البحتري
24/08/07, (04:16 AM)
المعلقات
لم يسم القدماء جميعا هذه القصائد السبع أو العشر بالمعلقات ، وإنما اختلفوا في تسميتها
مابين (( المعلقات )) و (( المذهبات )) و (( السموط )) و (( السبع الطوال )) .. !!
تاريخ كلمة المعلقات :
أول من قال بها ابن الكلبي وعبارته : ( إن أول شعر علق في الجاهلية شعر امرئ القيس ، علق على ركن من
أركان الكعبة أيام الموسم ، حتى نظر إليه ، ثم أحدر ، فعلقت الشعراء ذلك بعده وكان ذلك فخرا للعرب
في الجاهلية )) .
مجمل حجة القائلين بقصة التعليق :
قال ابن خلدون : (( اعلم أن الشعر كان ديوانا للعرب ، فيه علومهم و أخبارهم وحكمهم ، وكان رؤساء العرب
منافسين فيه ، وكانوا يقفون بسوق عكاظ لإنشاده وعرض كل واحد منهم ديباجته على فحول الشأن وأهل
البصر لتمييز حوله ، حتى انتهوا إلى المناغاة في تعليق اشعار بأركان البيت الحرام موضع حجهم وبيت
إبراهيم كما فعل امرؤ القيس بن حجر ، والنابغة الذبياني و زهير بن أبي سلمى وعنترة بن شداد وطرفة بن العبد
وعلقمة بن عبدة و الأعشى ، وغيرهم من أصحاب المعلقات السبع فإنه إنما كان يتوصل إلى تعليق الشعر بها
من كان له قدرة على ذلك بقومه وعصبية ومكانه في مضر على ما قيل في سبب تسميتها بالمعلقات )) .
حجج الرافضين لقصة التعليق :
1- التسميات المختلفة لهذه القصائد : فهي مذهبات مرة ، وسموط مرة ، وقصائد طوال ، ومعلقات أخرى
وهذه التسميات دلالة على نفاسة شعر هذه القصائد وجودتها لا على مكانها من الكعبة أو من سواها .
2- يضيف الرافعي فيقول : إن الذي روى التعليق إنما أخذه من تعليق قريش للصحيفة وذلك أنه لما نشأ
الإسلام وقوي بحمزة وعمر رضي الله عنهما ، ائتمرت قريش في أن يكتبوا بينهم كتابا يتعاقدون فيه على
أن لا ينكحوا بني هاشم ولا يبيعوهم ، ولا يبتاعوا منهم شيئا ، فكتبوا بذلك صحيفة ثم علقوها في جوف
الكعبة توكيدا لذلك الأمر على انفسهم ولا يوجد في كلام أحد من الصدر الأول من لدن النبي صلى الله عليه وسلم
ما يشير إلى خبر التعليق ، مع أنهم تكلموا في الشعر و الشعراء وفاضلوا بينهم وكل ذلك يدل على تلفيق
التعليق .
3- العرب أمة أمية و الكتابة عندهم نادرة وهذا يدل على شيوع الأمية بشكل عام .
الخلاصة :
ليس هناك من ينكر قداسة الكعبة ومكانتها من قلوب العرب في الجاهلية وفي الإسلام
وقد ورد في بعض اشعار المعلقات ما يشمئز منه الخلق العربي في كل العصور كتصوير بعض أوضاع
ماجنة و افعال مستقبحة يأباها الرجل النبيل ، و العربي الأصيل وما أبيات امرئ القيس إلا شاهد
على هذه الدعارة أفبلغت الاستهانة بالكعبة درجة سمحت للعرب ، ولمضر خاصة أن تعلق مثل هذا عليها ؟
ولو صح خبر التعليق - فرضا - لكان جديرا بالمسلمين بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يفعلوا
الشئ ذاته في تسجيل القرآن الكريم الذي هو كلام الله جل جلاله وقد كان بعض المسلمين من الغنى و الثروة
بمكان بل كيف رضوا وقنعوا أن يسجلوه على العسب و اللخاف و العظام و الأقتاب ؟؟؟ .
في نهاية البحث يتبين لنا أن مذهب من أنكر قصة التعليق و أبطلها هو المذهب الصواب و الله تعالى أعلم .
ودمتم بخير
لم يسم القدماء جميعا هذه القصائد السبع أو العشر بالمعلقات ، وإنما اختلفوا في تسميتها
مابين (( المعلقات )) و (( المذهبات )) و (( السموط )) و (( السبع الطوال )) .. !!
تاريخ كلمة المعلقات :
أول من قال بها ابن الكلبي وعبارته : ( إن أول شعر علق في الجاهلية شعر امرئ القيس ، علق على ركن من
أركان الكعبة أيام الموسم ، حتى نظر إليه ، ثم أحدر ، فعلقت الشعراء ذلك بعده وكان ذلك فخرا للعرب
في الجاهلية )) .
مجمل حجة القائلين بقصة التعليق :
قال ابن خلدون : (( اعلم أن الشعر كان ديوانا للعرب ، فيه علومهم و أخبارهم وحكمهم ، وكان رؤساء العرب
منافسين فيه ، وكانوا يقفون بسوق عكاظ لإنشاده وعرض كل واحد منهم ديباجته على فحول الشأن وأهل
البصر لتمييز حوله ، حتى انتهوا إلى المناغاة في تعليق اشعار بأركان البيت الحرام موضع حجهم وبيت
إبراهيم كما فعل امرؤ القيس بن حجر ، والنابغة الذبياني و زهير بن أبي سلمى وعنترة بن شداد وطرفة بن العبد
وعلقمة بن عبدة و الأعشى ، وغيرهم من أصحاب المعلقات السبع فإنه إنما كان يتوصل إلى تعليق الشعر بها
من كان له قدرة على ذلك بقومه وعصبية ومكانه في مضر على ما قيل في سبب تسميتها بالمعلقات )) .
حجج الرافضين لقصة التعليق :
1- التسميات المختلفة لهذه القصائد : فهي مذهبات مرة ، وسموط مرة ، وقصائد طوال ، ومعلقات أخرى
وهذه التسميات دلالة على نفاسة شعر هذه القصائد وجودتها لا على مكانها من الكعبة أو من سواها .
2- يضيف الرافعي فيقول : إن الذي روى التعليق إنما أخذه من تعليق قريش للصحيفة وذلك أنه لما نشأ
الإسلام وقوي بحمزة وعمر رضي الله عنهما ، ائتمرت قريش في أن يكتبوا بينهم كتابا يتعاقدون فيه على
أن لا ينكحوا بني هاشم ولا يبيعوهم ، ولا يبتاعوا منهم شيئا ، فكتبوا بذلك صحيفة ثم علقوها في جوف
الكعبة توكيدا لذلك الأمر على انفسهم ولا يوجد في كلام أحد من الصدر الأول من لدن النبي صلى الله عليه وسلم
ما يشير إلى خبر التعليق ، مع أنهم تكلموا في الشعر و الشعراء وفاضلوا بينهم وكل ذلك يدل على تلفيق
التعليق .
3- العرب أمة أمية و الكتابة عندهم نادرة وهذا يدل على شيوع الأمية بشكل عام .
الخلاصة :
ليس هناك من ينكر قداسة الكعبة ومكانتها من قلوب العرب في الجاهلية وفي الإسلام
وقد ورد في بعض اشعار المعلقات ما يشمئز منه الخلق العربي في كل العصور كتصوير بعض أوضاع
ماجنة و افعال مستقبحة يأباها الرجل النبيل ، و العربي الأصيل وما أبيات امرئ القيس إلا شاهد
على هذه الدعارة أفبلغت الاستهانة بالكعبة درجة سمحت للعرب ، ولمضر خاصة أن تعلق مثل هذا عليها ؟
ولو صح خبر التعليق - فرضا - لكان جديرا بالمسلمين بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يفعلوا
الشئ ذاته في تسجيل القرآن الكريم الذي هو كلام الله جل جلاله وقد كان بعض المسلمين من الغنى و الثروة
بمكان بل كيف رضوا وقنعوا أن يسجلوه على العسب و اللخاف و العظام و الأقتاب ؟؟؟ .
في نهاية البحث يتبين لنا أن مذهب من أنكر قصة التعليق و أبطلها هو المذهب الصواب و الله تعالى أعلم .
ودمتم بخير