500 عربي وأفريقي يمارسون كل المهن
جريمة قتل وراء اكتشاف أكبر جبل لإيواء المتخلفين
حاتم المسعودي - مكة المكرمة
كشف مقتل المجهول اليمني في جبل حي المعابدة عن أكبر جبل لإيواء المجهولين من الجنسيتين اليمنية والإفريقية إذ يضم أكثر من 500 متخلف يعملون في السباكة والحدادة والنجارة والكهرباء والبنيان وغيرها من الاعمال.
الجريمة التي وقعت في الجبل الخلفي للقهوة المشهورة في مكة المكرمة قهوة اليماني أثارت الرعب في نفوس المواطنين من سكان الحي وحتى من قبل الوافدين المقيمين بطريقة نظامية والذين يتخذون الحي مكانا لسكنهم كما ان العمالة السائبة التي تعيش في الجبل استغربت مقتل هذا العامل خاصة وان أعين رجال الأمن اصبحت ملقاة عليهم لكشف القاتل فقرر البعض منهم الهروب الى موقع آخر خوفا من انقضاض رجال الأمن عليهم وترحيلهم.
"عكاظ" تجولت في الموقع بمرافقة أحد المجهولين بالجبل بعد ان طالب بأن تكون هنالك مسافة بينه وبين المحرر حتى لايتم القبض عليه حيث قال المدعو محمد علي (يمني) إنني أعيش في هذا الجبل منذ عشر سنوات واعمل في السباكة والكهرباء واي عمل آخر يعود لي من ورائه مال حتى لو كنت لا اعرفه.
واضاف ان جميع من يقطنون الجبل سواء من أبناء جلدته وأفارقة هم متخلفون ويعملون في اعمال مختلفة وذلك بالوقوف على الطريق الى ان يأتي احد السعوديين الراغبين في تشغيل العامل في عمارة أو بيت.
مشيرا أن قضية القتل التي حصلت كانت فاجعة لهم خاصة وان الشخص يمني.
مبينا ان يوم الحادث كان يعمل في أحد المنازل ولم يعلم بالجريمة الا عندما وصل الى الجبل في ساعة متأخرة بعد أن أخبره أحد ابناء جلدته مرجحا أن تكون اسباب القتل دوافع مالية مشيرا الى انه لاتربطه علاقة بالمقتول وان البعض من اليمنيين في الموقع قد يعلمون ولكن هنالك تحفظ فيما بينهم مؤكدا ان البعض من المقيمين في الجبل قرروا الهروب من الموقع خوفا من قبضة رجال الأمن بعد الجريمة التي حدثت.
واضاف ان المجهولين اليمنيين المقيمين في الجبل قسموا الجبل فيما بينهم من حيث مواقع النوم وحفظ الأمتعة والجلوس والخلاء.
مواجهة بؤر الفساد
من جهتهم أوضح عدد من المواطنين المجاورين للجبل الذي وقع به الحادث ان حياتهم وحياة اسرهم معرضة للخطر في ظل وجود عدد كبير من المجهولين بالجبل وان الحملات التي تقوم بها الجوازات مقتصرة على الشوارع دون النظر الى الكم الهائل من المخالفين الموجودين على سفوح الجبال مشيرا الى وجوب ان تكون هنالك جولات على جميع جبال مكة لتنظيفها من بؤر الفساد.
خلال الجولة في الجبل رصدت عدسة "عكاظ" عدة مواقع يتخذها المتخلفون أماكن للنوم وحفظ ملابسهم وايضا معداتهم التي يستخدمونها في العمل بالاضافة الى عدد كبير من علب السجائر وقوارير كولونيا حيث يفترشون الكراتين الفارغة ويتناولون الغداء بشكل جماعي وما ان تبزغ شمس كل يوم حتى يهبط هؤلاء الى الشارع العام بحثا عن زبائن في مهن متعددة لعل ابرزها السباكة والنجارة والتحميل والتنزيل وغيرها من اعمال المقاولات.
تعاون المواطن
وأوضح الرائد عبدالمحسن بن عبدالعزيز الميمان الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة ان جريمة القتل التي حدثت لأحد أبناء الجالية اليمنية لايزال التحقيق يجري فيها لكشف ملابساتها، مؤكدا ان تواجد هؤلاء على قمة الجبل هو مخالفة للانظمة وبالتالي فإنه يتعين على المواطنين عدم التعامل معهم أو إيوائهم مشددا على ان المواطن هو رجل الأمن وانه قادر بعد الله على محاربة هذه السلوكيات الخاطئة بتعاونه من حيث عدم توفير العمل للمتخلفين والمخالفين للأنظمة.