مستنكرين ربط تأخر الرحلات بحالة الطقس: كيف تقلع الطائرات بالبلدان "العاصفة"؟ .. مواطنون غاضبون من مستوى "السعودية" يطالبون الملحم باستبدال "الأجزاء التالفة في سيارته"
الرياض (سبق) تقرير :
هدد مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم , قبل أسابيع, بفرض غرامات مالية فورية على المسافرين المتخلفين عن الرحلات لعدم التزامهم بإبلاغ "السعودية" عن إلغائهم للسفر, وهي خطوة رآها مراقبون – استطلعت (سبق) آراءهم هاتفيا - جيدة , اذا كانت ستتبع بخطوات تغير الصورة السائدة عن الخطوط, والتي يرون أنها سيئة "بشكل تراكمي".
ورأى المراقبون ان من بين الخطوات التي على "السعودية" ان تتخذها الالتزام بمواعيد الإقلاع وإعادة الرحلات الملغية في بعض المناطق و "إعطاء موظفي الخطوط دورات مكثفة في فن التعامل مع المسافرين, مع التأكيد عليهم بان الخدمة التي يقدمونها للراكب مدفوعة الثمن وليست (صدقة)", حسب تعبيرهم.
وتطرق المراقبون خلال حديثهم لـ(سبق) الى العديد من النقاط "الغير مقبولة" من ناقل جوي مضت عليه عشرات السنين وهو يحتكر واحد من اكبر الأسواق في الشرق الأوسط, حقق خلالها أرباح ربما تكون الأكبر في تاريخ شركات الطيران, مشيرين إلى أن "السعودية" لم تستطع - رغم كل هذه السنين - الخروج "حتى بفائدة واحدة من الاحتكار وهي الخبرة التراكمية" في جميع المجالات المتعلقة بنقل الركاب, مثلين على ذلك بقولهم ان " الفوضى تبدأ في مطارات المملكة مع دخول كل موسم وكأن القائمين عليها يفاجئون بدخول العطل أو الأعياد دون علمهم!!".
كما أكد المراقبون انه في حال تم تطبيق عقوبات على الركاب المتخلفين عن الرحلات, فان على الخطوط ان تقوم بالمقابل بتطبيق عقوبات على "نفسها لصالح الركاب الملتزمين" في حال إلغاء رحلاتها أو تأخرها, كتعويضهم برحلات مجانية او أميال إضافية لأعضاء برنامج الفرسان – وهو ما تطبقه شركات أجنبية- مع الابتعاد عن الأعذار "المخجلة " و "المكررة" مثل حالة الطقس, مبررين طلبهم هذا بقولهم : "لو كانت حالة الطقس هي السبب الفعلي في تأخر الرحلات, لما أقلعت طائرة في بلدان معروفة بتقلب طقسها كبعض البلدان الأوروبية و روسيا وأمريكا , وهي التي تعاني من الأمطار والضباب والعواصف الثلجية طوال العام, مع العلم ان المملكة تعتبر مستقرة مناخيا إلى حد كبير.
إلى ذلك رصدت (سبق) آراء بعض المواطنين في عدد من المدن, حيث اشتكى أحدهم - من جازان- من تقليص عدد الرحلات اليومية الى الرياض من 4 الى رحلتين فقط, وهو ما شكل - حسب رأيه - هاجسا للمرضى الذين يضطرون للسفر برا رغم المسافة التي تزيد عن 1200 كلم.
كما رأى ان الشركات البديلة (ناس و سما) , التي يفترض ان تغطي النقص في الرحلات, تخلت مسؤولياتها , و قلصت رحلاتها الداخلية أيضا , متوجهة إلى الرحلات الخارجية "المربحة".
وقال منزعجا : عندما يحصل مريض على مقعد على إحدى تلك الرحلات, فان "الفرحة لا تتم" بسبب كثرة تأخير وإلغاء الرحلات دون سابق إنذار.
ورأى مواطن آخر من مدينة أبها ان " البؤس المقيم" هو خير وصف لوضع مطار ابها, مشيرا ان اكبر مشكلتين نواجهها تتمثل في "الرحلات الوهمية", او بمعنى اوضح : جدولة ثلاثة رحلات تقلع من أبها في بعض الأيام , وتبدأ من الساعة الحادية عشر مساء تليها رحلة في الواحدة ثم الثالثة صباحا, بينما هي في الحقيقة رحلة واحدة في الثالثة صباحا, ويتم ضم جميع الرحلات التي تسبقها إليها, بحيث تضمن الخطوط أن طائرتها ستقلع وهي "ممتلئة"- حسب تعبيره.
وأضاف ان المشكلة الأخرى تتمثل في السلوك "المخيف" لبعض موظفي الخطوط بابها, حتى ان احدهم , وهو "سوبر فايزر" للأسف , شن حملة شرسة ذات مساء على مواطن اشتكى من تأخر الرحلة لأكثر من 3 ساعات, مبررا تصرفه بان المواطن بالغ في التذمر والكلام, متناسيا ان ذلك المواطن لم يخضع لدورات في السلوك والتعامل, بينما يفترض انه قد خضع لتلك الدورات قبل ان يصبح في هذا المنصب القيادي كمشرف.
مواطن آخر ذكر لـ(لسبق) ان التغييرات التي حدثت في الخطوط والمتمثلة في تغيير مديرها العام لا تكفي طالما ان هناك عقليات ما زالت تعمل "بالنظام القديم", مستدلا على ذلك بقوله : "لو كان لدينا سيارة قديمة ومعظم أجزائها الداخلية تالفة من محرك وتوصيلات وغيرها, وطلبنا من أفضل قائد سيارات في العالم ان يشارك بها في سباق , فهل سيفوز؟, مناشدا الملحم " تغيير الأجزاء التالفة في سيارته".