واجه مداخلات ساخنة في لقاء الحوار الوطني
وزير العمل: لو أوقفنا الاستقدام ستة أشهر لن يبقى عاطل
عبدالله اليوسف، عارف العضيلة، ماجد المرشد - بريدة
بصراحته المعهودة اعترف وزير العمل د. غازي القصيبي بأن وزارته رضخت لمطالب شريحة كبيرة من المجتمع تعارض سياسة الحد من الاستقدام وأصدرت لدواعي الطفرة الاقتصادية خلال العام الماضي ما يقارب مليون و700 تأشيرة عمل وهو أعلى رقم في تاريخ الاستقدام بالمملكة وقال انه أقدم على ذلك وهو يشعر بالحزن وكأنه يتجرع السم مؤكدا انه لو تم ايقاف الاستقدام ستة اشهر فقط لن يبقى في المملكة عاطل أو عاطلة عن العمل.
جاء ذلك في كلمة ألقاها د. القصيبي في بداية جلسة العمل الرابعة في اللقاء السابع للحوار الفكري التي عقدت في بريدة أمس بعنوان “واقع العمل ومطالب المجتمع.. حوارات المشاركين مع وزارة العمل” وادارها مدير جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية د. سليمان ابا الخيل.
وقال وزير العمل ان وزارته استطاعت ان توظف ما يقارب 50 ألف مواطن ومواطنة كل سنة خلال السنوات الماضية وهو رقم لا يصل الى طموحات الوزارة واذا لم يتضاعف خلال السنوات المقبلة لن نستطيع القضاء على البطالة ويجب ان ينظر بشكل جدي في موضوع المزايا بين القطاعين العام والخاص.
مشكلة وزارة العمل
واضاف ان المشكلة التي تعاني منها وزارة العمل هي انها تحاول توظيف من لا يرغب في الوظيفة عند من لا يرغب في توظيفه لافتاً الى ان رغبة طالبي العمل في القطاع العام اكثر منها في القطاع الخاص بسبب محفزات كثيرة منها الأمن الوظيفي والرواتب والاجازات وغيرها من المحفزات التي يفتقدها القطاع الخاص.
وأشار إلى ان وزارة التخطيط ذكرت ان مؤهلات 80% من العاطلين دون مستوى التعليم الثانوي قائلا ان هذه مؤهلات لا نستطيع ان نظلم بها أصحاب العمل في القطاع الخاص.
وقال نحن الذين ابتلينا بمواقع المسؤولية يجب ان نتكلم ونسمع صدى أصواتنا ونحن بحاجة بين الوقت والوقت الآخر إلى ان نسمع من المجتمع الذي نعيش فيه النصح بقدر ما نسمع منه التقويم ونسمع منه الارشاد بقدر ما نسمع منه النقد فالحق أقول لكم ان الوزير مواطن عادي حمل مسؤوليات غير عادية وهو يحتاج بشكل كبير إلى ان يستعين بكم لتقوموه اذا اخطأ ولتنصحوه اذا أخل ولتخبروه اذا كنتم راضين عن ادائه أو لم تكونوا.
واضاف ان وزارة العمل وأية وزارة هي بيئة صغيرة تعمل ضمن بيئة كبيرة هي بيئة المجتمع ولا يمكن للبيئة الصغيرة مهما كانت فعالياتها او نشاطها او شفافيتها او حرصها ان تنجح دون دعم كبير ومستمر ومتواصل من بيئة المجتمع.
ولا يمكن لأية وزارة ان تخالف توجهات وطموحات شريحة كبيرة من المجتمع حيث تحدث الناس كثيراً عن ضرورة ترشيد الاستقدام وصدرت قرارات متتالية للحد منه وقد بدأنا بوزارة العمل.
استراتيجية التوظيف
وعن استراتيجية التوظيف التي رفعت للمجلس الاقتصادي الأعلى قال انها اعدت من دار سعودية متخصصة وقابلة للنقاش والحذف والاضافة.
وبعد كلمة وزير العمل توالت مداخلات المشاركين والمشاركات في اللقاء كالقذائف خاصة من العناصر النسائية على مدى ساعة ونصف الساعة وقالت عزة الدغيثر في مداخلتها ان الشكوى مستمرة من وجود الرشوة في مكاتب العمل من اجل انهاء المعاملات وتسهيل منح التأشيرات وبيعها مضيفة انها سبق ان ارسلت شكوى بهذا الخصوص لوزير العمل واذا لم تصله فتلك مشكلة اخرى. واشتكت من البروقراطية وتعطيل الاعمال.
لا عذر للبطالة
وقال الشيخ صالح المغامسي في مداخلته ان دخل الدولة كبير ولا عذر لوجود بطالة مطالباً وزير العمل بصرف النظر عن التركيز على الاهتمام بالمهن الدنيا وتحويله للوظائف الاكبر.
ورأت هدى الجريسي ان الوزير يتجنب الالتقاء مع سيدات الاعمال واللجان النسائية بالغرف التجارية وطالبت بحوار قائلة انها تنتظر اجابة توضح ما حل بالقرار رقم 120.
وجاءت اقوى المداخلات في الجلسة من مدير جامعة الملك سعود د. عبدالله العثمان الذي قال ان هناك اكثر من خمسة ملايين فرصة عمل للسعوديين بالقطاع الخاص غير مستغلة في الشركات القادمة بقوة للسوق السعودية التي اصبحت سوقاً عالمية.واضاف مستطرداً نريد ان تبلغ الجامعات بالوظائف المستقبلية حتى تعيد صياغة مخرجاتها واستغرب افتتاح كليات ومعاهد تابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لا تعلم بها الجامعات الا عبر الصحف.
التشهير بالمخالفين
د. اسماء باهرمز طالبت في مداخلتها باعلان اسماء الشركات المخالفة التي يوقف عنها الاستقدام لكي يعرفها المجتمع.اما سهير فرحات فطالبت باقرار العمل الجزئي للمرأة وعدم مساواتها بالرجل.. واعتماد اجازة امومة طويلة الامد وليست اجازة ولادة.. وقالت ان اجازة الـ15 يوماً التي تمنح للموظفة التي يتوفى زوجها مخالفة لتشريع العدة التي يلزمها بالتزام بيتها لمدة اربعة اشهر وعشرة ايام. واقترحت عائشة ننو اعطاء اهتمام اكبر بتوظيف المرأة لتشجيع القطاع الخاص على توظيف السعوديات أسوة بقرار وزارة العمل باحتساب توظيف المعاق بأربعة موظفين في نسبة السعودة.