أكثر من مليوني مكتتب .. وغموض الإدراج يضاعف الخوف من تجمد السيولة 39% نسبة تغطية أسهم «الإنماء» بعد يومي الاكتتاب أحمد العرياني ـ جدة، محمد العبد الله ـ الدمام بلغت عدد طلبات الاكتتاب في مصرف الانماء حتى نهاية اليوم الثاني للاكتتاب امس 526.7 الف طلب وتجاوز عدد المكتتبين في كافة البنوك المستلمة مليوني مكتتب (2.054 الف مكتتب) استثمروا مبلغا إ جماليا قدره 3907 ملايين ريال. وأكد بيان مشترك صادر عن سامبا كابيتال مدير الاكتتاب ومصرف الانماء ان بنسبة التغطية بلغت 39% تقريبا من اجمالي المبلغ المطروح للاستثمار واختلفت الوسائل التي تم الاكتتاب عن طريقها حيث بلغت نسبة الاكتتاب عن طريق القنوات البديلة 91% حسب قاعدة بيانات الاكتتاب فقد بلغت نسبة المكتتبين عن طريق الهاتف المصرف 20% فيما بلغت نسبة المكتتبين عن طريق تقنية الانترنت 16% والمكتتبين عن طريق الصرافات الالكترونية 55%. وأكدت سامبا كابيتال ان جميع الامور تسير حسب الخطة التي تم وضعها مسبقا بالتعاون مع مصرف الانماء من ناحية تزويد المكتتبين بنسب التغطية بشكل يومي لكي يتسنى للراغبين في الاكتتاب الاطلاع على النتائج الاولية وتحديد احتياجاتهم بمنتهى الشفافية. وكانت الارقام الكبيرة لحجم الاكتتاب ببنك الانماء في اليوم الاول فاجأت جميع التوقعات السابقة التي راهنت على تواضع الاقبال تبعا للتجارب السابقة، التي كانت تتسم بنوع من الهدوء والتراخي خلال الايام الثلاثة الاولى، بحيث تبدأ الوتيرة في التصاعد التدريجي مع اقتراب الفترة القانونية لاستقبال الاكتتاب، فيما سرت شائعات في السوق تفيد بعدم ادراج البنك قبل مرور عام واحد. وقالت مصادر مصرفية بالمنطقة الشرقية ان القنوات الالكترونية ما تزال سيدة الموقف لليوم الثالث على التوالي، نظرا لسهولة التعامل معها بخلاف الآلية التقليدية للاكتتاب في الفروع التابعة للبنوك المحلية، مشيرة الى ان السيولة بدأت الارتفاع منذ امس "الاربعاء" فبعد ان كانت النسبة الغالبة من المكتتبين تفضل الاكتتاب بنحو 200 سهم للفرد الواحد خلال اليومين الماضيين، سجلت الطلبات في اليوم الثالث اختلافا جذريا، بحيث شكلت الاكتتاب بنحو 300 سهم للفرد الواحد النسبة الكبرى، مما يشير الى ان الآمال الكبيرة في الحصول على هذه الارقام بدأت في التزايد بشكل ملحوظ، الامر الذي يفسر التحول الكبير لدى شريحة واسعة من المواطنين. وعزا محللون ماليون الاقبال الكبير على بنك الانماء في اليوم الاول لتزامن الطرح مع استلام الرواتب الشهرية للمواطنين، وبالتالي وجود السيولة المطلوبة للمشاركة بمبالغ مرتفعة، الامر الذي يفسر وصول التغطية 20% وتجاوز المكتتبين مليون شخص، حيث فضل الكثيرون المسارعة للاكتتاب تخوفا من نقص السيولة اللازمة. وقال المحلل المالي حسين الخاطر ان الارقام الكبيرة ليست مدعاة لإعادة النظر في العدد الاجمالي للمكتتبين مع نهاية اليوم الاخير للاكتتاب في بنك الانماء، فالعدد الاجمالي للمشاركة في الطروحات الاولية سيبقى ثابتا في كافة الاكتتابات القادمة، خصوصا اذا عرفنا ان شريحة واسعة من المواطنين اتخذت قرارا بعدم المشاركة في الاكتتابات مهما كانت المغريات، بسبب الاحباطات والخسائر الكبيرة التي لحقت بهم بعد الانهيار الكبير في عام 2006، مشيرا الى ان التقرير الصادر من متعهد الاكتتاب لحصيلة اليوم الاول لبدء انطلاق الاكتتاب، مرده لوجود السيولة المطلوبة لدى المواطنين، بسبب تزامن الطرح مع استلام الرواتب، موضحا ان الاقبال سيكون متواضعا للغاية لو كان الطرح في منتصف الشهر او في نهايته، وبالتالي فإن الارقام ليست دليلا على ارتفاع حجم المشاركة المتوقعة في نهاية المطاف، مؤكدا ان الامر اللافت في التقرير الصادر عن متعهد الاكتتاب يكمن في حجم السيولة العالية التي ضخت خلال اليوم الاول، مما يدفع اصحاب رؤوس الاموال لاعادة رسم السياسة الاستثمارية المستقبلية، خصوصا ان السيولة العالية ستقلل من حصص هذه الشريحة في الحصول على كميات مرتفعة من الاسهم بعد التخصيص. وعلى الصعيد ذاته، ذكر متعاملون في سوق الاسهم المحلية، ان شائعات قوية بدأ ترويجها البعض تفيد بتأخير ادراج بنك الانماء في السوق، لفترة طويلة قد تصل الى عام تقريبا، وذلك خلافا للمعلومات التي تتردد حاليا بعدم تجاوز الفترة الفاصلة بين فترة انتهاء عملية الطرح الاولي عن الادراج ثلاثة اشهر. وقالوا ان الهدف من وراء بث هذه الشائعات يكمن في احداث ردة فعل سلبية لدى صغار المستثمرين، خصوصا ان البعض يتخوف من تجمد السيولة لفترة طويلة، وبالتالي فإن البعض سيعمد لاتخاذ قرار بعدم المشاركة في الاكتتاب، مما يصب في مصلحة بعض الاطراف في زيادة الحصة الاجمالية بعد التخصيص، مشيرين الى ان التقرير الصادر عن متعهد الاكتتاب دفع تلك الاطراف لاطلاق الشائعات في السوق، خصوصا ان الاقبال شكل صدمة كبيرة لدى الكثير من كبار المستثمرين.