عيد الحواشيش
13/09/05, (01:32 PM)
.
.
.
.
اسمٌ لشخصيةٍ قديمةٍ ربما كانت من نسجِ خيال الكتاب الذين يحبون أن يزرعوا الإبتسامةَ على شفاه الحكام والخلفاء خوفاً منهم على مصالح دولتهم حتى لا يمل الوالي من الجلوس على كرسي الحكم وهو مرهقٌ من مسؤولياته ومن عناء المسيرةِ فيه لذلك أوجدوا هذه الشخصيةَ المضحكةَ
إلا أن الذهبي في كتابه ( سير اعلام النبلاء ) يقول أن جحا هو رجل من علماء الحديث لكنه كان رجلاً مزاحاً وذا لهوٍ مثله مثل الإمام الشعبي
أياً كانت خرابيش التأريخ في الحديثِ عنه .. ثمةَ مثلٌ في زمننا الحديث أو العامي يتردد بين العامةِ عن أذن سعادةِ البيه جحا
يقول المثل: ( وين إذنك يا جحا .. بسكون الجيم وفتح الحاء )
يقال أن جحا كان إذاسأل عن أذنه يأتي بالأُذن الأبعد عن يده لكنه يجدها من الممكن أنه كان يتعذب في إيجادها إلا أنه في النها يةِ يجدها ..
لقبر السيد جحا أياً كان موضعه أرسل صلوات الألفيةِ الثالثةِ وأقول ليتك أثبت نظريةَ إيجاد الأذن في إحدى مكتبات بغداد في العهد العباسي علها أن تصل إلينا كنظريةٍ لا كقصةٍ يعبث بها من أراد السخريةَ بمن هم أمامه..
لوأنها جاءت كما أريد لعلم عدد كبيرٌ ممن أضاعوا آذانهم أن ثمةَ طريقةٌ سهلةٌ لإيجادها غير الصراخ والعويل على ذائقتهم والندب واستجداء كفوف النائحات حتى يلطمن ما أراد الله لهن ذلك..
أخي القارئ الكريم..
إن نظريةَ البيه جحا كان عبارةً عن أمر حسيٍ كان يرمي إليه , ومن غير أن يعلمَ,رمى إلى أمر معنوي ربما دله عليه عقله الباطن.. غير أن الزخم الهائل من ذوي الآذان الموسيقيةِ لم تدرك هذا المقصد فأخذت ذلك على أنه بلاهةٌ من جحا
ولو أن حجا عاش في هذا العصر لقطع أذنيه حتى لا يصطدم صيوانها بأشياء تعد في نظرِ من يسخرون منه ذوقاً وهي في نظره هرطقةٌ مميته..
إنني أعلم علم اليقين أن النص الأدبي بلا خيال وبلا تحريك لخلايا العقل هو عبارةٌ عن وصف للحال والصورةِ الباهتةِ كوصف الكأس بأنها كأسٌ يشرب فيها..
إن هذا لا يسمى بكل الأحوال نصاً أدبياً ولا يوضعُ في أي درجةٍ من درجات الأدب ..
النص الأدبي الذي يطلق عليه أدب هو ما لامس العقل وملأ الفكر بالصورةِ على غير ماهي عليه .. هذا بحق الحرف هو الأدب وهو ما يستحق القراءةَ والتمحيص والنقد حتى وإن تزاحمةِ الصور فيه وتراكمة فوق بعضها البعض ستجد من يأتي لك برأيه وينظرمن شباكٍ غير الشباك الذي وجدت أن المعنى فيه
أما أن يرمى لك ببيتٍ تستطيع عجائز نيسابور أن تكتبه لا يحمل أي روحٍ أو معنى ويريد الشاعر المحترم أن يستمع لرأي المتلقي فيه فهذا من أسباب العزوف التام عن قراءةِ النصوص الأدبيةِ وعن تحليلها
الصورةُ الأخرى هي الإغراق في الخيال والإبتعاد عن الموضوعيةِ في المعنى ثم بعد هذا كله يقول الشاعر المحترم أيضاً أن المعنى في بطن الشاعر ليمت الشاعر قبل أن يزج النص في أذن المتلقي حتى يأكله الدود هو ومعناه ليس المتلقي بحاجةٍ لمعنىً في معدةٍ شاعر ربما كان بديناً
ولعلك تسمع بين الفينةِ والفينةِ من يعرض على أذنيك أوربما على عينيك ما يريدُ رأيك فيه وتقرأُ وتستمع وبإمعان ثم تصفقُ مجاملةً وأنت لا تدري ما الذي يريد أن يصل إليه.. ثم إذا ما سألته عن المعنى المراد قال لك وبملئ فيه المعنى في بطن الشاعر
( إنني أقصدُ أمراً بيني وبين نفسي ولا أريد أن يعلم به أحد ) .. إذا لماذا تطلب الآراء فيه إن كان الأمر بينك وبين نفسك دعه في بطنك إلى أن يقضي الله أمره..
لست أدري متى تنقرض هذه الفكرةُ التي أرهقت المتلقي ( المعنى في بطن الشاعر )
ربما مات المتلقي حسرةً وكمدا وهو لايعلم أن الشاعر عبارةٌ عن عشرة ناقص عشرة
تنويه
أخي القارئ إنها نظرةٌ عامةٌ للساحةِ الأدبيةِ بكل أقطارها الفصيحةُ والعاميةُ , لا يقصدُ بها أحد بعينه
هذا حتى لا يُساء فهم المراد لأن التأويل في زمننا هذا جعل من النعامةِ أماً شرعيةً للصقر..
.
.
.
اسمٌ لشخصيةٍ قديمةٍ ربما كانت من نسجِ خيال الكتاب الذين يحبون أن يزرعوا الإبتسامةَ على شفاه الحكام والخلفاء خوفاً منهم على مصالح دولتهم حتى لا يمل الوالي من الجلوس على كرسي الحكم وهو مرهقٌ من مسؤولياته ومن عناء المسيرةِ فيه لذلك أوجدوا هذه الشخصيةَ المضحكةَ
إلا أن الذهبي في كتابه ( سير اعلام النبلاء ) يقول أن جحا هو رجل من علماء الحديث لكنه كان رجلاً مزاحاً وذا لهوٍ مثله مثل الإمام الشعبي
أياً كانت خرابيش التأريخ في الحديثِ عنه .. ثمةَ مثلٌ في زمننا الحديث أو العامي يتردد بين العامةِ عن أذن سعادةِ البيه جحا
يقول المثل: ( وين إذنك يا جحا .. بسكون الجيم وفتح الحاء )
يقال أن جحا كان إذاسأل عن أذنه يأتي بالأُذن الأبعد عن يده لكنه يجدها من الممكن أنه كان يتعذب في إيجادها إلا أنه في النها يةِ يجدها ..
لقبر السيد جحا أياً كان موضعه أرسل صلوات الألفيةِ الثالثةِ وأقول ليتك أثبت نظريةَ إيجاد الأذن في إحدى مكتبات بغداد في العهد العباسي علها أن تصل إلينا كنظريةٍ لا كقصةٍ يعبث بها من أراد السخريةَ بمن هم أمامه..
لوأنها جاءت كما أريد لعلم عدد كبيرٌ ممن أضاعوا آذانهم أن ثمةَ طريقةٌ سهلةٌ لإيجادها غير الصراخ والعويل على ذائقتهم والندب واستجداء كفوف النائحات حتى يلطمن ما أراد الله لهن ذلك..
أخي القارئ الكريم..
إن نظريةَ البيه جحا كان عبارةً عن أمر حسيٍ كان يرمي إليه , ومن غير أن يعلمَ,رمى إلى أمر معنوي ربما دله عليه عقله الباطن.. غير أن الزخم الهائل من ذوي الآذان الموسيقيةِ لم تدرك هذا المقصد فأخذت ذلك على أنه بلاهةٌ من جحا
ولو أن حجا عاش في هذا العصر لقطع أذنيه حتى لا يصطدم صيوانها بأشياء تعد في نظرِ من يسخرون منه ذوقاً وهي في نظره هرطقةٌ مميته..
إنني أعلم علم اليقين أن النص الأدبي بلا خيال وبلا تحريك لخلايا العقل هو عبارةٌ عن وصف للحال والصورةِ الباهتةِ كوصف الكأس بأنها كأسٌ يشرب فيها..
إن هذا لا يسمى بكل الأحوال نصاً أدبياً ولا يوضعُ في أي درجةٍ من درجات الأدب ..
النص الأدبي الذي يطلق عليه أدب هو ما لامس العقل وملأ الفكر بالصورةِ على غير ماهي عليه .. هذا بحق الحرف هو الأدب وهو ما يستحق القراءةَ والتمحيص والنقد حتى وإن تزاحمةِ الصور فيه وتراكمة فوق بعضها البعض ستجد من يأتي لك برأيه وينظرمن شباكٍ غير الشباك الذي وجدت أن المعنى فيه
أما أن يرمى لك ببيتٍ تستطيع عجائز نيسابور أن تكتبه لا يحمل أي روحٍ أو معنى ويريد الشاعر المحترم أن يستمع لرأي المتلقي فيه فهذا من أسباب العزوف التام عن قراءةِ النصوص الأدبيةِ وعن تحليلها
الصورةُ الأخرى هي الإغراق في الخيال والإبتعاد عن الموضوعيةِ في المعنى ثم بعد هذا كله يقول الشاعر المحترم أيضاً أن المعنى في بطن الشاعر ليمت الشاعر قبل أن يزج النص في أذن المتلقي حتى يأكله الدود هو ومعناه ليس المتلقي بحاجةٍ لمعنىً في معدةٍ شاعر ربما كان بديناً
ولعلك تسمع بين الفينةِ والفينةِ من يعرض على أذنيك أوربما على عينيك ما يريدُ رأيك فيه وتقرأُ وتستمع وبإمعان ثم تصفقُ مجاملةً وأنت لا تدري ما الذي يريد أن يصل إليه.. ثم إذا ما سألته عن المعنى المراد قال لك وبملئ فيه المعنى في بطن الشاعر
( إنني أقصدُ أمراً بيني وبين نفسي ولا أريد أن يعلم به أحد ) .. إذا لماذا تطلب الآراء فيه إن كان الأمر بينك وبين نفسك دعه في بطنك إلى أن يقضي الله أمره..
لست أدري متى تنقرض هذه الفكرةُ التي أرهقت المتلقي ( المعنى في بطن الشاعر )
ربما مات المتلقي حسرةً وكمدا وهو لايعلم أن الشاعر عبارةٌ عن عشرة ناقص عشرة
تنويه
أخي القارئ إنها نظرةٌ عامةٌ للساحةِ الأدبيةِ بكل أقطارها الفصيحةُ والعاميةُ , لا يقصدُ بها أحد بعينه
هذا حتى لا يُساء فهم المراد لأن التأويل في زمننا هذا جعل من النعامةِ أماً شرعيةً للصقر..