أصل العربية
1- بعد أن انشعبت اللغات من البابلية ذهب ( المعينيون ) وهم من القبائل الذين اقتبسوا تمدن السومريين مع الدولة البابلية في عصر حمورابي فنزلوا اليمن
وحذوا في عمارتها حذو بابل وكانت لغتهم من البابلية في منزلة العامية من الفصحى لما ثبت فيها من أثر المخالطة و التجول وهم الذين اقتبسوا حروف الفينيقيين
واستعملوها في التدوين حتى انتهت في صورها إلى الخط المسند المشهور واستمرت لغتهم تتباين من البابلية بتقادم الزمن حتى لم يعد من الشبه بينهما إلا أثر الدلالة التاريخية فقط .
2- ثم نشأت الدولة السبئية وهم القحطانيون وقد اقتبسوا لغة( المعينيين ) .
3- ثم أبتدأت الدولة ( الحميرية ) من سنة 115 قبل الميلاد واستمرت إلى سنة 525 م وهو العهد الذي زهت فيه عربية مضر و حفظ أهله بعض خصائص الحميرية .
أما الأحباش فيرجح البعض أن أصلهم عرب هاجروا من اليمن زمن المعينيين وأخذوا معهم لغتها واستدلوا على أن لغتهم مشابهه للمعينية و البابلية في ضمير الغائب
ثم من مشابهتها للغة الحميرية حتى ان أحرف الكتابة تكاد تكون واحدة في اللغتين غير أن أحرف الحبشية تكتب من اليسار إلى اليمين هذا غير ما يرى من تشابه الملامح في أهل
الأحباش و أهل اليمن .
4- عرب الشمال وهم ( الإسماعيلية ) يبتدىء تاريخهم من القرن التاسع عشر قبل الميلاد ولكن عدنان الذي ينتهي إليه عامود النسب الصحيح كان في القرن السادس قبله
فلابد أن تكون العربية العدنانية قد بدأت بعد الحميرية أو قبلها بقليل ومهما يكن من ذلك فإن أصل هذه العربية لا بد أن يكون من الحبشية و الحميرية ثم من اللغات السامية الاخرى
لأن العرب قوم رحل وقد اختلطوا بأمم كثيرة فلابد أن يكون أثر هذا الإختلاط بين في تكوين لغتهم وتلك سنة عامة في اللغات كلها .
- وهكذا كانت العربية في أول نشأتها إلى أن ضربت القبائل في البادية بعد سيل العرم وذلك يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد على أبعد تقدير // فاستقلت بعدئذ طريقة العربية // وانصرف
أهلها إلى العناية بتشقيقها .
مجانسة العربية لأخواتها
لم يبق من أمهات اللغات السامية إلا ثلاث : العربية و العبرانية و السريانية
أما الحميرية فقد إندثرت قبل الإسلام غير ألفاظ قليلة وتولدت منها لهجات مهرة و الشحر في جنوب الجزيرة .
أما اللغة البابلية أو الأشورية أو الكلدانية القديمة فقد وفقوا في قراءة آثارها حتى استخرجوا قواعدها ووضعوا فيها المعجمات كأنها من اللغات الحية
أما المشابهه بين الأخوات الثلاث ( العربية و العبرانية و السريانية ) فهي متحققه في جهات منها تحققا يقطع الريب في انهن اخوات أو فروع لأصل واحد .
العربية تقول أنا ،،،،،، أنت ،،،،، هو ،،،،،، نحن
العبرية : أني ،،،،،، اته ،،،،، هوا ،،،،، انحنو
السريانية : أنا ،،،،،،، أنت ،،،، هو ،،،، حنن
فالمقابلة في هذه الضمائر كافية في الدلالة على أن العربية مجانسة لأختيها وأنها أعذب منهما و أخف .
و كذلك في شمال الجزيرة قامت دول عربية متحضرة كالنبط و التدمريين وهؤلاء وإن كانوا عربا بيد أن عربيتهم غثة
تكاد تكون بين الآرامية و العربية أو هي أقدم ما يمكن أن يسمى عربية في اللغات الشمالية أما البادية لذلك العهد
فلا شك في أن لغتها كانت اخلص منطقا و أعذب بيانا وأدنى إلى عهد الجاهلية التي أدركها التاريخ .
ودمتم بخير