عبدالله الفهد
11/07/07, (12:24 PM)
مقال أقل شي تقدر تقول عنه ،،،
هـذا ويـن الـحـكـومـــة عـنـه ... ويـن الـهـيـئـة عـنـه
حشاشو السعودية يقتنصون المتعة
جاسر الجاسر
GMT 14:00:00 2005 الخميس 31 مارس
جاسر الجاسر من الرياض: إضافة إلى الرواتب الحكومية فإن شيئاً واحداً لم يتغير وضعه في السعودية منذ بضع عشرة سنة: الحشيش. سعر الإصبع من الحشيش ظل ثابتاً لايتخطى حاجز الــ 500 ريال؛ دون تأثر بأحوال الرخاء والشدة، أو يأخذ في الحسبان عوامل التضخم، أو زيادة مستهلكيه وتناقصهم، أو ضخامة الكميات التي تصادرها الجمارك ومكافحة المخدرات، بل إن سعره لايرتفع حتى في أوقات الشح وهي نادرة، فهو إما متوافر أو منقطع. فقط الكف (وهو وزن غير محدد يقارب حجم اليد مظهراً لاوزناً) يختلف سعره وإن كان المتوسط هو8000 ريال، وهو الحد الأدنى في الأحوال كافة، وقد يصل في فترات نادرة إلى 11000 ريال.
ويبدو أن سبب ثبات سعر الإصبع بعود إلى أن تقدير وزنه عشوائي يعتمد على كرم البائع، وسمي كذلك لأنه، في الغالب، يباع على شكل قطعة مستطيلة تقارب في طولها الإبهام وإن كان عرضها يختلف من حال إلى أخرى، علماً أن الهزال هو الوضع الأكثر شيوعاً.
ومعظم زبائن الإصبع هم من ذوي الدخول الشهرية غير القادرين على شراء كميات كبيرة مما يضطرهم إلى التعامل مع بائعي التجزئة، الأمر الذي يعرضهم إلى خسارة جزء من ظفر إصبعهم الثمين عمولة قسرية يفرضها البائع مالم يبادر الزبون إلى تقديمه هدية.
وهذا الثبات في السعر يؤكد أن تهريب الحشيش لم يتأثر بالعقوبات الصارمة، أو النجاحات المتوالية التي تحققها الداخلية السعودية في ضبط ومصادرة كميات مهولة لاتقل عن بضعة عشر ألف كيلو غرام سنوياً.
يمكن القول أن كلمة "ترفيعة" هي المفردة العربية لوصف الحشيش؛ بمعنى أن متعاطيه يحلق في أجواء من المتعة والسرور حتى أن معيار بلوغ المحشش النشوة هو أن يرى مآذن مصر دلالة على اعتلاء البساط السحري، وتأكيداً على أن مصر قبلة الحشاشين ومركز مشائخهم. ومن المألوف، حتى عند غير أهل الصنف، وصف الشخص البارع في تعليقاته المختصرة والمبتكرة بأنه "مرّفع".
وكان من الشائع الإشارة إلى سيجارة الحشيش بــ"الصاروخ" إلا أنها أصبحت تسمية تاريخية لأن الجميع يعرفون المرموز إليه، وإن ظل استخدامها سارياً في أوساط القرويين والنساء والمراهقين المبتدئين. والواقع أن الأسماء المحلية العامة انقرضت أو توقف انتاجها منذ نحو عقدين بسبب الحذر، واعتماداً على أن جلسات الحشيش سرية وضيقة النطاق، وهكذا تبتكر كل "شلة محششين" معجمها الخاص من التسميات والأوصاف والدلالات يكون بمثابة الشفرة بين أعضاء "القعدة" الدائمين، ويستطيعون استخدامها، دون حرج، في حضور آخرين. المشكلة الوحيدة التي تواجه أصحاب المزاج هي المكالمات الهاتفية خاصة حين لايفهم الطرف الآخر المقصود مما يستوجب استخدام مفردة "السيجارة" و"التموين" و"الملفوف" و"الغرض"، أو العبارات الذهبية التي تستخدم في كل المخدرات مثل "أخوك مزنوق (في ورطة)" و "أخوك خرمان (شديد الاشتهاء إلى والرغبة في..)" وغني عن القول أنه إذا كان المتحدث إمرأة فإنها ستقول "أختك خرمانة" الأمر الذي قد يتولد عنه سوء فهم لدى السامع!
والسعوديون يتعاطون الحشيش ملفوفاً على شكل سيجارة، ومن النادر أن يتم حشوه مع المعسل، وهي ممارسة تقتصر على بعض الحجازيين بسبب شيوع التعسيل لديهم، ومن المحتمل أن يكونوا استقوها من المصريين. ولعل مصر هي البلد التي عرف السعوديون الحشيش عن طريقها، خصوصاً أن نشأته الأولى كانت في الحجاز ومنه انتقلت إلى باقي المناطق. أما العريقون في التحشيش فليجأون إلى مضغه مباشرة وهي مسألة شديدة الخطورة صحياً، وأحياناً يضطر إليها البعض بسبب عدم معرفته بتقنيات اللف، وهناك من يغلي قطعة الحشيش مع الشاي أو القهوة. وهاتان الطريقتان شديدتا التركيز وسريعتا الامتصاص.
ويتم إعداد سيجارة الحشيش عبر استخدام حشوة السيجارة العادية إذ تنثر في طبق ثم تحرق قطعة الحشيش إما عن طريق وضعها داخل قطعة قصدير أو عبر تعريضها للهب إلى أن تفوح رائحتها وتصبح كالعجينة ثم تخلط مع الحشوة لتتم بعد ذلك إعادة تعبئتها في لفائف ورقية، تماماً مثل الطريقة القديمة للتدخين والتي مايزال قلة من المدخنين يستخدمونها حتى اليوم.وتختلف طريقة اللف من شخص إلى آخر، ولكل "لفّاف" عاداته الخاصة؛ بعضهم يفضلها مثل السيجارة تماماً بحيث يستخدم كعب السيجارة مما يخفف، تلقائياً، كمية الحشيش الممتصة، وبعضهم الآخر يجعلها حشوة كاملة، وهذه الطريقة تقتصر، عادة، على المحترفين، أو تستخدم إذا كانت كمية الحشيش قليلة أصلاً فلا يتم التفريط في شيء منها. وهناك نوعية عجيبة من اللفافين إذ يجعلونها على شكل سيجارة الماريوانا، وهؤلاء هم خريجو أمريكا الذين اعتادوا تدخين الماريوانا أثناء تحصيلهم الدراسي. أما الذين يستخدمون مكائن اللف فهم من المبتدئين والنساء، كما يعتبر استخدام الورق ذاتي الصمغ من علامات الابتداء ونقص الخبرة وسوقية الذوق التحشيشي.
تختلف أوراق اللف في حجمها وسماكتها ورائحتها عند الاحتراق، كما أن بعضها ذاتي الصمغ. ويتوافر في المحال التجارية الكبرى في السعودية أكثر من عشرين نوع من أوراق اللف لايستطيع المفاضلة بينها سوى المحترفين وهم قلة.
اللافت أن مشتريها يدركون أن وضعهم مريب لذلك يستفيدون من كون هذه المحال تفتح على مدار الساعة فيختارون أوقاتاً غير نشطة تسويقياً ليجمعوا مؤونة تكفيهم أشهرا. أما الأكثر حذراً فإنهم يجدون في كل حي بقالة محددة تبيع هذه الأوراق، لكن اكتشاف هذه البقالة دون غيرها ليس يسيراً لأنه يتطلب مسحاً للبقالات وسؤال كل بائع إن كان لديه ورق لف مدعياً أن جده من قدامى المدخنين ولايحب السجائر المصنعة. وعلى الرغم من هذه المخاطرة إلا أنها تضمن للفرد تمويناً مستمراً قريباً وآمناً بعد أن يدفع ثمن ذلك وهو أن يشتري كل تمويناته المنزلية من هذه البقالة فقط. والملاحظ أن هناك سمات مشتركة بين هذه البقالات منها صغر حجمها، ومحدودية بضاعتها لذلك تبتز زبائنها عن طريق هذه الخدمة، ويعمل فيها فرد واحد غالباً مايكون باكستانياً أو أفغانياً. وتكون الأوراق غير ظاهرة للعيان بل يخبئها البائع تحت طاولة البيع، كما أن الموجود يكون نوعاً واحداً فقط وهو المسمى ورق الشام الأصلي.
يتبع.......
هـذا ويـن الـحـكـومـــة عـنـه ... ويـن الـهـيـئـة عـنـه
حشاشو السعودية يقتنصون المتعة
جاسر الجاسر
GMT 14:00:00 2005 الخميس 31 مارس
جاسر الجاسر من الرياض: إضافة إلى الرواتب الحكومية فإن شيئاً واحداً لم يتغير وضعه في السعودية منذ بضع عشرة سنة: الحشيش. سعر الإصبع من الحشيش ظل ثابتاً لايتخطى حاجز الــ 500 ريال؛ دون تأثر بأحوال الرخاء والشدة، أو يأخذ في الحسبان عوامل التضخم، أو زيادة مستهلكيه وتناقصهم، أو ضخامة الكميات التي تصادرها الجمارك ومكافحة المخدرات، بل إن سعره لايرتفع حتى في أوقات الشح وهي نادرة، فهو إما متوافر أو منقطع. فقط الكف (وهو وزن غير محدد يقارب حجم اليد مظهراً لاوزناً) يختلف سعره وإن كان المتوسط هو8000 ريال، وهو الحد الأدنى في الأحوال كافة، وقد يصل في فترات نادرة إلى 11000 ريال.
ويبدو أن سبب ثبات سعر الإصبع بعود إلى أن تقدير وزنه عشوائي يعتمد على كرم البائع، وسمي كذلك لأنه، في الغالب، يباع على شكل قطعة مستطيلة تقارب في طولها الإبهام وإن كان عرضها يختلف من حال إلى أخرى، علماً أن الهزال هو الوضع الأكثر شيوعاً.
ومعظم زبائن الإصبع هم من ذوي الدخول الشهرية غير القادرين على شراء كميات كبيرة مما يضطرهم إلى التعامل مع بائعي التجزئة، الأمر الذي يعرضهم إلى خسارة جزء من ظفر إصبعهم الثمين عمولة قسرية يفرضها البائع مالم يبادر الزبون إلى تقديمه هدية.
وهذا الثبات في السعر يؤكد أن تهريب الحشيش لم يتأثر بالعقوبات الصارمة، أو النجاحات المتوالية التي تحققها الداخلية السعودية في ضبط ومصادرة كميات مهولة لاتقل عن بضعة عشر ألف كيلو غرام سنوياً.
يمكن القول أن كلمة "ترفيعة" هي المفردة العربية لوصف الحشيش؛ بمعنى أن متعاطيه يحلق في أجواء من المتعة والسرور حتى أن معيار بلوغ المحشش النشوة هو أن يرى مآذن مصر دلالة على اعتلاء البساط السحري، وتأكيداً على أن مصر قبلة الحشاشين ومركز مشائخهم. ومن المألوف، حتى عند غير أهل الصنف، وصف الشخص البارع في تعليقاته المختصرة والمبتكرة بأنه "مرّفع".
وكان من الشائع الإشارة إلى سيجارة الحشيش بــ"الصاروخ" إلا أنها أصبحت تسمية تاريخية لأن الجميع يعرفون المرموز إليه، وإن ظل استخدامها سارياً في أوساط القرويين والنساء والمراهقين المبتدئين. والواقع أن الأسماء المحلية العامة انقرضت أو توقف انتاجها منذ نحو عقدين بسبب الحذر، واعتماداً على أن جلسات الحشيش سرية وضيقة النطاق، وهكذا تبتكر كل "شلة محششين" معجمها الخاص من التسميات والأوصاف والدلالات يكون بمثابة الشفرة بين أعضاء "القعدة" الدائمين، ويستطيعون استخدامها، دون حرج، في حضور آخرين. المشكلة الوحيدة التي تواجه أصحاب المزاج هي المكالمات الهاتفية خاصة حين لايفهم الطرف الآخر المقصود مما يستوجب استخدام مفردة "السيجارة" و"التموين" و"الملفوف" و"الغرض"، أو العبارات الذهبية التي تستخدم في كل المخدرات مثل "أخوك مزنوق (في ورطة)" و "أخوك خرمان (شديد الاشتهاء إلى والرغبة في..)" وغني عن القول أنه إذا كان المتحدث إمرأة فإنها ستقول "أختك خرمانة" الأمر الذي قد يتولد عنه سوء فهم لدى السامع!
والسعوديون يتعاطون الحشيش ملفوفاً على شكل سيجارة، ومن النادر أن يتم حشوه مع المعسل، وهي ممارسة تقتصر على بعض الحجازيين بسبب شيوع التعسيل لديهم، ومن المحتمل أن يكونوا استقوها من المصريين. ولعل مصر هي البلد التي عرف السعوديون الحشيش عن طريقها، خصوصاً أن نشأته الأولى كانت في الحجاز ومنه انتقلت إلى باقي المناطق. أما العريقون في التحشيش فليجأون إلى مضغه مباشرة وهي مسألة شديدة الخطورة صحياً، وأحياناً يضطر إليها البعض بسبب عدم معرفته بتقنيات اللف، وهناك من يغلي قطعة الحشيش مع الشاي أو القهوة. وهاتان الطريقتان شديدتا التركيز وسريعتا الامتصاص.
ويتم إعداد سيجارة الحشيش عبر استخدام حشوة السيجارة العادية إذ تنثر في طبق ثم تحرق قطعة الحشيش إما عن طريق وضعها داخل قطعة قصدير أو عبر تعريضها للهب إلى أن تفوح رائحتها وتصبح كالعجينة ثم تخلط مع الحشوة لتتم بعد ذلك إعادة تعبئتها في لفائف ورقية، تماماً مثل الطريقة القديمة للتدخين والتي مايزال قلة من المدخنين يستخدمونها حتى اليوم.وتختلف طريقة اللف من شخص إلى آخر، ولكل "لفّاف" عاداته الخاصة؛ بعضهم يفضلها مثل السيجارة تماماً بحيث يستخدم كعب السيجارة مما يخفف، تلقائياً، كمية الحشيش الممتصة، وبعضهم الآخر يجعلها حشوة كاملة، وهذه الطريقة تقتصر، عادة، على المحترفين، أو تستخدم إذا كانت كمية الحشيش قليلة أصلاً فلا يتم التفريط في شيء منها. وهناك نوعية عجيبة من اللفافين إذ يجعلونها على شكل سيجارة الماريوانا، وهؤلاء هم خريجو أمريكا الذين اعتادوا تدخين الماريوانا أثناء تحصيلهم الدراسي. أما الذين يستخدمون مكائن اللف فهم من المبتدئين والنساء، كما يعتبر استخدام الورق ذاتي الصمغ من علامات الابتداء ونقص الخبرة وسوقية الذوق التحشيشي.
تختلف أوراق اللف في حجمها وسماكتها ورائحتها عند الاحتراق، كما أن بعضها ذاتي الصمغ. ويتوافر في المحال التجارية الكبرى في السعودية أكثر من عشرين نوع من أوراق اللف لايستطيع المفاضلة بينها سوى المحترفين وهم قلة.
اللافت أن مشتريها يدركون أن وضعهم مريب لذلك يستفيدون من كون هذه المحال تفتح على مدار الساعة فيختارون أوقاتاً غير نشطة تسويقياً ليجمعوا مؤونة تكفيهم أشهرا. أما الأكثر حذراً فإنهم يجدون في كل حي بقالة محددة تبيع هذه الأوراق، لكن اكتشاف هذه البقالة دون غيرها ليس يسيراً لأنه يتطلب مسحاً للبقالات وسؤال كل بائع إن كان لديه ورق لف مدعياً أن جده من قدامى المدخنين ولايحب السجائر المصنعة. وعلى الرغم من هذه المخاطرة إلا أنها تضمن للفرد تمويناً مستمراً قريباً وآمناً بعد أن يدفع ثمن ذلك وهو أن يشتري كل تمويناته المنزلية من هذه البقالة فقط. والملاحظ أن هناك سمات مشتركة بين هذه البقالات منها صغر حجمها، ومحدودية بضاعتها لذلك تبتز زبائنها عن طريق هذه الخدمة، ويعمل فيها فرد واحد غالباً مايكون باكستانياً أو أفغانياً. وتكون الأوراق غير ظاهرة للعيان بل يخبئها البائع تحت طاولة البيع، كما أن الموجود يكون نوعاً واحداً فقط وهو المسمى ورق الشام الأصلي.
يتبع.......