عرض مشاركة واحدة
قديم 09/09/07, (09:36 AM)   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
فهد الخدلي الفدعاني
اللقب:
][®][عطاء بلا حدود][®][
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية فهد الخدلي الفدعاني

البيانات
التسجيل: 21/05/05
العضوية: 202
الدولة: درب من دروب الحياء
المشاركات: 7,198
بمعدل : 0.97 يوميا
معدل التقييم: 71
نقاط التقييم: 50
فهد الخدلي الفدعاني يستحق التميز


الإتصالات
الحالة:
فهد الخدلي الفدعاني غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فهد الخدلي الفدعاني المنتدى : المنتدي العام
افتراضي رد: انتباه : نعم أمريكا ستنسحب ولكن أى أنسحاب؟ هااام



ما هي طبيعة الانسحاب؟

يخطأ من يظن ان امريكا، وبعد كل ما تعرضت له من خسائر، مادية او بشرية او في سمعتها، ستنسحب بسهولة من العراق، خصوصا وانها عدت غزو العراق والاستقرار فيه مقدمة لابد منها لاعادة رسم خارطة المنطقة والعالم بكامله في أطار الهدف الاعلى : اقامة ديكتاتورية عالمية امريكية. نعم يمكن ان تنسحب امريكا كليا ولكن بعد ان تتأكد من ان المقاومة والحركة الوطنية العراقية غير قابلتين للقسمة او الشرذمة، اما اذا ادركت ان هناك امل، ولو بصيص امل، في تحقيق شرذمتهما فان الانسحاب لن يكون واردا في خيارات امريكا. أذن امريكا الان ستنسحب ولكنه انسحاب تكتيكي، وليس انسحابا حقيقيا ونهائيا، لانها وجدت بارقة امل، منذ احداث نسف مرقد الامام علي الهادي وما اعقبها من قتل شامل، واعلان ما يسمى ب(الدولة الاسلامية) في العراق في العام الماضي، وما نجم عنهما من تطورات، حيث ظهرت بوادر التشرذم الطائفي من جهة، وبوادر (انتبهوا بوادر) تشرذم داخل المقاومة من جهة ثانية.



ان الانسحاب التكتيكي الامريكي الذي نتوقعه يمكن ان يقوم على نقل القوات الامريكية، او قوات امريكية، الى الجوار العراقي، خصوصا في الكويت والاردن وشمال العراق، او انه سيكون انسحابا الى مناطق نائية في العراق بعيدة عن المدن، خصوصا بعيدة عن مرمى نيران المقاومة، وعدم التدخل فيما سيحدث في العراق من تطورات حربية وسياسية، وانما مراقبتها عن بعد، والاستعداد لقطف ثمرات ما سيحدث عندما تنضج الظروف. ما الذي تتوقعه امريكا من وراء هذا النوع من الانسحاب؟ ان أهم ما تتوقعه، او تريده، امريكا هو ما يلي :

1 – التخلص من الخسائر المميتة بشريا وماليا والتي، اذا استمرت، ستؤدي حتما، ومهما طال الزمن، الى هزيمة ستراتيجية لامريكا تقبر طموحاتها الديكتاتورية العالمية، وإسكات الراي العام الامريكي والديمقراطيين، او على الاقل اضعاف النقد الحاد والضغوطات الخطيرة على ادارة بوش.



2 – بانسحاب القوات الامريكية، والاعلان عن ذلك، تتوقع امريكا اشتعال حروب السلطة، وليس الحرب الطائفية، كما تقول ادارة بوش وجهات اخرى، لانها خططت لوقوع حروب السلطة بعد فشل الحرب الطائفية. كما انها تريد خلق البيئة المطلوبة لاحتواء عناصر وطنية ترفض حتى الان التعاون مع الاحتلال. من المؤكد ان امريكا قد خططت بالاتفاق مع اطراف معينة، او بدون ذلك، لجعل فراغ السلطة في العراق وغياب الامن، اهم وسيلة لسحق المقاومة والحركة الوطنية العراقية ولكن بيد مقاومين تشرذميين وعدميين او الاجانب العاملين كفرق موت. فكيف تريد امريكا تحقيق ذلك بانسحابها؟

لقد شهد العام الماضي (2006) مظاهر تشرذم بدأت بضرب مرقد الامام الهادي، واعلان دولة القاعدة المسماة (اسلامية)، فرأينا الانشقاقات تشمل اغلب القوى الوطنية والمقاومة : فلقد بدأ جيش المهدي تنفيذ الحلقة الاخطر والاشد سوءا في مخطط التقسيم الطائفي، مستغلا ضرب المرقد بتوجيه ايراني مباشر. كما ان القاعدة بدأت حربا لا رحمة فيها ضد المقاومين والمجاهدين العروبيين والذين رفضوا مبايعة امير دولتهم النكرة (نستعمل كلمة النكرة هنا ليس بمعناها التحقيري الشائع بل بمعناها الاصلي لغويا وهي انها تعني غير المعروف او المجهول) ابو عمر البغدادي، والذي يمكن ان يكون مجاهدا طهريا عظيما، كما يمكن ان يكون ماسونيا صهيونيا خطيرا نتيجة مجهوليته.



ورغم ان المبايعة في الاسلام اصلا هي لمعرّف ومعروف وعلم، من بين القوم، فان القاعدة اصرت على مبايعة نكرة! وهذه الخطوة كانت اول شرارة نار للفتنة داخل صفوف المقاومة العراقية ادت الى اراقة دماء مجاهدين وخلق ثغرة في صفوفهم. وبعد هذا بدأت انشقاقات داخل الطائفة الواحدة، فانشقت التنظيمات الشيعية الصفوية وتقاتلت، في تعبير واضح عن وجود اصابع امريكية استخدمت ما يليق بهذه التنظيمات وهو المال الحرام وسرقة النفط والخمس...الخ. واقتتلت التنظيمات السنية الطائفية أيضا. وفي مطلع عام 2007 جرت محاولة خبيثة لشق البعث لانه العمود الفقري للحركة الوطنية العراقية، عسكريا وسياسيا، والضمانة الاساسية لوحدة الشعب العراقي من خلال كونه ينفرد، من بين كافة القوى، بضم كافة مكونات العراق (عرب واكراد وتركمان، وشيعة وسنة، مسلمين ومسيحيين وصابئة ويزيديين...الخ)، ويشكل شقه ضربة بالغة الخطورة للموقف المقاوم ولوحدة العراق، فعقد مؤتمر لصوص في سوريا للسطو على اسم الحزب، بدعم امريكي مباشر، تجلى بالغاء الجائزة النقدية التي خصصتها قوات الاحتلال، وهي 5 ملايين دولار لمن يقبض على راس المتأمرين، الذي كان بصفته بعثيا سابقا مقاوما للاحتلال، لكنه وقع في فخ المخابرات، ودعم المتآمرين سياسيا وماليا ومحاولة تسويقهم اعلاميا بوصفهم ب(جناح بعثي)، مع ان البعث واحد وليس فيه اجنحة ولا يسمح باطلاق هذا الوصف على لصوص حرفتهم الاساسية الكذب والتزوير، ومرتدين وانصاف اميين وخونة للشعب والحزب، وتأمروا على اغتيال القائد الشهيد صدام حسين مع مسعود البارزاني الذي جمعهم مع جنرال امريكي. ولكن هذا الصفات، التي ميزتهم، وخيانتهم الصريحة للوطن والحزب وافتقارهم التام للشرعية، عزلتهم عن الحزب والشعب واصبحوا عبارة عن حفنة من المرتزقة الذين يخدمون من يدفع لهم لا اكثر ولا اقل.



هذه الحالة التشرذمية التي اطلقتها امريكا، والتي جعلت اغلب القوى تتقاتل مع بعضها، او زرعت الشكوك فيما بينها، كانت مقدمة واستعدادا لهذه المرحلة، حيث تواجه امريكا مأزقا خطيرا لا سابق له، وهو انها امام هزيمة حتمية مالم تجد وسيلة لقلب الطاولة على المقاومة العراقية المسلحة. ان طاولة امريكا التي يجب ان تقلبها هي اشعال حروب السلطة بين الشراذم والتنظيمات والفصائل الوطنية المناهضة والمقاتلة للاحتلال. فاعلان الانسحاب في اجواء العداء والشكوك المتبادلة سيجبر كل فريق، كما خططت، او تتوقع، امريكا، السعي منفردا او مع جماعة قريبة منه دون وجود اتفاق عام بين الفصائل الجهادية حول استلام السلطة، لاستلام السلطة وعزل الاخرين، فيرد الاخرون بمقاتلته بالسلاح لمنعه من استلام السلطة، وهكذا تندلع حروب السلطة لان هدفها السلطة وليست تغلب طائفة ما ولا تحرير العراق.



وما يجب ان يعرفه قليلوا الخبرة من بين المقاومين، قبل وقوعهم في فخ امريكا هذا، هو ان حروب السلطة هذه صممتها امريكا لجعل انفراد جماعة واحدة بالسلطة مستحيلا وعملا انتحاريا، ولذلك لجأت سلفا الى تطبيق سياسة الشرذمة، ومن ثم فان الحروب ستستمر، بعد الانسحاب، دون حسم حقيقي، وستعمل امريكا على دعم اطراف عديدة لكي تتمكن من مواصلة القتال ضد مقاومين اخرين، ليس لتحقيق النصر بل لضمان انهيار كل القوى الوطنية وكل الفصائل الجهادية وجعلها عاجزة ومستنزفة.



كما ان مهندس ما يصح تسميته متلازمة غزة (Gaza Syndrome)، وهو المخابرات الامريكية والاسرائيلية ، يريد ان ينقل تجربة غزة الى العراق، بعد الانسحاب، فتنجح فئة محدودة القوة في السيطرة على مدينة او حي فقط، بينما تسيطر القوى الاخرى على مدن او احياء اخرى، ويعمل كل منها على تكريس سلطته منفردا! وهذا الوضع يشبه، بشكل ما، الذي يحصل الان في غزة والضفة، بعد سيطرة حماس على غزة وتمسك الطرفين (فتح وحماس) بمواقفهما وعدم قدرة أيا منهما على الحسم العسكري، في إيحاء واضح بوجود بصمات الموساد والمخابرات الامريكية فوق تفاصيل صورة الوضع الفلسطيني المأساوي! عند ذاك سيفهم، من لم يفهم بعد، سر اصرار امريكا على شرذمة الجميع وتقسيمهم بمختلف الطرق، وعملها الذي لم يكل على عدم السماح ببقاء قوة وطنية مركزية موحدة، من حيث جماهيرها وتنظيمها وقدرتها على فرض سيطرتها على كل العراق في لحظة انهيار او انسحاب الاحتلال.



ان اصرار امريكا على اجتثاث البعث يعود لحقيقة بارزة اعترف بها الجميع، وهي ان القوة الوطنية الوحيدة، ونكرر القوة الوطنية الوحيدة، التي بقت، رغم اغتيال عشرات واحيانا مئات البعثيين يوميا وهم يقاتلون الاحتلال، تملك تنظيما يغطي القطر كله، ويضم في صفوفه المسلم والمسيحي والصابئي، والشيعي والسني، والعربي والكردي والتركماني، هي البعث فقط، لذلك فان شرذمة البعث هي النسخة الاحدث والاخطر في سياسة وقانون اجتثاث البعث، والتي لابد منها لضمان منع وجود عنصر استقطاب وطني عام لحظة انهيار او انسحاب الاحتلال، من اجل النجاح في تقسيم العراق.

وهنا يجب ان نوضح مسألة بالغة الاهمية، يجب ان يعرفها الجميع، خصوصا بعض النخب المقاومة، وهي ان كافة فصائل المقاومة العراقية المسلحة، والتي تبلغ اكثر من 60 فصيلا، هي عبارة عن نخب مقاتلة محلية الوجود ولا تغطي العراق كله، ويتراوح عدد افرادها بين بضعة افراد ومئات الافراد، باستثناء المجاهدين البعثيين الذين يشكلون قوة جماهيرية كبيرة تغطي العراق كله، ولذلك فان امكانية سيطرة فصيل، او اكثر، من غير البعثيين على السلطة سيضعه امام سلسلة مآزق انتحارية اهمها :

ا- الافتقار الى القاعدة الجماهيرية التي تسند من يكون في السلطة وتحميه. ان مقاتلة الاحتلال والنجاح في ذلك يعود لاعتماد ستراتيجية حرب العصابات، وهي لا تحتاج الا لمقاتلين اشداء ولا ضرورة لان يكونوا مستندين الى تنظيم جماهيري كبير، اما عند الوصول للسلطة اذا رحل الاحتلال، فان القاعدة الجماهيرية تعد الشرط الحاسم والاكثر اهمية في البقاء في السلطة، فكيف ستحل الفصائل النخبوية هذه المشكلة الخطيرة؟ وكيف ستفرض سيطرتها على الارض على امتداد االعراق وهي فصائل محلية؟



ب- من المؤكد ان القوى الاخرى ذات الجماهير الكبيرة والتنظيمات المقاتلة لن تسكت على محاولات انفراد فصيل نخبوي او اكثر بالسلطة، وستحشد كافة قواها لمنع ذلك، والسؤال المهم هو : ماذا سيحدث عند ذاك؟ بالتأكيد سيقع قتال ضار سيذهب ضحيته الالاف من الابرياء والمجاهدين، وبطرق ستجعل الشعب ينفر من المقاومة، وهذا هو بالضبط ما تريده امريكا من وراء اشعال حروب السلطة.



ج - كيف ستدير النخب السلطة وهي بلا خبرة في ادارة الدولة، مع ان من يملكون الخبرة في ادارة الدولة موجودون، وهم كوادر الدولة الوطنية التي دمرها الاحتلال؟ هل ستبدأ من الصفر في قطر عانى اهله من اشد انواع التعذيب نتيجة للاحتلال؟ هل سيقبل المواطن تأجيل حل مشاكله الامنية والخدمية لان مجموعة من قليلي الخبرة تريد ان تحكم منفردة؟ من المؤكد ان وجود هذه النخب في السلطة سوف يعرضها لعزلة جماهيرية قاتلة لعدة اسباب، من بينها حاجة الناس بعد التحرير للخدمات والامن وحل المشاكل التي خلقها الاحتلال فورا وليس انتظار عشر او عشرين عاما لتكوين الخبرة، مع ان الكوادر التي تملك الامكانية لاعادة الخدمات والامن خلال ايام موجودة وجاهزة للعمل.



وبوصول حروب السلطة الى حالة انهاك الجميع وعجز الجميع عن الحسم والسيطرة على كل العراق، وتحوله الى كانتونات متفرقة ومتشرذمة ومتقاتلة، تزول عمليا العقبة الاساسية التي حرمت الاحتلال من النجاح في استعمار العراق، وهي وحدة المقاومة المسلحة، وهكذا تعود امريكا من شباك التشرذم بعد ان طردت من باب الجهاد المعتمد على وحدة كافة الفصائل.


يتبعــــ.


















توقيع : فهد الخدلي الفدعاني





الحمد لله الذي تواضع كل شي لعظمته

الحمد لله الذي استسلم كل شي لقدرته

الحمد لله الذي ذل كـل شـي لعزتـه

الحمد لله الذي خضع كل شي لملكـه

عرض البوم صور فهد الخدلي الفدعاني   رد مع اقتباس