رد: اخبار( الجمعة 23/11/1429هـ ) 21/ نوفمبر /2008
باعة برائحة الفل والريحان والحلوى.. ونكهة المندي والخمير
سوق اليمنة.. ذاكرة تختبئ خلــــف الــوجـــوه حسين الحجاجي - جدة لا يمكنك أن تعبر ما لم تستوح ذاكرة شعبية، تمتزج رائحة الفل و الريحان فيها برائحة الحلوى ورأس المندي والخمير . كل ينادي على بضاعته. والكل يستحثك بدعوة بسيطة للشراء . فالشارع القديم ارتبط بهذا المحتوى المتجانس بساطة، والمتقارب قناعة ( الارزاق بيد الله ). فلا يضر أن تكون البضاعة واحدة و على طاولة واحدة. لا ضغينة و لا مزايدة على أحد . أنت وحدك تحدد ممن تشتري و لمن تستجيب . وفي النهاية بتلك القناعة الكل يبيع و الكل يحمل بين جنبيه الفرح و الرضى. هناك من يأتي مبكرا و هناك من تلزمه البضاعة للقدوم مع الظهيرة . وخلف ذلك الإلحاح بالمجيء و الجلوس هنا حكايات و مفارقات. حكايات بعضها يستجيب للبوح و بعضها يختبئ خلف تلك الوجوه الباسمة. فبائع الحلوى لا وقت لديه للدردشة و بائعة ( الخمير ) تخشى من نظرات صويحباتها المجاورات لها. في حين لا يتردد بائع ( المغشات ، وأواني الحجر و الطين ) عن الحديث معك و بإسهاب فماذا قال الناس هنا في سوق اليمنة ؟: الشاب ( عبده يعقوب حجري – 22 عاما) قال معاتبا : لقد تأخرت بالمجيء إلى هنا، لقد فاتتك رؤية السوق أو هذا الشارع في شهر رمضان، حيث يكتظ المكان بالحياة و الحركة. هذا السوق له شعبية كبيرة و أنا عايشت تاريخة منذ عهد والدي الذي توفي قبل سبعة أعوام، فقد كان متخصصا في بيع ( لحمة الرأس ) و كنت أرافقه منذ أن كنت في السادسة من عمري ، و لهذا تخصصت في بيع لحمة الرأس، واتخذت مكانه. ولهذا أكاد أعرف مبكرا عدد الرؤوس التي يجب أن أجهزها للبيع، هذا يساعدني على بيع كامل ما أحضره بعد صلاة الظهر بقليل، فما أن يخرج الناس من الصلاة إلا و أكون قد شارفت على النهاية وما هي إلا ساعة بالكثير حتى أكون قد بعت كل الرؤوس التي أحضرتها. والسبب أن لحمة الرأس لا تحتمل التأجيل أو البيات للغد ، لا بد من إعدادها اليوم و بيعها اليوم أيضا و لعل هذا ما يجعل الكثير ممن هم دخلاء على هذه المهنة يتكبدون الخسائر نتيجة عدم التقدير في حساب الكمية التي يحتملها السوق للبيع، كما أن هذا سبب في أن البعض يقوم بالغش في وضع رؤوس المندي التي لم تبع في الثلاجة ثم يقوم في صباح اليوم التالي بوضعها مرة أخرى في الفرن لكي يتم تسخينها ثم يأتي بها. وهذا غش واضح ينتج عنه تعفن في لحمة الرأس و كثيرا ما يؤدي إلى وجود الدود فيه. هذا العمل يلجأ اليه الدخلاء على هذه المهنة مما يشوه سمعة السوق و يضر بي كبائع لرأس المندي، معروف من أيام الوالد بالبعد عن غش الناس بهذه الطريقة المؤسفة، ومن فضل الله تعالى أن رواد السوق باتوا يدركون هذا جيدا و لهذا يعرفون الرأس الطازجة من المبيتة، والسوق يتأرجح في مثل هذه الأيام لكن أكثر الايام رواجا هي خلال شهر رمضان تحديدا حيث يزداد الطلب على لحمة الرأس، لكن في مثل هذه الأيام يقل الطلب مما يعني انخفاض الكمية المعروضة للبيع إلى حوالي النصف لكن البركة فيها. وكما ترى لم يعد لدي سوى القليل أترقب بيعها من أجل أنني قد وعدت صاحب البيت بدفع القسط الشهري لايجار البيت، وأتوقع أنه يتنظرني الآن لكي أحمل له حقة. و هذا هو حالي ففي كل يوم يذهب إيراده هنا أو هنا. ففي ألامس سلمت كل ما جمعته لعامل البقالة والذي تساهل معي و لم يطالبني بحقه منذ الشهر الماضي. الدين يرعبني وما كان ( سعيد عمر الصبياني – 34 عاما ( بائعا في هذا السوق من قبل مثلما قال: أصلا أنا أعمل حارسا لدى أحدى الشركات، و كنت مكتفيا بالمرتب الضئيل الذي استلمه نهاية كل شهر ميلادي ، لكن سيارتي تعطلت قبل يومين و ذهبت بها إلى الورشة و لم يتوفر معي قيمة قطع الغيار لها، أنا محتاج جدا للسيارة فقط لكي أتمكن من الذهاب لمقر عملي في الخمرة، في الوقت المحدد و لكي أعود منه. منذ أن تعطلت سيارتي تأخرت بسبب وسيلة النقل لكن المسؤول هناك تفهم الموقف نتيجة لأنني منضبط قبلما تتعطل السيارة وهو يعرف أنني جاد و أحب أن أؤدي عملي كما يجب. لهذا طرح على صديق أن آخذ منه كمية من ( الفل ) و أقوم ببيعه ثم أسدد قيمته و الربح يكون لي ولقد أعطاني كمية لو تمكنت من بيعها هذا اليوم أكون قد حصلت على جزء كبير من قيمة قطع الغيار تلك. وبإذن الله من الغد و عدني بنفس الكمية سوف أقوم ببيعها لكي يكتمل المبلغ الذي أحتاج إليه و أغادر السوق. ربما تسألني لماذا لم أستلف فأقول لك بالرغم أن المسؤول في مقر عملي عرض علي سلفة من صندوق الشركة وبالرغم أن صديقي بائع الفل هو الآخر لم يتردد في ذلك إلا أنني رفضت لأنني منذ صغري لا أحب أن أمد يدي إلى أحد و أرتب حياتي على (المتيسر و ما هو في حدودي) أما الدين والاقتراض فهذا ما لم أجربه قط في حياتي و بصراحة يتملكني خوف شديد حتى بمجرد التفكير بأن أطلب من أحد قرشا واحدا . بائعة الخمير: هذه طبيعتي و هذه حياتي !! وبعد عدة محاولات اقتنعت ( خديجة علي أمرتي ) من القول بشكل كانت تحاول فيه أن لا تسمعها زميلتها المنهمكة بالحديث مع أخرى قالت وهي تعلم تماما أن كل من في السوق سوف يطلع على حديثها: في الأساس هم يعرفون ما سوف أقوله و لن أقول لك شيئا جديدا فكل النسوة اللائي يبعن الخبز ( الخمير ) هن جاراتي و بعضهن صديقاتي منذ زمن طويل .. أنا في السوق مثلي مثلهن منذ أكثر من ست سنوات، حيث أقوم بتجهيز هذا الخبز من الذرة الحمراء أو البيضاء في ( ميفا البيت ) و كذلك ( اللحوح ) ثم أقوم بإحضاره إلى هنا في حدود الساعة العاشرة تقريبا، هذا العمل أستعد له منذ الفجر و أحيانا قبل الفجر بساعة لأنه عمل شاق يحتاج للكثير من الوقت و المحافظة عليه ساخنا قدر الامكان، أعد الكمية التي تعودت دائما على بيعها ولا أزيد عليها ولو قليلا إلا في وقت المواسم كرمضان أو في يومي الخميس والجمعة، و أنا أقوم بهذا العمل منذ فترة كما قلت لك من أجل مساعدة زوجي الذي يعمل سائقا لوايت الماء في التحلية. و لا يكفي ما يأتي به من نقود لحاجات البيت والاولاد لكن مع بيعي لهذا ( الخمير ) و ( اللحوح ) نتمكن من تدبير أمورنا يوميا. و اليوم الذي أتعطل فيه عن المجيء او البيع هنا يحصل إرباك صعب في البيت و أنا لا أغيب عن السوق إلا عند مرضي، فعندما أصاب و لو ( بالزكام ) لا أرضى أن أجهز (الخمير واللحوح) و أنا بتلك الحالة حرصا مني على سلامة الناس بالرغم أنني استخدم النار والنار تقتل كل شيء لكنني لا أرضى بذلك مخافة الله وخشية أن ربحي لا يبارك فيه و أعتبر هذا نوعا من الغش والخداع. رحلة الفخار ومن الخوبة و اليمن يتردد ( ناصر حسين العلي – 35 عاما ) من أجل قدور الحجر و الفخار قائلا : تأتي هذه الأواني من الخوبة أو اليمن حيث يتم شراؤها من هناك و تباع بأسعار تتراوح ما بين 150 إلى 200 ريال ربما يرتفع السعر أحيانا أكثر و ذلك بحسب قيمتها المشتراة . أما هذه المشغولات التي تستخدم كسفرة طعام أو ( زنابيل ) أو حتى ( طاقية ) فهي من التراث الذي يستخدم فيه سعف النخيل أو الدوم، أنا أحببت هذه المهنة من سنوات طويلة وما يعجبني فيها أنها مهنة لا توتر فيها فالزبون هنا إما أن يشتري أو لا يشتري إذا ما رضي بالسعر المعروض و لا يتطلب الأمر منه أن يدخل معي في أي أستفزاز، لكن خسائر هذه البضاعة تنحصر فيما يحدث لبعض هذه ألاواني الحجرية أو الفخارية من تهشم. أما عن تعبي فيها فالحمد الله يأتي منها خير كاف. سمك و دخان ومثلما هو الحال مع بائعة الخمير واللحوح يستيقظ الشاب ( ابراهيم عبد الله الزبيدي ) من الصباح لكي يجلس قرابة الساعة أمام ( الميفا أو الفرن ) لكي يقوم بإعداد سمك العربي و البياض يقول : لماذا سمك البياض و العربي السبب لأن الناس المرتادين للسوق لا ترغب إلا في هذه النوعية من السمك تحديدا و أنا هنا يهمني ما يطلبه الناس و يقبلون عليه، اشتري هذا السمك من البنقلة دائما بعدما اتضح لي أن الشراء من الباعة خارج البنقلة لا يعتبر خطوة مأمونة حيث كثيرا ما يكون السمك لديهم ليس طازجا، أعرف هذا حالما أنظر للسمك المعروض، وكما ترى هذه الطريقة التي يتم فيها شواء السمك في الميفا لا تكون إلا بهذه الطريقة التي تراها أما عن قطعة الخشب التي أغرسها في فم السمكة فهي ليس إلا من أجل أن يسهل الإمساك بالسمكة وتقليبها في الفرن فقط، والسمك بهذه الطريقة له نكهة خاصة يتذوقها الزبون و يعرفها جيدا وهي الطريقة الجيزانية المحببة للكثيرين. تركت الدراسة ويضطر ( عبدالله عبده الهندي – 16 عاما ) لترك مقاعد الدراسة لكي يغطي احتياجات أسرته بالعمل في تقشير البطاطس و تقطيعها، يقول: هذا هو عملي، حيث تتكدس أمامي أكياس البطاطس كما ترى من الصباح حيث أبدأ بالجلوس بهذه الوضعية و أقوم بتنظيف السكين وبسم الله تقشير و تقطيع إلى صلاة العشاء كل هذا مقابل ( 30 ) ريالا كأجرة يومية. فأنا أجلس كل هذا الوقت منكفئا على البطاطس مقابل ( 30 ) ريالا هي كل طموحي وكل مطلبي، هي لا تكفي شيئا لكنها أفضل بكثير على الأقل في الوقت الراهن فأنا مطالب من قبل أسرتي بالكثير من الاحتياجات التي لا يمكن توفيرها لو لم أقم بهذا العمل، أتمنى لو تتاح لي فرصة العمل في مهنة ذات أجرة أحسن لكن هذا هو المتاح أمامي كما أنني قد تأقلمت معها و أصبحت أمارسها بصورة عادية لا تشعرني بالتذمر و لماذا أتذمر وهذه هي الحياة تحتاج للكثير من الصبر وإلا ما تناولت لقمة عيشي؟! عجوز غاضبة ويكاد الشاب المتوقد مرحا ( احمد علي علوي – 21 عاما ) أن يكون زبونا دائما لهذا السوق نتيجة لولعه الشديد بالأكلات الشعبية حيث يقول: لا يمكن أن يمر يومي دونما أعرج على هذا السوق بصورة يومية، هذا العشق قديم منذ أيام والدي فقد كنت أرافقه للشراء من هنا، واستمر الوضع معي الآن فأنا أحب الكثير من الطعام الشعبي والذي لا تجده بتلك المواصفات التي أحبها إلا هنا ولدي باعة معينون، والجميل في باعة هذا السوق أنهم لا يطالبون بأسعار تفوق قدرات الزبائن، فالأسعار هنا معقولة و يمكنك أن تشتري و أنت مرتاح البال، و هذا ما يعجبني.. أشترى العيش الخمير، و أحيانا البرم و المغشات كما أنني أفضل شراء الخضروات أيضا. صديقه الذي لا يقل عنه مرحا و دعابة ( علي عبده آل حيدر – 26 عاما ) قاطعه قائلا : يوميا يمكنك أن تجدنا في هذا المكان، كل شيء متوفر و لله الحمد و البيع الشعبي و بهذه الصورة له نكهة خاصة، نحب دائما أن نقوم بجولة سريعة على السوق لأننا نحب مشاهدة حركة السوق حيث نعيش بساطة لا نجدها إلا في هذا المكان، ثم و بعدما نقوم بتلك الجولة نقرر شراء ما نريده، يشدني التنوع في الأطعمة و أعشق الأكل الجيزاني عموما و يحتل ( المغش ) مكانة خاصة في نفسي يعود ( احمد ) للقول : أكثر لحظات تجوالي في السوق هي خلال شهر رمضان وخصوصا بعد العصر، فالنشاط التجاري في هذا المكان جدا ممتع و يتيح لك فرصة معايشة الناس هنا بكل وضوح، شخصيا تمنيت لو أنني أجيد استخدام الريشة والألوان أقصد لو أنني رسام صدقني لما ترددت في رسم الوجوه و حركة هذا الشارع بكل ما فيه من ضجيج لكن مع الأسف و لهذا استغرب غياب المبدعين في الرسم عن تصوير هذا الجمال بألوانهم. (علي آل حيدر) يرد عليه مستنكرا: ولماذا تستغرب أصلا؟! هؤلاء المبدعين كما تصفهم يا ( أحمد ) يحملون ريشة فخمة ألوانها باذخة لا ترى مثل هذا الجمال، وكاد يكون حوار نقد فنيا لولا تدخل تلك العجوز التي ظلت تركض خلفي وزميلي المصور لأن لديها صراخا تريد أن تبوح بما يشبه الحراج : فسبق كما يبدو لأحد زملاء المهنة في احدى الصحف أن رصد حركة السوق تشريحا و تأليبا على باعته و هذا جعلها تمتلئ استفزازا بظنها أنني قادم لنفس الهدف و ما استوعبت أن لا علاقة لي بكل ذلك و أن مهمتي أنسانية لكن كيف أفهمها وهي تصرخ .. قررت الابتعاد عنها بهدوء فانسحبت معتذرا. |
رد: اخبار( الجمعة 23/11/1429هـ ) 21/ نوفمبر /2008
تسابق خُطى التنمية وتستكمل مشاريعها
الـنــمـــاص مـــديــنــة الضـباب فهد الرياعي- أبها سماها محبوها "مدينة الضباب" لأنها تعانق السحاب وتغتسل بالمطر والندى والبرد و تتزين بالنُضرة والإخضرار وتفوح بأنفاس الزهور الملونة في كل صباح وتغرق في جمال الطبيعة البكر. النماص إحدى محافظات منطقة عسير على مسافة 150 كلم شمال مدينة أبها ويحدها من الجهة الجنوبية مركز تنومة ويبلغ عدد سكانها 90 ألف نسمة بما في ذلك مركزا بني عمر والسرح. وتشهد النماص تطورا عمرانيا وحضاريا ونموا من حيث المشاريع والخدمات من الخطوط المسفلتة ومشاريع المياه والكهرباء حيث بلغت نسبة تغطية الكهرباء والهاتف لقرى محافظة النماص نسبة 100%. ويتجلى جمال الطقس في محافظة النماص أثناء فترة هبوب الرياح الموسمية الصيفية حيث تنخفض درجة الحرارة وتهب نسمات الهواء الباردة فتتدثر المحافظة بثوب أخضر ملفوف بطوق من السحب حيث يأتي الضباب بين الحين والآخر فيضفي نوعاً من العناق البديع بين بياضه الناصع وخضرة الأشجار المتعانقة وتدب الحياة في ينابيع المياه والشلالات المائية مصدرة هديراً وتدفقاً مصحوباً بتغريد الطيور المهاجرة والمستوطنة فتصبح محافظة النماص في هذا الوقت مصدر جذب سياحي لكافة المواطنين والقادمين من دول الخليج العربي. خدمات سياحية ومن أبرز ما يميز هذه المحافظة كما يذكر محافظها سعيد آل مبارك أنه بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة هناك الريف بكل عاداته وتقاليده وطقوسه اليومية بما فيها من مواسم الزواجات التي مازالت تحمل عبق الماضي في ثوب من الأصالة ولكي يستمتع المصطاف والزائر بزيارته للمحافظة فقد تم توفير العديد من الخدمات الضرورية والمساندة التي تضفي المتعة لكل زائر وتوفر ما يحتاجه المصطاف من كهرباء وماء ومحاضرات توعوية دينية وتثقيفية كما يجد الزائر للمحافظة الكثير من المتنزهات المتكاملة خدمياً حيث تم توفير الماء والكهرباء وملاعب الأطفال وتهيئة الجلسات العائلية ذات الخصوصية مثل ما هو موجود في (منتزه آل وليد وجبل ناصر) ومنتزه شحر ومنتزه شعب العين ومنتزه سنان وبدعة كما أن العديد من المتنزهات تعطي المصطاف الخصوصية المطلوبة نظراً لكثافة أشجارها كما هو متوفر في غابات ومنتزهات (الغمى وجبل العرفج ومنتزه العقيقة - شعف صدريد وشعف آل زيدان ومنتزه آل جميرة - وادي ترج - وادي بدوة - وادي مدار) فيما تزخر مدينة النماص وما جاورها بالآثار التي تدل على أن المنطقة كانت منذ القدم ممرا لقوافل الحجاج القادمين من جنوبي الجزيرة بالإضافة إلى قوافل التجارة قبل الإسلام وبعده ونتيجة لذلك كان من الطبيعي أن تزدهر هذه المنطقة وأن تشهد فترة استيطان جعلت آثارها بادية للعيان. النماص في الماضي عبدالله بن فراج الشهري أحد كبار السن بالمحافظة تحدث عن النماص في الماضي بقوله: كانت النماص قديما عبارة عن مجموعة من القرى القليلة التي تعتمد على الزراعة والرعي وكانت ملتقى للتجار من أنحاء القرى القريبة حيث يأتي الباعة والمشترون إلى سوق المحافظة المعروف بسوق الثلاثاء والذي كان ملتقى تجاريا وثقافيا واقتصاديا ووجهة للباحثين عن التسوق والبحث عن أخبار المنطقة وكان هذا السوق يجمع أنواع المنتجات المحلية من فواكه وحطب وماشية وحبوب بأنواعها (بر، ذرة، شعير) وكان الناس يجتمعون في السوق ويتناقلون أخبار الأمطار والزراعة فيما يهتم البعض بأخبار الناس في القرى البعيدة وحياتهم الاجتماعية. ويضيف ابن فراج: كانت الحياة الاجتماعية بسيطة ولكنها كانت تحظى بروابط قوية ويتقاسمون الأفراح والأتراح على الرغم من ضيق ذات اليد لدى كافة أفراد المجتمع أو غالبيتهم ولكن قلوبهم كانت متحابة ونظام حياتهم واحد والجميع يعيشون نفس الظروف. أدوار متكافئة علي العمري يضيف: كانت الحياة الاجتماعية في هذه المحافظة في السابق على الرغم من شقائها اليومي إلا أن المهام كانت متكافئة بين أفراد المجتمع، فالنساء لهن أعمالهن الخاصة بهن التي لا تقل مجهودا عن بعض أعمال الرجال فهن يقمن بأعمال طحن الحبوب والأعمال المنزلية بأنواعها وكذلك أعمال الزراعة وما يتعلق بها من جني المحاصيل ودراستها وتنقيتها وتخزينها بمساعدة الرجال بطبيعة الحال وكذلك أعمال الاحتطاب وتوفير الماء في المنازل بواسطة القرب من الآبار وغيرها من الأعمال الشاقة الأخرى وعلى الجانب الآخر يقوم الرجال بأعمال لا تقل صعوبة وشقاء عن هذه المهام إلا أنها جميعها تصب في قالب توفير المعيشة للأسرة. المباني القديمة للوهلة الأولى يشد انتباه الزائر لهذه المحافظة وقبائل بني شهر تلك القرى ومبانيها التي تزخر بعبق التاريخ 250 قرية مازالت تصارع الزمن وتقاوم عوامل التعرية ويد التخريب لتبقى شاهدة على تاريخ ذهبت به السنون وبقيت آثاره. ولعل الناظر في نظام تخطيط هذه البيوت الأثرية يجد أن بيوتها تكون غالباً مبنية من الحجارة والصخور التي جلبت من الجبال والأدوية المحيطة بهم غير أن ما يميز المباني القديمة في النماص عن غيرها من مناطق الجنوب قوة بنائها ومتانتها والفن المعماري البديع الذي اعتمد في تركيبته على البناء بالحجارة التي يتم جلبها من أنحاء المحافظة وتتميز هذه المباني بالمتانة والقوة. عبدالله الشهري أحد المسنين القلائل في محافظة النماص الذين مارسوا أعمال البناء في بعض هذه الدور ذكر أنهم كانوا يستعملون في بناء تلك المباني أحجارا تتناسب مع نوعية كل مبنى فهناك الحصون الشاهقة التي تستخدم لأعمال الحرب وتخزين الحبوب والمؤن وهذه لها طريقة خاصة في البناء والتشييد ولا يقوم ببنائها إلا بناء محترف وهي صغيرة ولكنها صلبة وثابتة ولا يزال الكثير منها قائما حتى يومنا هذا بالرغم من مرور سنين طويلة عليها ويضيف الشهري قائلا: يأخذك العجب عندما ترى البنائين القدامى يستخدمون في البناء حجارة ضخمة و صخوراً كبيرة قل أن يحمل خمسة من الرجال صخرة واحدة بل ربما كانت أكثر قوة وصلابة وحجماً وتلاحظ أن مواقع هذه القرى القديمة في النماص عموما تم تشييدها على سفوح الجبال ملتحمة ومتلاصقة وكأنها لشخص واحد وبينها ممرات ضيقة تربطها ببعضها البعض ولربما كان هذا النظام يرجع إلى حالة الخوف وعدم الاستقرار التي عاشها الناس في تلك الفترة من حرب وسلب ونهب لذا كان لزاما أن يكون أبناء القرية كلهم متقاربين في مساكنهم ليكونوا متقاربين ومستعدين لأي هجوم أو غزو قد يتعرضون له. ويمكن تقسيم المباني القديمة في محافظة النماص من حيث الحجم والشكل أقساما ثلاثة كما يذكر علي بن ظافر الشهري أحد المهتمين بالتراث في المنطقة. الكبيرة لعلية القوم وهي عبارة عن المباني الكبيرة التي يصل البعض منها إلى أربعة طوابق أو خمسة وتجتمع حولها عدة مبان صغيرة وكأنها تلتف حولها وتستأنس بالقرب منها وعادة ما تكون المباني المميزة والضخمة حجما وشكلا لعلية القوم من شيوخ القبائل أو التجار في ذلك الزمن وتتميز هذه المباني بسماكة البناء ويغطي جدرانها (الجص) وهي مادة تشبه الأسمنت بيضاء اللون تغطي واجهات هذه المباني وتعطيها لونا وشكلا مغايرين من المباني القريبة منها وكان البعض من الجصاصين يتفننون في تشكيل هذه المادة على تلك القصور الشاهقة ويتفننون في تمييزها عن غيرها ويتم تجديد هذه النقوش والجص من فترة لأخرى حسب الحاجة كما أن أبواب ونوافذ هذه المباني مميزة عن غيرها فهي تتميز بمتانة الأخشاب المستخدمة في صناعة النوافذ والأبواب التي تبهر الناظر من قوتها وضخامتها وجمال صناعتها، ويضيف الشهري: عادة ما تسمى هذه القصور بأسماء القبائل مثل قصر (ثربان) وقصر (أثرب) وكذلك قصر (حارث) وقصر (عمرو) فيما يرجع بناء بعض هذه القصور إلى أكثر من 300 عام. البيوت السكنية وهي بيوت السكان والقرى التي تشكل نواة المجتمع القبلي والقروي آنذاك وتكون عادة من دور واحد أو دورين وتستخدم إلى جانب السكن لخزن الحبوب والأعلاف وإسكان البهائم ويقوم أفراد القرية أو القبيلة بجمع الحجارة لمن أراد أن يبني منزلا دون أن يأخذوا أجراً على ذلك من باب التعاون وكذلك يقومون بجلب الأخشاب من الغابات المنتشرة في المنطقة وعند البناء يُراعى أن تكون النوافذ والأبواب صغيرة والغرف ضيقة لظروف المناخ البارد في المنطقة. وتقع المساجد في وسط القرية ويكون المسجد إلى جانب العبادة مقراً لاجتماع القرية وحل المشكلات والمشورة. ويذكر الشهري أن في محافظة النماص عدة مساجد يرجع تاريخها إلى العصرين الأموي والعباسي كما دلت النقوش الموجودة في بعضها. الحصون وتبنى مربعة الشكل تضيق كلما ارتفعت إلى أعلى وترتفع إلى عدة أدوار وتقع في وسط القرية أو على المرتفعات والجبال ومشارف القبيلة وتستخدم لأغراض عسكرية ضد أي عدو يهاجم القرى أو المنطقة وكذلك تستخدم للمراقبة وحراسة المزارع من السلب والنهب ولخزن الحبوب والأعلاف. قصر الحضارات قرية المقر التراثية (أو قصر الحضارات) تعتبر أعجوبة صاغتها عقلية هندسية تراثية في قالب سعودي بديع يعود بالأذهان إلى قصر الحمراء في غرناطة في القرن السابع عشر. محمد المقر صاحب القرية التراثية يقول: استغرق بناؤها أكثر من 35 عاما واستخدم فيه أكثر من مليوني حجر طبيعي من جبال عسير لتكون من شواهد براعة هذا الإرث التاريخي. ويحتوي هذا القصر على أكثر من عشرين واجهة تطل للزائرين وأروقة محاطة بالحدائق المعلقة، التي مازال العمل جارياً فيها وتسقى من خلال قنوات وينابيع مياه استخدمت فيها العناصر الزخرفية الرقيقة في قالب هندسيٍ فريد، وزخارف من المعمار الأندلسي الذي يكسو الجدران، مطوقاً بالقيشاني المطرز بالنقوش العربية التي ذاع صيتها في الأندلس. والقصر صمم بطريقة تسمح للشمس بأن تدور حوله دورة كاملة على امتداد نوافذ القصر. ومن أهم ما يميز القصر، القباب السبع، التي تمثل قارات العالم السبع وهناك أكثر من (365) عموداً داخل القصر ممثلةً عدد أيام السنة تتشبع حيطانها بالحضارة الأموية والعباسية لتشكل حزاماً متناسقاً. وتأتي الأدوار متخذة من الحقب والأزمنة التاريخية موضوعا لها امتدادا لعصور مختلفة في الماضي والحاضر، فالأول يجسد حضارة الأندلس والعصر العباسي في فن الزخرفة والنقش، والثاني يختزل الحضارة الإسلامية من الصين شرقاً وحتى غرب أفريقيا، ليكتنز الدوران معاً 20 ألف قطعة أثرية، أما الثالث فيحتوي على سردٍ لتاريخ المخطوطات الإسلامية في الطب والفلك والرياضيات وعلوم الفرائض واللغة العربية والمذاهب الإسلامية. وتحوي القرية التراثية أجنحة للسكن والإقامة، حيث بإمكانك الإقامة في هذه القرية التراثية لتنعم بالأجواء الصيفية النقية، التي تمتلكها النماص بأسعارٍ رمزية، هدف صاحبها إلى أن يستفيد السائح وسابر أغوار التاريخ بالإقامة في هذا المرتفع الجميل. نهضة حضارية من جهته ذكر رئيس بلدية محافظة النماص المهندس راجح بن أحمد الغامدي أن محافظة النماص شهدت نهضة تنموية وحضارية كبيرة وحظيت بنصيب الأسد من اهتمام حكومة هذه البلاد وتطورت المحافظة لتكون من أهم محافظات منطقة عسير وأصبحت وجهة سياحية للباحثين عن الطبيعة البكر والجمال العذري في ظل تطور ونهضة الدعم السخي وهناك مشاريع قادمة للارتقاء بمستوى الخدمات في المحافظة لتقديم أفضل الخدمات وتوفير كافة احتياجاتها. |
رد: اخبار( الجمعة 23/11/1429هـ ) 21/ نوفمبر /2008
مصممـة ســـعوديــة تقــدم أزيـاء رجاليـــة
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/...1/ww16-big.jpg وديان قطان - جدة تعتبر هبة جمال أصغر مصممة أزياء تصمم أزياءها للرجال والنساء معا وقد اقتحمت عالم الأزياء منذ سن مبكرة عندما اجتذبتها الخطوط والألوان في الحادية عشرة من عمرها مكتسبة خبراتها في الرسم والابتكار من والدتها وصقلت موهبتها الصغيرة بتعلم التصميم في "ميلانو" بايطاليا ما اكسبها مهارات في مجال تصميم الأزياء بشكل احترافي فطورت من قدراتها بشكل كبير من رؤيتها في عمل المصمم ترى هبة أنه فنان يتأثر بكل ما حوله ويظهر ذلك جليا في تصميماته وبالنسبة إليها فقد تستوحي افكارها من قصيدة أو رحلة سفر مشيرة بذلك إلى عرض مجموعتها الأخيرة في جنوب افريقيا أثناء رحلة لها للراحة والاستجمام فاجتذبتها الطبيعة والالوان وجلود الحيوانات فجاءت مجموعتها مستوحاة من البيئة الافريقية. وعلى الرغم من العقبات التي تواجه المصممة السعودية، إلا أنها تتطلع إلى العالمية محتفظة بكل الخصوصية المحلية التي يتمتع بها مجتمعنا والخليجي بصفة عامة. وتتمثل التحديات التي تواجهها المصممة في الأبداع والابتكار ووضع خطوط جديدة للموضة تخرج عن نطاق السائد والمألوف ومن التقليد والتجارب إلى المفهوم الحديث في الموضة والقالب الاحترافي. ولهذا تحرص هبة على إضافة بعض الاختلافات ووضع بصمتها الخاصة حتى تتميز عن باقي المصممات وذلك من خلال اختيار الخامات والابتكار في الأفكار والتصاميم والابتعاد عن الشكل المكرر فيما ترى من وجهة نظرها أن ظهور مصممات أزياء سعوديات في مجال الموضة ظاهرة صحية وأن كل التفاصيل مهمة في عالم الأزياء. وعن عباءة العروس في ليلة الحنا أو ما يسمى بثوب الغمرة والتي تعتبر من التصميمات التي تميز المرأة الشرقية تبتعد هبة عن التصميمات التقليدية ولكن مع المحافظة على التصميم الموروث في هذه المناسبات والأمر نفسه ينطبق على الجلابيات الخليجية بدمج التصميم الخليجي بالبنجابي أو المغربي أو استخدام النقوشات الإيرانية والكتابات الصينية والاسلامية أيضا مع الإكسسوارات الخاصة بكل تراث. وتستعد هبة لتقديم مجموعة من الأزياء الرجالية الخليجية كالثوب السعودي والعماني والأزياء الرسمية إلى جانب تطوير فكرة تصميم الملابس الفلكلورية وإدخال أفكار على الأشمغة والغتر الرجالية. وعن أسباب اقتحامها لعالم تصميم الأزياء الرجالية ترى أنه بحكم دراستها المتخصصة في المجال فهناك إمكانية إضافة الكثير في الأزياء الرجالية مع ضرورة مراعاة القواعد والأسس اللازمة لتصميم الزي الرجالي في المجتمع الخليجي الذي أصبح كثير الاطلاع والسفر من المجتمعات الخارجية. |
رد: اخبار( الجمعة 23/11/1429هـ ) 21/ نوفمبر /2008
رعاة بدرجة أدب عالمي وميكانيكا
يقطعـون البـراري بحـثـا عن الكـلأ http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/...1/ww20-big.jpg كتابة وتصوير: حسين الحجاجي بحثا عن مرعى شحيح. يقضون وقتا طويلا من عمرهم في مطاردة خاسرة. مرعى لا وجود له و مطر لا يأتي كما يشتهون. بعضهم ضاق ذرعا فتحول إلى بائع برسيم أو أعلاف أقلهم قريب من مهنة ربما أحبها وبعضهم لا مكان له أصلا في تصنيف (الرعاة ) هناك ( ميكانيكي ) يرى أن رعي المواشي لم يصبه إلا بالكسل القاتل و بعضهم خريج جامعة لا علاقة له بالرعي عدا كونها لقمة عيش متاحة و لا خيار له خريج أنيق له شغف بالإبداع عموما قصة ورواية و شعرا يشتكي ضائقة بالابتعاد عن تلك الاجواء وبالذات انقطاعه عن مصدر شغفه، في حين هناك من لا يتمنى العمل إلا في الرعي مزيد من صفاء النفس و مزيد من الابتعاد عن الاحتكاك بالناس كما يبرر . وهناك.. الكثير مما يضج به صدر راع يقود إبلا أو يتابع ماشية يسير أمامها أو خلفها في صمت. دعونا نعيش وقتا مستقطعا مع هؤلاء: كان ( محمد عمر هبة -25 عاما ) يتجهز لتناول طعام الغداء، بوجبة أعدها بنفسه ويقول:كل يوم لابد وأن أستقطع جزءا من الوقت لكي أعد الغداء و العشاء و كذلك الإفطار. فحياة الراعي و إن كانت تبدو للبعض سهلة إلا أنها متعبة فلقد تركت الدراسة عندما توفي والدي و أنا صغير حيث أصبحت حياة البيت تعتمد علي نتيجة لأنني أكبر الابناء . أشتغلت راعيا لأنها أول عمل تمكنت من الحصول عليه، و كانت بدايتي مع قطيع يتكون من سبعين رأسا من الغنم ، عملت فيها حتى صار نصف هذا العدد لي أنا فقط. فعندما عجز صاحبها عن دفع ما اتفقنا عليه من راتب طلب مني أن يعطيني مقابل ذلك عددا من رؤوس الغنم تكاثرت بعد ذلك حتى صارت قطيعا و هذا ما دفعني بعدها للاستقلال بنفسي حيث زاد عددها و قد حصلت منها على خير كثير و هذه حقيقة، فتربية الماشية أيا كانت إذا بارك الله فيها فإنها تصبح باب رزق يأتي منه الخير لكن المشكلة في الرعي، فالأغنام التي تعتمد على الشعير أو البرسيم هذه الأغنام لا يأتي منها إلا الخسائر ، فكلفة تعليفها تصبح باهظة ولا ربح فيها أو تعويض عن التعب عليها، فعندما قلت الأمطار في يوم ما وجدت أن القطيع بدأ يتناقص ولا يأتي بقيمة التعب و الجهد الذي أبذله ولهذا قمت ببيعها و التخلص منها وقدمت إلى هنا من أجل العمل بمرتب وهذا و إن كان قليلا إلا أنه أفضل من تربية الأغنام دونما مرعى، ولا أذكر أنني ندمت على عملي في هذه المهنة إلا أنها حرمتني من الدراسة وكنت أتمنى ولا زلت لو أنني أتمكن من أستكمال تعليمي حتى آخذ شهادة عليا. و لعل أكبر دليل أن هذه المهنة ليست مشجعة طالما لم تأت الأمطار و يكون هناك رعي جيد هو أنني أبلغ من العمر ( 25 ) عاما و مع ذلك لم أتمكن من الزواج حتى الآن. في كل مرة أقول بأنها هذه هي السنة الأخيرة لي في العزوبية إلا أن الظروف لا تسمح لي بذلك فأنا لم أتمكن لغاية هذه اللحظة من توفير مستلزمات الزواج ، لكن لعل ذلك يتيسر فيما بعد بإذن الله تعالى، أعيش حاليا في هذا الكوخ الخشبي الذي بنيته بنفسي لكي يكون مستقرا لي ، فحظيرة الأغنام ليست بعيدة وقد فصلت هذا الكوخ بهذه الصورة حتى تسهل لي مهمة الإشراف على الأغنام من هنا و كما تلاحظ هذا باعتباره المطبخ هنا أطبخ و هنا أتناول الطعام وهذا المكان حيث أنام أما ملابسي فأغسلها ثم أقم بوضعها على هذه الشجرة أو تلك ريثما تجف لا وجود للكهرباء هنا فالمكان صحراوي كما ترى و يتعذر وجود الكهرباء في هذه الجهة لدي بطارية سيارة أقوم بين الحين والآخر بشحنها عند البنشري من أجل أن أستخدمها في شحن جهاز الجوال فقط. تأخذ معي حوالي عشرة أيام ثم أقوم بإرسالها مع أحدهم لكي يذهب لشحنها هناك ثم يعيدها لي. الرعي فن و أصول أما عن الراعي الأنيق الشاب (فرح آدم مريخية – 30 عاما) فالأمر مختلف تماما فهو يقول: عملت في الرعي في فترة ما، وخصوصا في بلدي حيث تعلمت من هذه المهنة الشيء الكثير وأستغرب من أن بعض الرعاة يقوم بهذه المهنة دونما ألاحظ أن هناك فائدة حصلوا عليها و أنا أقصد بهذه الفائدة ما يتعلق بالرعي فللرعي أصول يفترض أن لا يتجاهلها الكثير فمثلا : رعي ( الضأن ) يختلف عن رعي الماعز ففي بلادي يكون رعي ( الضأن ) من الساعة الرابعة عصرا ولغاية الثامنة صباحا. في حين وجدت أن أسلوب الرعي هنا مختلف تماما عما تعلمته فالرعي دائما يبدأ من الفجر و لغاية المساء و يفعل هذا مع كل الأغنام في حين أن ( الضأن ) تفضل في النهار البقاء في الحظيرة و عدم التحرك إلا ليلا، الجميع هنا لا يفرق بين رعي المواشي فالكل يرعى في وقت واحد والكل ينام في وقت معين وهذا خطأ. ويكمن السبب في قلة المرعى. فوجود المرعى يحل إشكالا كبيرا لكن في هذه البراري كما ترى لايوجد سوى الرمل و من الطبيعي أن يعوض قلة الرعي بإعطاء الماشية من هذا البرسيم و هذا سبب جعلني أترك هذه المهنة في فترة ما والابتعاد عنها للعمل في بيع الأعلاف. تحديدا البرسيم هذه الكميات الكبيرة من البرسيم كما تراها أوقعتني في وضع محرج فمع هطول الأمطار التي كانت غزيرة بعض الشيء و غير متوقعة ساهمت في تلف هذه الكميات من البرسيم و أدت إلى عفونتها لكن و لله الحمد لم تكن هذه الكمية بالكميات الكبيرة و قد تم إبعاد تلك الكميات التي تلفت نتيجة المطر وقمت بحماية البرسيم الذي لم يصب بالماء وهذ بلا شك تعتبر خسارة نسأل الله أن يعوضنا خيرا عنها. طبعا أسكن في هذا المكان و الذي يعتبر صندوقا من حديد ، أعاني فيه من الحر الشديد في وقت الحر و تخيل الشمس بكل حرارتها في الظهيرة و أنت قابع في جوف هذه ( الصندقة ) لا مروحة ولا مكيف و لا حتى نسمة غير غبار حار يأتي من البراري و الرمال . لكن ماذا أفعل و هذه هي حياة الراعي أو بائع البرسيم، الدنيا تحتاج إلى صبر فقط. والفرق بين الرعي و بيع الأعلاف ينحصر فقط بأن بيع البرسيم يحتاج مني إلى حمل و اعتماد على قوة الجسم في حين الرعي ربما تطلب ذلك لكن في حدود الباقي يعتمد على المتابعة فقط. رجل الأدب العالمي ويكاد الراعي ( عمر ادريس عمر – 31 عاما ) متفردا بوضعه كونه خريج جامعة تخصص أدب عالمي إذا يقول : هي الحاجة والظروف فقط التي ألزمتني للعمل في يوم ما لرعي الأغنام، فقد توقفت عن استكمال دراستي العليا ولولا تلك الظروف لربما أصبحت الآن دكتورا أكاديميا في الجامعة فأنا خريج قسم الآداب و تحديدا أدب عالمي اطلعت خلال دراستي على شتى أنواع الآداب العالمية، ابتداء من الأدب الانجليزي و الفرنسي وأنتهاء بالأدب الكاريبي والافريقي و الهندي و الفارسي و التركي. قرأت للكثير من عمالقة القصة والرواية والشعر و تستهويني جدا الرواية في منطقة البحر الكاريبي و الرواية التركية عموما ولا أدري لماذا أشعر بأنني أنفصلت حاليا عن هذا الشغف، و لهذا حاولت وحاولت أن أبحث عن شيء من تلك الابداعات لكن المشكلة أن من يقصد المكتبة لكي يشتري لي رواية أو كتاب أبداع لا وجود لهم حولي فأغلب من أتعامل معهم في مهنة الرعي أناس بسطاء لا هم لأحدهم إلا أن يذهب بهذه المواشي صباحا ويعود بها عند المساء و الكثير منهم لم يكن يتحرك أكثر من حدود حظيرة الأغنام هذه . فقط خلال اليومين الماضيين أخذ بعضهم في الانطلاق لظهور بعض الكلأ نتيجة سقوط الامطار. تسألني لماذا أشعر بشغف كبير للقراءة والبحث فأقول لك: إن مهنة الرعي تتيح لي من الوقت الشيء الكثير، هنا الوقت بكامله لي و هي فرصة لكي أتواصل مع مجال عشقي الجامعي بدلا من البقاء هكذا بلا أي أهتمام. فالأغنام أو المواشي حين الرعي لا تحتاج منك إلا الحرص على بقائها في جوارك ثم العودة بها للحظيرة و تأمين الماء و الطعام و بعدها لا شيء تعمله . هذا الفراغ الطويل هو الذي جعلني أحاول أن أجد في من يأتي إلى هنا أن يساعدني بالذهاب لبعض المكتبات و انتقاء بعض الكتب لكي استثمر فيها هذا الوقت الطويل، مر بي قبل عام و نصف العام شاب له اهتمامات و كان يحضر لي الكثير من الروايات و كتب الشعر العالمي لكنه أختفى فجأة ولا أدري ما الذي أصابه ربما يكون قد تم تعيينه معلما في منطقة بعيدة ولهذا لم يأت إليّ بالرغم من أنه كان قد وعدني و ما تعودت منه مثل هذا الغياب الطويل. هذا الشخص كان هو الشخص الوحيد الذي استمتع بالجلوس و الحديث معه وكان لا يبخل علي بكل أنواع الكتب التي كنت أطلبها منه. الإبل ولا غيرها ( محمد العبد الله – 57 عاما ) يعتقد أن مهنة الرعي هي المهنة المحببة إلى نفسه قائلا : كان والدي يمتهن هذا العمل و كنت شغوفا بها منذ الصغر و كنت أغبط كل من يعمل فيها و السبب لأنها مهنة لا علاقة لها بالناس ، بمعني أنها تجنبني أن يغضب مني أحد فأنا من طبيعتي إنسان مسالم أحب الناس و اتمنى للجميع الخير بهذا العمل أتجنب أي احتكاك و لهذا تجدني أنطلق من الصباح مع هذه الإبل التي أعتني بها و أحرص عليها لأنها أمانة في عنقي، قد ائتمني صاحبها عليها ، و لهذا لا أغفل عنها و أتابعها من الصباح الباكر ولغاية المساء حيث أعيدها إلى الحظيرة والأمر لا يتطلب أكثر من أن تظل عين الراعي مفتوحة ويكون يقظا لالشيء فقط حتى لا تتوجه هذه الإبل إلى الطريق الرئيسي و تتسبب في حادث لاسمح الله. و حياة الراعي صعبة نتيجة لأنه يعتمد على نفسه في عمل كل ما يحتاجه، فأنا من يطبخ و أنا من يغسل و أنا من أدير شؤون نفسي بنفسي و هذه هي المشكلة أحيانا حيث لا يتسنى لي فعل هذا إلا عند العودة في المساء. ميكانيكي يرفض الكسل ( سعيد رزق الله دوم – 44 عاما ) لم يجد نفسه في هذه المهنة التي يقول عنها : هذه مهنة بالنسبة لي لا أجد فيها إلا الإحساس ( بالكسل ). فقد مارست الرعي و بصراحة لم أخلق للرعي فأنا لا أجيده و أشعر أنه يصيبني بالملل، أنا أصلا ( ميكانيكي ) سيارات . أتقن و بجدارة العمل مع السيارات وليس مع المواشي هذه، و هذا ما جعل صاحب هذه الأغنام يقتنع أخيرا بضرورة أن يأتي بشخص آخر غيري للعمل كراع بينما يحولني أنا للعمل في مؤسسته بالعمل ( ميكانيكي ) و لهذا ليست سوى أيام وأتحول للعمل هناك بعد حوالي أكثر من أربع سنوات قضيتها هنا لكن لم أحب هذا العمل. فالراعي ينبغي عليه أن يكون محبا لهذه المهنة وإلا لن يتقنها، في حين لم أكن سوى إنسانا أتضايق تماما من العمل مع المواشي هناك من يعتبرها مهنة محببة له لكنني لم أحبها. يتدخل رفيقة و الراعي البديل قائلا : أنا اعرف هذا الرجل من مدة وقبل حضوري هنا لم أجده يردد سوى هذه الاسطوانة ( أنا ميكانيكي ) وفعلا هو كذلك لكن صاحب العمل لم يكن لديه عامل يقوم مكانه و لهذا كان مضطرا لإبقائه هنا، أما الآن و بعدما أحضرني صاحب هذه المواشي للعمل مكانه أصبحت مسألة نقله للعمل في مكان آخر قريبة جدا فقط مجرد أن يطلعني على طبيعة العمل هنا ثم يجب عليه أن يرحل لمقر عمله الذي يرتاح فيه و خصوصا بعد ما أدرك صاحب العمل أنه يمكن الاستفادة من سعيد ( ميكانيكا ) افضل منه راعيا هذا الرجل خلق للميكانيكا و ليس للأغنام. |
رد: اخبار( الجمعة 23/11/1429هـ ) 21/ نوفمبر /2008
المكان يكتظ بالمراجعين وانجاز المعاملات في زمن قياسي
جـوازات فـوق الـزحام إبراهيم القربي - جدة - تصوير: محمد الزهراني في حي مكتظ بالسكان وعلى شارع ممتد باتجاه واحد تقع إدارة الجوازات ، حيث تتسارع الخطوات والأنفاس، وتتوقف السيارات ارتباكا. شارع تنتشر على جانبيه الكثير من محلات الخدمات المساندة والمطاعم ، الكل هنا يركض ، سعوديون ووافدون ، من أجل إنجاز معاملة تخص تجديد إقامة أو إنهاء إجراءات تأشيرة خروج أو عودة أو الحصول على جواز سفر أو تجديده غير أن الوصول إلى مبتغاهم يوازي ركضهم! الهم الأول تجاوز زحام الطريق المؤدي إلى إدارة الجوازات والهم الثاني البحث عن موقف في مساحة ضيقة في حي ضيق ، أما الهم الثالث فهو المشكلة التي تكمن في الطوابير التي تخرج من المبنى الضيق وتمتد إلى الخارج حيث الزحام الذي يستمر حتى نهاية كل يوم ليبدأ من جديد في اليوم التالي. في البداية يلفت انتباهك انتشار مكاتب المعاريض السريعة وطاولات الملفات الخضراء ، وانتشار باعة الكوبونات الذين يتواجدون في كل مكان، تحدث أحدهم قبل الدخول في زحمة الشارع وصولا إلى المراجعين الذين يتكدسون أمام بوابة الجوازات ، فحين شاهد الكاميرا لم يرغب بالحديث بعد أن نشب خلاف بينه و بين أحد المراجعين في عملية سداد رسوم التجديد ، ليأخذ المراجع بعيدا عن الكاميرا ويشير بيده «اخرجوا منها !!» بعدها تركناه ، مع اليقين أن هناك شيئا مخالفا يمارسه هؤلاء في تصيدهم اليومي للمراجعين .. والركض يتواصل وباب إدارة الجوازات مازال مغلقا بالكتل البشرية ويضيق بهم وامتداد الطوابير الطويلة مستمر . هكذا ردد أحدهم دون أن يتوقف : (دعني وشأني زحام على الدوام ، وصخب لا ينتهي ، وطوابير متواصلة !! أدخل وشاهد بنفسك لا تنتظر أحدا يحكي لك عن "المعركة" اليومية ، شاهد الطوابير وباختصار شديد يجب أن ينظر المسؤولون باهتمام في المكان الحالي الذي تقع فيه أكبر إدارتين حكوميتين يرتادها المراجعون هما إدارة الجوازات ومكتب العمل والعمال الذي زاد من الاختناقات البشرية هنا .. مع الأسف مبنى قديم ومعاملات متأخرة في الجوازات)!! ولا يبتعد .. فيصل أحمد ، كثيرا حيث تحدث عن الزحام الذي يكاد أن يكون القاسم المشترك في معاناة المراجعين .. يقول فيصل : لا شيء يكدر صفو مراجعي جوازات جدة غير الزحام الشديد والانتظار في طوابير، يجب عليك إذا أردت أن تأخذ مكانا متقدما في طابور الجوازات أن تأتي مبكرا .. فأنا جئت منذ الساعة السابعة والنصف من أجل إنهاء بعض المعاملات ولم أخرج من الزحام والطوابير إلا بعد أربع ساعات وهذا الوقت كثير جدا .. وطالب فيصل المسؤولين في الجوازات بالعمل على تسهيل إجراءات المراجعين وتحريك المعاملات المتأخرة . وتطرق سعيد أحمد إلى مشكلة أخرى في تسديد الرسوم والغرامات عن طريق صرافين فقط موجودين خارج مبنى الجوازات الأمر الذي يزيد من زحام المراجعين .. وتساءل سعيد : لماذا لا تتوسع الجوازات من ناحية تسديد الرسوم والغرامات في كل البنوك الأخرى لا حصرها في بنكين فقط ، وضمان وصول التسديد في ثوان؟؟ غير أن سعيد يقول: الإجراءات داخل الجوازات ليست معقدة ، والمسؤولون فيها يحاولون إنهاء معاملات الناس في وقت وجيز لكن أتمنى أن يسعوا للقضاء على الطوابير التي أرهقت المراجعين . أما مساعد الحربي الذي كان مسرعا باتجاه الجوازات ، فيقول : بعد جهد جهيد وجدت موقفا للسيارة كنت قد " تورطت " في زحام الطريق المؤدي إلى إدارة الجوازات وإلى مكتب العمل والعمال ، وتمكنت من الخروج بعد أن أخذت وقتا للدخول إلى الحي وأنا متجه إلى الجوازات من أجل طباعة "برنت" .. وأضاف الحربي الزحام في هذه المنطقة أمر ليس بجديد واعرف أن هناك طوابير داخلها لكن ماذا تريدنا أن نفعل لا بد أن ندخل في الزحام وإذا انتظرناه حتى ينتهي فإننا لن ننهي معاملاتنا .. ومن وجهة نظري المتواضعة أن الحل الوحيد يكمن في افتتاح المزيد من الفروع في شمال جدة وشرقها أو الخروج من هذه المنطقة الضيقة إلى مجمع كبير تتوفر فيه كل الإمكانات من مواقف للسيارات وصالات استقبال المراجعين وتوجيههم إلى حيث مكان معاملاتهم ، وذلك من أجل تسهيل مهمة المراجعين والتخفيف من وطأة الزحام التي ظلت تعانيها المنطقة والشارع منذ سنوات طويلة والتخفيف كذلك من معاناة الطوابير المؤرقة. ويتطرق جار الله الزهراني إلى الانتظار الطويل في إنهاء المعاملات قائلا: كنت في الطابور منذ الساعة السابعة والنصف وكنت قد جئت قبلها بساعة حتى أجد مكانا لسيارتي ، ودخلت الطابور ولم تنته معاملتي إلا مع أذان الظهر.. أنا الآن متعب من الانتظار. وأضاف: المراجعون يزدادون في كل لحظة الأمر الذي فاض به المبنى وأصبحوا يفوقون طاقة الموظفين. وأتمنى أن يجد المسؤولون في الجوازات حلا لهذه الإشكالية، حيث سمعنا عن افتتاح عدة فروع للتخفيف من الضغط المستمر على المركز الرئيسي . وأشار محسن اللقماني إلى أن هذه "مأساة" فأنت تحضر لتواجه مشكلة الأولى في البحث عن موقف وكما ترى المنطقة مزدحمة للغاية و المراجعون في حركة مستمرة لا تنتهي حتى كتاب المعاريض بدأوا يزدادون بشكل ملفت ويتكتلون في كل مكان على امتداد الشارع فهؤلاء ليست لديهم مشكلة بل أنهم يتمنون لو أن الوضع يستمر على ما هو عليه لتنشيط العمل في مكاتبهم.. وتجد بعض المراجعين يعجز في الحصول على موقف الأمر الذي يضطرهم إلى الوقوف على الأرصفة داخل الحي وبجوار مكتب العمل والدفاع المدني الذي يقع في نهاية الشارع .. بعد كل هذا الشريط الطويل ، تجد طوابير وازدحاما وكتلا بشرية تملأ المكان في مبنى الجوازات وعند الصرافات. ويقول أنور محمد الذي جاء على مهله من أجل الحصول على جواز سفر: كنت في غير عجلة من أمري لاعتقادي أن الوقت مناسب لاستخراج جواز سفر حيث أن الوقت ليس إجازة فكما هو معروف عند بدء الإجازة يبدأ الزحام على تجديد الجوازات أو الخروج والعودة ، غير أنني تفاجأت بالزحام عند البوابة وبالطوابير الطويلة داخل المبنى.. فأخذت انظر إلى الوضع من حولي لأجد اثنين من المراجعين قد تواجدا هنا قبل أن تفتح الإدارة بابها فلم يكن أمامي غير العودة مبكرا في اليوم التالي .. وأضاف: و( اليوم ) عدت من جديد قبل أن تفتح الجوازات أبوابها وأخذت مكاني في الطابور ولكن في المقدمة وأنهيت إجراءات طلب جواز سفر للسعوديين مع تسديد الرسوم وللأمانة لم أواجه أي تعقيد أو تأخير وقدمت أوراقي للموظف على أن أعود مع نهاية الدوام لاستلام جواز السفر، إذن المشكلة فقط في الطوابير والزحام على الصرافات وانتشار بائعي الكوبونات والمبنى الضيق الذي تفوح منه رائحة الزحام بين أركانه فأكثر الأمور التي يشتكي منها مراجعو الجوازات هي اضطرارهم للوقوف في الطابور لفترة طويلة ..أما بالنسبة لموظفي الجوازات فللأمانة أنهم يقومون بدورهم على أكمل وجه. من جانبه نفى العميد محمد الأسمري مدير جوازات منطقة مكة المكرمة أن يكون هناك زحام داخل الإدارة ، وقال : استغرب من ادعاء البعض أن يكون هناك تعطيل أو تقاعس أو حتى تأخير في إنهاء معاملات المراجعين، ما لم يكن المراجع نفسه هو الذي تسبب في ذلك بعدم استكماله لبعض المستندات المطلوبة التي تخص معاملته، مشيرا إلى أن الصالة الجديدة والتي تم إنشاؤها مؤخرا خففت الكثير على المراجعين من طول الانتظار حرصا منا على إنجاز أكبر قدر من المعاملات. وأضاف ان هناك أكثر من ( 10 ) آلاف عملية (معاملة) يتم إنجازها يوميا لصالح المراجعين في مختلف الأقسام مما يؤكد أنه لا يوجد أية مشاكل أو زحام ، وبالتالي فإنه لا تأتي الساعة الواحدة بعد الظهر حتى يقل عدد المراجعين وتخف الحركة. وحول الزحام أمام إدارته وعدم توفر مواقف لسيارات المراجعين وضيق المبنى والذي يشتكي منه المراجعون ، أبان العميد الأسمري : حقيقة نحن نعاني من زحام الشارع والمنطقة الضيقة ، وقريبا سننتقل إلى موقع جديد ، وذلك بعد زيارة سمو أمير منطقة مكة المكرمة ، ووعدنا بإنشاء مبنى جديد للجوازات خلاف الموقع الحالي . وعن معاناة المراجعين في التسديد والزحام الحاصل على بنكين فقط أشار إلى أن المشكلة ليست من الجوازات ولا علاقة لها بذلك والأمر يعود إلى وزارة المالية مضيفا أتمنى أن يكون السداد عن طريق كل البنوك لا حصرها في بنكين فقط وأن تعالج وزارة المالية تلك الإشكالية . |
رد: اخبار( الجمعة 23/11/1429هـ ) 21/ نوفمبر /2008
يقيمون تحت كوبري الستين وبلا هوية
متخـلفـــــون حـتــى الــمــوت http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/...1/ww10-big.jpg عبدالرحمن الختارش - جدة تصوير: محمد المالكي تجمع أكثر من 1000 متخلف من جنسيات آسيوية وإفريقية ممن تأخروا في العودة لبلدانهم عقب أدائهم العمرة والحج تحت كبري الستين في جدة ، فيما اعتبرت إدارة الجوازات هذه التجمعات حيلة يستخدمونها ليظفروا بالتسفير المجاني إلى بلدانهم. وجود المتخلفين أثار حفيظة الأهالي الذين أبدوا قلقا بالغا من تواجدهم بهذه الأعداد الكبيرة لافتين إلى أضرارهم المحتملة من تسول وانتشار للأمراض وغياب النظافة بالإضافة إلى الإزعاج الذي يسببونه ومنظرهم غير الحضاري. وفي مركاز مجاور لكبري الستين اعتاد كل يوم أن يجتمع عصام ورفاقه ولكن هذه المرة سيطر المتخلفون الذين حولوا المكان إلى منازل في الهواء الطلق على حديثهم بشكل يدعو إلى القلق من جرائم قد ترتكب أو أمراض تنتشر متسائلين عن المسؤول وراء تكدسهم بهذه الطريقة وكيف يمكن حل هذه الأزمة سريعا قبل أن تتفاقم. أمور كثيرة سيطرت على الحديث وهم يشاهدون العدد الكبير من المتخلفين أمام أعينهم منهم المرضى والأطفال والنساء في وضع يرثى له؟! عصام : بصراحة وضع المتخلفين ما يطمئن أبدا . عوض : معاك حق ولهم أكثر من شهر هنا ينامون ويأكلون ويشربون تحت هذا الكوبري ايمن : لا ويغسلون ملابسهم هنا والله يكرمكم يقضون حاجاتهم في الشارع . عصام : هذا الشي يخوف لأن الأمراض ستنتشر بينهم . ايمن : أكيد ولا تنسى أنهم يعيشون هنا وفي ناس حولهم ومطاعم واللي أخاف منه ان الأمراض تنتشر وتوصل لنا. عوض : أنا بنفسي مريت بموقف يؤكد كلامكم قبل كم يوم شفت واحد من المتخلفين اللي هنا تحت الكوبري يحك في جسمه وقفني طلب مني أوديه للمستشفى بصراحه أنا خفت منه لأن جسمه كان كله حبوب من رأسه حتى رجله وما أخفيكم إني حزنت عليه وفي نفس الوقت مقدر اوديه للمستشفى فرحت للصيدلية وكان هو واقف برا يستنى كلمت الصيدلي واعطاه دواء تركته ورحت وانا خايف من العدوى . عصام : هذا اللي نخاف منه لكن الله يستر خالد : طيب فين الجوازات عنهم ما تقولوا إنهم متخلفون؟ ايمن : أنا بنفسي شفت اربع سيارات تابعة للجوازت هنا تتكلم معاهم هذا الكلام قبل شهر تقريبا وبعدها ما تغير شي هذا حالهم عوض : بصراحة مشكلتهم مشكلة لانهم يبغوا يسافروا لبلدهم ويطلبوا من الجوازات تسفرهم . خالد : ليش ما تسفرهم طيب ؟! عصام : ياجماعة الموضوع ماهو بهذي البساطة الموضوع كبير وبعدين الدولة ليش تتكفل بسفرهم طيب فين السفارات حقهم وفين المؤسسات اللي جابتهم للحج أو العمرة ليش ما تسفرهم ؟ عوض : هذا الكلام الصحيح وبعدين لا تنسوا أنه قد يكون فيهم ناس مطلوبون أما يكونوا حراميه أو حتى مسوين جريمة أكبر من هذي وما هو معقول تجي الجوازات وتسفرهم على طول !! ايمن : قابلت واحد من جنسية آسيوية تصدقون يقول انه جاء للمملكة قبل سنتين للحج وبعدها اشتغل كهربائي وبدون اقامة والآن يبغى يرجع لبلده ، بصراحة هذا الكلام مو معقول أبدا وأنا أشوف انهم لازم يتحاسبوا ويتحملوا اللي يجيهم . خالد : طيب لازم في حل . عصام : انا اشوف انه لازم يكون في عقوبات من البداية وتعالوا أسألكم كيف وصل كل المتخلفين اللي شايفينهم هنا اكيد عن طريق مؤسسات حج وعمره وإذا كان ما نبغى مثل هذي المشاكل تتكرر لازم الدولة تفرض عليهم اشد العقوبات عشان تنتبه لمعتمريها وحجاجها التابعين لها وتحرص على رجوعهم لبلدهم في الوقت المحدد لكن اذا استمر الوضع على هذا الحال راح نشوف كل يوم مثل هذي المشاكل . ايمن: طيب في عقوبات على المؤسسات وانا بنفسي قريت انهم عاقبوا اكثر من مؤسسة عصام : من فين كل هذي البشر اللي قدامك !! ياخي انا اقول انه في عقوبات لكن غير رادعة ولازم يطبقوا اشد العقوبات عشان تنتبه هذي المؤسسات سواء كانت في الداخل او الخارج . خالد : والله معاك حق يا عصام لان دور المؤسسات كبير جدا لكن لاتنسوا ان همهم الوحيد الارباح وبس واذا وصلوا المعتمرون هنا خلاص مالهم دخل يروحوا محل ما يروحوا عشان كذا انا اتفق مع عصام بأنه لازم تكون في عقوبات قاسية عليهم . عوض : اكيد سمعتم انه في واحد منهم قبل اسبوع تقريبا مات تحت الكوبري من المرض. عصام : الا صحيح وانا شفت الناس متجمعين حوله . ايمن : وفين ودوه طيب ؟ عصام : سألت الناس اللي كانوا متجمعين هنا وقالوا في واحد مات لانه كان مريض واتصلوا بالشرطة يمكن سلموه للبلدية عشان تنهي اجراءات دفنه خالد : لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، تصدقون موتهم فيه تعب لانه كيف يدفن وما عنده أوراق رسمية عصام : ليش يجلسوا هنا وهم يعرفون ان اوراقهم غير رسمية اذا مرض فيهم الواحد ما يقدر يروح للمستشفى واذا مات يتعب أصحابه ويتعب الجهات الحكومية. ايمن : لكن أنا أشوف انه لازم يكون في حل سريع لمشكلتهم جلستهم هنا كل ما تطول راح تنتج عنها مصايب، أول شي الناس ما عندها فلوس وتبغى تأكل وتبغى تتعالج وإذا استمر الوضع بنلقاهم بكره ولا بعده يسرقوا البيوت والمحلات التجارية اللي حولهم وهذا يخلي الجرائم تنتشر عندنا في الحي ويمكن في البلد إذا انتشروا . خالد : وبعضهم ممكن يطفش ويروح يزور إقامة ولا أي شي ويرجع يعيش مره ثانية بطريقة غير نظامية وهذا كمان يساهم في ارتفاع نسبة الجريمة . عصام : طيب ليش ما تاخدهم الجوازات عندها في التوقيف . ايمن : بصراحة حتى الجوازات ما نقدر نلومها ليش تتكفل بأكلهم وشربهم وتكاليف سفرهم خلونا نقول فين السفارات عنهم هي المفروض اللي تتولى أمرهم وتنسق مع الجهات المعنية لترحيلهم. عصام : ما نقول غير انشاء الله تنحل هذي المشكلة في اقرب وقت ولا تنسوا ان الحج على الأبواب والخوف من تفاقم المشكلة وزيادة عدد المتخلفين . ايمن : الله يستر واتمنى حل جذري لهذي المشاكل. |
رد: اخبار( الجمعة 23/11/1429هـ ) 21/ نوفمبر /2008
في مجلس جمع أعيان القرية
ثرب ..خدمات مفقودة فهد المطيري - مهد الذهب في قرية ثرب الواقعة شمال شرق محافظة مهد الذهب بمسافة 145 كلم تنعقد مجالس السكان وتنفض ولاحديث لهم إلا عن نقص الخدمات والمرافق الحكومية فيها وهو وضع لايتناسب مع كبر مساحتها خاصة وأن عدد القرى التي تتبع لها يقارب 30 قرية ما يجعلها بحاجة الى مجمع قروي و كذلك الخدمات الهامة كالدفاع المدني والهلال الأحمر والصحة وغيرها وهكذا جاءت أحاديثهم: الشيخ سعد الذويبي الميزاني: إشارة الى أن ثرب تأسست عام 1365هـ على يد الشيخ شداد بن الذويبي الميزاني يرحمه الله وذلك عندما منحه الملك المؤسس يرحمه الله هذه الأرض للسكن فيها وكانت بيوتها من الطين قبل ان يبلغ سكانها الان حوالي 12 الف نسمة واصبح يتبعها نحو 30 قرية وهجرة وتوسعت وتطورت لتضم 200 محل تجاري و7 محطات للوقود و15 مسجدا كما اصبحت متنفسا لمحبي الطلعات البرية لموقعها المتميز وسوقها الذي بات ملتقى لسكان القرى المجاورة خاصة ايام الجمع. ورغم ماتشهده من تطور إلا أن ثرب مازال ينقصها بعض الخدمات من أجل راحة ابنائها ورفاهيتهم خاصة أنها لاتبعد عن محافظة المهد سوى (145) كلم ما جعلها بحاجة الى محكمة نظرا لوجود اراض ومخططات ومنازل بدون صكوك كما هي بحاجة الى مركز للدفاع المدني ومجمع قروي ومستشفى أسوة بالقرى الأخرى وحكومتنا الرشيدة لاتألو جهدا في سبيل اسعاد مواطنيها. إطفاء الحرائق عيد الميزاني: ثرب مساحتها كبيرة وفي مقدورها استيعاب المزيد من المشاريع والمرافق الحكومية لخدمة القرى المجاورة إلا أن السفلتة فيها لم تكتمل مما يؤثر غبار الطرق سلبا على كبار السن والأطفال من حيث تعرضهم للاصابة بالربو والحساسية وحيث لايوجد سوى شارعين فقط شملتهما السفلتة، ولهذا نطالب بسفلتة الطريق الصحراوي الذي يربطنا بمحافظة عفيف بطول 150 كلم فضلا عن حاجتها لخدمة الجوال حيث الإرسال ضعيف ومنعدم في بعض الأماكن وحاجتها كذلك لخدمات الدفاع المدني لإطفاء الحرائق فعدم وجوده كبدنا خسائر في الارواح والممتلكات. سعد المطيري: المركز الصحي في القرية بحاجة الى اعادة تأهيل فهد لايعدو كونه مبنى قديما مغطى بالهنقر وآيل للسقوط ولايوجد سواء طبيب أطفال واحد يقوم بعلاج جميع الحالات علما بأنه لاتوجد طبيبة للنساء ولاطبيب اسنان ولافني اشعة اضافة الى نقص الأدوية في الصيدلية والاسعاف. محمد الميزاني: النساء يعانين في طريقهن الى المستشفى وكم من امرأة تضاعفت حالتها الصحية اثناء الطريق بسبب بعد المستشفى عن القرية. خدمات بنكية هايف الميزاني: رغم انه يوجد في ثرب عدد كبير من المعلمين والمعلمات والموظفين والمستفيدين من الضمان الاجتماعي والمتقاعدين الا أنه لا أثر لوجود الخدمات البنكية أو صراف آلي فيضطر هؤلاء لقطع مسافة (145) كلم للوصول الى المهد وفي ظل هكذا قصور في الخدمات البنكية تقوم بعض العمالة باستغلال كبار السن والمعلمات بأخذ بطاقات الصرف واحضار الراتب مقابل (50) ريالا للبطاقة الواحدة مما يعرض هذه الاموال للخطر ولهذا اتمنى ايجاد صراف آلي بالقرية. عبدالعزيز المطيري قال: يتبع ثرب 30 قرية، فوجود نقطة فيه لايكفي، فيما نتطلع لايجاد مركز للشرطة وتطوير مكتب الخدمات الى مجمع قروي. |
الساعة الآن (11:26 PM) |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
شركة استضافة:
استضافة
رواد التطوير
مايكتب في هذا المنتدى لايعبر بالضروره عن وجهة نظر ادارة الموقع وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه