بسم الله الحمن الرحيم . قد يحتاج المرء بين الحين والحين أن يسلي نفسه قليلا بالمباح من اللهو ، ومن ذلك قراءة الأبيات التي تحوي الطرفة . أذكر أنه مما (قيل) ـ ولا أدري عن مدى صحته ـ عن الإمام ابن سيرين أنه كان أحيانا يتمثل بهذا البيت : 1 نُبِّئتُ أنّ فتاةً كنتُ iiأَخطبها عرقوبُها مثلُ شهرِ الصَّومِ في الطولِ ثم يضحك حتى يسيل لعابه . وهذه طرفة أخرى : قال أبو حاتم: كنت أقرأ شعر المتلمس على الأصمعي فانتهينا إلى قوله: أغنيت شأني فأغنوا اليوم iiشأنكمُ واستحمقوا في هراس الحرب أو كيسوا فغلطت فقلت (أغنيت شاتي) . فقال الأصمعي: فأغنوا اليوم تيسكم، وأشار إلي . فضحك جميع الحاضرين وهذه طرفة ثالثه: قال أبوعثمان المازني: قدم أعرابي على بعض أقاربه بالبصرة، فدفعوا له ثوباً ليقطع منه قميصاً، فدفع الثوب إلى الخياط فقدر عليه ثم خرق منه، قال: لم خرقت ثوبي؟ قال: لا يجوز خياطته إلا بتخريقه. وكان مع الأعرابي هراوة فشج بها الخياط، فرمى بالثوب وهرب، فتبعه الأعرابي وأنشد يقول: ما إن رأيت ولا سمعت بمثلـه = فيما مضى من سالف الأحقاب من فعل علج جئته ليخيط لي = ثوباً فخرقه كفعـل مصـاب فعلوته بهراوةٍ كانـت معـي = فسعى وأدبر هاربـاً للبـاب أيشق ثوبي ثـم يقعـد آمنـاً = كلا ومنزل سورة الأحـزاب والمزيد يأتي بعون الله ومن كان عنده طرفة فلايبخل بها علينا
قال الفقيه أبو عبد الله القلعيّ الشافعي في كتابه ((تهذيب الرياسة)) (ص 94): ((. لو لم نقل بوجوب الإمامة؛ لأدى ذلك إلى دوام الاختلاف والهرج إلى يوم القيامة. لو لم يكن للأمة إمام قاهر؛ لتعطلت المحاريب والمنابر، وتعطلت السبل للوارد والصادر. لو خلا عصر من إمام؛ لتعطلت فيه الأحكام، وضاعت الأيتام، ولم يُحج البيت الحرام. لولا الأئمة والقضاة والسلاطين والولاة؛ لما نكحت الأيامى ولا كفلت اليتامى. لولا السلطان؛ لكان الناس فوضى، ولأكل بعضهم بعضا )).