فهد الخدلي الفدعاني
21/09/05, (01:22 AM)
باحثون من مختلف دول العالم يناقشون «العلاقة المزعومة» بين الإرهاب والإسلام والسعودية
في قراءات أكثر هدوءاً وعمقاً
على اثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر(أيلول) 2001 الإرهابية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فوجئت السعودية بهجوم عنيف في عدد من وسائل الإعلام الأمريكية يحملها المسؤولية الأكبر عن تلك الأحداث، ويفترض توفر علاقة مؤكدة بين الإرهاب والإسلام والسعودية، وذلك بسبب أن غالبية المشاركين في العملية كانوا من السعوديين الذين ينتمون إلى تنظيم إسلامي متشدد.
وكان هذا الهجوم الإعلامي يشكل امتداداً لتصور سلبي مسبق عن الإسلام/ الدين/ والسعودية/ الدولة، ويمكن مراجعة عدد من العناوين في هذا السياق، من أبرزها «صراع الحضارات» ـ المقال ثم الكتاب ـ لصموئيل هنتيغتون، و«مملكة الكراهية» لدور جولد السفير الأسبق لإسرائيل في الأمم المتحدة، وفي مقابل هذا الهجوم ظهرت مبادرات إعلامية عديدة لجملة من المثقفين في السعودية في محاولة للرد على الاتهامات الموجهة لبلادهم. واليوم بعد أن أظهر تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر الأمريكية انعدام العلاقة بين السعودية والهجمات التي طالت أمريكا، وبعد أن توالت الأعمال الإرهابية داخل السعودية منذ مايو (أيار) 2002، بما كشف أن ذات التنظيم الإسلامي المتشدد يستهدف السعودية كما استهدف الولايات المتحدة، فتراجعت الهجمات الإعلامية نسبياً، وأتت مبادرة مشتركة لعدد من الكتّاب من أمريكا وألمانيا وفرنسا وروسيا واليونان وأذربيجان ومصر، بالإضافة إلى السعودية، لتقديم قراءات أكثر هدوءا وعمقاً تناقش العلاقة المفترضة بين الإرهاب والإسلام والسعودية، وقد قرر فريق العمل أن يجمع المقالات في كتاب يحمل اسم «السعوديون والإرهاب: رؤى عالمية». وهنا أبرز محتويات الكتاب الذي يصدر السبت المقبل، والذي تم تقسيمه إلى ستة فصول.
* تعريف الإرهاب
* الفصل الأول (الإرهاب اليوم) ويناقش بشكل عام ثلاث أفكار رئيسة، هي التعريف غير المتفق عليه للإرهاب، والتأكيد على عدم انتماء الإرهاب إلى وطن أو دين من خلال أكثر من سرد تاريخي لأحداث إرهابية يكشف عن تعدد هائل في أوطان وعقائد القائمين بتلك الأحداث، والثالثة هي أسباب ودوافع الإرهاب.
وقد احتوى هذا الفصل على ستة مقالات لكل من ديفيد دومك الموظف السابق في الكونغرس الأمريكي، والمراسل الصحافي الأمريكي ادوارد شوارز، والأكاديمية السعودية سلوى الخطيب التي اعتبرت في مقالها أن موجة أعمال الإرهاب التي يقوم بها مسلمون تعود إلى أسباب سياسية تتمثل في نهاية الحرب الباردة وتبعات المشكلة الأفغانية وتطور الأوضاع في فلسطين وانعدام الديمقراطية، وأخرى اجتماعية هي الفقر والحرمان والبطالة، وثالثة ثقافية تعكسها مشكلات نظام التعليم بالإضافة التعصب المنحرف عن قيم السماحة والرحمة في الإسلام.
وشارك في هذا الفصل جانجير أراسلي رئيس مركز دراسات الإرهاب في اذريبجان، والكاتب الأمريكي تيم كيندي، ومدير المعهد الفرنسي للإشراف على الدراسات الجيوبوليتكية، الذي صنّف الإرهاب في مقاله إلى إرهاب أيدلوجي ـ مرتبط بالفاشيين والثوريين اليساريين ـ وإرهاب ديني وطائفي وإرهاب المافيا وإرهاب الدولة وإرهاب عرقي.
ويهتم الفصل الثاني (أحداث 11 سبتمبر والحملة ضد الإرهاب) بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بوصفها لحظة تاريخية قفزت بالإرهاب إلى مقدمة الاهتمام الدولي في المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والفكرية والقانونية.
وقد تم تناول هذا الجانب من خلال ستة مقالات ـ أيضا ـ لكل من المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، والمدير الأكاديمي لمركز القانون الدستوري الأوروبي اليوناني زينوفون كونتيادس الذي تناول تأثير الإعلام في صياغة مفهوم الإرهاب بشكل لا يتفق مع سياق التاريخ والوقائع، وأمين جامعة الدول العربية السابق عصمت عبد المجيد، ومؤسس المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية جون ديوك آنثوني، وعضو جمعية الشرق الأوسط والأدنى في مدينة هامبورغ الألماني وولف شوبيرت الذي قدم مقارنة بين مفهوم الإرهاب في الولايات المتحدة وألمانيا وفي القانون الدولي، كما استعرض الأوضاع الراهنة للمسلمين في ألمانيا، وكان المقال السادس للعضو السابق في الكونغرس الأمريكي بول فيندلي.
(موقف الإسلام من الإرهاب) هو عنوان الفصل الثالث، ويعالج هذا الموضوع من خلال أربعة مقالات لكل من رالف سالمي عضو هيئة التدريس في جامعة كاليفورنيا الحكومية الذي قدم عرضاً تاريخياً للعلاقة بين العالمين الإسلامي والغربي، مشيراً إلى مظاهر التطرف الديني الأورثودوكسي والتعصب الديني الأمريكي والتطرف في المجتمعات الإسلامية، والمفكر السوداني جعفر شيخ إدريس، والأكاديمي السعودي زين العابدين الركابي، وناقشت الأكاديمية السعودية أميمة الجلاهمة في المقال الرابع من هذا الفصل مفهوم السلام في علاقة بين المسلمين بغيرهم.
ويركز الفصل الرابع (السعودية والإرهاب) على مناقشة فكرة الدعم الفكري السعودي للإرهاب ويحتوي ثلاثة مقالات، أولها للأكاديمي السعودي عبد الرحمن الزنيدي ويناقش فيه الأفكار الغربية حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما عرض رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز» خالد المعينا في المقال التالي للموقف السعودي الرسمي من تنظيم «القاعدة»، واختتم رئيس الوزراء الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف هذا الفصل بمقال فرّق فيه بين أيدلوجيا «القاعدة» والإطار الفكري للنظام القائم في السعودية مما قاد إلى أن يستهدف التنظيم البلاد التي ينسبه بعض الغربيون إليها.
* جهود السعودية في مكافحة الإرهاب
* والفكرة الأساسية للفصل الخامس (مواجهة الإرهاب بمقاييس سعودية) هي تناول الجهود السعودية في مواجهة الإرهاب، ويتم ذلك من خلال ثلاثة مقالات لرئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية خالد المالك، والكاتب السعودي سليمان الربعي، وكبير المديرين التنفيذيين لمعهد الشرق الأوسط السفير الأمريكي ادوارد ولكر، الذي قسم جبهات المواجهة السعودية للإرهاب إلى ثلاث، أولها الجبهة الأمنية مستعرضاً الهجمات الإرهابية التي استهدفت السعودية والخفوت الذي أصاب هذه الهجمات بفعل نجاح القوات الأمنية المحلية المدعومة شعبياً في مقابل فشل الإرهابيين في نيل أي دعم، والثانية الجبهة الفكرية مشيراً إلى أن الجذور الفكرية للمشكلة الإرهابية في السعودية ترتبط بتيار الإخوان المسلمين في مصر وسوريا، والثالثة هي جبهة الإصلاح السياسي والاقتصادي والتعليمي داخل السعودية.
* الحملة الغربية على السعودية
* أما الفكرة الأساسية للفصل السادس (السعودية والحملات الإعلامية الغربية) فهي مناقشة الحملات الإعلامية التي استهدفت السعودية في الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، من خلال مقالين، أولهما لأستاذ الصحافة بجامعة ماركويتي ـ ويسكانسون فيليب سيب، الذي اعتبر أن التغطية الإخبارية الغربية البسيطة للسعودية جعلتها غامضة ومضللة. وفي المقال الثاني يشترك ريتشارد كورتيس وهو دبلوماسي أمريكي متقاعد ومحررة الأخبار في مجلة واشنطن ريبورت اون ميدل ايست أفيرز ديلندا هانلي، في عرض تأثير المجموعات الإسرائيلية على تشكيل الصورة السلبية للسعودية في الإعلام الغربي، معتبرين أن أحداث 11 سبتمبر لم تكن إلا تعزيزاً لحملة ممتدة منذ سنوات طويلة سابقة، مما ساعد على صناعة قوالب جاهزة وغير موضوعية في النظر إلى السعودية.
في قراءات أكثر هدوءاً وعمقاً
على اثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر(أيلول) 2001 الإرهابية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فوجئت السعودية بهجوم عنيف في عدد من وسائل الإعلام الأمريكية يحملها المسؤولية الأكبر عن تلك الأحداث، ويفترض توفر علاقة مؤكدة بين الإرهاب والإسلام والسعودية، وذلك بسبب أن غالبية المشاركين في العملية كانوا من السعوديين الذين ينتمون إلى تنظيم إسلامي متشدد.
وكان هذا الهجوم الإعلامي يشكل امتداداً لتصور سلبي مسبق عن الإسلام/ الدين/ والسعودية/ الدولة، ويمكن مراجعة عدد من العناوين في هذا السياق، من أبرزها «صراع الحضارات» ـ المقال ثم الكتاب ـ لصموئيل هنتيغتون، و«مملكة الكراهية» لدور جولد السفير الأسبق لإسرائيل في الأمم المتحدة، وفي مقابل هذا الهجوم ظهرت مبادرات إعلامية عديدة لجملة من المثقفين في السعودية في محاولة للرد على الاتهامات الموجهة لبلادهم. واليوم بعد أن أظهر تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر الأمريكية انعدام العلاقة بين السعودية والهجمات التي طالت أمريكا، وبعد أن توالت الأعمال الإرهابية داخل السعودية منذ مايو (أيار) 2002، بما كشف أن ذات التنظيم الإسلامي المتشدد يستهدف السعودية كما استهدف الولايات المتحدة، فتراجعت الهجمات الإعلامية نسبياً، وأتت مبادرة مشتركة لعدد من الكتّاب من أمريكا وألمانيا وفرنسا وروسيا واليونان وأذربيجان ومصر، بالإضافة إلى السعودية، لتقديم قراءات أكثر هدوءا وعمقاً تناقش العلاقة المفترضة بين الإرهاب والإسلام والسعودية، وقد قرر فريق العمل أن يجمع المقالات في كتاب يحمل اسم «السعوديون والإرهاب: رؤى عالمية». وهنا أبرز محتويات الكتاب الذي يصدر السبت المقبل، والذي تم تقسيمه إلى ستة فصول.
* تعريف الإرهاب
* الفصل الأول (الإرهاب اليوم) ويناقش بشكل عام ثلاث أفكار رئيسة، هي التعريف غير المتفق عليه للإرهاب، والتأكيد على عدم انتماء الإرهاب إلى وطن أو دين من خلال أكثر من سرد تاريخي لأحداث إرهابية يكشف عن تعدد هائل في أوطان وعقائد القائمين بتلك الأحداث، والثالثة هي أسباب ودوافع الإرهاب.
وقد احتوى هذا الفصل على ستة مقالات لكل من ديفيد دومك الموظف السابق في الكونغرس الأمريكي، والمراسل الصحافي الأمريكي ادوارد شوارز، والأكاديمية السعودية سلوى الخطيب التي اعتبرت في مقالها أن موجة أعمال الإرهاب التي يقوم بها مسلمون تعود إلى أسباب سياسية تتمثل في نهاية الحرب الباردة وتبعات المشكلة الأفغانية وتطور الأوضاع في فلسطين وانعدام الديمقراطية، وأخرى اجتماعية هي الفقر والحرمان والبطالة، وثالثة ثقافية تعكسها مشكلات نظام التعليم بالإضافة التعصب المنحرف عن قيم السماحة والرحمة في الإسلام.
وشارك في هذا الفصل جانجير أراسلي رئيس مركز دراسات الإرهاب في اذريبجان، والكاتب الأمريكي تيم كيندي، ومدير المعهد الفرنسي للإشراف على الدراسات الجيوبوليتكية، الذي صنّف الإرهاب في مقاله إلى إرهاب أيدلوجي ـ مرتبط بالفاشيين والثوريين اليساريين ـ وإرهاب ديني وطائفي وإرهاب المافيا وإرهاب الدولة وإرهاب عرقي.
ويهتم الفصل الثاني (أحداث 11 سبتمبر والحملة ضد الإرهاب) بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بوصفها لحظة تاريخية قفزت بالإرهاب إلى مقدمة الاهتمام الدولي في المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والفكرية والقانونية.
وقد تم تناول هذا الجانب من خلال ستة مقالات ـ أيضا ـ لكل من المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، والمدير الأكاديمي لمركز القانون الدستوري الأوروبي اليوناني زينوفون كونتيادس الذي تناول تأثير الإعلام في صياغة مفهوم الإرهاب بشكل لا يتفق مع سياق التاريخ والوقائع، وأمين جامعة الدول العربية السابق عصمت عبد المجيد، ومؤسس المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية جون ديوك آنثوني، وعضو جمعية الشرق الأوسط والأدنى في مدينة هامبورغ الألماني وولف شوبيرت الذي قدم مقارنة بين مفهوم الإرهاب في الولايات المتحدة وألمانيا وفي القانون الدولي، كما استعرض الأوضاع الراهنة للمسلمين في ألمانيا، وكان المقال السادس للعضو السابق في الكونغرس الأمريكي بول فيندلي.
(موقف الإسلام من الإرهاب) هو عنوان الفصل الثالث، ويعالج هذا الموضوع من خلال أربعة مقالات لكل من رالف سالمي عضو هيئة التدريس في جامعة كاليفورنيا الحكومية الذي قدم عرضاً تاريخياً للعلاقة بين العالمين الإسلامي والغربي، مشيراً إلى مظاهر التطرف الديني الأورثودوكسي والتعصب الديني الأمريكي والتطرف في المجتمعات الإسلامية، والمفكر السوداني جعفر شيخ إدريس، والأكاديمي السعودي زين العابدين الركابي، وناقشت الأكاديمية السعودية أميمة الجلاهمة في المقال الرابع من هذا الفصل مفهوم السلام في علاقة بين المسلمين بغيرهم.
ويركز الفصل الرابع (السعودية والإرهاب) على مناقشة فكرة الدعم الفكري السعودي للإرهاب ويحتوي ثلاثة مقالات، أولها للأكاديمي السعودي عبد الرحمن الزنيدي ويناقش فيه الأفكار الغربية حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما عرض رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز» خالد المعينا في المقال التالي للموقف السعودي الرسمي من تنظيم «القاعدة»، واختتم رئيس الوزراء الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف هذا الفصل بمقال فرّق فيه بين أيدلوجيا «القاعدة» والإطار الفكري للنظام القائم في السعودية مما قاد إلى أن يستهدف التنظيم البلاد التي ينسبه بعض الغربيون إليها.
* جهود السعودية في مكافحة الإرهاب
* والفكرة الأساسية للفصل الخامس (مواجهة الإرهاب بمقاييس سعودية) هي تناول الجهود السعودية في مواجهة الإرهاب، ويتم ذلك من خلال ثلاثة مقالات لرئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية خالد المالك، والكاتب السعودي سليمان الربعي، وكبير المديرين التنفيذيين لمعهد الشرق الأوسط السفير الأمريكي ادوارد ولكر، الذي قسم جبهات المواجهة السعودية للإرهاب إلى ثلاث، أولها الجبهة الأمنية مستعرضاً الهجمات الإرهابية التي استهدفت السعودية والخفوت الذي أصاب هذه الهجمات بفعل نجاح القوات الأمنية المحلية المدعومة شعبياً في مقابل فشل الإرهابيين في نيل أي دعم، والثانية الجبهة الفكرية مشيراً إلى أن الجذور الفكرية للمشكلة الإرهابية في السعودية ترتبط بتيار الإخوان المسلمين في مصر وسوريا، والثالثة هي جبهة الإصلاح السياسي والاقتصادي والتعليمي داخل السعودية.
* الحملة الغربية على السعودية
* أما الفكرة الأساسية للفصل السادس (السعودية والحملات الإعلامية الغربية) فهي مناقشة الحملات الإعلامية التي استهدفت السعودية في الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، من خلال مقالين، أولهما لأستاذ الصحافة بجامعة ماركويتي ـ ويسكانسون فيليب سيب، الذي اعتبر أن التغطية الإخبارية الغربية البسيطة للسعودية جعلتها غامضة ومضللة. وفي المقال الثاني يشترك ريتشارد كورتيس وهو دبلوماسي أمريكي متقاعد ومحررة الأخبار في مجلة واشنطن ريبورت اون ميدل ايست أفيرز ديلندا هانلي، في عرض تأثير المجموعات الإسرائيلية على تشكيل الصورة السلبية للسعودية في الإعلام الغربي، معتبرين أن أحداث 11 سبتمبر لم تكن إلا تعزيزاً لحملة ممتدة منذ سنوات طويلة سابقة، مما ساعد على صناعة قوالب جاهزة وغير موضوعية في النظر إلى السعودية.