال: نعم قتلته !





‏قال : كيف قتلتَه ؟



‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات...





‏قال عمر : القصاص ..



‏الإعدام .. قرار لم يكتب .. وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟



‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ‏ابنه





‏القاتل ، لاقتص منه ..






>‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليسلهم عائل إلا الله ثم أنا




قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟





‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ...





‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه ‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر ‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟



‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..



‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!



‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،وقال:



‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله



‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!



‏قال: أتعرفه ؟



‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟



‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إنشاء‏الله



‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!





‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ..



‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ...



‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!





‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت‏الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.





‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...





‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏معه



‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!





‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..





‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟





‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..





‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ...





‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ





‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ..





‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك...





‏قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام





‏في أكفان عمر!!.

محمد الدلماني
07/08/05, (04:54 AM)
عمر ابن الخطاب كان اسلامه فتحا وهجرته هجرا وخلافته عدلا

جمع بين الشده والرحمه

وبين العدل والتسامح
فتح الفتوح ونشر الاسلام وسيرته خالده في ذاكرة كل مسلم


وياليتنا نفعل ربع مافعلو


تحياتي لك

ذيب
07/08/05, (10:01 AM)
أهلاً بعطر الويلااان الدلمااني ..

مرور عذب وحيااك البااري ..

دانــه التميمي
07/08/05, (01:42 PM)
قالها أخي محمد الدلماني
عمر ابن الخطاب كان اسلامه فتحا
وهجرته هجرا وخلافته عدلا
جمع بين الشده والرحمه
وبين العدل والتسامح
( ليتنا هكذاااا )
.
أخـي ذيـب
بارك الله فيك... وأحسن إليك...
وغسل روحك بماء الإيمان
وأنارك الله بنور الطاعة
أسأل الله أن لا يحرمك
بكرمه أجر هذا النقل
وفيك بارك الرحمن ...
وأجزل لك الثواب ...

صالح العرجان
07/08/05, (02:42 PM)
ذيب

لله در ابي ذر الغفار ورحم الله عمر ابن الخطاب


هل من عقول لبيبه تتعظ

هزاع الساري
07/08/05, (03:02 PM)
جزاك الله خير يا الذيب



ومثل ما قلت جيل لن يتكرر

ذيب
07/08/05, (11:47 PM)
الأخت دانة ..

إشراقة على هذا الموووضع تشعره وزوارة بالإطمئنان ...

سلمتِ على كل حرفٍ كتبتِـه ..

ولا أستغرب قوة هذه الكلماات البراقة ...

||
||
||
/\































عندما تكون من التميمية دانـة ..



















صالح الفدعااني .. لا أملك لك جواباً ولكن لعل .. العباارة التالية فيها مُسكن لصداع سؤالك..
































(( عفوا إن جميع العقول مشغولة الآن .. فضلاً حاول السؤال بعد إنتهاء أغنية "عرب إلى الهاوية"))












































الساااري هزاااع أقركـ الله في رحمته إفتقدت مروركـ


فالحمدلله أنك وقعت حضووركـ ـ ـ ـ ـ ـ





















أشكر الجميع على المرور والتفااعل .. وهذا محفز لمزيد من التقدم .. ((بالنسبة لي)) ..

فهد الخدلي الفدعاني
09/08/05, (07:31 AM)
اخوي ذيب جزاك الله خير علي هالموضوع القيم


ودمت بخير

ذيب
10/08/05, (08:15 AM)
فهد أيضاً ردكـ قيّم ..

حيااك البااااري ..