[سعود المسعودي]

	مفارقات ما بعد سقوط بغداد رحل نظام الاستبداد وحلت دكتاتورية الطوائف من ديكتاتور واحد يحكم البلاد , الى دكتاتوريات الطوائف والمذاهب والعرقيات. من عداء معلن وحب خفي للامريكيين , الى دبابات امريكية تجوب شوارع بغداد الابية. ومن نظام متشدد على اهله ومواطنيه , الى فوضى عارمة وضياع وتشتت. ومن أمن بالقوة الجبرية والمفرطة , الى قلق وخوف من القوة . ومن وحدانية حزب حاكم متغطرس وعنجهي , الى احزاب وحركات وتيارات بالجملة . من بضعة صحف حكومية موجهة وتتحدث عن لون واحد واتجاه واحد الى مئات الصحف التي لا تعرف ماذا تكتب او ماذا تريد. من محطة تلفزيونية تنطق باسم الحاكم وتكرس مبادىء التسلط , الى فضائيات ومحطات لا تنطق باسم المحكوم . من خدمات الحد الاعلى لقيادات واشخاص محددين في النظام الاستبدادي الى الحد الادنى من الخدمات التي لا تسمن ولاتغني من جوع . من ذل الحاكم المستبد الى مزيد من الاحتقار وذل فرضه المحتل على اعزاء القوم. من عروبة مصنوعة وشعارات لاهية بالية ممجوجة الى انسلاخ عن المحيط وعن الذات . من قصور فخمة كان صدام يتمتع بها لوحده , الى قصور يتمتع بها الاجنبي اليوم ويدنسونها بأحذية جنودهم . من شعارات واهية تتشدق بالوحدة , الى شعارات التقسيم والفدرالية والحكم الذاتي. من تماثيل وصور للدكتاتور صدام , الى تماثيل وصور لألف صدام جديد. من شعب مغلوب على امره يحب الحياة ويرغب في العيش بكرامة , الى شعب يهرب من الموت. من سرقات على يد حفنة صغيرة من طاقم صدام , الى سرقة الوطن بأكمله على يد من حرروا العراق من صدام. من مفاهيم ثورة العشرين ومبادئ التحرير , الى مفاهيم التبعية والالتصاق بمصالح الغرب. تلك هي بعض المفارقات التي طرأت على الوضع العراقي بعد خمسة اعوام على سقوط بغداد , ومن يدري , قد يكون الاتي اعظم , ويصبح العراق دويلات متعددة , ليبحث ابناؤه الشرفاء عن موقع قدم لهم فيه , ولو على مساحة تكفي لبناء قبورهم http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2008...0409186703.htm