عرض مشاركة واحدة
قديم 14/03/08, (10:38 AM)   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
سعود المسعودي
اللقب:
مراقب عام
الرتبة:

البيانات
التسجيل: 26/11/07
العضوية: 2130
الدولة: الرياض
المشاركات: 15,843
بمعدل : 2.42 يوميا
معدل التقييم: 77
نقاط التقييم: 598
سعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
سعود المسعودي غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سعود المسعودي المنتدى : المنتدي العام
افتراضي الإسعاف الطائر يختزل "الوقت الذهبي" لإنقاذ مصابي الحوادث على الطرق الطويلة

الأساليب التقليدية غير مجدية لاتساع المسافات بين المدن
الإسعاف الطائر يختزل "الوقت الذهبي" لإنقاذ مصابي الحوادث على الطرق الطويلة







محاولات لإخراج جثث ومصابين من حافلة حجاج انقلبت على طريق الطائف - الرياض خلال موسم الحج الماضي.
الطائف: ساعد الثبيتي

لم يعد الإسعاف الطائر على الطرق السريعة الطويلة ترفا في هذا العصر في ظل تميز المملكة بتعدد هذه الطرق، وقلة المدن الواقعة عليها، وتباعد المسافات فيما بينها.
ومن المعروف طبيا أن الفترة الزمنية التي يتم خلالها نقل أي مصاب في حادث مروري إلى المستشفى تعتبر فترة حرجة، حيث يطلق على الوقت الذي تستغرقه هذه العملية "الوقت الذهبي" نظرا لأهميته البالغة ودوره في تحديد مصير حالة المصاب. وتعتبر الطرق التقليدية لنقل المصابين في الحوادث، التي تقع على الطرق السريعة على مسافات بعيدة من المستشفيات الكبرى غير مجدية، فسيارات الإسعاف التي تقطع مئات الكيلو مترات من أجل إسعاف مصاب قد تتسبب في مضاعفة حالته، نظرا لطول الوقت الذي تستغرقه هذه الرحلة. وتعد الحوادث المرورية من العوامل الرئيسة التي تتسبب في إزهاق الأرواح وتفاقم الإصابات والإعاقات المستديمة.

تأخير نقل المصابين

وفي هذا السياق، أكد رئيس اللجنة الوطنية للسلامة المرورية الدكتور علي بن سعيد الغامدي في كلمة ألقاها في حفل تكريم المنظمة العربية للسلامة المرورية لرئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز في مارس الماضي، أن أكثر من خمسة آلاف شخص يموتون سنويا بسبب الحوادث المرورية، إضافة إلى 40 ألف مصاب وألف معاق نتيجة للحوادث التي تقع بالمملكة كل عام. وقال إن الإنقاذ والعلاج الطارئ يعد من الركائز الأساسية في تحجيم مشكلة الحوادث المرورية، والتقليل من خسائرها الفادحة.
وعلى الرغم من تفاقم ضحايا الحوادث المرورية عامة، إلا أن حوادث الطرق السريعة من أكثر الحوادث التي يدفع فيها المصابون ثمنا باهظا مدى الحياة، نتيجة عدم وجود مستشفيات على تلك الطرق أو حتى بالقرب منها، لكي ينقل إليها هؤلاء المصابون في وقت قياسي، حيث تؤكد معلومات صادرة من إحدى إدارات الشؤون الصحية، أن عملية نقل مصاب على طريق سريع كطريق الرياض مثلا تستغرق ما بين 3 إلى 5 ساعات، وذلك نتيجة عدم وجود مستشفيات إلا في المدن الكبيرة التي يربط بينها الطريق.

دراسة تطبيق الإسعاف الطائر

وقد برزت الحاجة لتوفير الإسعاف الطائر بعد تفاقم مشكلة الحوادث المرورية على الطرق السريعة حيث بدأت الجمعية السعودية للهلال الأحمر في تطبيق الإسعاف الطائر قبل نحو عامين في موسم الحج بشكل تجريبي. ولا تزال الجمعية تدرس فكرة تطبيقه على الطرق السريعة حيث يعتبر الحل السليم لمشكلة تأخر نقل المصابين في الحوادث المرورية على الطرق السريعة إلى عدة ساعات مما أدى إلى وفاة بعض المصابين متأثرين بإصاباتهم التي لم تتح الفرصة للطب للتدخل فيها في الوقت المناسب، خاصة أن هناك اعترافا من قبل المسؤولين في إدارات الشؤون الصحية للهلال الأحمر يوضح أن عملية نقل المصابين في حوادث الطرق السريعة تتأخر كثيرا وخاصة عندما تكون الحوادث كبيرة وعدد المصابين كثيرا مما يستدعي طلب فرق مساندة من مواقع بعيدة.
من جهتهم، ذكر عدد من المواطنين أن عملية نقل المصابين في الحوادث المرورية التي تقع على الطرق السريعة هي المشكلة الرئيسية التي تنعكس آثارها على صحة المصاب. وفي هذا السياق، قال المواطن حسين دغريري إنه يسلك طريق الطائف - الرياض بصفة مستمرة، وإنه شاهد عدة مرات حالات لبعض المصابين وهم ينزفون وفي حاجة إلى إسعاف عاجل، ولكن لم يتم نقلهم إلا بعد وقت طويل حيث تبقى بعض الحالات لأكثر من ساعة في موقع الحادث ومن ثم يتم نقلها لأقرب مركز صحي لا يقدم شيئا للمصاب سوى بعض الإسعافات الأولية. أما عملية النقل للمستشفى فقد تستغرق نحو 3 ساعات.
وأشار خالد الكلثمي إلى أن الفترة التي يتم نقل المصاب فيها من موقع الحادث إلى أقرب مستشفى فترة حرجة جدا، وخاصة المصابين الذين يعانون من نزيف داخلي أو كسور في العمود الفقري. كما أشار إلى أن تأخر وصول فرق الهلال الأحمر يجعل بعض المواطنين أو رجال الأمن يتبرعون بنقل الحالات المصابة مما يساهم في مضاعفة حالاتها.

محدودية مراكز الإسعاف

كما طالب عدد من المهتمين بضرورة الإسراع في تفعيل دراسة الإسعاف الطائر متفائلين بنجاح التجربة إذا تم تطبيقها وخاصة بعد نجاح تطبيقها في موسم الحج خلال الفترة الماضية.
وأوضح مدير الطوارئ في مستشفى الملك فيصل بالطائف الدكتور صالح الهبيلي الشريف أن هناك حالات حرجة في الحوادث المرورية لا تحتمل التأخير، وتستدعي التدخل الطبي بصفة عاجلة سواء أكان التدخل في مستشفى أم في مركز متقدم. وأشار إلى أنه من ضمن الحالات التي تتطلب التدخل السريع حالات النزيف الداخلي والإصابات الخطيرة في العمود الفقري، والتي قد تؤدي إلى شلل المصاب في حالة تأخر إسعافه إلى مركز متخصص أو حينما ينقل بطريقة خاطئة، وكذلك النزيف الداخلي
حيث يحتاج المصاب في هذه الحالة إلى تدخل جراحي سريع. وأشار الشريف إلى أن الإسعاف الطائر هو الحل الأمثل خاصة أن المملكة تتمتع بمساحات شاسعة وطرق طويلة تتجاوز أطوالها عشرات الآلاف من الكيلو مترات. وأكد تزايد الحوادث الدامية على هذه الطرق خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أنه على الرغم من توفير الدولة لعدد من المراكز الصحية ومراكز الهلال الأحمر على تلك الطرق، إلا أن إمكانيات تلك المراكز محدودة للتعامل مع هذه الحالات الحرجة التي تحتاج إلى تدخل طبي سريع. كما أشار الشريف إلى أن عامل الوقت في إسعاف المصاب يعتبر أهم عامل لإنقاذ الحياة بعد عناية الله سبحانه وتعال. وبين أن نقل المصاب لمركز متقدم أو مستشفى به إمكانيات العلاج إذا تم عن طريق البر يستغرق وقتا كبيرا، نظرا لبعد المسافات، وهنا تبرز الحاجة للإسعاف الطائر من أجل نقل المصابين في وقت قصير، لأنه قد يكون سببا بعد الله في إنقاذ الكثير من الأرواح. وقال إن هذا النظام معمول به في كثير من الدول المتقدمة، مشيرا إلى أن المملكة تمتلك الكثير من الإمكانات التي تؤهلها لتطبيق هذا النظام.

تجربة ناجحة

وكان الفرع الرئيسي لجمعية الهلال الأحمر السعودي بمنطقة مكة المكرمة قد قام يوم 12 ديسمبر 2006 بإجراء التجربة الأولى من التجارب التدريبية، التي يجريها بهدف تطبيق الطرق المثلى للتعامل الصحيح مع المصابين جراء وقوع الحوادث على الطرق وكذلك عملية الإخلاء الطبي والنقل السريع للحالات بمشاركة الإسعاف الطائر التابع للجمعية. وتمثلت التجربة في هبوط الإسعاف الطائر على طريق مكة المكرمة - جدة السريع بمنطقة الشميسي، ونقل أحد المصابين بالإسعاف الطائر بعد إجراء الإسعافات الأولية له. وتم تكرار التجربة لمدة 3 أيام ثم أعقبها استخدام طائرتين في موسم حج عام 1427 لأول مرة، حيث قامت بنقل الحالات من مركز إسعاف الهلال الأحمر بعرفة إلى المستشفيات العامة، والتنسيق مع الدفاع المدني والقوات الجوية واستخدام مهابطها، إضافة إلى استخدام موقع الجمعية بعرفة لهبوط الطائرتين، ونقل الحالات إلى المستشفيات. وقد أعلن الهلال الأحمر في ذلك الوقت أن الإسعاف الطائر كان تبرعا من شركة عبد اللطيف جميل بالتعاون مع شركة "ريد ستار" التركية التي ستقوم بتشغيله لمدة ثلاث سنوات من ذلك العام وصيانته ثم يتولى بعدها الهلال الأحمر عمليات التشغيل والصيانة وذلك عن طريق إيجاد طرق تمويل مناسبة لهذا المشروع، الذي يعد الأول على مستوى المملكة، وإحداث نقلة نوعية في مجال تقديم الخدمات الإسعافية.

عقبات تواجه الفرق الإسعافية

من جهته، كشف مدير الإعلام الصحي والنشر في الشؤون الصحية بالطائف سعيد بن عبد الله الزهراني أن مستشفيات الطائف تستقبل كافة الحالات في الحوادث المرورية التي تقع على بعد 300 كلم على طريق الطائف - الرياض، وحوالي 140 كلم على طريق الطائف - الجنوب حيث لا يوجد على تلك الطرق سوى مراكز صحية. وأكد أن عمليات نقل بعض مصابي الحوادث التي تقع على أبعد نقطة على طريق الرياض تستغرق 5 ساعات في بعض الأحيان، وخاصة في الحوادث الكبيرة التي يزداد فيها عدد المصابين.
وبين الزهراني أن هناك مراكز صحية تقع على امتداد طريقي الرياض والجنوب منها مراكز تعمل على مدار الساعة لعمل الإسعافات الأولية للمصابين قبل عملية نقلهم. وقال الزهراني "نظرا لأهمية إسعاف الحالات فقد تم تشغيل 3 مراكز صحية للعمل كطوارئ على مدار الأربع والعشرين ساعة، منها مركز على طريق الرياض بالموية، ومركز على طريق الجنوب في منطقة قيا، ومركز على طريق السيل". وأضاف أنه تم تزويد هذه المراكز بسيارات إسعاف مجهزة للعمل كأقسام طوارئ. أما في المواسم فيتم تدعيمها بالمزيد من الفرق الطبية وسيارات الإسعاف.
وبين أن جميع حالات الإصابة التي تقع على طريق الرياض وتحتاج إلى علاج متقدم يتم نقلها إلى مستشفيات الطائف من مسافات تتجاوز 270 كلم عن طريق الهلال الأحمر أو عن طريق الفرق الإسعافية من خلال المراكز الصحية أو المباشرة الميدانية، حيث إن هناك خطة طوارئ متكاملة يعمل بها أثناء الحوادث المروعة والإصابات المتعددة من خلال دعم أي مركز من أقرب موقع بسيارات الإسعاف والكوادر اللازمة إذا كانت الإصابات فوق طاقة المركز، وأحيانا تكمن الصعوبات في ازدياد عدد الحالات للحوادث الجماعية مما يستدعي دعم المرافق الصحية البعيدة سواء المراكز الصحية أو المستشفيات بالمزيد من سيارات الإسعاف والكوادر لمواجهة الموقف، وبالتالي يتطلب ذلك مزيدا من الوقت. وأشار الزهراني إلى أن الصعوبات التي تواجه الفرق الإسعافية متعددة ومن أبرزها بعد المسافات وسوء الأحوال الجوية أحيانا، والتجمهر حول الإصابات أو قيام بعض المواطنين بنقل الحالات بطريقة خاطئة مما يضاعف حجم الإصابة.
وعن أهمية الإسعاف الطائر ودور الشؤون الصحية في تفعيل دوره، أشار الزهراني إلى أن الإسعاف الطائر له أهمية كبرى في نقل الحالات الحرجة في الحوادث المرورية البعيدة. وبين أن الهلال الأحمر هو المسؤول عن ذلك، ويأتي دور الشؤون الصحية كمساند للهلال الأحمر أثناء الحوادث المختلفة لمباشرة الحوادث جنبا إلى جنب مع فرق الهلال الأحمر.

تأخير الإبلاغ عن الحالات

إلى ذلك، أشار مدير عام الهلال الأحمر في منطقة المكرمة الدكتور خالد بن سالم الحبشي إلى أن الهلال الأحمر لا يجد معاناة في نقل مصابي الحوادث المرورية على الطرق السريعة وخاصة على طريقي مكة ـ جدة ومكة ـ المدينة، مؤكدا أن هناك خطة لتكثيف المراكز الإسعافية على الطرق السريعة العامة، مشيرا إلى أهمية وصول الفرق الإسعافية في الوقت المناسب ودورها في الحد من مضاعفات الإصابة. وبين الحبشي أن السبب الرئيسي في تأخر نقل الحالات هو تأخر البلاغ، مؤكدا أن الهلال الأحمر يسعى إلى توعية المواطنين بأهمية الإبلاغ الفوري عن الحالات في دقائقها الأولى.
وعن تشغيل الإسعاف الطائر على الطرق السريعة، أشار الحبشي إلى أن هذه الفكرة مازالت تحت الدراسة، وسترى النور قريبا بإذن الله.


















عرض البوم صور سعود المسعودي   رد مع اقتباس