عرض مشاركة واحدة
قديم 06/06/08, (08:34 PM)   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
عساف دخنان
اللقب:
عضو نشيط جدا
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عساف دخنان

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 16
المشاركات: 424
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم: 62
نقاط التقييم: 160
عساف دخنان متميزعساف دخنان متميز


الإتصالات
الحالة:
عساف دخنان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عساف دخنان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: تكملةهجرة بعض قبائل عنزة من نجد والحجاز وأسبابها


هجرة بعض قبائل عنزة من نجد والحجاز وأسبابها
الجزء الرابع

• أحداث الجدب في القرن الرابع عشر هجري : 1310
هـ وفي هذه السنة وقع في مكة المشرفة وباء أيام الحج ، مات فيه خلائق كثيرة.. المصدر – صفحة 115 – عقد الدرر لابن عيسى 1319هـ وفي هذه السنة وقع في مكة المشرفة وباء أيام الحج ، مات فيه خلائق كثيرة.. عقد الدرر ابن عيسى صفحة 117 المصدر – صفحة 117 – عقد الدرر لابن عيسى وفي سنة 1320هـ وقع في بلدان نجد وباء مات فيه خلائق كثيرة... المصدر – صفحة 117 – عقد الدرر لابن عيسى
• تعليق مجمل على أحداث هذا القرن وما سبقه: بالنسبة لأحداث هذا القرن نلاحظ أن ما ذكر تقريبا 3 أخبار ، وشهد هذا القرن اختلافا ً جذريا للحياة المعيشية في الجزيرة العربية ، حيث قيض الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود موحد الجزيرة العربية الذي سعى إلى تهجير البادية وتوطينها في الهجر ونقلها من حياة البداوة والتنقل إلى حياة الاستقرار فاقتطع هجراً لكل قبيلة وعشيرة وفخذاً من تلك القبائل ليستقر فيه ويترك حياة البداوة والانتقال إلى نقلة كبرى بعد ظهور النفط ورجوع أغلب القبائل إلى ديارها واستقرارها فيه وهذا ما نعيشه اليوم ونراه .. أما بالنسبة لقبائل عنزة لو قرأنا أحداث القرن الحادي عشر هجري إجمالاً وجدنا أنها هي المسيطرة فيه كذلك ما قبل ذلك من منتصف القرن التاسع الهجري ، وعند دخولنا للقرن الثاني عشر الهجري نجد بالإضافة إلى تلك الأخبار التي ذكرت عن القحط والجدب وأسباب شظف العيش ما دعا قبائل عنزة للهجرة هو سبب ثانٍ وهو ظهور الدولة السعودية الأولى التي بدأت في العقد السادس من القرن الثاني عشر الهجري إثر مبايعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأمير الدرعية الإمام محمد بن سعود على نصرة الحق والدعوة إلى دين الله ، وقمع القبائل عن غزوها لبعضها وأخذ الزكاة منهم ، وتطبيق مذهب السلف الصالح ، وكانت قبائل عنزة من مؤيدي هذه الدعوة ولم تخالفها ولكنها في نفس الوقت لم تكن لترضخ لهذه الضغوط ما جعلها تهاجر إلى الشمال إضافة إلى القحط هذا السبب ولم تكن تعاون المحتلين والدخلاء على الجزيرة العربية من قوة سياسية أخرى كالعثمانين ، وما ذكر في المصادر لبعض فخوذ عنزة ممن عاونت والي مصر العثماني لم تكن إلا مجبرة بسبب الضغوط والأحداث تؤكد ذلك ، وسيأتي إيضاح ذلك في موضوع مستقل ولا نريد الخروج عن موضوعنا الأساسي وهو الهجرة.. هذا بالنسبة لما ذكر من بعض سنين الجدب والقحط والأمراض والاؤبئة التي أرخت بالمصادر لبعض المؤرخين وذلك للدلالة على وجود القحط الذي ينكره الكثيرون .. وسنوضح هنا ما هو تعريف النجعة وراء الماء والكلاء والذي يجهله الكثيرون ممن لا يعرفون أسباب الهجرة جيداً .. يقول المؤرخ الدكتور جبرائيل سليمان جبور في كتابه البدو والبادية صفحة 242 : النجعة وراء الماء والكلاء : إن من شروط البداوة التنقل . وليس هذا التنقل هواية أو عادة ، ولكنه أمر فرضته حياة البادية .
ذلك أن الماء أولا يكون في بعض الغدران والخبرات ، فلا تكاد تنزل عنده قبيلة ويردونه حتى ينقطع ويجف الغدير أو تجف الخبرة ، ويضطر أهل القبيلة إلى النجعة إلى مكان آخر فيه مياه . كذلك قد يكون في البقعة التي تحيط بمضاربهم لمسافة بعض كيلو مترات مراع تكفي إبلهم بضعة أيام ، فإذا انقضت هذه الأيام أتت الإبل على النبت الذي فيها ، وأضطر البدوي إلى أن يطلب المراعي لإبله في مواضع أخرى .
وهذا وحده يفسر ارتحال البدو من موضع إلى موضع في البادية . والواقع أن النبت قليل متفرق فلا يكاد ينزل فريق من البدو في بقعة حتى ترعى الإبل هذا النبت فينتقلون إلى مراع أخرى . وقد تمر سنوات متتابعة يكاد ينعدم المطر فلا نرى أثراً للخضرة في أكثر بقاع البادية .
وتعيش إبل البدو في هذه الحال على بقايا القليل من النبات اليابس المتخلف من السنين السالفة ، وتهزل فيموت كثيرٌ منها . وقد تضطر القبيلة إذا انقطع الكلاء في مراعيها إلى أن ترتحل إلى أراضٍ بعيدةٍ عن الأراضي التي تخصها ، أو تألف النزول بها ، وفي مثل هذه الحالة كانت في الأزمان السابقة للحرب الكبرى الأولى تغزو الأراضي التي تجد فيها مراعٍ فتشارك أهلها أو تجليهم عنها وتحلها.. ولا يبقى البدوي عموماً في بقعة واحدة زمناً طويلاً حتى في مواسم المطر والخصب وفي الأراضي المرعة ، فإن الإبل قد تفسد المرعى إذا كان مجالها محدوداً فينتقل البدوي إلى أرض أخرى تكون بكرا ً من حيث المرعى ، ويستمر في التنقل من بقعة إلى أخرى.
أما النجعة الكبرى إن جاز التعبير فهي في مواسم الشتاء والصيف ، فترى البدو بوجه عام يتركون البادية في الصيف عند اشتداد الحر وانقطاع المياه وينتظرون حتى تسقط الأمطار في موسم الخريف وتمتلىء بعض الغدران والخبرات في البادية فيأخذون بالعودة إليها .
ولكل قبيلة ديرة أو مناطق معروفة يتنقلون بين أرجائها طيلة موسم الشتاء والربيع . ومهما يكن من أمر فإن القبيلة عند تقريرها على انتجاع أرض جديدة لا تنتقل إليها قبل التأكد أن الماء والكلأ فيها خير مما هما في الأرض التي يحلونها ، ولهذا فترى الشيوخ ترسل رواداً قبل الانتجاع يرتادون لها الأرض . وكثيرا ً ما تستعين القبائل الكبرى بالصلبة حين تكون النجعة إلى أرض بعيدة فيأتونها بالأخبار عنها وعن كلئها ومائها... أما عن الحياة في نجد وظروف المعيشة والمناخ : والحياة في نجد بسيطة في متطلباتها بعيدة عن الترف ومستوى المعيشة بين الكفاف ، وأدنى منه ،وسد الرمق ، والكثيرون يعانو شظف العيش ، والمطر عنصر أساسي في الحياة ، فإذا قلت الأمطار أو أنحبست أجدبت الأرض وأصاب الناس القحط والجوع، نتيجة شح المواد الغذائية الضرورية وارتفاع أثمانها ، فيموتون من الجوع ومن الأمراض التي تنتج عن نقص التغذية ، وإذا نزلت الأمطار أخصبت الأرض وانتعشت الحياة الاقتصادية. فنزول الأمطار وانحباسها ، له أثر مباشر في حياة الناس ، فإذا شحت الأمطار أو انعدمت هلكت الأموال وانقطعت سبل وأصاب البلاد الجدب وانتشرت المجاعات مما كان سبباً في موت بعض الناس ، وجلاء أهل نجد عن بلادهم.. المصدر – صفحة 44 – تاريخ ابن عباد ويقول ابن ربيعة في مقدمة تاريخه : وكثيراً ما كانت أزمات القحط والجدب سبباً في جلاء أهل نجد عن بلادهم وهجرتهم إلى العراق أو الشام ..
المصدر – صفحة 41 – تاريخ ابن ربيعة
• تقول الليدي آن بلنت في كتابها (رحلة إلى بلاد نجد ) ما نصه صفحة 285 : قلة الكلأ في نجد.. وقد اختفت (عنزة) من نجد ، لقد شرعت في الهجرة شمالاً منذ حوالي مائتي عام وقد استمرت منذ ذلك الحين ، تنتقل في هجرات متوالية ، حتى هجروا جميعا منازلهم الأصلية .. انتهى كلام الليدي..
• ويقول أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام صفحة 66،67: وهجرة العرب البدو من جنوبي الجزيرة العربية وأواسطها إلى بوادي العراق والشام ومصر، وإنسياحهم فيها كان يحصل على هيئة موجات تتابع ورودها منذ آلاف السنين ، ولا يزال حتى يومنا هذا ، وتعزى هذه الهجرات إلى أنه في كل قرن أو قرنين يزداد عدد سكان تلك الديار العربية ، وتضيق بوفرة مواليدها فتصير مواردها ومعاطنها غير كافية لسد الحاجة ، أو تتبدل الظواهر الجوية فيها وتتحول الشروط الإقليمية ، فلا تعد المعيشة سائغة ، كما جرى في مشارق اليمن وأدى إلى انحطاطه وزوال دول المعينيين والسبأيين والحميريين منه ، أو تأتي أعوام قحط جائحة ، فتضطر موجة من القبائل إلى أن تنزح نحو الشمال، وتزحف وتفتش عن بقاع أمرع وبراري أوسع ، فلا تجد ذلك إلا في أطراف العراق والشام ومصر المسماة بالهلال الخصيب ، فالموجة القادمة منها إذا وجدت أمامها عشيرة سبقتها في الهجرة تسعى لدفعها واحتلال مكانها بالقوة والغلبة أو بالاتفاق والانضمام ، فإذا ظفرت تضطر السابقة المغلوبة إلى مزاحمة الأسبق والأضعف منها .
وهكذا يزحم المتأخر المتقدم ، ويدفع القوي الضعيف كل في دوره ، وينازعه منزله ومرتعه ، وكلما فرغت البادية من موجة من سكانها البدو واحتوتهم المعمورة ، تأتي موجة جديدة من صميم الجزيرة العربية فتملأ الفراغ وتحل مكان من هجروا البداوة وتحضروا ، وهكذا دواليك والأمثلة على ذلك كثيرة ، تراها في عشائر شمر وعنزة التي جاءت على هيئة موجات وزاحمت (عربان الديرة) في بادية الشام بعد أن كان عربان الديرة هي السائدة المنفردة في هذه البادية، وقد استولت عليها من عشائر أقدم منها تحولت عن البداوة وذابت في بوتقة الحضارة ..
• ويقول أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ص 108 ما نصه: وكانت طلائع عنزة (الأحسنة والولد علي) قد خرجت بعد شمر في حدود سنة 1112هـ من شمالي الحجاز وبلغت وادي السرحان ، ثم أطراف البلقاء واشتبكت مع عشائر هذه الأنحاء (السرحان والسردية والفحيلية وبني صخر) وكان هذا التحالف يسمى حلف الشمال فهزمته عنزة .. أما الأحسنة فاستمرت في سيرها نحو الشمال وبلغت أنحاء حمص وحماة في حدود 1171هـ ودحرت الموالي نحو منازلها الحالية في العلا (شرقي قضاء المعرة )، ثم صارت تزاحم شمر على المراعي والمناهل الشرقية في أنحاء جبل البشري وجبل العمور ، فاضطرت شمر إلى أن تعبر الفرات في عهد رئيسها فارس الجرباء ، وتستقر في الجزيرة ..ثم توالى قدوم بقية عشائر عنزة ... فهجرة بني خالد وشمّر وعنزة والعقيدات في القرن 11 و 12 و 13 كانت آخر الهجرات البدوية الكبرى على أن هجرات صغيرة ما برحت تقوم بها بعض ذيول قبيلتي شمر و عنزة العظيمتين وتتوالى بين ذهاب وإياب ، كما عملته أخيراً فرقة الولد سليمان من عنزة فقد كان هؤلاء آخر من نزح ووافي بادية الشام ، ثم على إثر حادث سوف نذكره في بحثهم رجعوا إلى نجد ، وكذلك عملت بعض فرق العبدة وسنجارة وأسلم من قبيلة شمر ، فقد كان هذه الفرق متخلفة في نجد فجاءت تلتحق بفرقها الأصلية الضاربة في الجزيرة الفراتية.. ويقول أحمد وصفي زكريا أيضاً في كتابه عشائر الشام صفحة 358 : إن مواطن عنزة في الأصل بين أواسط نجد وشمالي الحجاز ، وكانت عنزة قد احتفظت بالسيادة بعد أن طردت قضاعة من ديار العرب في عهد سابق ، وفروع عنزة الآن كثيرة وقد انتشرت في سائر البلاد العربية واستقرت منها أقسام منها في الشام والعراق ونجد وشمالي الحجاز ، ومنها فروع تحضرت واستقرت في بلاد معينة من نجد وساحل خليج البصرة ، وأكثر عنزة ما زال على بداوته الصرحاء مثل الرولة والمحلف والولد علي والعمارات والسبعة والفدعان وولد سليمان والاحسنة ، وبعضها أنتقل إلى حياة الحضارة ، ففي نجد وساحل الخليج ثلاث عائلات حاكمة من أصل عنزي ، آل سعود في نجد وآل صباح في الكويت وآل خليفة في البحرين..
• وذكر في نفس الكتاب عشائر الشام لوصفي زكريا صفحة 361: كانت عنزة بين الحجاز ونجد في شمالي وادي الرمة من جنوبي غرب تيماء وحتى خيبر ، وكان يحاددها من الشمال عشيرة بني صخر ، فأدى هذا الجوار إلى عداء شديد بين الفريقين ظهر أثره في الحوادث التي أعقبت خروج عنزة من مواطنها إلى الشام .. وكانت هجرة وفود عنزة إلى بلاد الشام طبيعية وبسبب الجدب والضيق وبالتتابع على مثال الهجرات البدوية العديدة والتي سيلها لم ينقطع..واختلفت الأقوال أيضاً فيمن كان أول عنزة في القدوم إلى بلاد الشام والغالب أنها الأحسنة وولد علي ، ثم بعد مدة لحقتها عشائر الفدعان والأسبعة والعمارات وآخر من جاء الرولة.. ويقول في تاريخ شرق الأردن وقبائلها: إن عنزة حينما جاءت مرت شمالاً في طريقها بالجوف ،فاصطدمت بالسرحان إحدى عشائر الشام القديمة ، وقد كانت السرحان نزحت من حوران على إثر حربها مع السردية وانكسارها ، وجاءت قبيل ذلك وتديرت الجوف .
فدحرت عنزة السرحان وبني صخر الذين هرعوا إلى نجدتها بحكم عداوتها القديمة لعنزة ، ومازالت حتى أخرجت السرحان من الجوف ، وأكرهتها على الرجوع إلى حوران عدا نفر قليل منها لا يزال لهم هناك أعقاب.. وبعد أن مكثت طلائع عنزة في الجوف زمناً يصعب تحديده ، رأت أن الجوف يضيق بها ولا يكفيها ، فاستأنفت زحفها نحو الشمال، وبلغت براري البلقاء وحوران ، وهناك اصطدمت بعشيرة السردية إحدى عشائر الشام القديمة أيضا ، وكان للسردية شيخ يدعى المحفوظ السردي ، له سطوة ورفعة كبيرتان ، وجرت معركة حاسمة في جوار المزيريب أسفرت عن اندحار المحفوظ وحلفائه (أهل الشمال) وتفرقهم في فلسطين وغور بيسان وبذلك انتقلت إلى عنزة سيادة البلاد الممتدة في شرقي دمشق وحوران إلى البلقاء ووادي السرحان والجوف وقد وقع انتصار عنزة هذا على المحفوظ السردي في حدود سنة 1164هـ ...
وكان السردية في تلك الحقبة زعيم حلف بدوي مؤلف من عشائر تدعى (أهل الشمال( هي السردية والعيسى والفيحلية وقد ظل هذا الحلف الرباعي ضعيفاً متفكاكاً بعد أن صدمته عنزة حتى أواخر القرن المذكور ، حينما تولى قيادته مشايخ بني صخر الذين صاروا أقوى عضو فيه ، فبعد أن استعادت هذه العشائر مكانتها الأولى بهذا التحالف ، أخذت تتحدى عنزة وتغير على مواشيها وتكرهها على مغادرة براري شرقي الأردن ، وكانت الحرب سجالا فيما يظهر ، ودامت إلى أواخر القرن الثاني عشر ، والجموع التي تقاتل عنزة وتكرهها كانت تستعين بشيعة جبل عامل أيضاً ، وعشيرة عنزة التي كانوا يقاتلونها هي الأحسنة و الولد علي القادمتان في قيادة آل مزيد أي آل ملحم شيوخ الأحسنة ، فقد جاء مقال عنوانه ( جبل عامل في قرن من سنة 1167هـ إلى سنة 1247هـ) منشور في مجلة العرفان الصيداوية ( المجلد 28 ) عبارة خلاصتها أنه في ربيع الأول سنة 1193هـ ركبت خيل المتاولة أجمع من الصقر والسردية وبني صخر على رعية ( فاضل المزيد ) فالتقى الجمعان ، فقتل شيخ المتاولة ، وسلبت عنزة جميع خيولهم ، وما ألقت عليهم شيئاً يستر أبدانهم ، فمات معظمهم من البرد ، ويبدو أن النصر حالف عنزة في آخر الأمر فزحفت ولد علي نحو حوران والجولان ، واتخذت لنفسها منازل ومقايظ ، وزحفت الأحسنة شمالاً وبلغت ديرة الشنبل حيث المجال أوسع والمرعى أخصب ، ولما بلغت الأحسنة ديرة الشنبل في حدود سنة 1171هـ على ما يظن اخترقت حد قبيلة الموالي ونازعتها على مناطقها وأكرهتها على الجلاء عن مواطنها القديمة في أنحاء سلمية ، وعلى التراجع نحو ناحية العلا حيث استقرت فيها حتى يومنا ، كما نازعت بقية عشائر ديار حمص وحماة وأخضعتها وفرضت عليها الخوة ، ثم توالت أمواج عنزة المتدفقة ونعني بها عشيرتي الفدعان والسبعة ، وقد احتلتا براري حماة وحلب وقد عجز ولاة الترك في تلك الحقبة عن صد هذه الحركات الخطرة ، فأصبحت عنزة سيدة بادية الشام دون منازع ، حتى وادي الفرات وأطراف العراق ، وأخلت بالأمن وشلت كل عمل في التجارة والنقل ، ومنعت كل عمران في القرى الشرقية..

يتبع في حلقه قادمه .


















توقيع : عساف دخنان



عرض البوم صور عساف دخنان   رد مع اقتباس