مرحباً بالأخ " عبيد الدخيل "
وتحية طيبة لشخصك الكريم على هذا الموضوع الثري والقيّم حقيقة ً
الذي يُلقي الضوء على الدرس اللغوي في مجال الأصوات بغض النظر إن كانت صوامت أو صوائت
ولكن يا سيدي الفاضل ،، من أين استقيت موضوعك هذا ؛ هل هو من الدرس اللغوي القديم الذي
بدأ على يد الخليل بن احمد الفراهيدي وتلميذه ِ سيبويه ؟؟
أم على يد العلماء المحدثون في الغرب عند دي سي سير وتشومسكي ؟؟
لان كل منهم صنف الأصوات اللغوية بحسب معرفتهم للجهاز النطقي عند الانسان
واختصاص كل عضو من هذا الجهاز بنطق عدة اصوات خاصة به
.................................
وهناك بعض النقاط أحببت ان ألقي الضوء عليها
لخطأ فيها أو بالاضافة عليها "
حين قلت أن " حرف اللام :
1- عندما ينطق بالتصاق اللسان بأول سقف الحنك قريباً من اللثة العليا مع حبس النفس ،
وهنا يكون الجزء الاول من الكلام صحيحا فاللسان يرتفع إلى اعلى ملتصقا بالحنك
قريبٌ من اللثة ،، ولكن أن يًحبس النفس حين النطق به فهذا كلام خاطئ بل على العكس ،،
يصبح هناك نوع من الزفير على جانبي اللسان وهي صفة فونولوجية ،
وهي الصفة التي اكتشفها سيبويه من خلال ملحوظاته الذاتية عند تطبيقها
/
/
/
2- وقولك ايضا " حرف الصاد :
هذا الحرف إنما هو تفخيم لحرف السين وصفيريٌّ مثله،؟؟
حرف الصاد حرف ٌ صفيري فنعم وهذا مااتفق عليه العلماء الاقدمون الاعرب والعلماء المحدثون
ولكن أن يكون مفخما ؛ فهذا مااختلف عليه العلماء
فعند سيبويه أن حرف الصاد حرف مطبق وليس مفخم فكل حرف مفخم مطبق
ولكن ليس كل حرف مفخم مطبق ،، أي ان الاطباق أعلى درجة من التفخيم ،،
ولا ننسى في ذلك أن حرف الصاد يشترك مع حرف السين في جميع الخصائص النطقية الصوتية
منها والفونولوجية ماعدا في الاطباق ،،
كقول سيبويه " لولا الإطباق لصارت الطاء دالاً ،، والصاد سينا ً ،، والظاء ذالاً "
فمعنى هذا ان الاطباق هو سمة مميزة لمجموعة اصوات معينة في العربية الا
وهي " الصاد والضاد والطاء والظاء "
حرف الضاد
تحدثت عنه بصفة عامة وهي في الحقيقة لا يختلف عليها اثنان ،،
فهذا الحرف بالذات عند الدرس اللغوي المقارن أو التقابلي بين مجموعة لغات تنتمي
إلى اسرة لغوية واحدة ،، نرى ان لا وجود له في اللغات السامية على الاطلاق ،،
لا في العبرية ولا في الآكادية ولا في الآرامية أو الجنوبية ،، فقد تلاشى من جميعها
ولم يكن له وجود إلا في العربية لذلك سميت لغتنا بلغة الضاد
نسبة ً لاحتواء لغتنا على حرف ٍ انقرض من جميع لغات العالم ....
ويُفسر سيبويه هذا الامر بوجود صفة فونولوجية
خاصة في لغة العرب إلا وهي الاطباق كما تحدثنا عنه أعلاه ،،
في قوله ِ " لولا الإطباق لصارت الطاء دالاً ،، والصاد سينا ً ،، والظاء ذالاً ،،
ولخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس شيء ٌ من موضعها غيرها "
وهذا يعني اان حرف الضاد هو الحرف الوحيد الذي لايوجد بينه وبين
أي حرف ٍ آخر في العربية أي تشابه أو اية تطابق ،،
ولولا الاطباق لانقرض هذا الحرف من اللغة العربية أيضاً ....
ويظهر بعد هذا الشرح والاضافة اختلاف الحكم على بعض الأصوات في مخرجها
وفي صفاتها الفونولوجية ، ويتضح ايضاً ان سيبويه قد عرف منهجاً تجريبياً لتمييز
الفرق بين الاصوات المتقاربة تمييزاً واضحاً ،، واعتماده في ذلك كان يرجع إلى ملاحظاته
التي كان يدونــّها التي كانت تعتمد على تجاربه البسيطه
انني اعتبر ان سيبويه قد قدّم للبحث الصوتي المعاصر اضافة أصيلة جادة ببحث الأصوات
وكان من الرواد في هذا المجال ....
/
/
/
أخي الكريم ،، عبيد الدخيل
لا اعرف كيف استرسلت هكذا امام موضوعك القيم هذا ،، ربما لأني متعطشة لمواضيع كهذه
تجعل حروفي تتطاير من شدة السعادة للتعليق عليها والاضافة فيها ....
فهذا الموضوع من الموضوعات التي خلّفت نقاشاً حاداً بيننا وبين الأساتذه في الجامعة لاختلاف
التوجه والنظريات في جميع مجالات علم اللغة الحديث وكذلك القديم ...
دمت وقارا يااخي الفاضل ،، ومبدعا أين ماكنت
وتقبل وافر تقديري واحترامي لشخصك الكريم
اختك " الـبيـداء