في إطار حملات التيار العلماني المتطرف بتركيا ضد التوجهات الإسلامية، أصدر حسن ييلدز -مدير منطقة باقيركوى التعليمية بمدينة إستانبول- قرارًا بتحويل مدرسة الأئمة والخطباء الدينية (Imam-Hatip Liseleri) في منطقة باقيركوى "إستانبول" من نظام الفصل بين البنين والبنات إلى نظام التعليم المختلط.
وقد أثار القرار المذكور حفيظة الأهالي وأولياء الأمور فقاموا بالاعتراض والتظاهر أمام مديرية التعليم بالمنطقة، وقدّموا مذكرة احتجاج طالبوا فيها بإلغاء القرار المتعارض مع الأسس التي أنشئت عليها مدارس البنات الدينية، علاوة على مخالفة نظام الاختلاط لقواعد وأخلاق الإسلام، خصوصًا أن الدستور التركي ينص على احترام وحرية الدين.
المعروف أن مدارس الأئمة والخطباء التي ظهرت في تركيا في أواخر الأربعينات استندت إلى نظام عدم الخلط بين البنين والبنات، وخصصت للبنات مدارس إعدادية وثانوية منفصلة تمامًا عن مدارس البنين، إلا أن صعود حزب اليسار الديمقراطي بزعامة بولنت أجاويد لسدة الحكم منذ منتصف عام 1997، أدى لحدوث هجمات متتالية من التيار العلماني المتطرف ضد التعليم الديني في تركيا، بحجة أن هذا النوع من التعليم "بنين أو بنات" هو القاعدة الأساسية في الأصوات الانتخابية المتجهة للأحزاب السياسية التي تدعو للحفاظ على الإسلام في تركيا. وبما أن التيار العلماني التركي "يسار ويمين" يرى ضرورة تقليص أو تجفيف كل المنابع والمصادر المغذيّة والمؤيدة للتوجهات الدينية أو المحافظة باعتبارها تشكل خطورة كبيرة على النظام العلماني اللاديني الذي تسير عليه الجمهورية التركية منذ عام 1923م فقد شرعت وزارة التعليم التي يسيطر عليها الحزب اليساري الديمقراطي في سنّ قانون في صيف عام 1997 تحت مسمى "التعليم المتصل 8 سنوات دون انقطاع" هدف إلى إلغاء المرحلة الإعدادية من مدارس الأئمة والخطباء، تمهيدًا للقضاء التام على هذا النوع من التعليم الديني بشكل تدريجي، ثم جاءت خطوة التعليم المشترك لضرب هذه المدارس الدينية مرة ثانية.
الجدير بالذكر أن الطالبات المحجبات والشباب الملتحي قد منع من حق الدراسة الجامعية عقابًا له على توجّهه الديني، وقد صدرت مجموعة من الأحكام القضائية في الفترة الأخيرة بحبس عدد من الطلاب الذين تظاهروا ضد حرمانهم من دخول الجامعات وتلقي التعليم
تحية لكم
ابن هيازع