5000 موقع مشبوه تستهدف صغار السن من خلال ترويج الادعاءات الباطلة
متخصصون يفضحون أساليب الفئة الضالة في استمالة الشباب عبر «النت»
عكاظ - جدة
كشف عدد من الموقوفين الامنيين عن طبيعة علاقتهم بالفئة الضالة وارباب الفكر المتشدد وكيف ساهمت الشبكة العنكبوتية "الانترنت" من خلال ما يسمى بالمواقع الجهادية في استمالتهم تجاه الفكر الضال. واوضحوا في اعترافات بثتها القناة الاولى مساء امس من خلال برنامج همومنا ان علاقتهم الفكرية بالارهابيين والمتشددين بدأت تدريجيا من خلال بعض المواقع الالكترونية التي كانت تروج لنفسها على انها تدافع عن حقوق المسلمين في انحاء العالم.
وناقش البرنامج الذي عرض اعترافات عدد من الموقوفين بما فيهم احدى الفتيات المتأثرات بالفكر الضال ناقش خطورة المواقع الالكترونية المتطرفة واسباب وظروف انتشارها وتكاثرها بشكل مثير حيث اشار مقدم البرنامج ان عدد تلك المواقع عام 1998م لم يكن يتجاوز 12 موقعا فيما وصل عددها الان وفق دراسة حديثة الى اكثر من 5000 موقع متطرف. كما ناقش البرنامج مع ضيفيه الشيخ صالح بن عواد المغامسي امام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة والدكتور فايز الشهري الباحث في استخدامات الانترنت ورئيس تحرير مجلة البحوث الامنية ناقش معهم انجع السبل لحماية مستخدمي النت من كافة شرائح المجتمع الذين قد يصل عددهم الى اكثر من خمسة ملايين مستخدم وحول الية مراقبة تلك المواقع المتطرفة واجهاض خطرها في مراحل مبكرة.
البرنامج الذي استمر زهاء النصف ساعة استضاف عبدالله البليهد والد
"ماهر" احد الشباب المعتقلين في العراق والشاب ابو سعود الذي روى تفاصيل تجربته الشخصية في استخدام شبكة الانترنت.
سلوك شخصي
وقد تحدث الشيخ صالح المغامسي امام وخطيب مسجد قباء عن طبيعة الباحثين عن العلم الشرعي في الانترنت وخصائص كل شريحة منهم بقوله:
الذي استطيع ان اقوله أنه لايستطيع احد ان يمنع الناس من استخدام الانترنت لان الانترنت شيء يتعلق بشخصيتك داخل منزلك وليس لاحد في الغالب سلطان عليك داخل منزلك واصبح وسيلة اعلامية ايضا ولكنه هو شيء يستخدم في اسلوب شخصي والاشياء الشخصية لايمكن لاحد ان يكون له سلطة عليها ولكن نحن نحاول ان نستمد من الشرع كيف نتعامل مع هذا الجهاز. هذا الذي يستطيع ان يقوله أي احد ينتسب الى العلم الشرعي، اما اترك او افعل فهذا امر بعيد صعب لا يمكن تحقق وقوعه ليس العاقل من يتكلم في امور خيالية لكنني قبل ان ابدأ معكم -اذ اذنت- سأضرب المثل الذي يقوم على ركيزة ان الاشياء مرهونة بوقتها وان الانسان اذا كان ينظر لها نظرة بصير لاتستدرجه العواطف ولا البيئة.
الدمل والرؤية
وأضاف الشيخ المغامسي جاء رجل الى محمد بن سيرين وكان يفسر الاحلام فقال ايها الامام رأيت انني آكل "30 تينة" تعرفون التين "30 تينة" فالامام فكر قليل ثم قال: لا ارى في رؤياك الا انك تجلد "30 جلدة" فالرجل الذي يتلقى لم يجد ربطا بين اكل التين والجلد فلما ذهب قدر له ان يغتسل في سطح منزله -هذا في زمن بني امية - ثم نزل الماء مع الميزاب فجاء احد ذوي الجاه فأمر بجلده لانه تأذى من الماء فجلد "30 جلدة" بعد فترة نفس الشخص رأى انه يأكل "30 تينة" فذهب الى ابن سيرين وقص عليه الرؤيا قلب كفيه وقال ارى انه سيظهر فيك دمل "جراح" ثم لا تلبث ان تبرأ فالرجل تعجب رغم ان الرؤيا واحدة والتعبير اختلف، ذهب الى بيته وبعدها بأيام ظهرت فيه جروح "دمل" ثم ذهبت بعد فترة ليست بالبعيدة قريبة من الرؤيا الثانية رأى انه يأكل "30 تينة" لما رأى انه يأكل "30" تينة" ذهب الى الامام لانه ليس عنده احد غيره فسأله قال ارى انك ستهدي مالا ثلاثين درهما في هذه الاشياء، وقدر له ان يغنم "30 ديناراً" جاءته هبه، فالرجل ذهب بالدنانير الى ابن سيرين قال له خذها خذ ما تشاء ولكن اخبرني كيف اولتها؟
هنا نأتي ان الانسان ما يكون محكوماً بأثر يكون محكوماً بعلم بعقل قال: لما جئتني في الاول قلت لي اني آكل "30 تينة" هذا ليس وقت نضج التين فلم يجيء في ذهني الا ان عراجينها اغصان بها تضرب فعلمت انك تجلد ولما جئتني في المرة الثانية كان التين في بدء نضوجه لكنه ليس قابلا ان يطعم "ان يؤكل" فأولتها انها جراح فلما جئتني في المرة الثالثة كان زمن الصيف وكان اوان "نضوج التين فأولتها انها غنيمة.
الشاهد من القصة كلها ان العلم بواقع الحال وبواقع الايام هو الذي اعان ابن سيرين أن يعبر، كذلك الانسان قبل ان يدخل هذه المواقع يجب ان يستصحب اموراً اولها النور من الله "ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور" والصالحون لا يطلبون من ربهم اكثر من امرين في الدنيا رزقا يكتفون به ونورا يهتدون به.
انجع السبل
فيما تحدث الدكتور فايز الشهري عن شخصية مستخدمي الانترنت ومدى استيعابهم بشرائحهم المختلفة للموضوعات المطروحة وقابليتهم للاستجابة للأفكار بقوله:
المستخدم العادي لايختلف عن أي مستخدم لوسائل الاتصال المختلفة سواء كان مستخدما للكتاب أو التلفزيون أو الراديو.
المشكلة هي تأتي مع المستخدم غير العادي الذي يبدا مراحل معينة باستخدام الانترنت والاستخدام الذي يزيد عن وضعه الطبيعي لاستخدامات شبكة الانترنت بألا تتجاوز (10 دقائق) أو ربع ساعة يوميا.
إذا تجاوز هذا الوضع وأصبحت عادة يومية يدخل في مراحل يصبح الإنترنت رفيقاً يومياً قد تشكل كثيراً من قناعاته الفكرية.
والأخطر ليست فقط مجرد مشاهدة وتنتهي هي انغماس تام خاصة عندما يتطور الوضع من استخدام عادي الى انغماس في هذا العالم واندماج مع أعضاء الكترونيين يراهم في خياله ويصور عنهم صوراً مثالية أحيانا خاصة الذين يكتبون في الانترنت عادة يقدمون أنفسهم بصورة جميلة هذه الصورة الجميلة تجعل هذا الشخص معهم تماما وينعزل عمن حوله خاصة أن الانترنت هو مجتمع الشباب في العالم كله وليس في العالم العربي أو في المملكة الانترنت هو مجتمع الشباب وحيث نشأت في حضن الجامعات مجمعات الشباب وانتشرت من خلالهم في المجتمع وهم أغلب سكان هذا العالم الافتراضي.
كما سمعت من الشباب أن الانترنت للتسلية أو للفراغ أو لعدم وجود بدائل وهذه هي الكارثة يجب على المؤسسات الاجتماعية والمؤسسات الرسمية أن تنتبه لهذه النقطة.
لايمكن ان يكون الانترنت وسيلة للتسلية ولا يمكن ان يكون الانترنت وسيلة لقضاء الفراغ. لأن الانترنت ليس فقط وسيلة للترفية.
اندفاع الشباب
وحول اندفاع الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 16 – 25 سنة خلف المواقع المتطرفة التي تبث شيئاً من التحريض وشيئاً من التزوير حتى على مستوى المعلومة الدينية وخطر ذلك على سلوكهم وشخصيتهم قال د. فايز: علماء النفس والتربويون يقولون بأن هذا السن سن العواطف الجامحة يكون الشاب دائما لديه حماس وتوقد ويبحث عن غير المألوف لايريد الخطاب المألوف الذي يسمعه في المسجد أو المنزل أو القناة الرسمية ويبحث عن خطاب غير المألوف وتتزامن مع هذه الشخصية ظروف ضاغطة وأحداث دولية وأحداث سياسية وما الى ذلك نجد هناك اشخاصاً يستثمرون هذه المأسي وهذه الصراعات ثم يذكون هذا الصراع ويبحثون عما يسمى بالإعلام البديل هذه الرسائل تسمي الجهاد فريضة والجهاد ذروة سنام الإسلام وقيمة عليا في دين الاسلام وبالتالي عندما يأتي شخص من هذا المدخل هو لايدخل من باب الباطل وهو لايقول لك اشرب الخمر أو افعل الفاحشة هو يدخل لك من مدخل الجنة ومدخل المكافئ والإنترنت بوسائل التأثير لإسناد ثقافة الشباب واستخدام الوسائط المتعددة وتأثيرات الصوت واستحضار الكرامات والبشائر والأحاديث الضخمة عما يحصل لما يسمى المجاهدين