إن انتشار الإصابة بالسرطان عالميا جعل المتخصصين في هذا المجال يدرسون ويقيمون ويتحققون من أهم الأسباب التي تؤدي الى حدوث هذا المرض ولقد خرج قبل أيام تقرير من المعهد الأمريكي للسرطان(the American institute for cancer ) ناقش بشكل دقيق وعميق من أكثر من 517صفحة أهم المسببات الطبية العادية وكيفية الحد من هذه المسببات وكان من أهم النتائج المتحصل عليها بعد مراجعة أكثر من 7.000دراسة خلال الخمس سنوات الماضية والتي جعلت المعهد يقتنع وبشدة أن زيادة الوزن عن الحدود الطبيعية كانت المسببة لحدوث سرطان القولون والكليتين والبنكرياس وكذلك سرطان الثدي عند النساء التي انقطعت عنهم الدورة الشهرية.
ولقد أوضح كذلك التقرير أن هناك بالإضافة لزيادة الوزن دورا مهما لبعض العادات السلوكية أو التي يمكن للشخص أن يقوم بتغييرها للحد من حدوث السرطان بشكل خاص ورفع مستوى الصحة بشكل عام ومنها.

أولا الحرص على الشكل الطبيعي والحد من السمنة:

لقد أوضح التقرير أن الانسان "رجل او امرأة او طفل" يجب عليه المحافظة على الشكل الخارجي والمظهر العام والحرص على زيادة الوزن وتراكم الدهون ومتابعة أن لا يزيد الوزن عن الحدود المعقولة وخاصة عند النساء وعند التقدم في العمر لأن زيادة الدهون )الأنسجة الدهنية( تساهم بشكل مباشر في حدوث بعض الحالات السرطانية لذلك يجب الحرص على الحد من هذه الزيادة ومراقبة التوازن بين الأكل والطاقة المستخدمة وحرق هذه السعرات.

ثانياً: النشاط الحركي:

أن التقرير سابق الذكر أوضح ومن خلال العديد من الدراسات ان الانسان يجب أن يكون له برنامج حركي ونشاط رياضي خلال الأسبوع حتى ولو كان ذلك عبارة عن مشي ولو لنصف ساعة ولكن لابد أن يكون ذلك بشكل مستمر أن يكون يوما بعد يوم أو أربعة أيام في الأسبوع عموماً يجب الحرص عند القيام بأي نشاط رياضي الحرص على البدء بالإحماء والتمارين السويدية والتي تساهم بشكل جيد في الاستفادة من التمارين والحرص أي إصابة لا قدر الله للعضلات كما ينصح بعمل هذه التمارين الخاصة بالإحماء بعد التمارين ولا ننسى شرب الماء بشكل جيد بعد التمارين حتى ولو كان الجو باردا لأن الماء مهم للمحافظة على صحة الإنسان.

ثالثا: الحد من السعرات الحرارية:

أمضت الدراسات في مجال مسببات السرطان أنه يجب على الإنسان الحد من الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية العالية (Energy-dense foods) وخاصة الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون ومن السكريات وينصح بالحد من المشروبات الغازية وكل الأغذية التي تعرف بالأغذية الخاوية وهي التي تتصف بارتفاع الطاقة وعدم توفر العناصر المفيدة مثل الفيتامينات والمعادن والألياف.

رابعا: زيادة الأغذية ذات المصدر النباتي :

ان أهم النصائح التغذوية التي تحد من زيادة احتمال الإصابة بالسرطان هو الإكثار من الأغذية ذات المصدر النباتي وخاصة الخضار بأنواعها المختلفة بدءا التي تؤكل طازجة مثل الورقيات أو التي يتم طبخها كما أن الفواكه مهمة جدا والبقوليات حيث تتصف هذه الأنواع من الأغذية باحتوائها على الفيتامينات المختلفة التي تعمل على أنها مواد مضادة للأكسدة حيث تحمي الخلايا من المواد الضارة داخل الجسم.

خامسا: الحد من اللحوم :

ان اللحوم بأنواعها سواء لحوم حمراء أو دواجن يجب أن يحد منها الإنسان وأن لا يأكل بشكل كبير ويوميا بل يجب أن يكون هناك تنوع في الطعام حيث يجب أن لا تهمل الأسماك والتي تعتبر مصدرا جيدا لبعض الأحماض الدهنية الطبيعية المفيدة التي تقاوم السرطان وتعمل بشكل جيد في المحافظة على سلامة جدار الخلية والحد من دخول العناصر الخطيرة داخل الخلية مما يكون له تأثير على سلامة الخلايا وتصنيع البروتينات داخل الخلية.

سادساً: الحد من الكحول والمخدرات:

يوصي التقرير الذي استمرت كتابته تقريبا خمس سنوات انه يجب الحد والابتعاد عن المسكرات والمخدرات والتدخين فهي تعتبر عوامل مباشرة لحدوث السرطانات المختلفة لذلك فانه يجب الحرص على الابتعاد عنها والإقلاع عنها خاصة للذين يستخدمونها لأنها تساهم في حدوث تكوين الخلايا المسرطنة مثل الجهاز الهضمي والأعضاء الملحقة به مثل الكبد والبنكرياس حيث لوحظ أن هناك ارتفاعا كبيرا في حدوث سرطان الكبد خاصة والجهاز الهضمي عامة للذين يتناولون المسكرات والكحول.

سابعاً: الحد من الملح:

لوحظ أن لاستهلاك وإضافة كمية من الملح للغذاء له دور كبير في حدوث العديد من الأمراض الناتجة من اختلال السوائل بين الخلايا أي بمعنى آخر له تأثير على توازن الماء داخل الخلايا وخارجها حيث أن اختلال هذا التوازن يؤثر على عمل جدار الخلايا ويعيق دخول المركبات وخروجها مما يسهل عملية دخول بعض المركبات الخطيرة داخلها ويؤدي إلى تلف الخلايا ونموها غير الطبيعي.

كما أشار التقرير الى أن للضغوط اليومية والنفسية تأثيرا كبيرا على حدوث العديد من الأمراض المختلفة وخاصة السرطان حيث وجد أن لها تأثيرا مباشرا على حدوث خلل في الخلايا وإصابتها ببعض المتغيرات التي تؤدي إلى خلل في العمليات الكيميائية الخاصة الدقيقة داخل الخلايا وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى خلل في عملية بناء البروتين مما يؤدي إلى حدوث الخلايا السرطانية ونموها.

مما سبق يتضح أن العلماء المتخصصين في موضوع السرطان يوضحون وبعد دراسة وتقص للعديد من الأبحاث وعلى مدار خمس سنوات أن هناك عوامل كثيرة تساهم في زيادة حدوث الإصابة بالسرطان وأكثرها عوامل تغذوية لذلك فانه يجب الحرص على مراقبة ومتابعة ما يؤكل وما يشرب والوسط الذي يعيش فيه الانسان للحد من أي أمراض وخاصة الأمراض السرطانية.

- وعموما اعتقد أننا في السعودية نحتاج الى دراسة بحثية مثل هذا التقرير لمعرفة أهم الأسباب التي ساهمت في زيادة الإصابة بالسرطان في المملكة للعمل على الحد منها والتخلص منها وحماية جميع أفراد المجتمع