عبدالكريم العنزي
10/08/05, (02:07 AM)
ليس الغريب غريب الشام واليمن =إن الغريب غريب اللحد والكفن
إن الغريب له حق لغربته = على المقيمين في الأوطان والسكن
لا تنهرنَّ غريبا حال غربته= الدهر ينهره بالذل والمحن.
سفري بعيد وزادي لن يبلغني= وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها= الله يعلمها في السر والعلن
ما أحلم الله عني حيث أمهلني= وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمرُّ ساعات أيامي بلا ندم= ولا بكاء ولا خوفٍ ولا حَزَنِ
أنا الذي أُغلق الأبواب مجتهداً = على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلةً كُتبت في غفلة ذهبت= يا حسرةً بقيت في القلب تُحرقني
دعني أنوح على نفسي وأندبها= وأقطع الدهر بالتذكير والحزَنِ
دع عنك عذلي يا من كان يعذلني= لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني
دعني أسحُّ دموعا لا انقطاع لها= فهل عسى عبرةٌ منها تُخلصني
كأنني بين جلِّ الأهل منطرحٌ = على الفراش وأيديهم تُقلبني
وقد تجمَّع حولي مَن ينوح ومن= يبكي عليَّ وينعاني ويندبني
وقد أتوا بطبيب كي يُعالجني= ولم أرَ الطب هذا اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها= من كل عِرقٍ بلا رفق ولا هونِ
واستخرج الروح مني في تغرغرها= وصار ريقي مريرا حين غرغرني
وقام من كان حِبَّ الناس في عجَلٍ= نحو المغسل يأتيني يُغسلني.
وقال يا قوم نبعي غاسلا حذِقا= حرا أديبا عارفا فطِنِ
فجاءني رجلٌ منهم فجرَّدني = من الثياب وأعراني وأفردني
وأودعوني على الألواح منطرحا= وصار فوقي خرير الماء ينظفني .
وأسكب الماء من فوقي وغسَّلني= غَسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفنِ
وألبسوني ثيابا لا كِمام لها= وصار زادي حنوطي حين حنَّطني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا=على رحيلي بلا زاد يُبلغني
وحمَّلوني على الأكتاف أربعةٌ= من الرجال وخلفي منْ يشيعني
وقدَّموني إلى المحراب وانصرفوا= خلف الإمام فصلى ثم ودعني.
صلوا عليَّ صلاةً لا ركوع لها= ولا سجود لعل الله يرحمني
وكشَّف الثوب عن وجهي لينظرني= وأسبل الدمع من عينيه أغرقني
فقام مُحترما بالعزم مُشتملا= وصفف اللبْن من فوقي وفارقني
وقال هُلواعليه الترب واغتنموا = حسن الثواب من الرحمن ذي المنن.
في ظلمة القبر لا أمٌ هناك ولا = أبٌ شفيق ولا أخٌ يُؤنسني
وهالني صورةٌ في العين إذ نظرت=من هول مطلع ما قد كان أدهشني
من منكر ونكير ما أقول لهم= قد هالني أمرهم جدا فأفزعني.
وأقعدوني وجدوا في سؤالهمُ= ما لي سواك إلهي منْ يُخلصني
فامنن عليَّ بعفوٍ منك يا أملي= فإنني موثقٌ بالذنب مرتَهَنِ
تقامم الأهل مالي بعدما انصرفوا= وصار وزري على ظهري فأثقلني
واستبدلت زوجتي بعلا لها بدلي= وحكَّمته على الأموال والسكن
وصيَّرت ولدي عبدا ليخدمها= وصار مالي لهم حلا بلا ثمنِ
فلا تغرنك الدنيا وزينتها= وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها=هل راح منها بغير الحنظ والكفن
خذ القناعة من دنياك وارضَ بها= لو لم يكن لك إلا راحة البدن
يا نفس كفي عن العصيان= واكتسبي فعلا جميلا لعل الله يرحمني
يانفسُ ويحكِ توبي واعملي حسنا= عسى تُجازين بعد الموت بالحسنِ
ثم الصلاة على المختار سيدنا ما = وضأ البرق في شام وفي يمن
والحمد لله ممسينا ومصبحنا = بالخير والعفو والإحسان والمنن.
إن الغريب له حق لغربته = على المقيمين في الأوطان والسكن
لا تنهرنَّ غريبا حال غربته= الدهر ينهره بالذل والمحن.
سفري بعيد وزادي لن يبلغني= وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها= الله يعلمها في السر والعلن
ما أحلم الله عني حيث أمهلني= وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمرُّ ساعات أيامي بلا ندم= ولا بكاء ولا خوفٍ ولا حَزَنِ
أنا الذي أُغلق الأبواب مجتهداً = على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلةً كُتبت في غفلة ذهبت= يا حسرةً بقيت في القلب تُحرقني
دعني أنوح على نفسي وأندبها= وأقطع الدهر بالتذكير والحزَنِ
دع عنك عذلي يا من كان يعذلني= لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني
دعني أسحُّ دموعا لا انقطاع لها= فهل عسى عبرةٌ منها تُخلصني
كأنني بين جلِّ الأهل منطرحٌ = على الفراش وأيديهم تُقلبني
وقد تجمَّع حولي مَن ينوح ومن= يبكي عليَّ وينعاني ويندبني
وقد أتوا بطبيب كي يُعالجني= ولم أرَ الطب هذا اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها= من كل عِرقٍ بلا رفق ولا هونِ
واستخرج الروح مني في تغرغرها= وصار ريقي مريرا حين غرغرني
وقام من كان حِبَّ الناس في عجَلٍ= نحو المغسل يأتيني يُغسلني.
وقال يا قوم نبعي غاسلا حذِقا= حرا أديبا عارفا فطِنِ
فجاءني رجلٌ منهم فجرَّدني = من الثياب وأعراني وأفردني
وأودعوني على الألواح منطرحا= وصار فوقي خرير الماء ينظفني .
وأسكب الماء من فوقي وغسَّلني= غَسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفنِ
وألبسوني ثيابا لا كِمام لها= وصار زادي حنوطي حين حنَّطني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا=على رحيلي بلا زاد يُبلغني
وحمَّلوني على الأكتاف أربعةٌ= من الرجال وخلفي منْ يشيعني
وقدَّموني إلى المحراب وانصرفوا= خلف الإمام فصلى ثم ودعني.
صلوا عليَّ صلاةً لا ركوع لها= ولا سجود لعل الله يرحمني
وكشَّف الثوب عن وجهي لينظرني= وأسبل الدمع من عينيه أغرقني
فقام مُحترما بالعزم مُشتملا= وصفف اللبْن من فوقي وفارقني
وقال هُلواعليه الترب واغتنموا = حسن الثواب من الرحمن ذي المنن.
في ظلمة القبر لا أمٌ هناك ولا = أبٌ شفيق ولا أخٌ يُؤنسني
وهالني صورةٌ في العين إذ نظرت=من هول مطلع ما قد كان أدهشني
من منكر ونكير ما أقول لهم= قد هالني أمرهم جدا فأفزعني.
وأقعدوني وجدوا في سؤالهمُ= ما لي سواك إلهي منْ يُخلصني
فامنن عليَّ بعفوٍ منك يا أملي= فإنني موثقٌ بالذنب مرتَهَنِ
تقامم الأهل مالي بعدما انصرفوا= وصار وزري على ظهري فأثقلني
واستبدلت زوجتي بعلا لها بدلي= وحكَّمته على الأموال والسكن
وصيَّرت ولدي عبدا ليخدمها= وصار مالي لهم حلا بلا ثمنِ
فلا تغرنك الدنيا وزينتها= وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها=هل راح منها بغير الحنظ والكفن
خذ القناعة من دنياك وارضَ بها= لو لم يكن لك إلا راحة البدن
يا نفس كفي عن العصيان= واكتسبي فعلا جميلا لعل الله يرحمني
يانفسُ ويحكِ توبي واعملي حسنا= عسى تُجازين بعد الموت بالحسنِ
ثم الصلاة على المختار سيدنا ما = وضأ البرق في شام وفي يمن
والحمد لله ممسينا ومصبحنا = بالخير والعفو والإحسان والمنن.