حدثنا محمد بن الصباح حدثنا شريك ح و حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم زاد مسدد ما لا أعد ولا أحصي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عون المعبود شرح سنن أبي داود
( عن سفيان عن عاصم )
: أي شريك وسفيان كلاهما عن عاصم بن عبيد الله
( يستاك وهو صائم )
: قال الخطابي : السواك مستحب للصائم والمفطر إلا أن قوما من العلماء كرهوا للصائم أن يستاك آخر النهار استبقاء لخلوفه , وإلى هذا ذهب الشافعي وهو قول الأوزاعي , وروي ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما , وإليه ذهب عطاء ومجاهد . قال المنذري : وأخرجه الترمذي وقال حسن , هذا آخر كلامه . في إسناده عاصم بن عبيد الله وقد تكلم فيه غير واحد . وذكر البخاري هذا الحديث في صحيحه معلقا في الترجمة فقال ويذكر عن عامر بن ربيعة .
--------------------------------------------------------------------------------
تعليقات الحافظ ابن قيم الجوزية
قال الحافظ شمس الدين ابن القيم رحمه الله :
وقد روى ابن ماجة من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من خير خصال الصائم السواك " قال البخاري : وقال ابن عمر : " يستاك أول النهار وآخره " وقال زياد بن حدير : " ما رأيت أحدا أدأب سواكا وهو صائم من عمر , أراه قال : بعود قد ذوي " رواه البيهقي . ولو احتج عليه بعموم قوله : " لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة , لكانت حجة , وبقوله : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " , وسائر الأحاديث المرغبة في السواك من غير تفصيل . ولم يجيء في منع الصائم منه حديث صحيح . قال البيهقي وقد روي عن علي بإسناد ضعيف : " إذا صمتم فاستاكوا بالغداة , ولا تستاكوا بالعشي فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كانتا نورا بين عينيه يوم القيامة " وروى عمرو بن قيس عن عطاء عن أبي هريرة قال : " لك السواك إلى العصر , فإذا صليت العصر فألقه , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " وهذا - لو صح عن أبي هريرة - فالثابت عن عمر وابن عمر يخالفه , والذين يكرهونه يخالفونه أيضا , فإنهم يكرهونه من بعد الزوال , وأكثر أهل العلم لا يكرهونه . والله أعلم .