البحتري
04/04/07, (03:16 PM)
إخوة أربعة .. العشق قاتلهم
قصص العشق و الغرام عادة ما تكون أكثر شيوعا عند أهل البادية ، ويتم تداولها في منتدياتهم وفي ليالي السمر
حول القهوة ، و احيانا تبلغ هذه القصص حدا من الغرابة لايمكن تصديقة لولا وجود القصائد التي تثبت مايروى من
الأحداث . ومن أكثر القصص غرابة ، مايروى عن أربعة أخوة من قبيلة عنزة ، فقد قيل إن أحدهم إذا بلغ مبلغ الرجال
فأنه يتولع بالعشق ، ويكون العشق سببا في موته و هذا أحدهم يشكو ما أصابه على أحد أخوته فيقول :
ياعلى حط القبر بين البلادين
في مدهل البطحا جنوب من القاع
والى دفنتوني ورحتوا مقفين
ياعلى حطو ا لي مع القبر مطلاع
وجدي عليها وجد راعي قليبين
متجرح من كثر حفره من القاع
......... الخ القصيدة
وقيل أن هذا الفتى توفي على أثر هذه القصيدة ، ولحق به أخوه (( على )) بعد فترة ، حينما أصابته سهام العشق
ولم يمضي وقت طويل حتى لحق بهما أخوهما الثالث ، الذي تولع بالعشق فاعتل به وأنهك جسده وقضى نحبه .
ولم يبقى للأم المسكينة ، سوى الابن الصغير (( راشد )) وهي ترى فقدان أبنائها واحدا تلو الاخر ، ومن هول الصدمة
عند وفاة الابن الثالث وعظم المصيبة لم تدري ماذا تفعل سوى أن تهرب بهذا الابن الى الصحراء ، فلم يبقى لها سواه
ولا تريد أن تفقده هو الأخر ، لعله لايرى في الصحراء نساء فيتعلق قلبه ويكون في ذلك موته ، وفيما هي هائمة على
وجهها لاتدري الى أين تتجه ؟ .. صادفها في الطريق عابر سبيل ايضا من قبيلة عنزه فاستفسر منها عن حالها
فأخبرته بأحزانها ، وأخذت تحكي له قصة أبنائها ، وخشيتها أن تفقد هذا الولد الذي لم يبقى لها سواه .
فرق الرجل لحالها ، وأخذ يهدي من روعها ، وأقنعها أن تعود الى العرب وتترك الولد معه ، وسوف يرعاه ويهتم به
ولايدعه يغيب عن ناظره حتى لايتعرض الى ماتعرض إليه أخوته .
وأقتنعت المراة برأي هذا الرجل الشهم ، وقالت له : (( أن راشد وداعة الله ثم وداعتك .. لاتدعه يقترب من النساء ، وهو
في رفقتك حتى يكبر ويتزوج لعل الله عزوجل يكتب له طول العمر ، ويعود لنا بإذن الله عزوجل ))
وعادت المرأه إلى العرب ، ومضى الرجل بالولد ، وأحسن اكرامه ، وكان يلازمه الليل و النهار ، حيث يقضيان النهار
بالصيد والقنص وفي الليل يتسامران حول القهوة ولايجعله يرى أحدا من النساء ، ومرت الأيام على أحسن مايكون .
إلى أن جاء يوم ، كان هناك جماعة ينوون الرحيل ، من مكان على مقربة من منازل (( الرجل الشهم )) الذي اعتنى
براشد وقد ذهب الرجل يوادع ذلك الحي وأوصى أهل بيته على راشد بأن لا يقترب أحد منه ، لكنه ما أن ابتعد
إلا و النساء بدافع الفضول ، يأتين عند الولد ويبدأن يمازحنه ويداعبنه ، فكانت المرة الاولى التي يرى فيها
النساء ويبهره الجمال فحل به ماحل على أخوته من قبل وتمثل بهذه القصيدة التي لم يعش بعدها ألا أياما قليلة يقول :
يقول راشد من غرايب لحوني
مثايل قلبي عطاهن لساني
ويحن قلبي حن خلجن بكوني
وياجر قلبي جر غرب السواني
من مازح الخفرات نجل العيوني
غر الجباه مفلجات الثماني
إلى مت في راس الطويل دفنوني
حطوا براس مصدوعه لي مكاني
........... الخ القصيدة
قالت الصحراء الجزء الثاني بقلم : بدر الحمد
ــــــــــــــــــــ تعليق :
هذه من القصص الغريبه التي تستوقف الفرد متأملا ، هل هذه من خرافات البادية ام كانت واقع ملموس
لكن عند الهروب من حقيقة هذه القصه وفحواها ، يصطدم الفرد بالواقع المعاصر الذي يعيش فيه ليجد
قصص اغرب من هذه القصه السابقة ، يجد من الناس من يموت بسبب الخوف الرهيب الذي
سيطر على عقول كثير من الناس ، يجد مسلمين يستهزؤن بالاسلام ، ويجد قتلى وشهداء في كل يوم
وهناك من يقيم المهرجانات الراقصه و الخليعة الى غير ذلك من متناقضات فأن كانت هذه القصة خيالية
من نسج رعاة البادية فواقعنا و ما نعايشه الان اغرب واغرب ولا يصدق عليه الا ما قاله المصطفى
عليه الصلاة و السلام (( يأتي على الناس (( سنوات خداعات )) يكذَب الصادق ، ويصدَق الكاذب ، ويخوَن الأمين ويأتمن
الخائن ، ...... الى اخر الحديث الشريف )) او كما قال صلى الله عليه وسلم .
وجهة نظري : أن هذه القصة لا تعدل شي بالنسبة لخيالات و متناقضات و قاعنا المعاصر .
اترك التعليق لكم
قصص العشق و الغرام عادة ما تكون أكثر شيوعا عند أهل البادية ، ويتم تداولها في منتدياتهم وفي ليالي السمر
حول القهوة ، و احيانا تبلغ هذه القصص حدا من الغرابة لايمكن تصديقة لولا وجود القصائد التي تثبت مايروى من
الأحداث . ومن أكثر القصص غرابة ، مايروى عن أربعة أخوة من قبيلة عنزة ، فقد قيل إن أحدهم إذا بلغ مبلغ الرجال
فأنه يتولع بالعشق ، ويكون العشق سببا في موته و هذا أحدهم يشكو ما أصابه على أحد أخوته فيقول :
ياعلى حط القبر بين البلادين
في مدهل البطحا جنوب من القاع
والى دفنتوني ورحتوا مقفين
ياعلى حطو ا لي مع القبر مطلاع
وجدي عليها وجد راعي قليبين
متجرح من كثر حفره من القاع
......... الخ القصيدة
وقيل أن هذا الفتى توفي على أثر هذه القصيدة ، ولحق به أخوه (( على )) بعد فترة ، حينما أصابته سهام العشق
ولم يمضي وقت طويل حتى لحق بهما أخوهما الثالث ، الذي تولع بالعشق فاعتل به وأنهك جسده وقضى نحبه .
ولم يبقى للأم المسكينة ، سوى الابن الصغير (( راشد )) وهي ترى فقدان أبنائها واحدا تلو الاخر ، ومن هول الصدمة
عند وفاة الابن الثالث وعظم المصيبة لم تدري ماذا تفعل سوى أن تهرب بهذا الابن الى الصحراء ، فلم يبقى لها سواه
ولا تريد أن تفقده هو الأخر ، لعله لايرى في الصحراء نساء فيتعلق قلبه ويكون في ذلك موته ، وفيما هي هائمة على
وجهها لاتدري الى أين تتجه ؟ .. صادفها في الطريق عابر سبيل ايضا من قبيلة عنزه فاستفسر منها عن حالها
فأخبرته بأحزانها ، وأخذت تحكي له قصة أبنائها ، وخشيتها أن تفقد هذا الولد الذي لم يبقى لها سواه .
فرق الرجل لحالها ، وأخذ يهدي من روعها ، وأقنعها أن تعود الى العرب وتترك الولد معه ، وسوف يرعاه ويهتم به
ولايدعه يغيب عن ناظره حتى لايتعرض الى ماتعرض إليه أخوته .
وأقتنعت المراة برأي هذا الرجل الشهم ، وقالت له : (( أن راشد وداعة الله ثم وداعتك .. لاتدعه يقترب من النساء ، وهو
في رفقتك حتى يكبر ويتزوج لعل الله عزوجل يكتب له طول العمر ، ويعود لنا بإذن الله عزوجل ))
وعادت المرأه إلى العرب ، ومضى الرجل بالولد ، وأحسن اكرامه ، وكان يلازمه الليل و النهار ، حيث يقضيان النهار
بالصيد والقنص وفي الليل يتسامران حول القهوة ولايجعله يرى أحدا من النساء ، ومرت الأيام على أحسن مايكون .
إلى أن جاء يوم ، كان هناك جماعة ينوون الرحيل ، من مكان على مقربة من منازل (( الرجل الشهم )) الذي اعتنى
براشد وقد ذهب الرجل يوادع ذلك الحي وأوصى أهل بيته على راشد بأن لا يقترب أحد منه ، لكنه ما أن ابتعد
إلا و النساء بدافع الفضول ، يأتين عند الولد ويبدأن يمازحنه ويداعبنه ، فكانت المرة الاولى التي يرى فيها
النساء ويبهره الجمال فحل به ماحل على أخوته من قبل وتمثل بهذه القصيدة التي لم يعش بعدها ألا أياما قليلة يقول :
يقول راشد من غرايب لحوني
مثايل قلبي عطاهن لساني
ويحن قلبي حن خلجن بكوني
وياجر قلبي جر غرب السواني
من مازح الخفرات نجل العيوني
غر الجباه مفلجات الثماني
إلى مت في راس الطويل دفنوني
حطوا براس مصدوعه لي مكاني
........... الخ القصيدة
قالت الصحراء الجزء الثاني بقلم : بدر الحمد
ــــــــــــــــــــ تعليق :
هذه من القصص الغريبه التي تستوقف الفرد متأملا ، هل هذه من خرافات البادية ام كانت واقع ملموس
لكن عند الهروب من حقيقة هذه القصه وفحواها ، يصطدم الفرد بالواقع المعاصر الذي يعيش فيه ليجد
قصص اغرب من هذه القصه السابقة ، يجد من الناس من يموت بسبب الخوف الرهيب الذي
سيطر على عقول كثير من الناس ، يجد مسلمين يستهزؤن بالاسلام ، ويجد قتلى وشهداء في كل يوم
وهناك من يقيم المهرجانات الراقصه و الخليعة الى غير ذلك من متناقضات فأن كانت هذه القصة خيالية
من نسج رعاة البادية فواقعنا و ما نعايشه الان اغرب واغرب ولا يصدق عليه الا ما قاله المصطفى
عليه الصلاة و السلام (( يأتي على الناس (( سنوات خداعات )) يكذَب الصادق ، ويصدَق الكاذب ، ويخوَن الأمين ويأتمن
الخائن ، ...... الى اخر الحديث الشريف )) او كما قال صلى الله عليه وسلم .
وجهة نظري : أن هذه القصة لا تعدل شي بالنسبة لخيالات و متناقضات و قاعنا المعاصر .
اترك التعليق لكم