[سعود المسعودي]

	والد فهد ومشاري: الدفاع المدني استخدم لإنقاذ طفليّ معدات عمرها 32 عاما رجال الدفاع المدني أمام فوهة البئر المدينة المنورة: علي العمري فاجأ والد الطفلين "فهد و مشاري" اللذين كانا قد لقيا حتفهما داخل بئر ارتوازية في مخطط الملك فهد في المدينة في الـ 8 من شهر مايو من العام الماضي، أعضاء الدائرة الـ 22 في ديوان المظالم خلال الجلسة التي عقدت أمس بعريضة تضمنت "أن المعدات التي استخدمت في محاولة فرق الدفاع المدني لإنقاذ طفليه بعد سقوطهما في البئر الارتوازية العام الماضي هي نفس المعدات التي استخدمتها فرق الدفاع المدني قبل نحو 32 عاما وذلك حينما سقط طفل في بئر قبالة شركة الكهرباء بطريق العنبرية، إذ ظلت الفرق تحاول إنقاذ الطفل على مدى 11 ساعة متواصلة وذلك قبل أن يتم انتشاله جثة هامدة". جاء ذلك خلال الجلسة التي استمع فيها أعضاء الدائرة إلى مذكرات الدفاع من قبل ممثلي الدفاع المدني وأمانة المدينة المنورة والتي طالب بها أعضاء الدائرة لتحديد المسؤولية في وفاة الطفلين، وبدا أن أمانة المدينة المنورة ومن خلال مذكرة الدفاع التي تلاها ممثل الأمانة أمام أعضاء الدائرة ألقت باللائمة حول مسؤولية وفاة الطفلين على الدفاع المدني، وهو ما يصطدم وفق أحد المحامين المكلفين بالترافع نيابة عن ذوي الطفلين الذي فضل عدم ذكر اسمه مع أنظمة البلديات التي تنص على أن تقوم الأمانة أو البلديات بتسليم الأراضي إلى الجهة المستفيدة أو الأفراد صالحة وخالية من أي شوائب. وطالب فريق المحامين خلال الجلسة من أعضاء الدائرة بضرورة توفر التقرير الشرعي الذي يتضمن أسباب وفاة الطفلين في إشارة منهم إلى أن الطفلين توفيا نتيجة لاستنشاقهما للغازات السامة التي كانت تصدر من لحام الأكسجين الذي استخدمه فريق الدفاع المدني في قص جوانب الجسم الحديدي للبئر، كما تضمنت مذكرة الادعاء أن الدفاع المدني يملك معدات متقدمة في مجال الإنقاذ والتي منها أجهزة لتزويد معدلات الأكسجين تحت الأنقاض وغيرها والتي لم تستخدم خلال الحادثة، إضافة إلى عدم قيام الفرق بالإنقاذ إلا بعد مضى ساعة ونصف من مباشرة الحادث، ومن المرتقب أن يحسم أعضاء الدائرة القضية في الـ 29 من شهر جمادى الأولى وذلك ليتسنى للدفاع المدني الرد على ما تضمنه رد الأمانة خلال الجلسة. يشار إلى أن والد الطفلين كان قد تقدم إلى ديوان المظالم مدعيا بأن وفاة طفليه فهد ومشاري كانت نتيجة لإخفاقات فرق الدفاع المدني وأمانة المدينة المنورة مطالبا بتعويض مالي يقدر بـ 10 ملايين ريال نظير الضرر الذي لحق به. وفند مدير عام الدفاع المدني في منطقة المدينة المنورة اللواء صالح بن سالم المهوس ادعاءات والد الطفلين بالقول إنه يتحمل شطرا كبيرا من المسؤولية وذلك لاعتبارات عدة، أولها أنه لم يقم بإبلاغ عمليات الدفاع المدني إلا بعد مضي نحو ساعتين من وقت سقوط الطفلين، فضلا على أن ما أقدم عليه الأب من تصرف في سبيل إنقاذ الطفل الأول لم يكن موفقا وذلك حينما قام بتوثيق الطفل الثاني بالحبال وإنزاله إلى جوف البئر بشكل رأسي مما ساعد على تساقط الأحجار الصخرية بمجرد سقوط الثاني وهو ما جعل إنقاذهما مسألة مستحيلة. وتساءل اللواء المهوس قائلا "عدة أعوام مضت على سكن الأب في المخطط الذي وقعت به الحادثة فكيف به لم يلحظ وجود البئر ولا سيما أنها لا تبعد عن مسكنه سوى أمتار قليلة؟ وعلق اللواء صالح المهوس حول ما أثير عن لجوء فرق الدفاع المدني إبان الحادثة إلى الاستعانة بمعدات من أمانة المدينة إضافة إلى قيام عمالة وافدة بأعمال الحفر ومساندة فرق الدفاع المدني قائلا: إن المسؤولين من الدفاع المدني خلال الحادث لم يتجاوزوا نظام الدفاع المدني الذي يتيح للدفاع المدني الاستعانة بأي جهة أخرى في سبيل الحماية المدنية أو الإنقاذ أو الإطفاء