حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصيام جنة إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عون المعبود شرح سنن أبي داود
( فلا يرفث )
: يريد لا يفحش , والرفث هو السخف وفاحش الكلام , يقال رفث بفتح الفاء يرفث بضمها وكسرها , ورفث بكسرها يرفث بفتحها رفثا ساكنة الفاء في المصدر ورفثا بفتحها في الاسم , ويقال أرفث رباعي حكاه القاضي , والجهل قريب من الرفث , وهو خلاف الحكمة وخلاف الصواب من القول والفعل
( فليقل إني صائم إني صائم )
: هكذا هو مرتين , واختلفوا في معناه فقيل يقوله بلسانه ليسمعه الشاتم والمقاتل فيتحرز غالبا , وقيل لا يقوله بلسانه بل يحدث به نفسه ليمنعها من مشاتمته ومقاتلته ومقابلته ويحرس صومه عن المكدرات , ولو جمع بين الأمرين كان حسنا .
واعلم أن نهي الصائم عن الرفث والجهل والمخاصمة والمشاتمة ليس مختصا به بل كل أحد مثله في أصل النهي عن ذلك , لكن الصائم آكد , والله أعلم كذا قال النووي . وقال الخطابي : يتأول على وجهين أحدهما فليقل ذلك لصاحبه نطقا باللسان يرده بذلك عن نفسه , والوجه الآخر أن يقول ذلك في نفسه أي ليعلم أنه صائم فلا يخوض معه ولا يكافئه على شتمه لئلا يفسد صومه ولا يحبط أجر عمله . قال المنذري : وأخرجه مسلم والنسائي وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي من حديث أبي صالح السمان عن أبي هريرة .