خبير في الطاقة: ارتفاع أسعار النفط نتيجة حتمية لانخفاض الدولار الدمام: شريفة الموسى قال الخبير الدولي في مجال الطاقة أستاذ كلية إدارة الأعمال في جامعة شمال أوهايو الدكتور أنس الحجي إن ارتفاع أسعار النفط يأتي نتيجة حتمية لانخفاض الدولار، معتبرا أن تراجع العملة الأمريكية أدى إلى زيادة المضاربات على عقود النفط المستقبلية. وأوضح الحجي في محاضرة ألقاها في جمعية الظهران الجيولوجية في لقائها الشهري أن هناك علاقة عكسية بين الدولار وأسعار النفط على المدى القصير، إذ يؤدي انخفاض الدولار إلى زيادة المضاربات على النفط في الأسواق المستقبلية، أما على المدى الطويل فإن ضعف الدولار يؤدي إلى تخفيض إنتاج النفط وزيادة الطلب عليه، مؤكدا أن ارتفاع أسعار النفط هو نتيجة حتمية لانخفاض الدولار وإن كانت هذه العلاقة غير طردية وغير محددة وتختلف من وقت لآخر. وقال الحجي خلال محاضرته بعنوان (النفط والسياسة) الأسبوع الماضي إن تلاشي الطاقة الإنتاجية في دول أوبك وزيادة الطلب على الكهرباء في هذه الدول سيؤدي إلى تخفيض صادراتها من النفط، الأمر الذي سيدعم أسعار النفط على المديين القريب والمتوسط. وأشار إلى أن زيادة الطلب على الكهرباء ستؤدي إلى تحويل النفط من الصادرات إلى الاستهلاك المحلي في بعض الدول، بينما سيتم تحويل الغاز من عمليات الحقن في حقول النفط إلى محطات الكهرباء، الأمر الذي سيخفض إنتاج النفط في تلك الحقول. وشرح الحجي آثار سياسات استقلال الطاقة، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي تتحد فيها الأحزاب السياسية الغربية بكافة أطيافها ضد النفط والدول النفطية مقتنعين بأن استقلال الطاقة سيحل مشاكل العالم الحالية. وأكد على أن السياسات التي تدعم مصادر أخرى غير النفط والتي لا تدعمها قوى السوق سترتد على الدول المتبنية لها وستؤدي إلى أزمة طاقة خانقة فيها . وذكر أن دراسة اتجاهات الاستثمار في الدول المنتجة للنفط تفيد بأن تلك الدول نظرت إلى تهديدات استقلال الطاقة بشكل جاد وأنها انتهجت استراتيجيات استثمارية للرد عليها، وأشار إلى أن ردة فعل الدول المنتجة للنفط المتمثلة باستثمارات ضخمة في قطاعات البتروكيماويات والصناعات كثيفة الطاقة بالإضافة إلى انخفاض الدولار يسهم في تخفيض معدلات نمو الطاقة الإنتاجية للنفط بشكل لا يتواءم مع زيادة الطلب وبذلك تكون النتيجة الحتمية هي استمرار أسعار النفط في الارتفاع. وفيما يتعلق بعدم تأثر اقتصادات الدول الصناعية بارتفاع أسعار النفط في السنوات الماضية وبعلاقة انخفاض الدولار الأمريكي بارتفاع أسعار النفط ذكر الحجي أن السنوات الأربع الماضية هي الفترة الوحيدة في التاريخ التي شهدت ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وزيادة الإنفاق الحكومي، خصوصا الإنفاق على الأمن والدفاع في الوقت نفسه الذي انخفض فيه الدولار وأسعار الفائدة. وأكد على أن السياسات المالية والنقدية للدول الاستهلاكية أسهمت في منع أسعار النفط من التأثير على اقتصادات تلك الدول من جهة، كما أسهمت في زيادة الطلب على النفط ورفع أسعاره من جهة أخرى. من جهته قال رئيس الجمعية المهندس أحمد العتيبي إن الجمعية تضم أكثر من 820 عضواً نشطاً من المهنيين والإداريين في المملكة والطلبة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية وتقوم الجمعية بالعديد من النشاطات في مجال علوم الأرض والمتعلقة بصناعة الزيت والغاز كما تمارس نشاطات منها رحلات جيولوجية واستكشافية Field Trips داخل وخارج المملكة لدراسة طبقات الصخور والتراكيب الجيولوجية وتنظيم ورش عمل متخصصة للأعضاء لبحث المواضيع التقنية وإقامة مسابقات في مجال علوم الأرض لطلبة الجامعات واختيار الفائزين لحضور مؤتمرات دولية.