إلغاء المركزية يبعث الاطمئنان.. والاستعدادات تسبق موسم الحصاد
قلق اختبارات الثانوية يرفع «الطوارئ» داخل المنازل
منال الصالح- الاحساء، مريم المليجي- عبدالله آل قمشة- بيشة، سلمان الضباح- بريدة، عبدالخالق الغامدي- الباحة
قلق وتوتر وترقب يصاحب الأيام السابقة لاختبارات الثانوية العامة في كل عام.. مع رفع حالة الطوارئ والاستنفار داخل كافة البيوت والأسر.. سعياً لضمان النجاح والتفوق الذي يؤهل الطريق نحو مواصلة الدراسة الجامعية للأبناء والبنات. وفي المدن الكبرى تخلو الشوارع ويلزم الجميع بيوتهم ليكونوا بجوار ابنائهم في حين تكثف ادارات التربية والتعليم من استعداداتها لتهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح الاختبارات امام الطلاب والطالبات. "عكاظ" رصدت هذه الاستعدادات والأجواء المحيطة بها وآراء المختصين حول تفادي نوبات القلق والتوتر بجانب الوقوف على فرص القبول في الجامعات لهذا العام.
استعدادات الأسر
بداية يقول ابو محمد ان الآباء والأمهات في هذه الفترة بالذات في حالة طوارئ واستعداد كامل لتهيئة المنزل واشاعة الهدوء والاستقرار داخله وتحفيز الأبناء وتشجيعهم على المذاكرة باعتبار ان المرحلة الثانوية من المراحل المصيرية لمستقبل الطلاب والطالبات.. مشيراً الى ان الجميع يتأزم في هذا الموسم ويعيشوا في لحظات من التوتر والقلق.
التهيئة النفسية
وتذكر أم علي انها تستعد لاختبار أبنائها منذ ان تبدأ المراجعات لدروسهم.. وقالت: أهيئ نفسي للوقوف بجانبهم بعدم الخروج من المنزل إلا عند الضرورة القصوى حتى يطمئنوا بأنني بجانبهم وأترقب نجاحهم وتفوقهم.
وتضيف أم عبدالعزيز بأنها تحفز أبناءها بتنظيم أوقات مذاكرتهم ونومهم وأكلهم وتأمين كل وسائل الراحة لهم داخل المنزل كما تبعث في نفوسهم الطمأنينة بالتشجيع والعبارات المحببة اليهم.
أسباب وعوامل القلق
مظاهر الخوف والقلق التي تسعى الأسر لتبديدها من أبنائها وبناتها لها أسباب كما يقول بذلك الطالبات زينة الدوسري وبدرية البيشي ونجلاء البيشي اللاتي اتفقن على ان مما يزيد الطين بله ان بعض المدرسين والمدرسات والمسؤولين يزرعون الخوف في قلوب الطلاب وبعض اجهزة الاعلام تشير الى ذلك دون ان تحاول من تخفيف حدة القلق والخوف لدى الطلبة وتهيئتهم وتهدئتهم بحيث يكون اقتراب الامتحانات امر طبيعي يمر به كل فرد على مقعد الدراسة ولا يستوجب سوى الجد والاجتهاد والتوكل على الله من الطلبة.
زينة الدوسري طالبة متفوقة في المرحلة الثانوية تقول: للأسف ما نراه العكس سواء في مدارسنا او مجتمعاتنا وما تنقله بعض وسائل الاعلام فهم يثيرون الرعب لدينا باقتراب موسم الامتحانات اذ ان البعض للأسف يلجأون الى ترهيبنا وتخويفنا من صعوبة المادة ذاتها.. بأنها دسمة وغثة وصعبة الفهم.
احدى المعلمات ارهبتنا من مادتها رغم اننا نراها سهلة وممتعة والاخرى على عكسها رغم اننا نراها صعبة ومعقدة الا ان معلمتها حببتنا في المادة ذاتها بطريقة مشوقة وممتعة. واضافت: هذه رسالة أوجهها لكل من يهمه امرنا بدون استثناء (عليكم بترغيبنا لا ترهيبنا) كذلك نحن الطالبات نحتاج وقت الاختبار داخل الفصول الى الهدوء وعدم الصراخ علينا فهناك من تسدي علينا النصائح التي لا فائدة من اغلبيتها وهناك من تزعجنا بصوت حذائها العالي وهناك من تقف على رؤوسنا لعدة دقائق لا مبرر لها في حين نحن نحتاج الى تهدئة النفوس عند ساعات الخوف والقلق اما عند تناول المنبهات فهذا شيء لا بد منه ولكن نصيحتي الطلاب والطالبات بعدم الادمان عليها أي الافراط في تناولها.
الغاء المركزية
أما نورة سيف وحسناء احمد ومها العامري طالبات بالثانوية العامة فيقلن هذا العام مطمئن ومبشر بمعدلات مرتفعة بإذن الله فإلغاء مركزية الاختبارات ما هو سوى الغاء للقلق والخوف والارتباك والدموع التي كان يمر بها جميع طلاب وطالبات الثانوية العامة. واضافت مها بقولها على الطلاب التوكل على الله والاجتهاد والاستذكار.
واتفقن جميعهن على ان الغاء مركزية الاختبارات هذا العام سيصب في مصلحة الطالب والطالبة وسيساعد في الحصول على نسب جيدة تؤهل الجميع للدخول في الجامعات والكليات.
نصائح مهمة
المعلمتان جملاء محمد العامري وصافية العامري تنصحان جميع الطلاب والطالبات بعدم الخوف والارتباك والقلق من الاختبارات ودعتا الى تنظيم اوقات استذكارهم وجعل فترات راحة بينها لا الضغط الزائد والمرهق على انفسهم.
والنوم مبكراً والافطار لأنه يساعد على التركيز.. مشيراً الى ان كثير من الطالبات تصيبهم نوبات صداع واغماء بسبب الارهاق وعدم التغذية السليمة.
تهيئة الأجواء
أما على صعيد الاستعدادات في الادارات التعليمية بالمناطق المختلفة فقد اكد مديرو التعليم والمسؤولون على اكتمالها بتهيئة القاعات والتنسيق مع المرور لضمان انسيابية الحركة ذهاباً واياباً بهدف ايجاد اجواء مناسبة لراحة الطلاب والطالبات حتى يؤدوا اختباراتهم بطمأنينة وهدوء.
وأكد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم انه تم وضع الاحتياطات اللازمة لتسهيل اجراءات وصول وخروج الطلاب وتطويق أي ظواهر مخالفة كما انه على جودة الأسئلة بمراعاتها للفوارق الفردية بين الطلاب.
وأشار مدير عام تعليم البنين بالباحة مطر رزق الله الزهراني ان اكثر من 130 مشرفاً تربوياً سيقومون بالاشراف على اختبارات "6" آلاف طالب بالثانوي بالقسمين العلمي والأدبي ومتابعة الاختبارات بدقة.