الفلكي الزعاق يتوقع هجمات مباغته لدخول السنة الغبارية
الغبار يستنفر مستشفيات القصيم ويعرقل طيران ومرور حائل

أحد الشوارع في مدينة حائل ويبدو الغبار وانخفاض الرؤية
بريدة، حائل، الزلفي: تركي المحارب، عايض المطيري، بندر العمار، محمد المحيا
تواصلت أمس موجة الغبار التي اجتاحت منطقتي القصيم وحائل أول من أمس بشكل كثيف تعذرت معه الرؤية الأفقية في الكثير من المواقع، مما أدى إلى ازدياد مراجعي المستشفيات والمراكز الصحية من مرضى الربو والحساسية بمدن القصيم، وإرباك جدول الرحلات بمطار حائل وعرقلة الحركة المرورية في الشوارع.
وفيما أعقبت موجة الغبار الأجواء الربيعية التي شهدتها منطقة القصيم جراء هطول الأمطار مؤخرا، أوضح مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة القصيم الدكتور عاطف بن محمد سرور لـ"الوطن" أن 16مستشفى و 136 مركزاً صحياً بالمنطقة على كامل الاستعداد و الجاهزية لاستقبال المراجعين المرضى الذين يعانون من مرض الربو نتيجة الغبار الذي غطى أجواء المنطقة أمس.
وأكد أنه قد تم التوجيه بتواجد جميع الكوادر الطبية والفنية بها وتجهيز الأجهزة الطبية وذلك سعياً لتقديم أعلى مستويات الخدمة العلاجية مهيباً بالمواطنين اتقاء الأجواء الخارجية خلال هذه الأيام نظراً للتقلبات الجوية المتوقعة.
وأشار الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك المشرف على المرصد الفلكي ببريدة إلى أن موجة الغبار التي شهدتها منطقة القصيم كما هي المناطق الشمالية الغربية والوسطى والشرقية قد تدنت معها درجة الرؤية إلى 50 مترا تقريبا في الصباح الباكر بسبب تأثرها بمرتفع جوي قادم من الشمال حاملا في طياته الغبار والأتربة.
وأضاف أن المملكة من محطات الغبار العالمية إذ إنها تقع في النطاق الصحراوي المداري الجاف لغرب القارات وتقع أيضا تحت سيطرة منخفض الهند الحار في الصيف ومرتفع سيبيريا في الشتاء مما يجعلها في مهب الرياح القارية الجافة التي تحدث عواصف رملية تحمل في طياتها الغبار والرمال والأتربة فتؤدي إلى تغير لون السماء من الأزرق إلى الأحمر الباهت أو الأصفر الغامق ومن المتوقع أن الغبار هذه السنة سيأتي على شكل هجمات مباغتة لدخول مرحلة السنة الغبارية، لافتا إلى أن الغبار ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما غبار محلي وغبار مستورد والمحلي يتشكل في الفترات الانتقالية غالبا أي في فصلي الربيع والخريف وعند التصادمات الجبهية والمستورد ينقسم إلى قسمين مستورد من خارج الجزيرة العربية ومستورد محلي أي ينتقل من منطقة إلى منطقة ثانية والمستورد الخارجي يأتينا عبر الرياح الشمالية من روسيا وجبال التبت في الصين وزاجرس في إيران وكذلك من صحراء الشام ولونه أبيض كالدقيق وغالبا تكون جزيئاته عالقة مع حرارة الشمس وإذا غربت الشمس يترسب الغبار على الأشياء أما المستورد الداخلي فيأتينا عبر الرياح الجنوبية أي إنه ينتقل إلينا من صحراء الربع الخالي ووادي الدواسر ويكون لونه مشوبا بحمرة، منبهاً إلى أن هذه السنة تعتبر من السنوات الغبارية إذ إن للغبار دورة طقسية كدورة المطر والحرارة.
وفي حائل، أدت موجات من الغبار حلت على المنطقة أمس إلى انعدام مدى الرؤية على المدى القريب، وتأجلت عدد من الرحلات الجوية القادمة إلى مطار حائل الإقليمي، ولجأ عدد من المواطنين والمقيمين لوضع كمامات قماشية على وجوههم لحمايتهم من الغبار بشكل ملحوظ.
وفي اتصال أجرته "الوطن" بمدير مكتب الخطوط السعودية في حائل مبارك الدوسري أكد تأجيل رحلة حائل- جدة إلى حين تحسن الأحوال الجوية.
كما أدت موجات الغبار التي شهدتها المنطقة إلى ازدحام شديد على الطرقات السريعة لمدينة حائل، وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة منطقة حائل المقدم عبدالعزيز الزنيدي أنه لم تزد نسبة الحوادث بشكل ملحوظ هذا اليوم بل تكاد تكون معدومة.
وقال المواطن حبيب عبدالعزيز الرشيدان إنه وعلى الرغم من مرور المنطقة بموجات غبار خلال هذه السنة إلا أن كثافته هذه المرة كبيرة مستغربا من التحولات التي يشهدها الطقس في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
وكان مستشفى الزلفي العام والمراكز الصحية بالمحافظة استقبلت أمس أكثر من 50 حالة ربو وحساسية بطلب الأكسجين من بينها حالة واحدة حرجة أُدخل المريض على إثرها المستشفى للتنويم.
ذكر ذلك مدير مستشفى محافظة الزلفي الدكتور محمد بن علوان الشمراني، وقال الشمراني إن موجة الأتربة والغبار التي اجتاحت محافظة الزلفي تسببت بارتفاع حالات الإصابة لدى البعض،واحتياجهم للأكسجين.
و أوضح مدير مدرسة عمر بن عبدالعزيز الابتدائية موسى بن عبدالعزيز البحر أنه من الضروري مساعدة الطلاب ولاسيما مصابي مرضى الربو والحساسية، مشيرا إلى أن المدرسة وزعت 300 كمام على الوجه لجميع الطلاب دون استثناء، بهدف تجنيبهم المخاطر، وتعويدهم على السلوك الصحي السليم