الوضع الصحي مأساوي ومخزون الطوارئ يكفي لأيام
غزة تغرق في مياه ملوثة وآلاف الأطنان من النفايات

ردينة فارس ـ غزة
وسط مخاوف من تفاقم الاوضاع الإنسانية في غزة بعد وقف (الاونروا) تقديم المساعدات لـ 800 ألف لاجئ بسبب نفاد الوقود دعا منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سوري إسرائيل إلى التوصل إلى حل لأزمة الوقود في القطاع . ودعا جميع الأطراف العمل لتجنب المزيد من المعاناة للسكان المدنيين مشيراً إلى ان رابطة أصحاب محطات الوقود توقفت عن تزويد السكان بالوقود احتجاجاً على القيود التي تفرضها إسرائيل.
من جهتها أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية أن أزمة الوقود في غزة أجبرت فرق المنظمة على تقليص نشاطاتها في ان الوضع قد يصبح مأساويا بسرعة. وأعلنت المنظمة ان نشاطاتها الطبية في غزة تتعرض لعراقيل جمة حاليا نتيجة لأزمة الوقود وان فرقها اضطرت إلى تقليص زياراتها لتقتصر على المرضى الأسوأ وضعا أي على خمس المرضى المسجلين في برامجنا العلاجية ما بعد العمليات. وقال رئيس بعثة المنظمة الطبية في غزة دانكن ماكلين ان توقف عملياتنا قد يؤدي إلى تدهور حاد في الوضع الصحي لمعظم المرضى". وأضاف حاليا تستخدم أطباء بلا حدود مخزون الطوارئ ولا تملك من المحروقات الا ما يكفي لعشرة أيام. وفي حال عدم استئناف الإمدادات قد يمسي الوضع مأساويا بسرعة كبيرة.
الحياة في قطاع غزة أصيبت بالشلل التام وبدأت القطاعات الصحية والتعليمية والاقتصادية تنهار الواحدة تلو الأخرى جراء الحصار الخانق، واضطرت البلديات التي تقوم بخدماتها اليومية للمواطنين للتوقف نهائياً عن العمل ما أدى إلى تكدس آلاف الأطنان من النفايات الصلبة في الشوارع ، وغرقت الشوارع بالمياه العادمة بعد توقف المضخات عن العمل.
وبحسب مصادر بلدية مدينة غزة، فإن أكثر من ألف طن من النفايات تتدفق يومياً إلى الشوارع..ويضطر الـمواطنون وأصحاب الـمحال والـمصالح التجارية إلى إضرام النار في القمامة للتخلص من الأكوام الـمتراكمة ، الأمر الذي أصبح ينذر بكارثة بسبب انتشار الدخان الملوث في الجو ، وبدأ القلق ينتشر بين المواطنين الذين عبروا عن تذمرهم وخشيتهم من انتشار الأوبئة، لا سيما في الأجواء الحارة والخماسينية.
وبسبب هذه الأوضاع انتشرت الأمراض بين الأطفال الصغار حيث أكد أحد الأطباء في مستشفى النصر للأطفال التخصصي بمدينة غزة ارتفاع معدل إصابة الأطفال بالحمى الشوكية والنزلة الـمعوية الناتجة عن تلوث الجو، معرباً عن خشيته من ارتفاع الـمعدلات بشكل أكبر خلال الأيام الـمقبلة. وحذّر رئيس قسم الوبائيات بوزارة الصحة د. مجدي ظهير من حدوث مشكلة صحية حقيقية يمكن أن تكون مصدراً لأمراض معدية وأوبئة خطيرة قد تنتشر بسرعة