[ماجد الغانم]

الأخت الفاضلة

ومشرفتنا المتميزة



سندريلا



كعادتك المعهودة دائماً تفاجئينا


بطرحك المتميز وأفكارك النيرة




أليك أختي الفاضلة مافي جعبتي


لقد اعتقد العرب القدامى بأن ثمة علاقة وطيدة بين السحر، والشعر. وبما أن السحر يعتمد على التأثير، والخيال والإيهام وقلب الحقائق بمساعدة الجن، فكذلك الشعر القائم على التأثير في المتلقى وإيهامه عن طريق الخيال أو التخيل. ولهذه المشابهة- باعتقادي- فقد نسبت العرب الشعر إلى قوى شيطانية كما هو السحر المعتمد على قوى الجن الخفية. ويهمنا هاهنا أن نقترب من هذه العلاقة كمحاولة لإثباتها بالتدليل والتعليل.

- إن ما لا يختلف عليه اثنان هو قدرة الشعر على إحداث تغير ما في سلوك الإنسان بفعل تأثير ما يحدثه الشعر على المتلقي، وبفضل التركيبة الإيحائية، والتخيلية والإيقاعية التي يبنى عليها الشعر وكذلك السحر. ألا تجد بأنك عن طريق تأثيره الخداع والإيهامي تستطيع أن تحدث تغيراً في السلوك لدى الآخرين.يقول صلى الله عليه وسلم إن من البيان لسحراً. وهذا تأكيد على أن للبيان ومنه الشعر قوى تأثيرية تؤدي إلى صيرورة ما بفعل،هذه القوى الخفية. وقد ورد في "البيان والتبيين" للجاحظ (225هـ) قول النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت " ما بقي من لسان؟ فأخرج حسان لسانه وضرب بها أرنبة أنفه قائلاً:والله لو وضعته على صخر لفلقته " فأي قوة تقف خلف هذا اللسان وأي تأثير سحري يـتأتى من منطقه.أما الصفات التي تجمع ما بين الشاعر والساحر فهي كثيرة ولكن من أهم نقاط الالتقاء بينهما ما يأتي


أولاً المصدر: فكل منهما يتلقى أفكاره عن قوة خفية. فالشاعر ملهمه (الشيطان) -بحسب رؤية الجاهلين- والساحر ملهمه (الجان).

ثانياً: إن كلاً منهما يعتمد على الإيهام والتخيل. فالساحر بمقدوره أن يجعلك ترى الوردة شوكه، أو القط أسداً أو الحبل ثعباناً كما في قصة موسى مع السحرة "فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى" وكذلك الشاعر فإنه – مثلاً- يستطيع أن يحول ا لدموع إلى لولؤ والخد إلى وردة.. كما في قول "يزيد بن معاوية".

"وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ورداً وعضت على العناب بالبرد".

كما باستطاعة الشاعر أن يجعل من المرأة الغانية شمساً مشرقة نحو قول ابن زيدون:

أنت والشمس ضرتان ، ولكن

لك عند الغروب فضل الطلوع.

- ثالثا: استناداً إلى قوله تعال "ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون" وقوله: "سحروا أعين الناس" وما هذا إلا سحر مفترى" فإن كلاً من الساحر والشاعر كاذبان
رابعاً: كان الشاعر القديم إذا ما أراد قول الشعر فإنه يرتدي لباساً معيناً، ويمارس طقوساً معينة وبعض الشعراء عندما كانوا يؤدون نظم قصيدة ما يتعرون أو يرتدون ما يشبه مسوح السحرة يقعدون على هيئة معينة أو يكتفي الشاعر منهم بارتداء نعل واحد. وقد ذكر صاحب الأغاني كثيراً من التصرفات والطقوس التي كان يمارسها بعض الشعراء لدى نظمهم الشعر وهي أشبه بالطقوس والتصرفات التي يقوم بها السحرة أثناء السحر.

وقد كان العربي القديم يصنف الشعر تبعاً لمدى تأثيره وسطوته فكان "الهجاء" أقوى أسطورة وتأثيراً في النفوس من غيره لاعتباره القادر على حط من شاء وازاحة من يشأه وزلزلة من يشاء. فعد بمثابة النفث لدى الساحر. لذا كان الأقرب محاكاة للسحر. يجيء المدح ليرفع من منزله الفقير ويزيد من مرتبة السيد. ولعل حادثة مدح الأعشى لأحدهم ليست بغائبة عنا حين نزل ضيفاً على أحدهم وله من البنان ثمان عاتقات لم يتزوجن فمدحه بقصيدة مطلعها:

لعمري لقد لاحت عيون كثيرة.

إلى ضوء نار باليفاع تحرق"

وبفعل تأثير هذه القصيدة سارع الناس إلى طلب الزواج منهن فلم يمضِ عام وإلا وتزوجن جميعاً دون أن يلجأ صاحب البنات إلى سحر الساحر مكتفياً بسحر الشعر وحده.


شكراً مرةً أخرى أختي الفاضلة على هذا الطرح الشيق والمتميز


في الحقيقة في البداية كنت متعجباً من السبب وراء طرح مثل هذا الوضوع ولكن زال تعجبي بعد أن عرفت أن أبداع

وتميز مصلح النشمي هو من دفعك ألى هذا المووووضوع


فالشاعر الرائع مصلح النشمي يستحق أن نشيد بتميزة وأبداعه

وأن نقف وراء كل قصيدة من قصائدة بل ووراء كل بيت من أبياته


دمت أخي مصلح ودام معك هذا التميز والأبداع ..................




ودمت بكل خير

أختي الفاضلة


سندريلا
و
تقبلي خااااالص تحيااااتي