أوقف في قضية أخلاقية بعد 9 سنوات من هروبه الى اليمن
«قماش» يطيح بـ «أبو شاكوش» قاتل اللويني في القنفذة
احمد الكناني - جدة
بعد مرور تسع سنوات على مقتل المواطن علي اللويني 70 عاما كشف فريق التحقيقات بشرطة محافظة القنفذة غموض الجريمة اثر معلومات تلقاها عن توقيف الجاني الهارب وهو من جنسية يمنية على ذمة قضية اخلاقية بالعاصمة المقدسة تمهيداً للترحيل. وكانت الجهات الامنية بالقنفذة استنفرت طاقاتها من اجل الحصول على أي معلومات تستدل بها على الجناة لكن مخالفتهم لانظمة الاقامة والعمل حالت دون الوصول اليهم آنذاك حيث لم يوجد حينها سوى قطعة قماش قيد بها الرجل المسن ومن ثم رفعت البصمات التي وجدت عليها وسجلت القضية ضد مجهول. وتعود تفاصيل هذه الجريمة التي هزت قرية وادى هارون شرق محافظة القنفذة الى اقدام عدد من المجهولين على خنق رجل مسن كانوا يعملون لدى احد ابنائه وسلب ما بحوزته من نقود بعد ان اجهزوا عليه ثم لاذوا بالفرار الى جهة مجهولة وذلك عام 1420هـ.
جريمة مبيتة
وكان المجهولون يتربصون بالعم علي اللويني بعد ان لاحظوا انه يجمع العمال في قريته ويقيم لهم الولائم بين الحين والآخر انطلاقاً من كرمه المعهود لكنهم بدلاً من مقابلة احسانه باحسان بيت احدهم وقد أعماه الطمع النية لقتله وسلبه ومن ثم شرع في متابعته والتربص به وبعد ان تأكد من ان الرجل يكنز مالاً وفيراً داخل حزام وضعه حول خصره او ما يطلق عليه "الكمر" قرر الاجهاز على المسن للظفر بهذا المال والذي توهم انه سيغير مجرى حياته في حال الحصول عليه.
ساعة الغدر
استغل القاتل نوم اللويني في فناء منزله حسب عادة اهالي القرى آنذاك حيث لم تكن هناك كهرباء وبدأ في التسلل مع عدد من رفاقه الى فراش المغدور ومن ثم اجهزوا عليه خنقاً بقطعة قماش حتى لا يستغيث بمن حوله وعندما فارق الحياة سلبوا حزام الخصر واخذوا ما فيه من اموال قدرت حينها بـ 10 آلاف ريال ثم لاذوا بالفرار في جنح الظلام.
قضية ضد مجهول
استيقظ اهالي القرية في اليوم التالي على الفاجعة التي اشاعت الحزن في ارجاء القرية والهجر المجاورة لها لما عرف عن القتيل من نبل وشهامة.
باشرت فرق التحقيقات مسرح الجريمة لجمع الادلة من خلال الآثار والقرائن وتبين ان الجناة لم يتركوا اثراً سوى قطعة قماش كما شهدت المنطقة في تلك الليلة عاصفة رملية ساعدت في اخفاء آثارهم مما جعل القضية تقيد في مضابط الشرطة ضد مجهول.
لكن رغم ذلك لم تتوقف جهود البحث الجنائي في التقصي عن الجناة وبعد مرور 9 سنوات على الجريمة توفرت معلومات لدى شرطة المحافظة تفيد بوجود الجاني في مكة المكرمة وهو يمني الجنسية وتم توقيفه على خلفية قضية اخلاقية.. وافادت المعلومات انه في انتظار الترحيل الى بلاده.
عندها بدأ فريق قسم التحقيقات بقيادة النقيب بندر القرشي والعريف عبدالله العبدلي واشراف العميد محمد المقاطي ومساعده العقيد حمود الزهراني التحقيق مع المشتبه به الذي حاول الانكار في بادئ الامر غير انه انهار معترفاً بجريمته كما دل على شركائه في الجريمة وقال في سياق اعترافاته انه غادر بعد قتله للويني وانه عاد مرة اخرى باسم آخر غير الذي كان يحمله عند ارتكابه للجريمة حتى لا يفتضح أمره لدى الجهات الامنية.
ابو شاكوش يسلب مسناً
كما اعترف الجاني بقضية اخرى كان المجني عليه فيها مواطن آخر في وادي ثلاثاء الحرم وقال انه قام بمساعدة احد بني جلدته بالاعتداء على مسن بشاكوش ومن ثم ربطه في شجرة في الصحراء لسلب نقوده ثم وليا هاربين.
يشار الى ان خبر القبض على قاتل اللويني اشاع ارتياحاً لدى اهالي القرية واصبح حديث المجالس التي استعاد المشاركون فيها مناقب الفقيد والذي بلغ صيته بحب الخير والكرم احدى القرى اليمنية التي كان يعمل عدد من افرادها لدى المجني عليه.
وذكر عدد من رواد المجالس ان اللويني كان يستضيف عابري الطريق في غرف سكنية هيأها لهم دون مقابل كما كان يقدم لهم الوجبات طوال فترة اقامتهم .
______________________________________________-
يضهر الحق ولوبعد حين