الصراعات في الأندية تهدّد الموسم الرياضي القادم
مجموعات « الضد » تحارب المناقشات الهادئة البعيدة عن التعصب
بما أن المسابقات المحلية ستنطلق مطلع رمضان القادم أي بعد ثلاثة أشهر تقريبا فان هذا يجعلنا نطالب بأن تستغل فترة الثلاثة أشهر لمعالجة بعض المشاكل التي تضرب بأطنابها داخل بعض الأندية والتي إن استمرت ستؤثر قطعا على الرياضة السعودية بشكل عام. بعد النجاحات التي تحققت في الموسم الماضي .. وبعد الخطوات الجريئة التي اتخذتها الاتحادات الرياضية لمعالجة الأخطاء .. وبعد المواقف الحازمة التي تسجّل لمقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب نجد بأن استمرارية هذه النجاحات يتطلب القضاء على ما تبقى من خلافات خلقت الفوضى داخل وسطنا الرياضي. كل ما نخشاه أن تؤثر هذه الفوضى على النجاحات التي تحققت فنعود إلى نقطة الصفر بفعل فاعل أو تصرفات لا مسؤولة أبطالها يبحثون عن بقائها لأنها تخدم مصالحهم .. أو منتسبين للإعلام الرياضي لا يهمهم إصلاح الوضع الرياضي العام بقدر ما يهمهم الدفاع عن مكتسبات حققوها يدافعون عنها بكل ما أوتوا من طرح وضيع لا يرقى للغة الكبار التي دائما تهدف إلى كل ما يخدم المصلحة العامة. في بعض أندية الوطن خلافات ولّدت انقسامات ألقت بظلالها على النتائج في الموسم الرياضي المنصرم وتألمت جماهير هذه الأندية لما وصلت إليه ولأنها لا تملك عصى سحرية وقفت متفرجة تراقب الوضع من بعيد. القرارات الفردية .. الانقسامات الشرفية .. التخبطات الإدارية والمالية كلها عناوين لهذه الفوضى التي لا زالت بعيدة عن أسلوب المعالجة المنتظر.
ندرك بأن أعضاء الشرف يحق لهم محاسبة رؤساء الأندية على الإخفاقات والتجاوزات من خلال الجمعيات العمومية .. لكن أين هي هذه الجمعيات ؟!! .. أمام غياب الجمعيات فان تشكيل لجنة " تقصي الحقائق " ولجنة أخرى لحل الخلافات قد يكون منفذا من خلاله نعبر نحو القضاء على كل ما قد يعكّر صفو قطاع الرياضة والشباب.
ما يقلقنا حاليا ونحن نعيش فترة توقف تزيد على ثلاثة أشهر هو أن تبقى هذه الخلافات كما هي ونبدأ موسما قادما مشوها وأملنا كما تعودنا أن يأمر سمو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد بتشكيل لجان لزيارة هذه الأندية والعمل على تقارب وجهات نظر الأطراف المختلفة بما يكفل ضمان حقوق الجميع ( رؤساء الأندية وأعضاء الشرف ) وبما يجعل الجميع شركاء في تحديد مصيرها ورسم مسيرتها بعيدا عن التفرد بقرارات أثبتت الأيام فشلها لأنها تصدر " نكاية " بالبعض وليس من أجل مصلحة هذه الكيانات.
يا أمير الشباب .. يا عضد أمير الشباب .. من الظلم أن تخدش جماليات رياضتنا بسبب خلافات بين أشخاص يتصارعون فيما بينهم بحثا عن لعب أدوار قد تكون لهم حقا أو قد لا تكون .. من الظلم أن يشوه الوجه المشرق لرياضتنا بسبب حفنة من الملايين تدير أنديتنا بعيدا عن الفكر الرياضي .. من الصعب أن يجنّد شلة من الضعفاء لمهاجمة رموز خدمت رياضة الوطن بكل إخلاص. يا أمير الشباب .. يا عضد أمير الشباب .. ظهرت لنا في الآونة الأخيرة مجموعات " الضد " التي تحارب كل من ينتقد أوضاع هذه الأندية بصدق بعيدا عن المجاملة .. هذه المجموعات إن استمرت ستشكل خطرا على وسطنا الرياضي.
الجماهير السعودية كانت ولا زالت وستبقى تضع آمالها في قيادتنا الرياضية التي ستتصدى بإذن الله تعالى لما تعانيه أندية (الاتحاد – القادسية – أحد – الطائي – الوحدة) من خلافات واختلافات ستختفي في موسمنا الرياضي القادم.
محايد