إعادة خنجر لغائب عن مجلس الصلح تشعل شرارة الجريمة
سكين «خواجة » ترمل زوجة بـ 9 أبناء
قايد آل جعرة - نجران
شهد حي رير بنجران مؤخرا جريمة قتل إثر خلاف بين شخصين من سكان الحي تربطهما اواصر قربى ودم إذ سدد احدهما طعنة بسكين في قلب الآخر اودت بحياته ليضع حدا لخلافهما بنهاية مأساوية. وتعود الاسباب الى وضع الجاني ح.م.ع “45 عاما” خنجرا (جنبية) عند المجني عليه م.ص.ز “50 عاما” كعرف قبلي ورهن في الحق لينهي خلافا بين الجاني وأحد أقاربه من خلال مجلس صلح يعقده المجني عليه.. إلا أن الجاني لم يحضر المجلس مما دفع المجني عليه بإعادة الخنجر إلا أن الجاني لم يقبل ذلك قبل الحصول على حقه فوقعت بينهما مشادة كلامية تطورت الى ضرب المجني عليه للجاني ضربا مبرحا قبل ان يتدخل بعض أهالي الحي لفك الاشتباك الذي يبدو انه قد بدأ ولم ينته إذ قام الجاني ح.م بملاحقة المجني عليه بسيارته داخل الحي ونجح في إيقافه بالقوة ثم ترجل من سيارته فيما ترجل المجني عليه هو الاخر وسط الشارع العام فباغته بطعنة بسكين خواجة “رداد” كانت بحوزته في صدره فأردته قتيلا وفر هاربا من الموقع إلا أن أحد المواطنين الذي كان مارا بالموقع عند إرتكاب الجريمة قام بإسعاف المطعون ونقله الى مستشفى نجران العام فيما تعرف على أوصاف الجاني قبل هروبه وحدد وجهته ونوع سيارته الصالون.
القبض على الجاني
وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة نجران العقيد ابراهيم بن محمد الحارث ان غرفة العمليات الرئيسية لشرطة المنطقة تلقت بلاغا من شرطة مستشفى نجران العام يفيد بوصول شخص مصاب بطعنة في الصدر حيث أسعفه احد المواطنين واحضره الى طوارئ مستشفى نجران العام وتبين انه أصيب بطعنة نافذة في القلب.وأضاف أن رجال الأمن المتواجدين بالمستشفى تحفظوا على المسعف واستمعوا لأقواله حيث دلهم على موقع الجريمة وزودهم بأوصاف الجاني فتم تمرير المعلومات لغرفة العمليات الرئيسية لشرطة المنطقة حيث وجه مساعد مدير شرطة منطقة نجران للأمن الجنائي اللواء سعيد بن شايع القحطاني تعميما بالبحث عن الجاني وإستنفار كامل للدوريات الأمنية ونقاط التفتيش على مستوى المنطقة ومحافظاتها وتعميم أوصاف الجاني لمنعه من الهروب كما وجه الأدلة الجنائية برفع البصمات من مسرح الجريمة حيث لم يجد الجاني مفرا للهرب من داخل الحي أو الوصول الى منزله سوى ان يسلم نفسه لمركز شرطة الجربة القريبة من موقع الجريمة اثر ملاحظة للانتشار الأمني في جميع المواقع حيث فتح ملف التحقيق معه لمعرفة دوافع الجريمة. وأشار العقيد الحارث بأنه تم توجه ضباط وأفراد مركز الجربة التي تقع الجريمة في حدودهم الى مستشفى نجران العام للوقوف على وضع حالة المطعون مشيرا بأن ملف القضية أحيل الى هيئة التحقيق والادعاء العام بالمنطقة بحكم الاختصاص.
وحرصا من رجال الأمن لاحتواء أية ردة فعل من قبل أقارب المجني عليه وجه مساعد مدير شرطة منطقة نجران للأمن الجنائي اللواء سعيد بن شايع القحطاني رجال البحث والتحري بالتحفظ على أولاد المجني عليه وأقاربه داخل مركز شرطة الجربة وإفهامهم بأن الجاني في قبضة رجال الأمن وهو رهن التحقيق.
اختراق القلب
أعلن قسم طوارئ مستشفى نجران العام حالة الطوارئ والاستنفار فور استقبالها شخصاً مطعونا بسكين في صدره حيث حضر جميع أطباء العيادات في محاولة لإنقاذ حياة المطعوناً الذي وصل اليهم ودمه ينزف بقوة حيث بذلوا جهدا كبيرا من خلال تقديم الاسعافات لإيقاف النزيف ومحاولة إنعاش قلبه إلا أنه لفظ أنفاسه بعد ربع ساعة من وصوله للمستشفى اذ أن الطعنة قد تمكنت من اختراق القلب لتنهي حياته.
حزن عميق
خيم الحزن على حي رير جنوب نجران على المجني عليه الذي رحل من الدنيا تاركا زوجته وستة أبناء وثلاث بنات أصغرهم في السنة الأولى من عمرها.
وفي منزله سقطت زوجته مغشيا عليها عندما جاءها النبأ كالصاعقة إذ لم تتوقع بأن آخر لحظة لحياة شريك حياتها معها كانت هي وجبة الافطار التي اعدتها له وناولته القهوة العربية من يديها في ذلك الصباح مع ابنائه التسعة.. وجاءها الخبر وهي تعد وجبة الغداء التي لم ولن يأكلها.
تواصل التحقيق
ومازالت التحقيقات جارية من قبل المحققين بهيئة التحقيق والادعاء العام لمعرفة دوافع الخلاف الذي قاد الجاني لارتكاب جريمته. وقال رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام بالمنطقة سعد بن عايض الشهراني ان القضية تحت الاجراء ومازال التحقيق مستمرا فيها مشيرا بأن النظام يمنع الحديث في تفاصيلها.