المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمل


بشاير
15/04/07, (01:50 AM)
أيها الحبيب،تأمل معي: ما الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق؟إنه أمله في الحصاد، وما الذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر ومفارقة الأهل والأوطان؟إنه أمله في الربح، وما الذي يدفع الطالب إلى الجد والمثابرة والسهر والمذاكرة ؟ إنه أمله في النجاح، وما الذي يحفز الجندي إلى الاستبسال في القتال والصبر على قسوة الحرب ؟إنه أمله في النصر، وما الذي يحبب إلى المريض الدواء المر ؟ إنه أمله في العافية، وما الذي يدعو المؤمن أن يخالف هواه ويطيع ربه ؟ إنه أمله في رضوان ربه وجنته.

الأمل ـ إذاً ـ قوة دافعة تشرح الصدر للعمل، وتخلق دواعي الكفاح من أجل الواجب، وتبعث النشاط في الروح والبدن، وتدفع الكسول إلى الجد، والمجد إلى المداومة على جده، كما أنه يدفع المخفق إلى تكرار المحاولة حتى ينجح، ويحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد ليزداد نجاحه.
إن الأمل الذي نتحدث عنه هنا ضد اليأس والقنوط ، إنه يحمل معنى البشر وحسن الظن ، بينما اليأس معول الهدم الذي يحطم في النفس بواعث العمل. ويُوهي في الجسد دواعي القوة ؛ ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: " الهلاك في اثنتين: القنوط والعُجب "... والقنوط هو اليأس، والعجب هو الإعجاب بالنفس والغرور بما قدمته. قال الإمام الغزالي: " إنما جمع بينهما: لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب، والجد والتشمير، والقانط لا يسعى ولا يطلب، لأن ما يطلبه مستحيل في نظره".

الإيمان يبعث في النفس الأمل:

نعم هذه حقيقة وواقع مشاهد أن الإيمان يبعث في النفس الأمل ويدفع عنها اليأس والأسى.فالمؤمن الحق يرى أن الأمور كلها بيد الله تعالى فيحسن ظنه بربه ويرجو ما عنده من خير وأمام عينيه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: " أنا عند ظن عبدي بي ..".

كيف يتطرق اليأس إلى نفس المؤمن وهو يقرأ قول الله تعالى : ( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)؟.

أم كيف يتمكن منه قنوط وهو يردد كلما قرأ القرآن قوله تعالى : ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون)؟.

إن العبد حين يكون مؤمنا حقا فإنه لن ييأس بل سيكون دائما مستبشرا راضيا متطلعا للأحسن في كل الأمور أصابه في طريقه ما أصابه وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير؛إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". فهو في كل الأحوال موعود بالخير فكيف ييأس؟.

إنه ومن خلال إيمانه يستشعر أن الله عز وجل معه وهو ناصره وكافيه وبناء على ذلك فهو إذا مرض رجا العافية والأجر: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ). ( الشعراء:80).

وإذا ضعفت نفسه في وقت من الأوقات فوقع في معصية سارع بالتوبة راجيا عفو الله ورحمته واضعا نصب عينيه قوله تعالى:

(قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53).

وإذا أصابه ضيق او عسر أيقن أنها شدة عما قريب ستنجلي فلن يغلب عسر يسرين: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).

إن المؤمن في كل أحواله صاحب أمل كبير في روح الله وفرجه ومعيته ونصره ؛ لأنه لا يقف عند الأسباب الظاهرة فحسب، بل يتعداها موقنا أن لها خالقا ومسببا وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون،فيمتلىء قلبه توكلا ورجاء وأملا. وهذا ما يفتقده غير المؤمنين؛لذلك تراهم ينتحرون ويصابون بالعقد والأمراض النفسية الكثيرة،نسأل الله العافية.

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

الأمل لابد منه لتحقيق التقدم في كل المجالات ، فلولا الأمل ما شيدت الحضارات ولا تقدمت العلوم والاختراعات ،ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها ،ولا سرت دعوة إصلاح في المجتمعات،وقديما قال بعض الحكماء:

لولا الأمل ما بنى بان بنيانا،ولا غرس غارس غرسا.

وفي هذا المعنى قال الشاعر:

أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

وقال الطغرائي (الوزير الشاعر):

ولا تيأسنْ من صنـع ربك إنه ضمين بأن الله سوف يُديـل

فإن الليـالي إذ يـزول نعيمها تبشـر أن النـائبات تـزول

ألم تر أن الليـل بعد ظلامـه عليه لإسـفار الصبـاح دليل

ألم تر أن الشمس بعد كسوفها لها صفحة تغشي العيون صقيل

وأن الهلال النضو يقمر بعدما بدا وهو شخت الجانبين ضئيل

فيا أيها المؤمن كن حسن الظن بربك مؤملا منه الخير والنصر والفرج،فإن ابتليت فاصبر واعلم أن العسر لو دخل جحرا لتبعه اليسر، فكن صبورا مقداما واستعن بالله ولا تعجز :

لا خير في اليأس كل الخير في الأمل أصل الشجاعة والإقدام في الرجل

فايز البذيلي
17/04/07, (01:53 AM)
الأمل لابد منه لتحقيق التقدم في كل المجالات ، فلولا الأمل ما شيدت الحضارات ولا تقدمت العلوم والاختراعات ،ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها ،ولا سرت دعوة إصلاح في المجتمعات


جميل مااثرتيه هنا


بشاير


شاكر لك جهودك المبذوله



شكر الله لك ونفع بما تقولين

بشاير
17/04/07, (06:45 AM)
الاخ القدير فايز البذيلي

لاهنت على مرورك الرائع

مشكور ويعطيك العافيه

لك مني خالص التحية

القايد
17/04/07, (10:04 PM)
الفاضله بشاير

بوركتي على كل ماتكتبين

جعله الله في موازين حسناتك

عبدالله عايد
18/04/07, (12:34 AM)
بشاير

ثبتك الله على ما انتي عليه

واسئل الله جل وعز ان يثيبك على جهودك

وان يزيدك من نعيمه وعلمه

وتقبلي فائق تحياتي لك .

بشاير
18/04/07, (01:13 AM)
الاخ القدير القايد

لاهنت على مرورك الرائع

مشكور ويعطيك العافيه

لك مني خالص التحية

بشاير
18/04/07, (01:14 AM)
الاخ القدير عبدالله عايد

لاهنت على مرورك الرائع

مشكور ويعطيك العافيه

لك مني خالص التحية

ابو ريناااااد
18/04/07, (02:54 AM)
الإيمان يبعث في النفس الأمل:



الفاضلة بشاير

مروري على الموضوع بعجاله

ولكن أحد المواضيع الفرعية داخل موضوعك قد إستوقفني قليلا ،،،،

فأحببت ان انسخه ،،

فمن دخل بأولى درجات الإيمان ولله الحمد بعث الله في نفسه كل الأمل ،،،

وطرد من داخله اليأس بجميع أشكاله ،،،

لأنه إرتبط بخالقه عز وجل ،،،

فخالقه الله سبحانه من يسيره ويفتح له ابواب الحياة بالدنيا والآخره بكل أشكال الأمل والتفائل ،،،

جعلنا الله وأياكم ممن وصلوا الى أعلى درجات الإيمان لننال أحسن الجزاء منه عز وجل ،،،

موضوع أكثر من رائع ولي عودة مرة أخرى،،،،

وفقك الله أختي الفاضلة انتي ومن مر منها وجميع أخواني المسلمين،،،


دمتم على الود

ابن نوبان
18/04/07, (05:36 AM)
الاخت



بشاير
الكاتبه الرائعه




الله يعطيك العافيه



وتقبلي مروري




ولك تحياتي

عبدالله عشوي
18/04/07, (06:17 AM)
الاخت



بشاير

الكاتبه الرائعه




الله يعطيك العافيه



وتقبلي مروري


ولك تحياتي

الاخت بشاير

مثل

مقال

ابو

تركي

نقول

بشاير
19/04/07, (12:40 AM)
الاخ القديرابو ريناااد

لاهنت على مرورك الرائع

مشكور ويعطيك العافيه

لك مني خالص التحية

بشاير
19/04/07, (12:40 AM)
الاخ القدير ابن نوبان

لاهنت على مرورك الرائع

مشكور ويعطيك العافيه

لك مني خالص التحية

بشاير
19/04/07, (12:41 AM)
الاخ القدير عبدالله عشوي

لاهنت على مرورك الرائع

مشكور ويعطيك العافيه

لك مني خالص التحية