°~*¤®§(§ شبـــكة ويــلان العـربـيـه §)§®¤*~ˆ°

°~*¤®§(§ شبـــكة ويــلان العـربـيـه §)§®¤*~ˆ° (http://www.weelan.com/vb/index.php)
-   منتدي الخواطر والقصص (http://www.weelan.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   " بيني و بينك " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) (http://www.weelan.com/vb/showthread.php?t=13627)

فيصل الزوايدي 08/09/08 (01:47 PM)

" بيني و بينك " قصة لفيصل الزوايدي (تونس)
 
بيني و بينكَ ..

هذا الذي بيني و بينكَ فـي العمرِ لـحظَة..
هذا الذي بيني و بينكَ أغنيةٌ حزينةٌ بصمتٍ حزين..
و أنا بيني و بيني .. أجلسُ وحيدًا فـي زاويةِ غرفةٍ باردةٍ، أجلــسُ على مقعدٍ قاسية أطرافُه، و تفوحُ رائحةُ الـخَدَرِ ،و أنينٌ حادٌّ بينَ أُذنَـيَّ.. صريرُ خفَقَانِ القلبِ يــطغى على أصواتٍ باهتةٍ تنبعثُ من حيثُ لا أدري.. يسكنُ في النَّفسِ صوتٌ ســألَني يومًا : إلى أين ؟ و هَذي المرافئُ تتجاذَبُني .. و أنا وحيدٌ في زاويةِ الغرفةِ .. يقتربُ رجلٌ في أناقةٍ مبتَذَلَةٍ، ينظرُ إلَـيَّ بعينَينِ ثَقيلَتَيْ الأجفَانِ، و يسألُني بصوتِ حَجَرٍ مُتنَاثِرٍ : أنتَ السَّيد ..؟
أجبتُ مضطَرِبًـا: أنا هُوَ، لعلِّي أنا ..
لم يأبَه لاضطِرابي فأَشَارَ إلى مَمَرٍّ مُظلمٍ بعضَ الشَّيء : إنّهم يريدونَ رُؤيتَكَ .. أَزَّ في الرأسِ صوتٌ مُوجِعٌ و اضطربَت دقاتُ القـلبِ بتسارُعِها نحوَ ..آخرِ الـمَمَرِّ.. و تَزاحَـمت الهواجسُ ثقيلةً كالهزيمةِ .. هل وُلَدَ الصبيُّ المنتَظَرُ منذ السِّنين أم ماتَت الأمُّ ؟ كيف اقـترنا تلك اللحظةَ بداخِلي ؟ كيف اقتربَ الموتُ مِنَ الحياةِ ذلك الاقترابَ ؟ هربتُ بـهَواجِسي إلى الوجهِ الباهتِ أمامي ، هَمَمتُ بسُؤالِهِ : ولادةٌ أم موتٌ ؟ لكنَّ الـوجهَ الـباردَ الجاف الذي لا ينبئُ بشيءٍ رَدَّني عنِ السُّؤالِ .. مــلَّ الرجلُ صمتي فأردفَ بصـوتٍ يكـتمُ ثورةً : إنهم بانتظاركَ ، تَفضل من هُنا .. قَرعُ حِذائي على الأرضِ ينهالُ على رأسي و أنا أتبعُ الرجلَ .. تـحركَت أشباحٌ حَولـي و أحسستُ ببعضِ الصدماتِ و كلماتٌ تُقالُ ، لعلّها اعتذارٌ أو سخطٌ .. مَن يهتم ؟ أيُّ معنى لأيِّ قولٍ أمامَ الولادةِ أو الـموتِ ؟؟ باحتدادٍ حدَّثَــــنا الطبيبُ قبلَ أشــهرٍ و هـو يـحذِّرُنا مِن خَطَرِ الحَملِ .. تُرَى هل أرســلَ القدرُ يومَــها ذاكَ الطبيبَ ينذِرُنا بِـما نَخشاه الآن ؟ هل يـمكِنُ أن يغتالَ ذاك الصـــبيُّ أمَّهُ ؟ هل تنطلقُ حياتُه بـمَوتِها ؟ أم يـموتُ لتَحيا...؟ أحسـستُ أنَّ آخرَ المـمرِّ هو آخر الكَونِ .. و أنا لم أَعُد أعلمُ أَيْـني .. لا أدري كيفَ التــقطت عينَاي الكليلتانِ لافتةً تشيرُ إلى غرفَةِ الوِفَياتِ .. حائطٌ بـناه عاملٌ لا يُدرِكُ مــا يفعلُ .. يفصلُ به بينَ الحياةِ و الموتِ .. و أنا لا أزال أسيرُ ، كأنَّ الطريقَ لا تنتَهي و لكن فجأةً وصلنَا أمام بابٍ مُوارَبٍ قليلا .. أشارَ الرجلُ بلامُبالاةٍ إلى الغرفـةِ و قَالَ : إنهم هُنا .. و لكن هل يمكنُ ذلكَ حقًّا : أن يُوجِّـهَكَ رجلٌ لا تعرفُ حتّى اســــمَهُ و لا يهتم بـمعرِفَتِكَ .. أن يُوَجِّهَــك إلى .. حيثُ الـحياة أو الموت .. وقفتُ برهةً أخـشى الدخولَ .. أصَــختُ السمعَ .. ما الذي أصابَ حواسي لــحظَتَها ؟ يرتَفِعُ الوجــيبُ و أخشى من سُؤالٍ جَديدٍ .. سُرعانَ ما زَعزَعَني : هل تُقدِّمُ الممرضةُ إلـيَّ لـفافةً بيضاءَ و تقولُ بحُنُوٍّ مُصطَنَعٍ : أَبشِر إنَّه الصـبي الذي انتظَرتَه .. ها قد جَاءَ .. أم يُوجِّهُني الطبيبُ بنظراتٍ نحوَ لُفافَةٍ بيضاءَ أيضًا و يقولُ بتعاطفٍ لا أُدركُ صِدقَه مِن زَيفه : لقد حذَّرتُكم قبلَ أشهرٍ ، و لـم نستَطِع فِعلَ شيءٍ لها .. خشيتُ أن أدفعَ البابَ .. بابٌ صَنَعَهُ نَـجَّارٌ و هو يتابعُ بِبَصَرِهِ النَّهِمِ فتياتِ الحَيِّ .. صنَعَهُ يومـًا و لم يُدرِك أبدًا ما الذي يُـمكِنُ أن يُخفي وراءَهُ .. أسـمعُ هَمهَماتٍ مِن داخِلِ الغُرفَةِ .. تداخَلت مَعَ صَرخَاتٍ مِن داخِلي .. هل أقتحمُ الغرفةَ ؟ هل أهربُ ؟ إلـى أين ..؟
أنينُ النَّفسِ الـمُوجِعُ يُطبِقُ على أنفاسي فـأُحِسُّ ضيقًا هائلا .. الـخوفُ أحيانًا يدفَعُنا إلى نَفسِ الفِعلِ الذي نَقومُ به بدافعِ الشَّجاعةِ .. تَمتدُّ يدي نحوَ قبضةِ البابِ فِضيةِ اللَّونِ، يـخترقُ مَسمَـعي صريرٌ حادٌّ لن أنسَاه .. تتخلّى اليدُ عن تلكَ القبضةِ الـمبتعِدَةِ إلـى داخل الغرفةِ .. ينفَتِحُ البابُ كأنَّ غيري قامَ بِفتحِهِ .. لـم تَقَع عينَاي على أحدٍ .. فقـط ظهرت زاويةُ السَّريرِ الـحديديِّ و الـجزءُ السُّفلي مِن سُترةٍ طِبيةٍ بيضاءَ ..أحسـستُ حركاتٍ فـي الأجسادِ تلتفتُ تستطلع مَنِ القادمُ .. بِبَقيـةٍ مِن قُدرَةٍ و عزمٍ تقــدَّمتُ خُطوتَينِ داخلَ الغرفَةِ و تضخُّمٌ مـخيفٌ بصَدري كأنّـي سأنفجرُ .. توسطتُ الـمكانَ و نظرتُ أمامي : أذهَلَني كلُّ ذلكَ البياضُ .. بياضٌ شديدٌ ناصعٌ ، تـمامًا مثلَ السَّوادِ .

هندي المقبل 08/09/08 (05:14 PM)

رد: " بيني و بينك " قصة لفيصل الزوايدي (تونس)
 
الله على هذه القصه

فالبدايه تبدأ حتى تعرف ماهذه القصه ثم تتابع لتعرف الي اين تتجه

ثم بعد ذلك تتابع رغما عنك لان هذه القصه لن تسمح لك بمغادرتها قبل اخر حرف فيها

فيصل اهلا بك في شبكة ويلان العربيه

وبلا شك اننا كسبنا بإنضمامك لنا كاتبا مميزا

اهلا وسهلا بك

هند آل فاضل 10/09/08 (12:33 PM)

رد: " بيني و بينك " قصة لفيصل الزوايدي (تونس)
 
قصة رائعه

خالطها الحزن التشتت أشياء كثيره كانت تعكس لنا مابداخل الكاتب

جدا رائعه أسلوب راقي حواها غموض يختص بالكاتب وهذه أجلّ ماميزها

لك فائق التقدير بنتظار المزيد من روائعك

فيصل الزوايدي 10/09/08 (02:40 PM)

رد: " بيني و بينك " قصة لفيصل الزوايدي (تونس)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيف القادم (المشاركة 209113)
الله على هذه القصه

فالبدايه تبدأ حتى تعرف ماهذه القصه ثم تتابع لتعرف الي اين تتجه

ثم بعد ذلك تتابع رغما عنك لان هذه القصه لن تسمح لك بمغادرتها قبل اخر حرف فيها

فيصل اهلا بك في شبكة ويلان العربيه

وبلا شك اننا كسبنا بإنضمامك لنا كاتبا مميزا

اهلا وسهلا بك

أخي السيف القادم أسعدني كثيرا تفاعلك العفوي و الراقي مع القصة و اعتز برأيك فيها و انا ممتن للحفاوة الباذخة و المشاعر الراقية
دمت في الخير
مع الود

فيصل الزوايدي 10/09/08 (02:44 PM)

رد: " بيني و بينك " قصة لفيصل الزوايدي (تونس)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند آل فاضل (المشاركة 209302)
قصة رائعه

خالطها الحزن التشتت أشياء كثيره كانت تعكس لنا مابداخل الكاتب

جدا رائعه أسلوب راقي حواها غموض يختص بالكاتب وهذه أجلّ ماميزها

لك فائق التقدير بنتظار المزيد من روائعك

أخت هند أعتز برأيك في القصة و انا ممتن لثنائك الباذخ عليها و قد سعدت كثيرا بهذه القراءة الراقية و أعدك بالمزيد ان شاء الله
دمت في الخير

شيهانه 10/09/08 (08:00 PM)

رد: " بيني و بينك " قصة لفيصل الزوايدي (تونس)
 
أذهَلَني كلُّ ذلكَ البياضُ .. بياضٌ شديدٌ ناصعٌ ، تـمامًا مثلَ السَّوادِ .



فاخي فيصل
جميل ما كتبت
وجميل ما حوته هذه القصه


سلمت اناملك

فيصل الزوايدي 11/09/08 (12:59 AM)

رد: " بيني و بينك " قصة لفيصل الزوايدي (تونس)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيهانه (المشاركة 209332)
أذهَلَني كلُّ ذلكَ البياضُ .. بياضٌ شديدٌ ناصعٌ ، تـمامًا مثلَ السَّوادِ .



فاخي فيصل
جميل ما كتبت
وجميل ما حوته هذه القصه


سلمت اناملك

أخت شيهانه أسعدني كثيرا اعجابك بالقصة و ثناؤك عليها و انا ممتن لدعمك العفوي
دمت في الخير


الساعة الآن (07:40 AM)

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
شركة استضافة: استضافة رواد التطوير
مايكتب في هذا المنتدى لايعبر بالضروره عن وجهة نظر ادارة الموقع وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه