السلام عليكم ورحمة الله
الاخت الفاضلة / شمس الاصيل ،،، تحية طيبة
ما قاله عضو الكونغرس الأميركي توم تانكريدو بشأن المشاعر المقدسة في الحرمين الشرفين بإزالتهما وإلى آخر ما قال فإنه يدل والله على التكبر والعنجهية الذي سيكون نهاية أمريكا بسببه ..
إذا إستقرأنا التاريخ وقصص الامم السابقة مثل قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب وفرعون ، ماذا هي أمريكا ودولتها أمام هؤلاء الجبابرة والذين ذكرهم الله في محكم تنزيله وبين لنا عتوهم وعنادهم وتجبرهم وماذا كان جزائهم ..
ذكر أخواني الاعزاء قصة إبرهة الحبشي عندما أراد هدم الكعبة فجزاهم الله خيرا ً على ذلك وهي أبلغ حدث مشابه من القرآن لما تكفر به أمريكا الان ، والامثلة عديدة أن أردنا إستعراضها..
فلو إستعرضنا نصوصا ً من القرآن وبالذات سورة هود التي بها صور كثيرة لمن إستعلى وتكبر وعاند وماذا كان جزائهم والتي قيل أنها شيبت رسول الله لما بها من أهوال ، فعن أبي بكر رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شيبك ؟ قال :ـ شيبتني هود والواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت..
وفي رواية الترمذي " شيبتني هود وأخواتها "
هذه نصوص من سورة هود يقول الله تعالى :
((فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ))
نجد هنا الاية على لسان قوم نوح ونرى التجبر والعتو في بغيهم وضلالهم ..
((وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ))
ونجد هنا سخريتهم وتجبرهم على رسولهم ، ومن هذه الصور نستشف كيف تسخر أمريكا من المسلمين ودينهم
ولكن ماذا كان جزاء هذا الاستكبار والعنجهية من قوم نوح :
((وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ـ))
نأتي لقوم آخرين ومتجبرين وهم قوم عاد والذين كانوا عتيين وجبابرة وهنا يصفهم نبيهم هود بالافتراء
((وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ـ ))
نجد إشارة إلى إفترائهم وتجبرهم وقوتهم ..
َ
((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ))
وهنا هود يدعوهم الى إستغفارهم الله وأن الله سيزيدهم قوة الى قوتهم ..
((وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ـ ))
وهنا في الاية تشير إلى جحدانهم وأنهم إتبعوا أمر كل جبار عنيد ..
من مجمل الايات عن قوم هود إستقرأنا الافتراء والقوة التي بهم وعنادهم وتجبرهم فماذا كان الجزاء من الله :
((وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ))
يقول الله تعالى وإتبعوا أمر كل جبار عنيد فهذا كان جزاء العناد والتجبر..
نرى من نفس السورة عن قوم صالح ثمود وكيف أنهم عصوا الله وعقروا الناقة ماذا حل بهم لانهم عصوا أمر الله
((وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ))
عقروا ناقة الله ، فماذا كان جزائهم :
((فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ))
نرى الله يذكر بأنهم عقروها وهذا يدل على تحديهم لله وتجبرهم ، ثم يصف الله بعد أخذهم بأنه هو القوي العزيز وهذا دلالة وجواب لهم بأنه ليس هناك أقوى من الله وأعز منه ، فمهما بلغ هؤلاء من التجبر والقوة لن يتقوى على خالقهم وبالرغم من عنادهم وتجبرهم كان عقابهم العذاب
كيف إذن العذاب للامريكان أن إقتربوا من بيوت الله.. وهؤلاء الجبابرة ناقة الله !!
لنا عن قوم لوط الذين كان مفسدين بالارض ولم يفكروا بهدم كعبة ولكن فسدة ماذا كان جزائهم من الله ولانهم معاندين ومكابرين بالرغم من وجود نبي ينهاهم :
((فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ))
ولنا في قوم شعيب مدين عندما حذرهم من أن لايصبهم مثل الامم التي سبقتهم :
((وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ ))
وماذا كان رد هؤلاء المعاندين :
((قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ))
يرونه ضعيفا ونجد تكبرهم وعنادهم ماذا كان نتيجته :
((وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ))
من جميع هذه الايات والعبر التي بها عن هؤلاء القوم وكيف صنع الله بهم نتيجة لعدم عبادتهم الله ولكن بالرغم من ذلك نجد إشتراكهم في أمر واحد وهو التكبر والعناد والظلم وأن الله أخذهم بسبب ذلك وهذا يصور لنا حال أمريكا اليوم حيث أنها ترى نفسها سيدة العالم بلا منازع وأنها تستطيع فعل أي شيء بدون رادع وبدون خوف لان لديها القوة ولانها تتحكم بالعالم كيف أرادت حسب ما ترى هي ، فمن لم يكن معها فإنه ضدها ولكن هل سيدوم هذا الظلم والتجبر والعناد كثيرا ً...؟
لا أعتقد ذلك فإن الله يمهل ولا يهمل ، فإذا وصلت لضرب بيت الله والاماكن المقدسة كما يزعم هؤلاء الافاكون فهم وقت ذلك سيعرفون بل هم يعرفون وموقنون أنهم لم ولن يستطيعوا فعل شيء مثل ذلك لان في ذلك نهايتهم بأيديهم من حيث لا يدرون ...
بارك الله فيك أختي الفاضلة شمس الاصيل على نقلك لهذا الموضوع الذي بين لنا تفكير هؤلاء المعاندين المتجبرين ومايفكرون به تجاه مشاعرنا المقدسة ، ويدل على غيرتك تجاه دينك ومشاعره
تحياتي للجميع
راعي البويضا