المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال : ما هو المقصود من العدل ؟


عبدالكريم العنزي
20/09/05, (02:03 PM)
جواب : العدل هو أن الله سبحانه و تعالى لا يظلم و لا يجور و لا يجُحف في حق ذي حق .

و لقد عُرّف العدل في علم الكلام بأنه : " عدم فعل القبيح و عدم الإخلال بالواجب و عدم التكليف بما لا مصلحة فيه " [1] .

و العدل هو الإثابة على الحسنة بالحسنة و المعاقبة على السيئة بالسيئة ، و هو من صفات الفعل ، و هو من الصفات الثبوتية لأنه وصف وجودي و مما يتطلبه الكمال المطلق للذات الإلهية [2] .

و مسألة العدل في علم الكلام هي من المسائل الفوارق بين المعتزلة و الإمامية ـ من جانب ـ القائلين بالتحسين و التقبيح العقليين ، و بين الأشاعرة ـ من جانب آخر ـ القائلين بالتحسين و التقبيح الشرعيين ، و للأهمية مسألة العدل كمسألة فارقة نجد الفريق الأول يُفرد هذه المسألة بالبحث بصورة مستقلة و يعطيها عنوانا مستقلا من بين سائر الصفات الثبوتية الكمالية ، و لهذا فقد سُمي الفريق الأول بـ " العدلية " نسبة إلى القول بالعدل القائم على فكرة التحسين و التقبيح العقليين .

أما كلمة " العدل " فقد استُعملت في القرآن الكريم في أكثر من مدلول نشير إلى أهمها كالتالي :

1. العدل بمعنى الاستقامة في الفعل بوضع الشيء موضعه ، فلا ظلم و لا جور ، و تدل عليها الآيات القرآنية التالية :

قال الله عَزَّ و جَلَّ : { ... وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ... } [3] .

و قال عَزَّ مِنْ قائل : { وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } [4] .

2. العدل بمعنى الإنصاف الذي يأتي بين الظلم و التفضّل [5] ( الإحسان ) و يكون هذا في المعاملة ، فلا جور بإنقاص الحق و لا تفضل بالزيادة عليه ، و منه قول الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ... } .


--------------------------------------------------------------------------------

[1] خلاصة علم الكلام : 141 ، للعلامة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي .

[2] خلاصة علم الكلام : 142 .

[3] سورة النساء ،الآية : 58 .

[4] سورة الأعراف ، الآية : 159 .

[5] التفضّل هو فوق العدل هنا ، يقول الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) " إن الله أمر بالعدل و عاملنا بما فوقه و هو التفضّل ، و ذلك أنه تعالى يقول :{ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } ( سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 160 ) .

عبدالله البذيلي
23/09/05, (04:41 AM)
اخوي عبد الكريم

جزاك الله خير على الموضوع المفيد

وجعله في موازين حسناتك

ولك الود والتقدير