نواكشوط: اعتقالهم صدمة واتفاقية أمنية وشيكة مع المملكة
الموقوفون الموريتانيون استخدموا المساجد للتغطية على أنشطتهم

عبدالله العريفج - الرياض
تكشفت تفاصيل مثيرة في شأن الموقوفين الموريتانيين السبعة الذين اعتقلتهم قوى الأمن في سلسلة عمليات أمنية طالت "520" من المنتمين للفئة الضالة منذ بداية العام الجاري. وعلمت "عكاظ" أن الموريتانيين استغلوا المساجد من خلال عملهم كأئمة ومؤذنين في الرياض والمنطقة الشرقية برغم انهم قدموا للمملكة بتأشيرات سائقي منازل بهدف التغطية على أنشطتهم المشبوهة باعتبارها وسيلة للتغلغل في وسط المجتمع السعودي منذ سنوات خصوصا فئة الشباب باستغلال عاطفتهم الدينية. والموريتانيون السبعة أعضاء في ما يسمى بخلية النفط وهي شبكة كانت تخطط لشن هجمات تستهدف منشأة نفطية ومبنى مباحث الخفجي بسيارات مفخخة.
زعيم الخلية
ويرجح ان يكون زعيم خلية النفط "موريتانيا" تمكنت قوى الأمن من القبض عليه في المنطقة الشرقية بينما ألقي القبض على الموريتانيين الستة في مدينة الرياض وان عمليات القبض بحسب "مصادر عكاظ" تمت قبل أكثر من شهر كلٍ على حدة في عمليات أمنية سلسة أنجزت بهدوء مبينة ان عوائل ثلاثة منهم كانت مقيمة في المملكة وغادرت البلاد قبل فترة.
وإلى جانب التخطيط لشن هجمات تستهدف منشأتين نفطية وأمنية شرق البلاد فقد اتضح شروعهم في نشر الفكر التكفيري ضمن الأوساط التي يختلطون بها وقيامهم بجمع التبرعات وإرسالها للخارج بطريقة غير نظامية وقد ضبط مع زعيم الخلية رسالة من الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري يحثه فيها على جمع الأموال وأنه سيقوم بتوفير الأفراد له من خلال من وصفهم بالمجاهدين الذين سيفدون من العراق وافغانستان وموريتانيا لاستهداف منشأة النفط ومقاتلة قوى الأمن.
اتفاقية أمنية
وكشف القائم بالاعمال الموريتاني في المملكة محمد ولد أحمد في اتصال هاتفي مع "عكاظ" أن الرياض ونواكشوط بصدد التوقيع على اتفاقية أمنية ثنائية تنظم مجالات التعاون الأمني بين البلدين مفيداً ان بلاده ابلغت المملكة عبر سفيرها بالرياض قبولها المقترحات السعودية لبنود الاتفاقية خلال لقاء جمع الاخير بسمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وأعرب ولد أحمد عن صدمته الكبيرة بوجود عناصر من جنسيات موريتانية قبض عليها ضمن حملة الاعتقالات الامنية التي طالت "520" من المنتمين للفئة الضالة.
وقال "ان يوقف موريتاني من قبل أجهزة الأمن لمخالفته انظمة الاقامة والعمل فهو أمر طبيعي لكن ان يوقف بسبب انشطة مشبوهة فهو صدمة لنا".
ويقيم في المملكة ما يزيد على الـ "22" ألف موريتاني يرتكز معظمهم في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة يمارسون حياتهم اليومية ووظائفهم مثل بقية المقيمين في المملكة.
ونوه القائم بالاعمال الموريتاني بالرعاية والاهتمام اللذين يجدهما رعايا بلاده في المملكة ممتدحاً الانجازات الأمنية غير المسبوقة التي حققتها قوى الأمن السعودي في مكافحة الارهاب وملاحقة عناصره من خلال الضربات الاستباقية التي حققتها الأجهزة الأمنية.
أول المطلوبين
ولم يكن ظهور الموريتانيين السبعة مفاجئاً لقوى الأمن في المملكة إذ سبق أن أعلنت وزارة الداخلية يوم "28" يونيو عام "2005"م لائحة ضمت "36" مطلوباً امنيا بينهم الموريتاني عبدالله ولد محمد سيدي البالغ من العمر حينها سبعة وثلاثين عاما وكان مقيماً مع والديه في المملكة التي غادرها فجأة عن طريق جدة - تونس - نواكشوط بعدما تأكد أنه مطلوب للامن السعودي رغم ان اسمه لم يكن مدرجاً كمطلوب أمني عام 2003م.
ويتمتع الانسان الموريتاني بجاذبية وبراعة في اتقان اللغة العربية الفصحى وهو ما أعطى الموقوفين السبعة قبولا أكثر وسط المجتمع فهم ينتمون لبلد المليون شاعر.