[سعود المسعودي]

أمانة المدينة تلقي باللائمة في مقتل فهد ومشاري على المكاتب الهندسية


المدينة المنورة: علي العمري

تراجعت أمانة المدينة المنورة أمس أمام ديوان المظالم في المدينة عن إصرارها بأن الأراضي التي سبق أن منحت للمواطنين في مخطط الملك فهد قد سلمت لهم خالية من الشوائب، حيث ذكر ممثل الأمانة أمام أعضاء الدائرة أن مشكلة الأراضي تكمن في المكاتب الهندسية التي تتولى توزيع الأراضي على المواطنين دون الوقوف على الطبيعة.
ويأتي ذلك التراجع من قبل الأمانة بعد أن قدم والد الطفلين "فهد ومشاري" لأعضاء الدائرة أدلة دامغة تثبت بأن الأرض التي كانت تحتضن البئر التي سقط فيها الطفلان يوم 7 مايو عام 2007، هي في الأصل زراعية وليست أرضا سكنية، كما تزعم الأمانة، مقدما بذلك صورة تظهر بعض الأسوار الجانبية للمزرعة وبعض المناهل التي تمر منها مياه السقيا، وهو ما دفع بأعضاء الدائرة إلى الاقتناع بالقيمة المادية لتلك الصور، وضمها إلى ملف القضية التي باتت تشغل الرأي العام منذ عام.
وتعود حادثة مصرع الطفلين إلى مساء يوم 7 مايو عام 2007 حينما كان الطفلان يلعبان الكرة قبالة مسكنهما في مخطط الملك فهد، وذلك قبل أن يسقط أحدهما إلى جوف البئر الارتوازية التي يقدر عمقها بنحو 12 مترا وسعة فوهتها 12 بوصة، ويتبعه الثاني محاولا إنقاذه.
وقد باشرت فرق الدفاع المدني في المدينة الحادثة في ذلك الحين وظلت فرق الإنقاذ تحاول على مدى 10 ساعات متواصلة تجاوز الأزمة التي انتهت بمصرع الطفلين اللذين أخرجت جثتيهما تباعا، أمام عيون والديهما وأقاربهما، وذلك بعد أن قامت فرق الدفاع المدني بحفر خندق مواز للبئر أسهم في الوصول إلى جثتي الطفلين.
يذكر أن أحد الطفلين كان يطلب الماء قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
ووفقا لدعوى الأب، فإنه يرى أن الدفاع المدني لم يتمكن من تجاوز الأزمة سريعا، وذلك وسط إخفاقات متتالية اقترنت فيها عدم جاهزية الآليات وتكرار عطل المعدات بضعف الكفاءات البشرية، في حين حمل أمانة المدينة المنورة المسؤولية عن تواجد البئر الارتوازية وسط حي سكني معتمد كمخطط سكني من قبل الأمانة. ويطالب والد الطفلين بتعويض قدره 10 ملايين ريال عما لحق به من ضرر إثر فقدانه نجليه فهد ومشاري.