هؤلاء يدخلون الجنه بلا حساب
أخي وأخيتي الحبيبة: تأهبو معي لاستئناف المسير في رحلتنا إلى دار القرار، لنصل إلى محطة هامة، نصل إلى ذلك النداء المهيب، إنه نداء العرض على ديان السموات والأرض، والذي تبدأ معه محكمة العدل الإلهية النظر في ملفات العباد. يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية: في ذلك اليوم العظيم، وذلك المشهد الرهيب، يأذن تبارك وتعالى ببدء الحساب، والعرض عليه جل وعلا. قال رسول صلى الله عليه وسلم: [[ ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه؛ فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه؛ فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه؛ فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ]]. رواه البخاري. وحينها تنصب محكمة العدل الإلهية، محكمة عظيمة مهيبة، لا كمحاكم الدنيا، محكمة قاضيها هو الله، الحكم العدل، الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء. وشهودها كثيرون جدًا، من ملائكة كرام كاتبين، وأرض تحدث بما ارتكب عليها من خير أو شر، وجوارح وأعضاء، تحدث بما ارتكبت من الفضائح، وفي هذه المحكمة لا نقض ولا استئناف، بل يظهر الحكم النهائي فورًا في نفس المحاكمة من الله الحكم العدل على عبده بالانضمام إلى أحد أصناف ثلاثة: الصنف الأول: إلى الجنة بغير حساب: يصفهم سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بقوله: [[ ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفًا -أو سبعمائة ألف- متماسكون آخذ بعضهم بعضًا، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر ]]. رواه البخاري. ولا تيأسِ أخي و أخيتي- من قلة العدد- فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبث الأمل فيقلبك و قلبكِ، ويزيد فرصتك في اللحاق بهم، فيقول صلى الله عليه وسلم: [[ أعطيت سبعين ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل؛ فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا ]]. صححه الألباني في صحيح الجامع. بل وتعالي لنرفع الأمل في قلبك إلى عنان السماء، بهذا البيان الثالث من الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم إذ يقول: [[ وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، بلا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون، وثلاث حثيات من حثيات ربي ]]. صححه الألباني في صحيح الجامع. وإليكِ صفاتهم العكَّاشية على لسان سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ ينبيك عنها فيقول في حديث طويل: [[..... قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام إليه عكاشة بن محصن، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: فأنت منهم، ثم قام إليه رجل آخر، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة ]]. رواه البخاري. الصنف الثاني:فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا: أخبرنا صلى الله عليه وسلم حين قال: [[ من حوسب يوم القيامة عذب ]]، فقالت عائشة رضي الله عنها: أوليس يقول الله تعالى: [[ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ]] قال صلى الله عليه وسلم: [[ ليس ذلك بالحساب، إنما ذلك العرض ]]. صححه الألباني في صحيح الجامع وهو أن يخلو الله تعالى بعبده؛ فيعاتبه حتى ليكاد العبد يذوب حياءً من ربه، ويفيض عرقه خجلًا من مولاه، ثم يغفر الله له، ويرضى عنه بمنه وكرمه، يصور لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك المشهد الرقراق فيقول: [[ إن الله تعالى يدني المؤمن؛ فيضع عليه كنفه، ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه، فيقول: تعرف ذنب كذا فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك؛ قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه، وأما الكافر والمنافق، فينادى على رؤوس الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ]]. صححه الألباني في صحيح الجامع. إنكِ بين يدي الله ، يعرض ذنوبك كلها، ما تذكرت منها وما نسيتِ إياه، مما أحصاه الله ونسيتيه. فيذكرك ربك بتقصيركِ في حجابك، أو تقصيرك في صلاتك، أو بعقوقك والديكِ، أو بمشاهدة فيلم محرم، أو استماع إلى أغنية فارغة، أوباستهزائك بأختك المسلمة، أو بهجرك لسنة نبيك، أو ...، أو .....، أو .... [[يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ]][غافر : 19]. وتذكرأخي وتذكري أخيتي أن هذا هو من عوتب، فكيف بمن حوسب الصنف الثالث: الحساب العسير: عن أنس t قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال: [[ هل تدرون مم أضحك ]] قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: [[من مخاطبة العبد ربه، يقول: رب ألم تجرني من الظلم فيقول: بلى، فيقول: فإني لا أجيز على نفسي شاهدًا اليوم إلا من نفسي، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا، وبالكرام الكاتبين شهودًا، فيختم على فيه، ويقال لجوارحه: انطقي، قال: فتنطق بأعماله، ثم يخلي بينه وبين الكلام، فيقول: بعدًا لكن وسحقًا، فعنكن كنت أناضل]]. رواه مسلم. هكذا تنطق الجوارح بما فعلت في الدنيا من معصية الله، في شهادة دامغة لا يملك معها صاحب المعصية إنكارًا أو تشكيكًا، كما : [[الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ]][يس : 65]. تخيل .... أن اسمك قد نُودي على رؤوس الخلائق.. أن الملائكة قد أخذت بعضدكِ تدفعك للعرض على الجبار. أنك أمام الحكم العدل، الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات والأرض تُرَى، كيف سيخاطبك ربك ترى ما هي نتيجة المحاكمة تُرى أي الأصناف الثلاثة أنت / أنتِ منقول بتصرف دعواتكم لنا ولكاتبه |
رد: هؤلاء يدخلون الجنه بلا حساب
اختى الفاضله كبرياء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيج اختى العزيزه على النقل الموفق لهذا الموضوع الجميل وجزاكى الله خير انتى وكاتب هذا الموضوع الرائع جعلى الله اختى العزيزه ممن يحاسبون حساب يسير ويجعلى الله من اهل الجنان ويضلك فى ضله يوم القيامه ودمتى بود اختى العزيزه |
رد: هؤلاء يدخلون الجنه بلا حساب
اللهم ارزقنا واياكم الفردوس الاعلى
كبرياء الله يجزاك كل الخير على النقل الهادف والتذكير الطيب تقديري |
رد: هؤلاء يدخلون الجنه بلا حساب
هلا بكم جميع يارب ولكل من مر بهالموضوع
|
رد: هؤلاء يدخلون الجنه بلا حساب
كبرياء انثى اللهم لاتؤاخذتا أن نسينا أو أخطأنا وأرفع غضبك عنا الله يجزاك خير على هالنقل أخوك ظامي |
رد: هؤلاء يدخلون الجنه بلا حساب
اختى الفاضله كبرياء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك اختى العزيزه على النقل الموفق لهذا الموضوع الجميل وجزاكى الله خير انتى وكاتب هذا الموضوع الرائع جعلى الله اختى العزيزه ممن يحاسبون حساب يسيروجعلنا الله من اهل الجنان ويظلك فى ظله يوم القيامه ودمتى بود اختى العزيزه |
رد: هؤلاء يدخلون الجنه بلا حساب
الفاضلة كبرياء أنثى بارك الله فيكِ على النقل الطيب اللهم ارزقنا الجنة ( كاتب , وناقل , وقارئ , وسامع ) بفضلك وكرمك يارحيم |
الساعة الآن (11:13 PM) |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
شركة استضافة:
استضافة
رواد التطوير
مايكتب في هذا المنتدى لايعبر بالضروره عن وجهة نظر ادارة الموقع وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه