عقوبة وجزاء المستهزئين
يقول الله تعالى : (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون )) سورة القلم ، آية : 35 – 36 . ويقول سبحانه : (( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين * كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز )) سورة المجادلة ، آية : 20 – 21 .
لقد تأملت – من خلال هذا البحث – الآيات العظيمة التي وردت في كتاب الله تعالى والتي ذكر فيها – سبحانه – عقوبة المستهزئين وعقاب الله الأليم المحيط بهم ، فوجدت أمراً عظيماً تتفطر منه الأكباد ، وتنخلع لهوله الأفئدة .
خزي في الدنيا ، وعذاب في الآخرة .
هلاك ودمار في العاجلة .
وعذاب مقيم في الآجلة .
قوم نوح – عليه السلام – سخروا منه كما تقدم بيان ذلك فأهلكهم الله بالغرق في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى قال تعالى : (( فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوماً عمين )) سورة الأعراف ، آية : 64 .
وقوم هود – عليه السلام – سخروا منه وكذبوه ، فأنجاه الله وأهلكهم قال تعالى : (( فانجيناه والذين معه بحرمةٍ منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين )) سورة الأعراف ، آية : 72 . وقال تعالى (( لما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا امر كل جبار عنيد * وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عاداً كفروا ربهم ألا بعداً لعاد قوم هود )) سورة هود ، الآيات : 58 – 60 .
وصالح – عليه السلام – أرسل إلى ثمود فسخروا منه وكذبوه فأنجاه الله وأهلكهم قال – تعالى - : (( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين )) سورة الأعراف ، آية : 78 .
ولوط – عليه السلام – أرسل إلى قومه فسخروا منه وقالوا : (( إنهم أناس يتطهرون )) فكانت النجاة له ولمن آمن معه ، والهلاك والدمار للساخرين والمكذبين ، قال تعالى : (( فأنجيناه وأهله إلا إمرأته كانت من الغابرين * وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين )) سورة الأعراف ، الآيتان : 83 – 84 . وقال سبحانه : (( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد )) سورة هود ، الآيتان : 82 - 83 .
وقوم شعيب سخروا منه وقالوا له : (( ياشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد )) سورة هود ، آية 87 . فأهلكهم الله وأنجاه . قال سبحانه : (( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين )) سورة الأعراف ، آية : 91 ، 92 . وقال سبحانه : (( ولما جاء أمرنا نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود )) سورة هود ، الآيتان : 94 ، 95 .
وقوم موسى كذبوه وسخروا منه وأستهزأوا به فأنجاه الله ومن معه وأهلك عدوه قال تعالى : (( فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فأنفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين )) سورة الشعراء ، الآيات : 63 ، 66
وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزأوا به وسخروا منه وكذبوه وآذوه فكانت العاقبة للمتقين ، والخزي والعار والنار والهلاك للطغاة الهازلين المفسدين المكذبين .
قتلوا في الدنيا وعند ربك عذاب ونار شررها كالقصر يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عن هؤلاء المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين : ( والقصة في إهلاك الله واحداً واحداً من هؤلاء المستهزئين معروفة ، فقد ذكرها أهل السير والتفاسير ، وهم على ماقيل : نفر من رؤوس قريش مثل : الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسودان ابن عبد المطلب ، وابن عبد يغوث ، والحارث بن قيس … وكسرى مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستهزأ به فقتله الله بعد قليل ؛ ومزق ملكه كل ممزق ، ولم يبق للأكاسرة ملك ، وهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى : (( إن شانئك هو الأبتر )) سورة الكوثر ، آية : 3 . فكل من شنأه وأبغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره … ومن الكلام السائر : (( لحوم العلماء مسمومة )) فكيف بلحوم الأنبياء – عليهم السلام - ؟!! .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : (( من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة )) فكيف بمن عادى الأنبياء ، ومن حارب الله – تعالى – حُرب . (66) .
--------------------------------------------------------------------------------
((رب كلمــه تهـــوي بصـــاحبهـــا سبعيــــن خــريفــــــا))
انتبـــه لكــل جمــلة تكتبهـــا فــاانـــت محــاسب ولــو كـــان من بـــاب أثـــارة المنــاظـرة والحــوار فقــد يــراه البعض من زاوية
الغــرور لا القـــاء مشــد النـــاظـرين في مــوضوعك يــالذيب فــاانت محــاسب فيمـــا تقــول فــالمشكــلة ليســت بــالدين ولكـن
فيمــن يطبــق الديــن فــالدين نص حــواري ليــس نص منغــلق وكــذلك اجتهــادي وضع الاجتهــاد بين يــدي العــلمــاء المتبحـرين
لذا هــو صــالح لكــل زمــان ومكــان ولن نكــون نســــاء افضـــل من النســــاء انفسهـــن ...