عرض مشاركة واحدة
قديم 03/08/05, (03:30 AM)   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
عيد الوطيف
اللقب:
عضو جديد

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 15
المشاركات: 96
بمعدل : 0.01 يوميا
معدل التقييم: 59
نقاط التقييم: 50
عيد الوطيف يستحق التميز


الإتصالات
الحالة:
عيد الوطيف غير متصل
وسائل الإتصال:

المنتدى : منتدي الخواطر والقصص
افتراضي الإلتزام الشعري والقيمة الفنية 2

· ومع تقصيص الاسلام لأجنحة المضمون الشعري وحدّه منه الا أنه يقضي على فنية الشعر نهائيا ان صح التعبير بمعجزته الخالدة التي اكد فيها ضعف الشعراء ، حتى ان الشعراء شدهوا بإعجاز القرآن بل إن الشعر في عصر صدر الاسلام لم تعد له تلك المزية التي كانت له قبل الاسلام ، فانصرف الناس بعد ذلك للخطابة متأثرين بالقرآن ومحاكين له ويستعيرون الفاظه وينتهجون منهجه ويقتبسون من روائعه ويدل على ذلك فعل لبيد عندما استنشده عمر فأرسل له سورة البقرة وقال : قد أغناني الاسلام بالقرآن عن الشعر والقصة مشهورة (الأغاني ،ترجمة لبيد ، الكامل ، طبقات فحول الشعراء ، أمالي القالي وغيره).

ثانيا :من حيث الكم حد الاسلام في عصر صدره من رواية الشعر ويؤكد هذا ابن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء 1/27 : جاء الاسلام فتشاغلت عنه العرب وتشاغلوا بالجهاد وغزو فارس والروم ولهت عن الشعر وروايته ، فلما كثر الاسلام وجاءت الفتوح واطمأنت العرب بالامصار راجعوا رواية الشعر فلم يؤلوا إلى ديوان مدون ولا كتاب مكتوب ، والفو ذلك وقد هلك من العرب من هلك فحفظوا اقل ذلك وراح عليهم منه كثير . اهـ

وارتباط الضعف الفني بالكم لا يخفى على ادنى دارس للأدب العربي إذ عده الأصمعي وابن سلام شرطا للفحولة ، ودل على ضعف الكم أيضا قول عمرو بن العلاء ما انتهى إليكم مما قالته العرب الا اقله ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم شعر كثير.(طبقات فحول الشعراء1/27 ).

أخيرا : قول الجرجاني في كتابه الوساطة بين المتنبي وخصومه :

فلو كانت الديانة عارا على الشعر ، وكان سوء الاعتقاد سببا لتأخر الشاعر لوجب أن يمحى اسم ابي نواس من الدواوين ويحذف ذكره إذا عدت الطبقات ولكان أولاهم بذلك اهل الجاهلية ومن تشهد الأمة عليه بالكفر ولوجب أن يكون كعب بن زهير وابن الزبعرى وأضرابهما ممن تناول الرسول صلى الله عليه وسلم وعاب من أصحابه بكما خرسا وبكاء مفحمين ولكن الأمرين متباينان والدين بمعزل عن الشعر .(الوساطة 64)

وهل يعقل أن يذهب هذا الناقد الكبير إلى ما ذهب إليه وهو الذي اشتهر بالفقه حتى ان الشيرازي ليترجم له في طبقات الفقهاء وهو الذي فسر القرآن الكريم وذكره السيوطي في طبقات المفسرين وهو الذي اشتغل بالتاريخ وله فيه آثار ثم وهو الشاعر المتقن والكاتب المترسل والناقد البصير وفيه يقول صاحب اليتيمة : حسنة جرجان وفرد الزمان ونادرة الفلك وانسان حدقة العين ودرة تاج الأدب وفارس عسكر الشعر يجمع خط ابن مقلة الى نثر الجاحظ ونظم البحتري وينظم عقد الاحسان والاتقان في كل ما يتعاطاه . يتيمة الدهر 4/3

إنها قضية تلفت النظر وتسترعي التأمل .

يقول الدكتور محمد مندور معلقا على قول الجرجاني السابق : والدين بمعزل عن الشعر وهذا قول يدهشنا من قاضي القضاة الشافعي الراسخ في الاسلام وها نحن اليوم قد لا يستطيع احدنا ان يجهر برأي كهذا . النقد المنهجي عند العرب 281.

وفي الختام أود أن أنبه إلى أن قضية كبيرة كهذه لا تعالجها صفيحات قليلة جاءت على عجالة من الأمر ، وانما حسبي منها أن تثير التساؤل ويدور حولها رحى النقاش لتدمر كل مؤدلج بأمر ربها وتجعله بالبحث العلمي المنهجي كالرميم .
هوامش :
(1) النقد الثقافي لعبدالله الغذامي ، الفصل الثاني .
(2)تحولان مفهوم الإلتزام في الأدب العربي الحديث ، محمد برادة
(3) الخطيئة والتكفير لعبدالله الغذامي


















عرض البوم صور عيد الوطيف   رد مع اقتباس